رغم المردود المقبول جدا الذي قدّمه المنتخب التونسي سهرة الأربعاء الفارط في لقائه الودي أمام المنتخب السويسري خاصة في الشوط الثاني أين سيطر على منافسه تقريبا في كامل أطواره .. وتمكن من تسجيل هدف التعادل عن طريق الذوادي قبل أن يتلقى هدفا ثانيا في الثواني الأخيرة من اللقاء كلفه الهزيمة بنتيجة 2/1، فإن الصحافة التونسية لم ترحم المدرب سامي الطرابلسي ولاعبيه بالانتقادات واعتبرت أن المردود المقدّم كان بعيدا عن التطلعات خاصة أن المنافس لعب بنصف إمكاناته الحقيقية بتأكيد حتى مدربه الألماني "آوتمار هيتزفيلد". الهجوم في "فم المدفع" وانتقادات لاذعة ل جمعة والحرباوي وقد وجّهت وسائل الإعلام التونسية سهامها نحو الخط الأمامي للمنتخب التونسي، والذي قالت عنه إنه كان تنقصه النجاعة في بعض الأحيان وغياب الحلول اللازمة في أحيان أخرى، مما اضطر المهاجمين إلى الاعتماد على المحاولات الفردية كالتسديد من بعيد دون أدنى تركيز، مستثنين قذفة الذوادي التي أحرز منها الهدف. وقد انتقدت الصحافة التونسية كثيرا المردود الباهت لكل من عصام جمعة، الذي يمر حسبها بفترة فراغ طالت مع المنتخب رغم تألقه في الدوري الكويتي، وأيضا المهاجم الحرباوي الذي كان ظلا لنفسه فوق أرضية الميدان. إجماع على أن البدوي كان الحلقة الأضعف في المنتخب ولم ترحم الصحافة التونسية رامي البدوي الظهير الأيسر ل "النجم الساحلي"، الذي اعتبرت أنه كان الحلقة الأضعف في المنتخب خلال لقاء الأربعاء الفارط، حيث أنه إضافة إلى الأخطاء البدائية التي كان يرتكبها والتي جعلت شوارع بنى عليها لاعبو سويسرا تقريبا كلّ محاولاتهم الهجومية، فإنه ارتكب مخالفات بسذاجة كلفته تلقي إنذارين والطرد ما حتم على زملائه إكمال اللقاء منقوصين عدديا، وهو ما استغله المنافس الذي أمضى هدفا ثانيا في الثواني الأخيرة سمح له بإنهاء اللقاء فائزا. غياب المساكني وصابر خليفة كان مؤثرا جدّا ولعب يوسف المساكني غياب صانع ألعاب الترجي الرياضي، وصابر خليفة وسط ميدان "إيفيان" الفرنسي بسبب معاناتهما من الإصابة، دورا سلبيا في مردود التشكيلة التونسية في لقاء الأربعاء الفارط، حيث تأكد للجميع قوة ووزن هذا الثنائي في المنتخب وغياب بديل له في المستوى. حيث أن لا أسامة الدرّاجي نجح في خلافة المساكني، ولا وسام يحي أنسى غياب صابر خليفة، وهو ما اعتبرته الصحافة التونسية مشكلا حقيقيا يتطلب من المدرب الطرابلسي إيجاد حل له، مثلما هو مضطر لإحداث تغييرات كثيرة مستقبلا، كي يتسنى له دخول نهائيات كأس أمم إفريقيا بقوة. "الشروق": "هزيمة كشفت العيوب والذوادي العاطل يُنقذنا من هزيمة أثقل" وعنونت جريدة "الشروق" التونسية في ملحقها الرياضي الصادر أول أمس الخميس، أن هزيمة منتخبها أمام "سويسرا" كشفت عيوبا كثيرة رغم غياب لاعبي "الترجي الرياضي" عن اللقاء وأيضا وسط الميدان صابر خليفة، إلاّ أن الأمر حسبها لا يمكن أن يكون مبرّرا لأداء متوسط جدا، وهزيمة كان يمكن أن تكون بنتيجة أثقل لولا الهدف الذي وقعه الذّوادي اللاعب الذي