اختبار هام لسعدان وأشباله والجزائريون يريدون الأهداف

الجزائر – الإمارات مساء الغد بملعب نورمبيرغ


يتأهب المنتخب الوطني غدا لإجراء المباراة الودية الثالثة له برسم التحضيرات الخاصة بمونديال جنوب إفريقيا الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، ومن دون شك فإن هذه المباراة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمدرب الوطني رابح سعدان وتشكيلته، حيث ستتضح من خلالها وبشكل كبير معالم التشكيلة التي ستدخل أساسية في المواجهة الأولى في المونديال أمام منتخب سلوفينيا
كما يمكن أن يتحدد السيناريو المنتظر تقديمه خلال المونديال القادم، وهذه المرة لا مجال للحجج الواهية التي لم يعد يقتنع بها الشارع الرياضي الجزائري، فالفوز هو وحده السبيل الذي ينقذ سعدان من سيف المنتقدين ويعيد النجومية للاعبين الذين أصبحوا مصدر شؤم بالنسبة للأنصار خاصة بعد الخسارتين المتتاليتين بنتيجة قاسية أمام كل من صربيا وإيرلندا، ولن يكفي الأداء الجيد في مباراة السبت إذا لم يتم ترجمة ذلك إلى فوز من شأنه أن يجعل الجزائريين يتمسكون ببصيص من الأمل في مباريات المونديال التي ستكون أكثر صعوبة بالنظر إلى طابع المنافسة وحجمها وكذلك إلى هوية المنافسين. وما يجعل الفوز على الإمارات أكثر من ضروري هو مساهمته في الرفع من المعنويات السيكولوجية للاعبين، حيث أن المدرب سعدان كان قد أكد على هذه النقطة عندما قال بأن مهمته الأولى عند وصوله إلى مدينة نورمبيرغ الألمانية لإجراء الشق الثاني من التربص كانت مساعدة اللاعبين على نسيان هزيمة إيرلندا واستعادة الأجواء الحماسية داخل المجموعة، وبالتالي فتحقيق الفوز سيرفع المعنويات إلى السقف ويجعل الجميع يسافر إلى جنوب إفريقيا بحماس كبير، وأكثر من ذلك فستظهر آثاره على المردود العام للاعبين على الأقل خلال المباراة الأولى أمام منتخب سلوفينيا.

سعدان يجري تغييرات في الخطة والمناصب

 وحسب العديد من المتتبعين فإن المشكل الكبير الذي سيواجهه سعدان هو هوية اللاعب الذي سيوظفه كظهير أيمن خاصة بعدما أبدى الوافد الجديد على الخضر ولاعب "وولفرهامبتون" الإنجليزي "عدلان قديورة" محدودية كبيرة في شغل هذا المنصب خلال مباراة إيرلندا الودية، ولذلك فإن سعدان سيجد نفسه مضطرا للعودة إلى اعتماد خطته المحبوبة والتي أتت أكلها في التصفيات الماضية، وهي اللعب بثلاثة مدافعين، خمسة لاعبين في الوسط ومهاجمين، حيث من المرتقب أن يقحم كلا من بوقرة وعنتر يحيى، المنتظر عودتهما في هذه المباراة بعد تعافيهما بنسبة كبيرة من الإصابة، وحليش في الخط الخلفي، فيما ينتظر أن يقحم الثنائي لحسن ويبدة في خط الوسط، فيما سيلعب بلحاج متقدما على الجهة اليسرى من الوسط ويساهم في شن الهجمات، في حين فإن كريم زياني ستوكل له مهمة قيادة المجموعة وإيصال الكرة إلى الهجوم نظرا لتحركاته المكثفة من الوسط إلى الخط الأمامي، فيما سيكون منصب الجناح الأيمن من نصيب لاعب "منشنغلادباخ" الألماني كريم مطمور، ولكن مشاركته تبقى مستبعدة نظرا لعدم تعافيه بشكل نهائي من الإصابة، وبالتالي فمن المرجح أن يستنجد "سعدان" بورقته الرابحة الجديدة ولاعب "سوشو" الفرنسي رياض بودبوز الذي أظهر قدرات
كبيرة في شغل الرواق الأيمن من الوسط خلال الدقائق المعدودة التي شارك فيها أمام المنتخب الأيرلندي، فيما قد يشكل ثنائي الهجوم كل من غزال وجبور أوعبدون، هذا وينتظر أيضا أن يدخل حارس سلافيا صوفيا رايس مبولحي كأساسي في هذه المباراة من أجل الوقوف جيدا على إمكانياته الحقيقية طالما أن مشاركته المتأخرة في لقاء إيرلندا لم تسمح للناخب الوطني من أخذ فكرة عنه.
لا بديل عن الفوز لاستعادة الأمل في الشارع الجزائري 

