تتواصل تحضيرات وداد تلمسان على قدم وساق منذ انطلاقها في جويلية الماضي، إذ لا ينكر أحد الجدية التي يتدرب بها اللاعبون الذين ما فتئوا يتجاوبون مع البرنامج التدريبي الذي سطره لهم الطاقم الفني بقيادة المدرب عبد القادر عمراني... وهو البرنامج الذي كان شاقا خاصة في مراحله الأولى التي تزامنت مع شهر الصيام والحرارة الشديدة، لكن الجانب المالي لم يواكب هذه الجدية والمجهودات المبذولة في التحضيرات، وتبقى الضائقة المالية تنخر كاهل الفريق رغم المساعي الحثيثة للرئيس يحلى الذي طرق كل الأبواب، لكن كل محاولاته مازالت تراوح مكانها إلى حد الساعة. راحة قصيرة للاعبين لاسترجاع الأنفاس بعد إتمامهم لأسبوع كامل من التدريبات لعبوا خلاله مباراتين تحضيريتين، الأولى كانت يوم الثلاثاء الماضي وجمعتهم باتحاد البليدة والثانية جرت أمس أمام الجار اتحاد بلعباس، سيركن لاعبو وداد تلمسان اليوم لراحة قصيرة لمدة يوم واحد بهدف استرجاع الأنفاس حتى يجروا برنامج الأسبوع المقبل بكل جدية وإرادة. الفريق استعاد بعض لاعبيه المصابين تزامنا مع الصرامة التي يتميز بها المدرب عمراني في عمله ومحاولته الوصول بلاعبيه إلى مستوى يضمن لهم الجاهزية الكاملة لدخول غمار البطولة، استعاد الفريق في الأسبوع الماضي بعض عناصره التي كانت تعاني من الاصابة، في صورة سيدهم وأومبان اللذين اندمجا مع المجموعة، إلى جانب حاجي وضيف اللذين يتدربان على انفراد. هاشم ومباركي منتظران ومقابل عودة العناصر المذكورة، يبقى الكل في انتظار رجوع اللاعبين مباركي وهاشم اللذين غابا منذ مدة تعود إلى ما قبل تاريخ انطلاق التربص المغلق، وأي تأخر منهما سيرهن بدون شك مشاركتهما في المباراة الأولى للبطولة. مباركي نزع الجبس ويستأنف الأسبوع المقبل وفيما يخص المدافع مباركي، فقد نزع أول أمس الجبس من على قدمه وينتظر أن يعود إلى التدريبات بداية من الأسبوع المقبل، الأمر الذي سيسمح للمدرب عمراني بإيجاد الحلول على مستوى القاطرة الخلفية لفريقه، حتى وإن كان أمر مشاركة مباركي في مباراة الجولة الأولى من عمر بطولة هذا الموسم جد مستبعد. غاب منذ أكثر من شهر أن وكان المدافع مباركي قد تعرض للإصابة (شرخ في العظم) وذلك خلال اللقاء التحضيري الذي جمع فريقه بفريق شباب الساورة منذ حوالي أكثر من شهر، وهو ما حرمه من المشاركة في التدريبات والدخول مع رفاقه في التربص. مباركي: "نزعت الجبس وعودتي الى الميادين لن تطول" وفي اتصال هاتفي به، أكد اللاعب مباركي أن وضعيته الصحية تحسنت بعدما نزع الجبس، وبالتالي فإن عودته إلى الميادين لن تطول، وقال: "لقد نزعت الجبس منذ أيام وأجريت فحوصات أخرى بالأشعة، لذا سأعود الى التدريبات الأسبوع المقبل ولن يطول غيابي عن الميادين بحكم أني لا أحتاج إلى فترة تأهيل طويلة". عودته إلى جانب سيدهم ستشعل المنافسة على الجهة اليمنى من الدفاع وبتعافي المدافعين مباركي وسيدهم من الاصابة، ستشتعل المنافسة على مستوى القاطرة الخلفية لدفاع الوداد، خاصة الجهة اليمنى التي عانى المدرب