عينت الاتحادية الإفريقية لكرة القدم قبل عدة أيام السنغالي بادارا دياتا لإدارة مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره الليبي في ذهاب الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى كأس أمم إفريقيا 2013 التي تحتضنها جنوب إفريقيا، ويعتبر دياتا من الحكام الأفارقة المعروفين في الساحة القارية في الوقت الحالي، وهو ما جعل هيأة الكاميروني عيسى حياتو تضع ثقتها فيه لإدارة إحدى أبرز المواجهات التصفوية بين ليبيا والجزائر، والتي ستجرى في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية، علما أنه يشتغل إطارا ماليا في السنغال، وبالضبط في مدينة زيغنشور الذي عرفت أحد أكبر نكسات الكرة الجزائرية في كأس إفريقيا 1992، حين أقصي "الخضر" بعد هزيمة قاسية بثلاثية على يد حامل لقب الدورة كوت ديفوار، وتعادل أمام الكونغو برازافيل، مع العلم أن أشبال كرمالي آنذاك كانوا حاملي اللقب القاري للدورة التي سبقتها. بلغ 43 سنة قبل شهر وشارك في الكؤوس الإفريقية الأربع الأخيرة وأولمبياد 2008 ولد بادارا دياتا حكم مواجهة ليبيا والجزائر يوم 2 أوت 1969، أي بلغ سن 43 عاما قبل شهر من الآن، فيما يملك الحكم السنغالي الشارة الدولية منذ سنة 1999، ما يؤكد الخبرة الطويلة التي يتمتع بها في إدارة المواجهات الإفريقية على وجه الخصوص، ولو أن دياتا أصبح معروفا عبر الساحة الإفريقية في السنوات القليلة الفارطة فقط، خاصة بعدما أدار مواجهات قوية في عدة منافسات على غرار رابطة الأبطال الإفريقية، كأس الإتحاد الإفريقي وحتى في كؤوس إفريقية للأمم. وما يؤكد السمعة الطيبة التي بات يحظى بها بادارا دياتا عند هيأة الإتحاد الإفريقي هو تعيينه 4 مرات متتالية لإدارة مباريات الكؤوس الإفريقية، إذ سجل الحكم السنغالي حضوره في بطولة 2006 ب مصر، 2008 ب غانا، 2010 ب أنغولا وأخيرا في 2012 ب الغابون وغينيا الإستوائية، كما عين للمشاركة في الألعاب الأولمبية سنة 2008 ب بكين. أدار نهائي ال"كان" الأخير بين كوت ديفوار وزامبيا دون خطأ بعد إدارته 4 كؤوس إفريقية متتالية، نال الحكم السنغالي شرف التواجد في نهائي آخر "كان" ب غينيا الإستوائية والغابون، والذي جمع بين منتخبي كوت ديفوار وزامبيا وانتهى لصالح الأخير بركلات الترجيح. وقد كان بادارا دياتا في مستوى التطلعات ولم تواجهه أي انتقادات من كلا الطرفين، رغم أن صاحب 43 عاما أعلن عن ركلة جزاء للمنتخب الإيفواري أهدرها ديدييه دروغبا خلال أطوار اللقاء، ونال الحكم السنغالي ثقة كبيرة من طرف "الكاف" عقب إدارته هذا النهائي دون خطأ. آخر مبارياته كانت في المغرب يوم 15 أوت وشاءت الصدف أن تكون المواجهة الأخيرة التي أدارها هذا الحكم السنغالي في تاريخ 15 أوت الماضي في الأراضي المغربية أيضا، أين تنقل لإدارة المواجهة الودية التي جمعت بين المنتخب المغربي وضيفه الغيني في العاصمة الرباط والتي انتهت بخسارة "أسود الأطلس" بنتيجة (2-1)، كما أدار قبلها مباراة بين الزمالك المصري وتشيلسي الغاني في رابطة أبطال إفريقيا، بالإضافة إلى تحكيمه لقاء مصر أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي المباراة التي عرفت إقصاء "الفراعنة" من التأهل إلى "كان 2013" عقب التعادل في بانغي (1-1). 