ملعب “بلاي موبيل” ب “فورث“ الألمانية، طقس جميل، أرضية ممتازة، جمهور غفير. تحكيم ألماني للثلاثي: مانويل ڤراف - جوزيف مايير - ولفر هوسمان. الحكم الرابع: دنيت إيريك. الإنذارات: غزّال (د25)، مطمور (د70) من الجزائر. الأهداف: زياني (ر.ج د50) للجزائر. الجزائر: شاوشي، بوڤرة، بلحاج، عنتر يحيى، حليش، منصوري (قادير د67)، لحسن (ڤديورة د77)، زياني، مطمور(عبدون د87)، غزّال(صايفي د63)، جبور(بودبوز د64). المدرب: سعدان الإمارات العربية: علي حصيف (يوسف عبد الرحمان د81)، مبارك، يوسف جابر، جمعة فارس، الشحي (فيصل خليل د54)، سالم مسعود، ذياب عوانة (بندلي د62)، أحمد خليل، سبيت خاطر، إسماعيل مطر(سلطان مرغد د74)، عامر عبد الرحمان (سلطان العافري د78). المدرب السلوفيني: ستيكو كاتاناش. ------------ فضّلنا أن نبدأ تفصيلنا للمباراة بهذا العنوان لنُبرز الدور السلبي والوجه الشاحب الذي أضحى غزّال وجبور يُظهراه مع مرور الوقت، وما مباراة الإمارات ليوم أمس إلا دليل قاطع على أن “الخضر” في واد وهما في وادٍ آخر، ويجب دقّ ناقوس الخطر من الآن على الوجه الذي سيظهران به في “المونديال“. وقد استطاعت الجزائر أن تحقق فوزا قيل إنه مفيد من الناحية المعنوية عشية التنقل إلى جنوب إفريقيا، فوز لم يكن ليتحقق لولا “هدية” القائد سبيت خاطر الذي جعل أكثر من 35 مليون جزائري يرون أخيرا شباك منافس من منافسينا - ولو أن المباراة ودية - تهتز من جديد عن طريق كريم زياني بعد أن حوّل ركلة الجزاء إلى هدف، في مباراة أبانت استعدادات مقبولة للعناصر الوطنية لولا مشكل الهجوم الذي يجب التعامل معه بحزم لإيجاد الحلّ الناجع لعقم لاعبي خطنا الأمامي. بداية اللقاء كانت قوية من الإمارات وكاد الاختصاصي في المخالفات سبيت خاطر أن يفتتح باب التسجيل بكرة ثابتة في (د3) مرّت بقليل فوق العارضة الأفقية للحارس شاوشي. ردّ “الخضر” كان سريعا عن طريق زياني في (د18) الذي توغل على الجهة اليسرى ويوزّع كرة ناحية جبور الذي اصطدمت تسديدته بأحد المدافعين لتخرج إلى ركنية نفذها زياني وكاد غزّال أن يحوّلها إلى هدف بارتمائة دائرية. وفي (د27) بوڤرة يوزّع على الجهة اليمنى وغزّال في وضعية مناسبة لكن كرته خرجت بعيدة عن مرمى الحارس حصيف. وفي (د30) زياني يسدّد من خارج المنطقة وكرته فوق القائم. وفي الشوط الثاني دخل الإماراتيون بقوة بغية افتتاح باب التسجيل، وأول كرة كانت في (د49) عن طريق سبيت خاطر الذي سدّد بقوة والحارس شاوشي بقبضة اليد يردّ الكرة التي تحوّلت إلى هجمة معاكسة ارتكب على إثرها سبيت خاطر خطأ مجانيا بلمسه الكرة بيده في وقت كان متحرّرا عن كل الضغوطات. ركلة جزاء حوّلها زياني إلى هدف في (د50). وفي (د65) زياني الذي بدأ يسترجع مستواه تدريجيا ينفذ مخالفة مباشرة والحارس الإماراتي بصعوبة إلى الركنية. ردّ فعل الإمارات كان في (د69) عن طريق سبيت خاطر الذي نفذ مخالفة والحارس شاوشي