في قراءة لمشوار مولودية قسنطينة في مرحلة الذهاب لا يمكن وصف النتائج وضعية النادي خلال النصف الأول من البطولة سوى بالسلبية، بالنظر إلى حصيلة النادي من النقاط والمشاكل العويصة التي عانى منها وكادت تعصف به، فبعد أن كان معظم "ليموكيست" متفائلين بأداء موسم استثنائي بالنظر إلى ما تملكه التشكيلة من أسماء معروفة، وكان الجميع يأمل تحقيق الصعود بالنظر إلى الكلام المعسول في كل مرّة للمسؤول السابق مداني كمال، إلا أن حلم الصعود سرعان ما تبخر وتلاشى تدريجيا مع مرور المنافسة، بعد أن اكتشف المتتبعون شؤون "الموك" ضعف تعدادهم إضافة إلى تأثير المشاكل الإدارية وغياب السيولة، كلها معطيات أوصلت المولودية إلى ما هي عليه حاليا بمرحلة ذهاب كارثية ومرتبة غير مشرّفة والسقوط يهددها. 12 نقطة في 15 مقابلة ومرتبة 14 سابقة بداية التحليل تكون من النتائج الفنية خلال 15 مقابلة والحصيلة الضعيفة جدا، التي سجلها رفقاء بورنان الذين لم يتمكنوا إلا من كسب 12 نقطة فقط من أصل 45 ممكنة أي بمعدل 0٫8 نقطة في كل لقاء، وهي نسبة ضعيفة جدا وضعت المولودية في المرتبة 14 مع سريع المحمدية ومراتب أخيرة لم تخرج منها منذ انطلاق المنافسة، وبهذا تكون "الموك" قد ضيّعت كامل حظوظها في لعب ورقة الصعود كما كان يتوقع المتتبعون في بداية الموسم، ولم يبق للفريق في مرحلة العودة سوى تحسين نتائجه والصراع من أجل ضمان البقاء، لأن وضعية "الموك" الحالية في سلم الترتيب تجعلها من أكبر المهددين للنزول، وتبقى حصيلة 12 نقطة من 15 مقابلة سابقة في تاريخ المولودية التي تعيش أسوأ موسم لها منذ تأسيسها، بسبب التسيير العشوائي والإهمال الكلي من طرف مداني ومن معه قبل مجيء الإدارة الجديدة. 9 انهزامات، 3 تعادلات و3 انتصارات فقط تعتبر مولودية قسنطينة ثاني فريق من حيث عدد الانهزامات ب 9 في 15 مقابلة، بعد شباب عين تموشنت الأوّل ب 10 انهزامات، حيث تجرعت المولودية طعم الخسارة أمام اتحاد البليدة، مولوية بجاية، ترجي مستغانم، جمعية وهران، مولودية سعيدة، شباب عين فكرون، اتحاد عنابة، أولمبي المدية وجمعية الخروب، وتبقى أثقل هزيمة أمام البليدة بملعب حملاوي 50 لحساب الجولة الثالثة، وحقق الفريق 3 تعادلات أمام نصر حسين داي، سريع المحمدية وأمل الأربعاء، فيما فاز كيبية ورفاقه في ثلاث مناسبات كذلك أمام مروانة، "البوبية" وعين تموشنت، وأثقل نتيجة أمام صاحب المؤخرة شباب تموشنت 30 بملعب حملاوي لحساب الجولة 14. رابع أضعف هجوم وثاني أضعف دفاع ويحتل هجوم المولودية المركز 13 بتسجيله 11 هدفا فقط في 15 مباراة، ويأتي بعد هجوم المحمدية ب 8 أهداف وهجوم عين تموشنت ومروانة ب 9 أهداف، ما يؤكّد أن تشكيلة المولودية هذا الموسم ليست هجومية ولاعبو هذا الخط ليسو في المستوى، أما دفاعيا فحراس "الموك" تلقوا 21 هدفا جعلتهم يحتلون المركز الثاني مناصفة مع المحمدية أضعف دفاع، خلف صاحب المؤخرة عين تموشنت ب 27 هدفا، وهو دليل آخر على أن الدفاع ليس في المستوى هو الآخر مرحلة الذهاب. 