3 هزائم في مباريات مالاوي، صربيا ونيجيريا سبق للحكم السنغالي إدارة 3 مباريات كان المنتخب الوطني طرفا فيها، لكن بادارا دياتا لم يكن فأل خير على "الخضر" بما أن التشكيلة الوطنية تجرعت الهزيمة في المناسبات الثلاث، والأكثر من ذلك أن المنتخب خسر مرتين بثلاثية نظيفة بتحكيم دياتا، الأولى في افتتاح مباريات "الخضر" في كأس أمم إفريقيا 2010 عندما خسر أشبال رابح سعدان بصورة مفاجئة أمام مالاوي والثانية في لقاء ودي شهر مارس من السنة نفسها، عندما استقبل المنتخب الوطني نظيره الصربي في ملعب 5 جويلية الأولمبي. الجزائر لم تسجل معه أي هدف ولم يشهر بطاقات كثيرة في وجوه لاعبيها إذا كان المنتخب الوطني قد تجرع ثلاثيتين تحت قيادة الحكم السنغالي أمام مالاوي وصربيا، فإن الهزيمة الثالثة جاءت بأقل الأضرار وبنتيجة هدف لصفر في مواجهة نيجيريا برسم اللقاء الترتيبي لمنافسات كأس أمم إفريقيا 2010، لكن الشيء الملاحظ خلال المباريات التي أدارها بادارا دياتا أن الجزائر لم تسّجل هدفا معه، كما أنه لم يوزع بطاقات كثيرة على لاعبي "الخضر"، إذ اكتفى بإنذار كريم زياني في لقاء مالاوي وسمير زاوي في مباراة نيجيريا، إلى جانب عدم إشهاره أي بطاقة حمراء في هذه المواجهات التي عرفت كلها هزيمة المنتخب الوطني. السطايفية اتهموه بالرشوة وأدار مباريات للشبيبة والشلف ربما يتذكر المتتبعون الحكم بادارا دياتا عندما يتعلق الأمر بمباريات وفاق سطيف أو شبيبة القبائل على المستوى القاري، لأنه أثار ضجة في بضعة مواجهات مثلما هو الحال مع لقاء "النسر الأسود" أمام الترجي الرياضي في تونس ضمن إطار دور المجموعات لمسابقة رابطة الأبطال قبل عامين، والتي انتهى بالتعادل (2-2)، حينها وصفه اللاعبون وحتى إدارة الوفاق ب "المرتشي" بعد أن غير مجريات المباراة بقراراته في لقاء ساخن ورفع سرار ضده تقريرا لدى "الكاف"، كما أدار الحكم السنغالي لقاء الشبيبة ومازيمبي في ذهاب نصف نهائي رابطة الأبطال، وكانت إدارة "الكناري" قد أبدت تخوفها من دياتا قبل التنقل إلى الكونغو بسبب ما فعله مع الوفاق، كما كان حاضرا في مباراة جمعية الشلف والهلال السوداني في الدور قبل المجموعات التي تأهل خلالها الشلفاوة بركلات الجزاء في ملعب بومزراڤ. الليّاقة البدنية قد تكون مشكلا وتخوف من تأثير الإعلام السنغالي عليه كان الحكم السنغالي قد عُين لإدارة آخر نهائي في مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي في مواجهة الإياب بين المغرب الفاسي والنادي الإفريقي، وهو ما أثار حفيظة مسؤولي الفريق التونسي، إذ انتقدوا قرار هيأة عيسى حياتو تعيين بادارا دياتا لإدارة هذه المباراة التي انتهت بخسارة التوانسة للقب في الأخير. ويرجع سبب غضب مسؤولي النادي الإفريقي إلى سن هذا الحكم الذي بلغ الآن 43 عاما، وهو ما سيكون العامل المخيف الأول بالنسبة للمنتخب الوطني عند ملاقاة ليبيا، سواء بسبب اللياقة البدنية التي قد تخونه أو لأنه في نهاية مشواره الرياضي تقريبا، كما أن التخوّف يبقى أيضا من الحملة الشرسة التي قام بها الإعلام السنغالي على بنوزة الذي سبق له إدارة مباراة لمنتخب السنغال في تصفيات مونديال 2014 أمام أوغندا، والتي قد تؤثر على مواقفه خاصة في ظل سوابقه مع الأندية الجزائرية.