يصدها على مرّتين. وفي (د76) أخطر لقطة للإمارات عن طريق البديل بندلي الذي استغل عدم تطبيق مدافعينا لمصيدة التسلل جيدا ليسدّد بقوة لكن الحارس شاوشي بأصابع اليد ينقذ مرماه من هدف التعادل. لتكون مخالفة بودبوز في (د80) آخر ما شاهدنا في اللقاء واستطاع الحارس حصيف أن يقف في المكان المناسب ليصدّ الكرة. لينتهي اللقاء بفوز غير مقنع على الإطلاق ل “الخضر”، الذين لن يجدوا في جنوب إفريقيا لاعبين يقدّمون هدايا مجانية لمهاجمينا إن لم يكن لعبهم شرسا وقويا أمام منافسين من حجم سلوفينيا والولايات المتحدة وخاصة إنجلترا. متى نرى مجاني يلعب؟ شاهدنا حتى الآن خلال لقاءي إيرلندا والإمارات كل اللاعبين الجدد، سواء المدلل الجديد للمنتخب الوطني بودبوز أو قديورة، أو بلعيد، مبولحي، قادير ومصباح، إلا أننا لم نشاهد وجها وحيدا فقط، والأمر يتعلق بمدافع “أجاكسيو” الفرنسي “كارل مجاني” الذي غاب عن اللقاء الأول بداعي الإصابة، لكنه وفي لقاء أمس كان من المقرر أن يلعب بعدما شفي نهائيا من الإصابة التي يعاني منها، إلا أن ذلك لم يحدث، بعدما أبقاه المدرب الوطني على مقعد البدلاء طيلة التسعين دقيقة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام: متى نرى مجاني يلعب؟ وهل جئنا به من أجل أن يبقى في الاحتياط؟ وهل سندرجه الآن في “المونديال” دون أن نقف على مستواه الحقيقي عن كثب؟ بوڤرة شجّع عبدون لدى دخوله شعورا منه أنّ عبدون كان يتأهب للدخول وهو منحط المعنويات بما أن المباراة حينها تبقى على نهايتها ثلاث دقائق فقط، توجّه صخرة الدفاع مجيد بوڤرة إليه وعانقه حتى يشجّعه ويرفع معنوياته المنحطة، وهي الالتفاتة التي استحسنها عبدون الذي راح ومنذ دخوله يقدّم الإضافة اللازمة للمنتخب لعل وعسى يساهم في إضافة الهدف الثاني. أضواء كاشفة رغم الشمس الحارقة لجأ المنظمون على مستوى ملعب “فورت بلاي موبيل” إلى تشغيل الأضواء الكاشفة، رغم أن الأمر لا يتعلق بمباراة لعبت في الليل، بل بمباراة لعبت تحت حرارة شمس حارقة للغاية، ورغم ذلك فإن الأضواء الكاشفة ظلت تعمل حتى نهاية اللقاء. الأنصار ألبسوا شرطيا ألمانيا “برنوس“ جزائري يبقى أنصار المنتخب الوطني رغم اقتحامهم أرضية الميدان بعد نهاية المباراة، أنصارا فريدين من نوعهم، لأن الصور التي صنعوها أمس ستبقى راسخة في أذهان الألمان إلى الأبد، لاسيما في أذهان الشرطة الألمانية الذين اضطر واحد منهم إلى ارتداء “برنوس” جزائري يحمل الألوان الحمراء، الخضراء والبيضاء بعد إلحاح من الأنصار، فارتداه والتقط صورا للذكرى معهم، وهم يبتسم ويبدو سعيدا بذلك. تعزيزات أمينة حول فندق “الخضر” لم نسجل حضورا لرجال الأمن بمركز” هارزوغ بارك” منذ وصول المنتخب الوطني، لكن الأمن كان حاضرا أمس أمام باب الفندق قبيل المباراة وبعدها، حيث كانت هناك تعزيزات أمنية لتفادي اقتراب الأنصار من اللاعبين وتفادي اقتحامهم الفندق من أجل ملاقاة اللاعبين.