عمراني كثيرا لإيجاد ظهير أيمن يسد هذا الرواق، بدليل أنه أعاد لاعب الوسط قوادري للعب في هذا المنصب إلى جانب اللاعب الشاب ربيعي الذي لا يتعدى عمره 20 سنة. سيدهم لم يشارك في اللقاء التحضيري أمام اتحاد بلعباس ورغم تعافيه من الإصابة وعودته إلى التدريبات منذ رجوع فريقه من معسكره التدريبي المقام بتونس، لم يشارك المدافع سيدهم الياس في اللقاء التحضيري الذي جمع فريقه أمس بالجار اتحاد بلعباس خوفا من تعرضه لمضاعفات أخرى، خاصة أنه لم يسترجع كامل إمكانياته البدنية بعد غياب عن التدريبات لمدة قاربت الشهر فرضته عليه الاصابة التي تلقاها في إحدى المواجهات التحضيرية. سيدهم: "تجنبت المشاركة في اللقاء التحضيري تفاديا لأي مفاجأة غير متوقعة" وأكد المدافع سيدهم قائلا بخصوص عدم مشاركته في اللقاء: "رغم أني عدت إلى التدريبات منذ أكثر من أسبوع، إلا أني لم أشأ المشاركة في اللقاء التحضيري الذي لعبه زملائي أمام بلعباس تفاديا لأية مفاجأة غير سارة، خاصة أني أدرك أن المباريات التحضيرية من هذا النوع تتميز بالإندفاع البدني، الأمر الذي قد يكلفني إصابة أخرى تعيدني إلى نقطة الصفر، لذا فضلت مواصلة التحضيرات دون المشاركة على الأقل في هذا اللقاء حتى أجهز تماما للمنافسة". ---------------------- بناي تعافى من إصابته لم تكن الإصابة التي تعرض لها المهاجم الجديد في صفوف الوداد بناي في الحصة التدريبية التي جرت صبيحة أول أمس خطيرة، إذ زالت عنه الآلام تدريجيا وهو ما سمح له بالعودة إلى الميادين عقب خضوعه لعلاج مكثف من طرف الطاقم الطبي، ويكون قد شارك في اللقاء التحضيري الذي أجراه فريقه عشية أمس. المشكل المالي يطفو على السطح رغم سعي الإدارة إلى مواكبة هذه الطفرة النوعية التي تميز التحضيرات بتوفير السيولة المالية التي تسمح لها بتسديد مستحقات لاعبيها، إلا أن مسعاها باء بالفشل في ظل عدم وجود ممولين للفريق يحملون على عاتقهم التكفل بالفريق مثلما هو معمول به عند أغلب الفرق. يحلى طرق كل الأبواب، لكن... وأمام هذه الوضعية الصعبة، لم يبق الرئيس يحلى مكتوف الأيدي وطرق كل الأبواب من أجل التعاقد مع مؤسسات تمول فريقه، وبعد أن وجد الأمر غير مجد بتلمسان، حول وجهته إلى مؤسسات بالشرق في صورة "الحضنة" بالمسيلة و"صومام" ببجاية. لقاء ثان مع "الحضنة" و"صومام" نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر وبعد أن التقى بمسؤولي مؤسستي "صومام" و"الحضنة" في لقاء أول منتصف الأسبوع الماضي، اتفق الرئيس يحلى مع هؤلاء على لقاء ثان سيكون في السادس من شهر سبتمبر، وعلى ضوء المفاوضات التي ستجري يومها سيمضي يحلى مع مسيري هاتين المؤسستين على عقد تمويلهما للوداد. يحلى: "الوضعية المالية للوداد صعبة ولم تشهد أي تحسن" وعن هذه الوضعية، قال رئيس وداد تلمسان عبد الكريم يحلى: "الوضعية المالية للوداد جد صعبة، فقد طرقنا كل الأبواب لكننا وجدناها موصدة في وجوهنا ولم تشهد الحالة المادية للفريق أي تحسن، خاصة أن الظرف يتطلب توفر الأموال بغية تسديد مستحقات