يُسيطر القلق على الجماهير الجزائرية في أعقاب المستوى غير المستقر للمنتخب الوطني الذي يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا الأسبوع المقبل. ذاتها أمام صربيا في مباراة ودية يوم 3 مارس الماضي. وخابت آمال أنصار “الخضر“ مرة أخرى عندما خسرت تشكيلة المدرب رابح سعدان نتيجة ثقيلة بثلاثة أهداف دون رد أمام منتخب أيرلندا، وهي الهزيمة التي أدخلت الشك في نفوس المشجعين والمتتبعين لشؤون المنتخب من مدربين ولاعبين سابقين، خاصة أن الهزيمة كانت ثقيلة وكان وقعها مشابها للهزيمة بالنتيجة قلق من غياب الأهداف خلال 360 دقيقة ولعل أكبر هاجس يقلق مشجعي المنتخب الجزائري أن هذا الأخير لم يتمكن من تسجيل الأهداف أو تفادي تلقيها منذ مباراته في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام كوت ديفوار، ليعيد بذلك سيناريو مباراته أمام منتخب صربيا الودية حين خسر “الخضر“ بثلاثية نظيفة جعلت المدرب يسارع إلى إبعاد عدد من اللاّعبين خاصة المحليين ويدرج في وقت لاحق أسماء لاعبين جدد ينشطون في البطولات الأوروبية، وقد أبدت الكثير من الجماهير أسفها من خلال حصة “صدى الملاعب“ على قناة “أم. بي. سي“ حيث أبدى الكثير منهم قلقهم من تلك النتائج الهزيلة في المباريات الأربع الأخيرة خصوصا من عدم إمضاء خط الهجوم أي هدف. التفاؤل يسود البعض انتظارا ل “مفاجآت سعدان” وبدا واضحا أن المدرب رابح سعدان لم تكن لديه خيارات كثيرة خلال المباراة الودية التحضيرية أمام منتخب أيرلندا قياسا بالغيابات الاضطرارية لعدد من ركائز المنتخب، حيث خسر جهود مراد مغني الذي أبعد من قائمة 23 لاعبا بسبب إصابته في الوقت الذي لم يتمكن صخرة دفاع “الخضر“ مجيد بوڤرة والمدافع عنتر يحيى ولاعب الوسط حسان يبدة والمهاجم كريم مطمور من المشاركة في المباراة، وهو ما قلل حظوظ المنتخب في التألق أكثر، وهي الأسباب التي رآها البعض موضوعية وتعد من الأسباب الرئيسية لهذه الهزائم المتوالية، وهو ما جعل البعض يقبل بتلك الهزائم على مضض انتظارا لمفاجآت سعدان. المسؤولية ثقيلة على ممثل العرب الوحيد وتزايدت موجة القلق على المنتخب الوطني الجزائري لدى الشارع الكروي في الجزائر مع اقتراب الموعد العالمي، خاصة أن الجميع مقتنع بأن المسؤولية ثقيلة والحمل ثقيل على ممثل العرب الوحيد في المونديال، وقياسا بالعناصر الجديدة التي دعمت المنتخب الوطني فإن الانسجام كان أكبر هاجس على اعتبار أن اللاعبين غير متعوّدين على اللعب مع بعضهم حتى الآن، ورغم ذلك فإن المنتخب الوطني حاول بناء اللعب وصنع فرص للتهديف أهدرها بسبب نقص الفعالية والانسجام بين مختلف أفراده. ضعف الهجوم والدفاع هاجسان في آن واحد في المقابل سجل الفريق بعض الهفوات في الوسط والدفاع ونقص تمويل الخط الأمامي بالكرات وهو ما يعني أن عملا كبيرا ينتظر المنتخب قبل المونديال وبالتحديد خلال المعسكر الحالي في مدينة نورمبرغ الألمانية الذي سينتهي بإجراء مباراة ودية أمام المنتخب الإماراتي أمسية غد السبت هي الأخيرة للمنتخب الجزائري قبل السفر في اليوم التالي إلى جنوب إفريقيا، وفي محاولة منه لرفع معنويات الجماهير وإبعاد الشك والقلق الذي تسرب إلى نفوسها، دافع