رغم أنه لا يلعب مع ناديه "إيفيان" في فرنسا، إلاّ أنه كان من بين أفضل اللاعبين في المشاركين في اللقاء. "الصباح": "مردود دون المأمول وفرصة جديدة يضيّعها ل الطرابلسي" وأكدت يومية "الصباح" أن المردود المقدم من قبل أشبال سامي الطرابلسي أمام "سويسرا" كان دون المأمول، وجعل علامات استفهام كثيرة تطرح حول ما يفعله المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا أمام منتخبات لن تكون سهلة في صورة كوت ديفوار والجزائر، مؤكدة أن الطاقم الفني ل "نسور قرطاج" ضيع فرصة جديدة لأجل إسكات أفواه منتقديه بالعرض غير المقنع الذي قدمه اللاعبون، والذي سيجعل الطرابلسي مطالبا بتعديل الأوتار خاصة على مستوى الدفاع الذي تعدّدت أخطاؤه، والهجوم الذي هو دون فعالية. ---------- تعزيزات أمنية مشدّدة وحتى "الحرس" حاضر لأول مرّة... تخوف كبير من إنفلات أمني في تونس بسبب النهائي وإجراءات استثنائية لتأمين سلامة اللاعبين والجماهير بعيدا عن حصة التذاكر التي وضعت للبيع ولقيت معارضة كبيرة من محبي "الترجي الرياضي" التي اعتبروها قليلة جدا، بعد أن وافقت وزارة الداخلية فقط على طبع 27 ألف تذكرة على أن تسلم 3 آلاف تذكرة أخرى في شكل دعوات تتكفل بها إدارة النادي، في حين يتلقى "الأهلي" حصة ألف تذكرة لأنصاره، فإن التخوّف مازال كبيرا عند الشارع التونسي من أن يكون هذا النهائي فرصة لانفلات أمني جديد في البلد، خاصة أن أطرافا كثيرة أصبحت تستغل فرصة إجراء أي لقاء بالجمهور في تونس لأجل زرع الرعب في نفسية المواطنين، من خلال الفوضى التي يحدثونها في المدرجات أو خارج أسوار الملعب، سواء بالاعتداءات على الأشخاص بالأسلحة البيضاء، أو التراشق بالحجارة والمقذوفات مع قوات الأمن، أو تخريب الممتلكات العمومية. ملعب "رادس" مؤمن منذ يوم الخميس والاقتراب منه ممنوع ولأجل إجراء اللقاء في ظروف أمنية جيدة، فإن وزارة الداخلية التونسية مع مسؤولي الأمن عقدوا اجتماعات دورية كثيرة في الأيام الأخيرة تم الخروج على إثرها بعدة قرارات، يبقى أبرزها تعزيز وحدات الشرطة يوم اللقاء بعناصر من الحرس الوطني (ما يعادل الجيش الشعبي الوطني عندنا في الجزائر)، إلى جانب تولي المصالح الأمنية تأمين ملعب "رادس" 48 ساعة قبل انطلاق اللقاء، حيث أصبح الإقتراب منه ممنوعا منذ أول أمس الخميس، وقد حرس الأمن على مراقبة عملية دخول جميع الوسائل والسيارات إليه والخروج منه بالنسبة للعاملين فيه، وكذا مسؤولي الترجي حين تنقلهم لتحضير النهائي. وزارة الداخلية تؤكد على تفتيش مشدّد للجماهير وتعتذر مسبقا ونشرت وزارة الداخلية التونسية بيانا طالبت فيه الجماهير التي ستتنقل إلى الملعب بضرورة التحلي بالروح الرياضية، وقد إعتذرت مسبقا عن كون مصالح الأمن ستقوم بتفتيش كل مناصر بطريقة مشدّدة لمنع إدخال جميع أنواع الشماريخ والعصى الحاملة للافتات والأعلام، وجميع الأدوات الأخرى التي قد يستعملها البعض في أعمال عنف وخاصة القارورات الزجاجية، وحتى مشعل السجائر سيكون مادة محظورة اليوم في ملعب "رادس".