وبما أن مفتاح الفوز هوتسجيل الأهداف، فإن المسؤولية ستكون أكبر على عاتق المهاجمين، حيث تعتبر مباراة الإمارات الفرصة الأخيرة لعبد القادر غزال لإثبات نفسه خاصة وأن الجميع متشائم منه بسبب عدم قدرته على التسجيل طيلة عشر مباريات شارك فيها كأساسي مع التشكيلة الوطنية، وفي حال العكس فإن مكانته من دون شك ستكون مهددة في مجموعة ال 11 في المونديال، هذا وقد أكد العديد من المتتبعين أن جمال عبدون يستحق مكانة أساسية في هجوم الخضر لكونه أكثر نشاطا من غزال خاصة وأن هذا الأخير تقتصر مهمته على إثارة الأخطاء والجري بدون كرة. ومن جهة أخرى، فإن تسجيل الخضر لتعثر جديد قد يقلل من حجم الدعم الجماهيري الكبير الذي يلقونه من الشارع الجزائري، فهزيمة صربيا وبعدها إيرلندا تركت استياء عميقا لدى الجزائريين حتى أن هناك من أكد أنه سيتابع المونديال من أجل مشاهدة منتخباته المفضلة المعهودة على غرار البرازيل، الأرجنتين وإيطاليا، وهوما يدل على درجة اليأس التي بلغها الأنصار من منتخب بلادهم. ولهذا فإن الأمور ستنقلب رأسا على عقب بمجرد الخروج من مباراة الإمارات بفوز وبأية نتيجة، حيث سيمحي كل آثار الخيبة التي تركتها كارثة صربيا وإيرلندا من الأذهان. 


سعدان قام بعمل سيكولوجي جبار بعد هزيمة إيرلندا

 ومع مرور الأيام أصبحت الأجواء أكثر حماسة داخل معسكر الخضر بنورمبيرغ وذلك رغم الآثار التي تركتها الهزيمة القاسية أمام إيرلندا، ويرجع الفضل في ذلك إلى العمل السيكولوجي الجبار الذي قام به الطاقم الفني، ومن جهة أخرى، فقد استعاد أغلب المصابين عافيتهم بمن فيهم الجناح الطائر للخضر ولاعب "بوريسيا منشنغلادباخ" الألماني "كريم مطمور" الذي بدأ يتدرب على انفراد، وهوما يجعل الناخب الوطني في أحسن أحواله بعد الخسارة المسجلة في اللقاء أمام المنتخب الأيرلندي، وهوما يؤكد أن المنتخب الوطني في حاجة ماسة إلى كل عناصره في الوقت الحالي، وذلك من
أجل الوقوف على مدى استعداد كل لاعب على حدا، خاصة وأن كل الأمور توحي بأن "رابح سعدان" ينوي تجريب التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها خلال مباريات المونديال عشية يوم السبت أمام المنتخب الإماراتي، وعلى كل حال فإن الناخب الوطني وفي آخر ظهور له بدا جد متفائل بما يقدمه لاعبوه من مستويات جيدة خلال تربص "نوريمبيرغ" قبل أيام قلائل عن انطلاق المونديال الإفريقي الأول. 
 
 


مشاركة الماجيك تعطي ثقة أكبر لزملائه

امتدح الناخب الوطني المدافع مجيد بوقرة، معتبرة أنه "سيكون العالم من بين العناصر التي ستتألق مونديال جنوب إفريقيا " يشهادة الجميع بوقرة كان "سدا منيعا أمام دروغبا في ربع نهائي كأس أفريقيا للأمم التي أقيمت في مطلع 2010، وعليه تأكيد على نفس الريتم حينما نواجه سلوفينيا، الولايات المتحدة وانجلترا التي تملك لاعبين ممتازين أمثال واين روني" وأضاف سعدان "مجيد بوقرة المعروف بقوته وسرعته في غلاسكو راينجرز وهوالأمر الذي جعله المفضل عند الجماهير، ويرشحه ليكون أحد أعمدة التشكيلة الجزائرية التي عرفت طعم المونديال بعد غياب طال 20 عاما وأنا جد متأكد من أنه مع عودة كامل المصابين سيكون أقوى في كأس العالم " . 

