سقط المنتخب الوطني، ممثل العرب الوحيد في كأس العالم، أمام صربيا على ملعب 5 جويلية بثلاثة أهداف نظيفة، وأدخل ذلك الكثير من الشكوك في نفسية الأنصار بخصوص قدرة الخضر على تشريف الكرة الجزائرية والعربية والإفريقية كذلك خلال العرس العالمي القادم، حيث أظهرت المباراة عيوب كثيرة من الناحية الجماعية والفردية من خلال غياب خطة واضحة وانسجام بين الخطوط ومجهودات فردية، مما جعل تشكيلة سعدان تتكبد خسارة مذلة ولوأن النتيجة ليس لها معنى باعتبار المباراة ودية، ولكن الناخب الوطني لم يصل الهدف الذي كان يريده في هذه المواجهة وهوتقديم أداء لائق لإمتاع الأنصار الذين حضروا بأعداد غفيرة جدا أدهشت كل العالم، حيث لم يقدم رفقاء زياني ما كان منتظرا منهم وبدوا بعيدين عن مستواهم المعهود. ولكن قد تكون هذه الصفعة في صالح كتيبة سعدان قبل المونديال لأنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمامه لتدارك الأخطاء. سعدان مطالب بإعادة النظر في الكثير من النقاط فالمنتخب الوطني لم يقوعلى مجابهة صربيا رغم أنه لعب على أرضه وبين جمهوره في لقاء كشف للمدرب رابح سعدان عدد من الملاحظات التي يجب أن يأخذها بعين الاعتبار إذا أراد تشريف العرب والحصول على بطاقة مؤهلة إلى الدور الثاني لا سيما أن المنتخب الصربي يعتبر نسخة طبق الأصل عن نظيره السلوفيني ولاعبوه يمتلكون الإمكانات الفنية والبدنية ذاتها، وبات واجبا على سعدان اختيار القائمة النهائية التي ستخوض غمار المونديال، وإيجاد عناصر مختصة في حل اللغز الهجومي الذي كشفته مباريات كأس أمم إفريقيا في أنغولا وتواصل لتأكيد العقم في لقاء سلوفينيا. فعندما يلعب الخضر ثلاثة مباريات متتالية ولا يسجل خط الهجوم ولوهدف واحد فإن ذلك يعني أن هناك خلل في الآلة، فهناك الكثير ممن يرجع ذلك إلى نقص الفعالية لدى المهاجمين بالنظر لنقص التحضير النفسي وفي بعض الحالات الأنانية المفرطة ومن جهة أخرى يرى البعض أن الخطط التي يعتمدها سعدان تعيق المهاجمين على خلق الفرص والتهديف، حيث يلعب في كل المباريات بمهاجم واحد وبالتالي صعوبة أواستحالة فعل أي شيء أمام دفاع مكثف. التحضير النفسي للاعبين ضروري لفك عقدة النقص أمام المنتخبات الأوروبية وعلى صعيد آخر، يطالب الكثير من النقاد من الطاقم الفني الوطني بضرورة التركيز على الجانب النفسي خلال التحضيرات للمونديال لأنه يلعب دورا رئيسيا في أداء اللاعب الجزائري عندما يواجه النجوم الأوروبيين، إذ يتسلل إليه الشعور بالنقص، كما أن العقل التكتيكي هوما يجعل اللاعب العربي انهزاميا حين يدرك مباشرة أن الروح وحدها لا تكفي ونادرا ما تستمر 90 دقيقة على ذات الوتيرة، وهونفس المشكل الذي يتكرر في كل مرة مع المنتخبات العربية والإفريقية عندما تواجه المنتخبات الأوروبية، وإذا أراد المنتخب الوطني تصحيح أخطائه عليه الالتفات إلى الناحية التكتيكية بتوظيف لاعبين يجيدون التوغل في المنافذ بصورة جماعية، وعدم الاعتماد على التسلح المعنوي فقط، فقد تلعب برجولة وحماس طوال الوقت لكن الخصم قد يسجل في جملة تكتيكية واحدة. هل سيعدل سعدان عن قراره ويعيد شاوشي ؟ تحدث الجميع عن الخطأ الذي ارتكبه سعدان وروراوة عندما قاما باستبعاد الحارس شاوشي من المنتخب خاصة وأن قاواوي لعب مباراة واحدة فقط منذ كأس إفريقيا الأخيرة وبالتالي فإنه ظهر بعيدا عن مستواه، حتى أن البعض قالوا بأنه لوكان شاوشي هوالحارس لما انهزمنا بثلاثية، لأن شاوشي طويل القامة وبإمكانه أن يلتقط الكرة التي مرت قريبة من قاواوي وكذلك الخطأ الفادح لخروج هذا الأخير والذي تسبب في الهدف الأول، وبالتالي فإن مردود قاواوي في مباراة صربيا يعتبر في صالح شاوشي الذي سيلقى دعما كبيرا من طرف الأنصار والضغط على سعدان لاستعادته في أقرب وقت ممكن. ومن دون شك فإن سعدان سيضطر إلى العدول عن قراره كما فعل من قبل بخصوص تدعيم العارضة الفنية خاصة وأن حملة مساندة شاوشي قادها كل الشارع الجزائري. تركيز اللعب على عناصر معينة خطأ كبير وكالعادة فقد وجد المدرب سعدان، ولاعبوه ما يبررون به الهزيمة الثقيلة التي مني بها الفريق، أمام منتخب صربيا، واعتبروا المباراة مجرد تحضير لمونديال جنوب إفريقيا وبالتالي فهي محطة لتصحيح الأخطاء واستخلاص الدروس قبل الموعد العالمي الكبير، ما أثار غضب واستياء الجماهير وأدخل إلى نفوسهم الشك قبل مائة يوم عن انطلاق نهائيات كأس العالم، وقد ذكر المدرب سعدان عقب نهاية المباراة أنه لا يجب إعطاء أهمية كبيرة للنتيجة المسجلة بحكم أن المواجهة كانت مجرد لقاء ودي"، وتابع بقوله " لقد لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول حيث خلقنا عدة فرص سانحة للتسجيل وضيّعناها بسبب نقص الفعالية.. وعلى أية حال فان المباراة كانت اختبارا جيدا بالنسبة لنا وما علينا سوى استخلاص الدروس تحسبا لمبارياتنا القادمة، إذ إن المواجهات الودية تخوضها الفرق من أجل معرفة النقائص والقيام بتصحيحها، وهذا ما سنجتهد للقيام به حتى نكون مستعدين لنهائيات كأس العالم ". وعندما يقول سعدان أن المنتخب الوطني يعتبر كتلة موحدة فإنه يعني أن غياب عنصر أوعنصرين لن يؤثر على المجموعة، بل وعليه الإحتياط من ذلك لكون الإصابات والعقوبات دوما تلاحق اللاعبين. مبررات الهزيمة لن تنفع في المونديال وبغض النظر عن قوة المنتخب الصربي وخاصة من حيث اللياقة البدنية، فقد برر سعدان الهزيمة بغياب بعض اللاعبين الأساسيين عن تشكيلة الخضر بسب الإصابة، وخص بالذكر مدافع نادي غلاسكو رينجرز، مجيد بوڤرة، ولاعب وسط ميدان لاتسيوروما الإيطالي، مراد مغني، بالإضافة إلى ضعف لياقة بعض اللاعبين الآخرين بسبب نقص المنافسة أوالعودة مؤخرا فقط من الإصابة كزياني وعنتر يحي وحليش، وهي الحالة التي كما قال سعدان"جعلتني أحدث تغييرات على التشكيلة الأساسية "، واشتكى مدرب المنتخب الجزائري مجددا من نقص الوقت الكافي لتحضير المباراة بحيث لم يتمكن من تجميع لاعبيه في معسكر مغلق سوى يومين فقط قبل اللقاء، وأوضح في هذا الشأن بقوله "أنه من الصعب بل من المستحيل تحضير مباراة قبل يومين فقط عن موعدها، إذ من الصعب على اللاعبين التركيز على المواجهة في وقت ضيق حتى ولوتعلق الأمر بمباراة ودية". هذا وقد طالب الأنصار الطاقم الفني بضرورة التحضير الجدي للمونديال ودراسة جميع الظروف التي تحيط بالمباريات قبل إجرائها لأن إيجاد المبررات بعد الهزائم لن تجدي نفعا مادام قطار المونديال لا ينتظر. تربص مغلق في النصف الثاني من شهر ماي للعلم فإن البرنامج التحضيري للمنتخب الجزائري تحسبا للمونديال يتضمن معسكرا مغلقا في النصف الثاني من شهر ماي القادم، تعقبه مباراة ودية أمام منتخب ايرلندا الجنوبية يوم 28 من الشهر نفسه في دبلن ثم مباراة أخرى أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة يوم الرابع جوان قبل التنقل في اليوم الموالي إلى جنوب إفريقيا أين سيتنافس الخضر، في الدور الأول، ضمن المجموعة الثالثة رفقة منتخبات كل من انكلترا وسلوفينيا والولايات المتحدة الأميركية. الأنصار ينتقدون إشراك رحو وزاوي ويعتبرون أرضية 5 جويلية بالكارثة وجهت كل الانتقادات للمدرب بخصوص الخطة التي لعب بها وكذا عملية اختياره للاعبين، حيث انتقد بشدة عندما قام بإشراك المدافعين رحو وزاوي، لكنه، كما قال، المباريات الودية فرصة لكل اللاعبين لإبراز قدراتهم قبل اختيار القائمة النهائية المشاركة في المونديال، فالعملية ستتم بناء على المردود المقدم، وكانت أغلب الانتقادات وجهت لرحو، حيث أنه عانى في الجهة اليمنى كثيرا أين كان المنتخب الصربي مركزا اللعب، إذ أن المدرب الصربي لاحظ جيدا أن الرواق الأيمن الجزائري ضعيف عكس الجهة اليسرى التي يلعب فيها بلحاج، هذا الأخير كانت كل الكرات تمر عليه خاصة مع تواجد كل من زياني، لحسن ويبدة أحيانا إلى جانبه لما انهزم الخضر بثلاثية. كشفت مباراة الجزائر وصربيا عيوب أرضية ملعب 5 جويلية التي كانت كارثية، حيث اشتكى منها العديد من اللاعبين ومنهم مهدي لحسن، الذي أكد أنه من الصعب اللعب براحة على أرضية مشابهة، ورغم سلسلة الإصلاحات التي تمت إلا أن الخلل لا يزال موجودا، ولوكان الجوماطرا لما استطاع الفريقان إجراء المباراة، ويتساءل الكثيرون، كيف لملعب دولي تستغرق أشغال إعادة تهيئته سنة ونصف ويلتهم 17 مليار سنتيم أن تكون أرضيته تصلح لكل شيء سوى لمباراة كرة القدم ؟ وقد لاحظ الجميع كيف وجد اللاعبون صعوبات كبيرة في الجري بالكرة وتمريرها، ولذلك فيمكن القول بأن الأرضية ساهمت بنسبة ولوقليلة في الهزيمة. ومع تطبيق سياسة الإحتراف، ينبغي على مسؤولي الملعب إصلاح الأرضية في أقرب الآجال، لأن اللاعبين بدأوا يتشاءمون من 5 جويلية ليعود بهم الحنين إلى ملعب تشاكر بالبليدة الذي يتوفر على أرضية ذات عشب منخفض قليلا يساعد على الجري والاحتفاظ بالكرة. الجمهور يتحدث عن المباراة : - اللعب ب 5 مدافعين بإخراج لحسن وهو لاعب وسط لإدخال زاوي وهو مدافع يعتبر خطأ في وقت كان الفريق منهزما. - - من الجانب الفني المنتخب الصربي يعد أحسن من المنتخب الوطني بكثير بدون إنكار أننا نملك لاعبين ذوو مستوى عال. - - شاهدنا المنتخب الوطني دخل بخطة مغايرة تماما من الخطط السابقة بإقحام 3 لاعبين كمسترجعي كرات مع أفضلية ليبدة في التقدم خلف المهاجمين - الاعتماد على 3 مسترجعي كرات فرضتها الظروف على سعدان، فلحسن كثر عليه اللغط وإقحامه كأساسي كان مطلب الجميع، يبدا يعد قطعة أساسية في الوسط بفضل أدائه الرائع في كأس إفريقيا، أما منصوري فالكل يعرف العلاقة بينه وبين مدربه. - بغض النظر عن النتيجة، ظهر المنتخب الوطني في الشوط الأول بأداء جيد كان بإمكانه استغلال الفرص المتاحة ولكن الفعالية دائما غير موجودة. - الخطة المناسبة في المستقبل هي الاعتماد على اللعب الهجومي بتدعيم المنتخب بمهاجمين وعدم الاعتماد على الخطط الحذرة، أما عن الأداء الجيد، فلم يتجاوز 10 دقائق وكان ذلك في الشوط الأول. - بصراحة لم نشاهد أحسن لاعب في المباراة، باستثناء مجهودات مطمور التي لم تجد مهاجما يحول تلك الكرات إلى أهداف بما أن غزال قد قرر اللعب "بدون كرة".