اللاعبين وتحفيزهم قبل انطلاق البطولة". "سنلتقي مع مسؤولي مؤسستي صومام والحضنة في السادس سبتمبر" وعن النتائج التي خرج بها من اللقاء الذي جمعه بمسؤولي مؤسستي "صومام" و"الحضنة"، قال محدثنا: "كان لي لقاء مع مسيري مؤسستي صومام والحضنة واتفقنا أن نلتقي في السادس من شهر سبتمبر لمواصلة المفاوضات وترسيم الاتفاق الخاص بتمويلهما الوداد". "الظرف الراهن يتطلب توفر الأموال" وأضاف يحلى في هذا الخصوص: "تحضيرات الفريق تجري بصورة جيدة والطاقم الفني يقوم بعمل جبار، كما أن اللاعبين يتحلون بالجدية والانضباط وكلها أمور تبعث على الارتياح وتبشر أن الفريق سيكون جاهزا لدخول غمار البطولة، لكن ذلك يتطلب أن تصاحبه الأموال حتى نكون في موعد تسديد مستحقات اللاعبين وتوفير الأجواء المريحة التي تساعدهم على العمل". عمراني يخشى أن يفقد اللاعبون تركيزهم حتى وإن لم يرد الحديث عن هذا الجانب والاكتفاء بالحديث عن الجانب التقني الذي هو من اختصاصه مثلما أكده المدرب عمراني، إلا أن انتظار لاعبيه مستحقاتهم جعله يخرج عن صمته في تصريح أدلى به في الأيام القليلة الماضية، والذي تمنى فيه أن يجد المشكل المالي الذي يعيشه الوداد الحل في أقرب وقت حتى يسمح لعناصره بالتركيز على عملها، مبديا تخوفه من أن يؤدي تفاقم المشكل المالي إلى فقدان اللاعبين تركيزهم. ---------------------- جراوي: "عشت مباريات الانتقاء على الأعصاب ونصائح المدرب واللاعبين القدامى من ذهب" كنت اللاعب الثاني ضمن حوالي مائة مشارك أجروا تجربة الانتقاء التي برمجها الوداد قبل بداية التحضيرات، ما تعليقك على ذلك؟ هو أمر جد إيجابي بالنسبة لي شخصيا لأني تمكنت من حجز مكانة ضمن التعداد الذي احتفظ به المدرب رغم العدد الهائل من اللاعبين الذين شاركوا في عملية الانتقاء، فمنهم من كان يلعب في فرق كبيرة ويفوقني خبرة وتجربة، إلا أني استطعت إقناع الطاقم الفني وهذا هو الأمر الأساسي والمشجع. خلال فترة الانتقاء كان المدرب يعلن في كل مرة على تسريح ما بين أربعة إلى خمسة لاعبين، وذلك تقريبا عقب كل مباراة كنتم تجرونها، حدثنا بكل صراحة كيف كنت تعيش هذه الأوقات؟ حقيقة كان الأمر جد صعب، وشخصيا كنت أعيش تلك الأوقات على الأعصاب وأنتظر في كل مرة على من يكون الدور. لكن الآن ارتحت بعدما تم ضبط القائمة النهائية؟ (يضحك)... حتى الآن لم أطمئن... لا أنا أمزح فقط، فمثلما قلتم أنا أشعر بالارتياح والفخر لأني تمكنت من اقناع الطاقم الفني بقدراتي للاحتفاظ بي. في الموسم الماضي كنت تلعب في فريق ينشط في القسم الجهوي الأول، والأكيد أن هناك اختلاف بين فرق هذه الأقسام الدنيا والعليا، هل اكتشفت ذلك؟ هذا أكيد، فالفرق جد شاسع سواء من حيث حجم التدريبات أو قوة المنافسة، الأمر الذي يصعب من مهمة أي لاعب خاصة في بداية التدريبات. لكن الأكيد أنك تعودت الآن على حجم التدريبات وتأقلمت مع الفريق، أليس كذلك؟ هذا صحيح، خاصة أني أتدرب مع الفريق منذ بداية شهر جويلية وشاركت في تربصين مغلقين، وهو ما جعلني أتعود على كثافة البرنامج التدريبي وكذا طريقة الطاقم الفني في التدريبات. لكن من المؤكد أن الأمر هذا لم يكن سهلا على الإطلاق؟ هذا صحيح، خاصة في ظل الظروف الطبيعية التي ميزت تلك الفترة المتمثلة في حرارة الجو، الصيام وكثافة البرنامج التدريبي، مما أثر علينا خاصة بالنسبة لي باعتبار أني في بداية مشواري. رغم صغر سنك، إلا أنك تتدرب مع الأكابر وبنسبة كبيرة ستكون ضمن تعدادهم، ألا يثير ذلك مخاوفك؟ بالعكس، فهذا الأمر يعتبر بمثابة حافز معنوي لي لأنه ليس من السهل على لاعب ينتمي لفئة الآمال وقادم من فريق صغير ومع ذلك يجد نفسه ضمن فريق الأكابر، لذا سأستغل هذا الأمر وأبذل قصارى جهدي لأكون في مستوى الثقة التي وضعها الطاقم الفني في شخصي. لاحظنا المدرب عمراني يتحدث معك دائما أثناء التدريبات، أليس كذلك؟ نعم، فهو يدرك أني لاعب شاب ومازلت في بداية مشواري وبالتالي تنقصني أمور كثيرة، لذا فهو لا يبخل علي بتوجيهاته ونصائحه سواء في التدريبات أو المباريات التطبيقية وكذا التحضيرية، الأمر الذي ساعدني على تصحيح عدة أخطاء كنت أقع فيها وأتمنى أن لا أخيب ظنه. وإذا سألناك عن رأيك في المجموعة ككل، ماذا يمكن أن تقول؟ المجموعة جد جيدة ومتجانسة، وهذا ليس لأن الفريق ينشط في الرابطة الأولى فقط، بل سبق لي اللعب في أهلي البرج لما كان يلعب في القسم الأول، لكن لم أجد فيه الأجواء التي وجدتها في الوداد فالفرق جد شاسع. أين يكمن الفرق؟ الفرق يكمن في ذهنية اللاعبين وطريقة تفكيرهم، فقلما نجد لاعبين في صورة بلغري، بوسحابة وبوجقجي وكل اللاعبين ذوي الخبرة والتجربة لا يبخلون في الحديث إلينا وتوجيه نصائحهم لنا، إضافة إلى أنهم يسعون إلى إذابة الفوارق بيننا وبينهم فهم يعاملوننا كأنهم إخوة كبار لنا. لم تسجلوا نتائج إيجابية في المباريات التي لعبتموها بتونس عكس المواجهات التي لعبت بتلمسان، ما تفسيرك لذلك؟ عدم تسجيلنا أي فوز في المباريات التي لعبناها في تونس يعود إلى كثافة البرنامج التدريبي الذي خضعنا له والذي صعب من مهمتنا في رد الفعل، لكن بعد عودتنا من هناك واسترجاعنا أنفاسنا تخلصنا من ذلك التعب وتحسن مردودنا. إذن تتوقع أن يكون الفريق جاهزا مع بداية البطولة... هذا أكيد، وسنجني ثمار العمل الجبار الذي قمنا به منذ بداية التحضيرات سواء هنا في تلمسان أو في تونس. لكن قد تؤثر التغييرات الكثيرة التي شهدها الفريق هذا الموسم على مردوده بسبب نقص الانسجام على الأقل في المباريات الأولى من عمر البطولة... لا أظن ذلك لأننا لعبنا عددا معتبرا من المباريات التحضيرية، سواء في تونس أو في أرض الوطن، والدليل هو أن مردودنا كان في تحسن من مباراة لأخرى ومع حلول موعد البطولة سنكون في الموعد. أنت تسعى لحجز مكانة ضمن فريق الأكابر حتى وإن كنت تنتمي لفئة الآمال، أليس كذلك؟ هذا أكيد، فمثلي مثل أي لاعب شاب طموح يبقى هدفي الأول أن ألعب في فريق الأكابر وهذا حلمي الذي أسعى الى تحقيقه، وطبعا لن يكون ذلك إلا بالتفاني في العمل والأخذ بنصائح الطاقم الفني واللاعبين القدامى.