اندماج كلي للمصابين داخل التشكيلة

وعلى صعيد آخر، فقد استأنف الثنائي كريم مطمور وعنتر يحي التدريبات على انفراد بعدما قاموا بالتسخينات لمدة 45 دقيقة قبل أن يندمجوا مع المجموعة التي كانت على موعد مع المباراة التطبيقية التي دارت بين اللاعبين والتي كان يهدف من خلالها الناخب الوطني رابح سعدان إلى إدماج بعض العناصر التي كانت غائبة في التحضيرات السابقة على غرار مطمور وعنتر يحي اللذان يكونان قد شفيا كلية من إصابتهما وهوما يؤكد عودتهم التدريجية إلى أجواء التدريبات في انتظار ترسيم مشاركتهما في الاختبار الودي المقبل الذي سيجريه رفقاء زياني اليوم أمام منتخب الإمارات. 




كل الجزائريين يترقبون أول هدف للخضر بعد 360 دقيقة من الصيام
ولعل أكبر هاجس لمشجعي المنتخب الوطني، أن هذا الأخير لم يتمكن من تسجيل الأهداف أوتفادي تلقيها منذ مباراته في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام كوت ديفوار، ليعيد بذلك سيناريومباراته أمام منتخب صربيا الودية حين خسر بثلاثية نظيفة جعلت المدرب يسارع إلى إبعاد عدد من اللاّعبين، خاصة المحليين، ويدرج في وقت لاحق أسماء لاعبين جدد، وبدا واضحا بأن المدرب رابح سعدان لم تكن لديه خيارات كثيرة خلال المباراة الودية التحضيرية أمام منتخب إيرلندا، قياسا بالغيابات الاضطرارية لعدد من ركائز المنتخب، حيث خسر جهود مراد مغني الذي أبعد من قائمة
ال 23 بسبب إصابته، في الوقت الذي لم يتمكن صخرة دفاع "الخضر" مجيد بوقرة والمهاجم كريم مطمور والمدافع عنتر يحيى ولاعب الوسط حسان يبدة من المشاركة في المباراة، ما قلل من حظوظ المنتخب في إمكانية التألق أكثر، وهوالأمر الذي يستبعد تكراره يوم غد بالنظر إلى جاهزية بوقرة وعنتر يحي.
كما كان لزاما على سعدان الإعتماد على لاعب الوسط المتميز مهدي لحسن رغم تأثره من الإصابة، واشترك أيضا اللاعب الجديد رياض بودبوز في اللقاء وهومصاب أيضا، على غرار الظهير الأيسر نذير بلحاج، فيما كان كريم زياني بعيدا عن المنافسة لفترة طويلة غير أنه ظهر بوجه رائع فاجأ به الجميع. وتزايدت موجة القلق على المنتخب الوطني، لدى الشارع الكروي في الجزائر مع اقتراب الموعد العالمي، خاصة وأن الجميع مقتنع أيما اقتناع، أن المسؤولية كبيرة والحمل ثقيل على ممثل العرب الوحيد في المونديال.
سعدان " مبدئيا قمنا بتصحيح كل الأخطاء التي سطرناها وأتمنى أن يتفاداها اللاعبون"
وفي محاولة منه للرفع من معنويات الجماهير، وإبعاد الشك والقلق الذي تسرب إلى نفوسها، دافع سعدان عن مستوى المنتخب واعتبر بأن النتيجة الفنية لمباراة ايرلندا لم تكن تهمه بقدر ما كان يهمه الأداء الجماعي والفردي، وقال سعدان خلال معسكر نورمبرغ "لقد سجلت بعض النقائص في الخطوط الثلاث، وسأعمل على تصحيحها في هذا الوقت الوجيز، ويجب أن نعلم بأننا أشركنا عدة لاعبين جدد وغاب عدد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات"، وأضاف "كل ما كان يهم هوالوقوف على كيفية أداء التشكيلة، وسجلت كل الملاحظات سواء من ناحية الأداء الجماعي أوبشأن أداء كل لاعب"،
وختم سعدان وبصراحته المعهودة متوجها بحديثه إلى الجماهير والى وسائل الإعلام "دعونا نعمل في هدوء، أنا أدرى بطبيعة عملي وأعي جيدا ما أقوم به".