سعدان عن مستوى المنتخب واعتبر أن النتيجة الفنية لمباراة أيرلندا لم تكن تهمه بقدر ما كان يهمه الأداء الجماعي والفردي، لكن عددا كبيرا من الجماهير أبدى تشاؤما شديدا من هذا الهاجس، لأنّ الأمر لا يتعلّق بالمباراتين الوديتين فحسب بل قبلها كانت مباراتا مصر ونيجيريا في كأس إفريقيا الأخيرة وكلاهما لم يسجل فيهما رفقاء زياني أي هدف والأكثر من ذلك أنهم تلقوا خمسة أهداف. لماذا يُسجل غزال مع سيينا ولا يفعل مع المنتخب!؟ ومن جملة التساؤلات التي طرحها الكثير من الأنصار خلال الحصة هو مشكل اللاعب غزال الذي لعب أساسيا في المباريات العشر الأخيرة للمنتخب لكنه لم يفلح ولا مرة في الوصول إلى شباك المنافسين، والأكثر من هذا أنه بمجرد عودته إلى الدوري الإيطالي وخوضه عددا من المباريات مع ناديه سيينا راح يهز شباك المنافسين، والأدهى من ذلك أنه سجل في بعض الأحيان ثنائية في مباراة واحدة، وهو ما لم يجد له متتبعو “الخضر“ أي تفسير. المشكل في الخطة أم ماذا!؟ وبالرغم من أن المتدخلين خلال حصة “صدى الملاعب“ هم أنصار بسطاء إلا أن كلامهم نابع من تحليل منطقي، فالبعض تحدث عن مشكل غياب الأهداف وقال إن المشكل يكمن في الخطة التي ينتهجها المدرب وليس في المهاجمين، والبداية كانت ب غزال حيث قال بعضهم إن هذا اللاعب كان ينجح عندما يلعب في خطة (3-4-3) أو (4-3-3) في حين أن الخطة التي يلعب بها سعدان فهي دائما (3-5-2) أو (4-4-2) مما يحتم على غزال التواجد منعزلا في الهجوم خاصة في غياب صانع ألعاب حقيقي، لذا يرى كثير منهم أن المشكل في الخطة وهو الطرح الذي كان محل مناقشة في “البلاطو“ خصوصا أنه عرف توافق الكثير من الآراء. سعدان يُحاول الطمأنة ورفع الضغط عن نفسه واللاعبين وقال سعدان خلال معسكر نورمبرغ: “لقد سجلت بعض النقائص في الخطوط الثلاثة وسأعمل على تصحيحها في هذا الوقت الوجيز، ويجب أن نعلم بأننا أشركنا عدة لاعبين جدد وغاب عدد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات“، وهي التصريحات التي يريد من خلالها رفع الضغط عن نفسه أولا وعن لاعبين ككل حتى يدخلوا المونديال بثقة أكبر، وأضاف سعدان في تصريحاته: “كل ما كان يهم هو الوقوف على كيفية أداء التشكيلة، وسجلت كل الملاحظات سواء من ناحية الأداء الجماعي أو بشأن أداء كل لاعب“. وختم سعدان وبصراحته المعهودة متوجّها بحديثه إلى الجماهير وإلى وسائل الإعلام: “دعونا نعمل في هدوء، أنا أدرى طبيعة عملي وأعي جيدا ما أقوم به“. ------------------------ مجلة “أنت“ تصدر عددا خاصا بأمهات “الموندياليين “ وراء كل رجل عظيم امرأة، هذا هو المنطلق الذي تبنته مجلة “أنت“ المخصّصة للنساء، والتي أصدرت مؤخرا عددا خاصا بكأس العالم، ليس عن اللاعبين، ولا مستقبلهم مع أنديتهم بل اقتحمت منازلهم، وحاورت أعز ما يملكون والسبب الرئيسي في نجاهم، وهو دون شك الوالدة. في العدد الجديد لمجلة “أنت“، نجد حوارات مع العديد من أمهات اللاعبين الذين سيشاركون في المونديال على غرار شاوشي، العيفاوي، ڤاواوي... وقد تحدثن عن فلذات أكبادهن، وعن الفرحة التي عشنها لما أنجزه أبناؤهن، وخاصة عن التربية التي لقنّها لأبنائهن والتي جعلت منهم رجال الجزائر.