6 هدافين في الفريق، أولهم بورڤعة وتقاسم حصيلة 11 هدفا مسجّلا في شباك المنافسين في مرحة الذهاب لمولودية قسنطينة، 6 لاعبين هم بورڤعة بثلاثة أهداف يليه مقران، حمادو، سواكير بهدفين لكل منهم، ويأتي كذلك المدافع لمايسي بهدف وحيد ومثله لاعب الآمال سويسي محمد، الذي وقّع الهدف الوحيد للآمال في 5 جولات لعبها خلفا للأكابر أمام مولودية سعيدة. رئيسان و3 مدربين تعاقبوا على مرحلة الذهاب كما تعاقب على مولودية قسنطينة في مرحلة الذهاب رئيسان، هما كمال مداني الذي قاد الفريق في 13 مقابلة وجرّه إلى الهاوية بجملة من المشاكل التي كادت تقضي على "الموك" وتسقطها، ثم خلفه دميغة مؤخرا الذي عاد إلى أعلى هرم النادي بعد إلحاح الأنصار بهدف إنقاذ المولودية من شبح السقوط الذي يلاحقها، أما على العارضة الفنية فقد تداول البرازيلي "آلفاس" الذي لم يعمّر أكثر من 3 جولات بعد خسارة البليدة بخماسية، وجاء لطرش الذي قاد التشكيلة في ظروف صعبة وأشرف على 6 مقابلات، فيما تولى قربوعة أحمد أمور العارضة الفنية في 6 جولات كانت 5 منها رفقة فريق الآمال. ثورة الأنصار وإضراب اللاعبين أبرز حدثين وبعيدا عن لغة الأرقام والنتائج الفنية شهدت مرحلة الذهاب حدثين تاريخيين، الأول خروج ما يقارب 2000 "موكيست" إلى شوارع قسنطينة قبل شهرين في مظاهرات حاشدة ومسيرة ضخمة تحدثت عنها وسائل الإعلام العربية، حيث طالب جمهور البيضاء من السلطات المحلية للولاية بحل شركة الفريق وطرد مداني كمال، وتعيين دميغة رئيسا جديدا بما أن معظم الأنصار يرون في دميغة الرجل القادر على إنقاذ المولودية، إلى جانب حدث آخر بارز في بيت "الموك" تمنثل في إضراب لاعبي الأكابر مدّة قاربت الشهر ونصف، احتجاجا على مستحقاتهم المالية وهي سابقة في الجزائر، وهو الإضراب الذي سمح لتشكيلة الآمال بلعب 5 جولات (من 9 إلى 13) انهزموا فيها كلها. سقوط مداني ومجيء دميغة أكبر انتصارين رغم الوضعية الحرجة لمولودية قسنطينة في سلم الترتيب في مرحلة الذهاب، إلا أن الأنصار يعتبرون أن الحدثين المتمثلين في المسيرة الضخمة وإضراب اللاعبين حققا أكبر انتصارين بطرد مداني كمال، بعد أن أفشى فسادا في الفريق لسنوات ولم يعد يطيقه أحد في قسنطينة، بعد أن اكتشف أمره وأكّد فشله و تبيّن أن كلامه ووعوده مجرد سراب، والنادي يتجه نحو الغرق بدليل وعده بالصعود في 10 جولات الأولى تحوّل إلى كابوس سقوط إضافة إلى وعوده الكاذبة بتسديد أجور اللاعبين، وتأهيل اللاعب بلحوجة وقضية حافلة الفريق التي انطلقت من العاصمة قبل شهور ولم تصل إلى قسنطينة، وأمور أخرى كثيرة وخطيرة كعدم تأمين اللاعبين وديون الفريق التي تتزايد من يوم لآخر، ويجمع الكل أن مداني كمال هو المسؤول عما وصل إليه الفريق، والانتصار الثاني حسب "ليموكيست" عودة الرجل المطلوب من عشاق البيضاء دميغة الملقب بالإمبراطور الذي يحمل معه آمالهم، من أجل إعادة هيبة "الموك" بدليل تنقل 1200 مناصر إلى الخروب مؤخرا لدعم دميغة ومساعدته على إنقاذ النادي. "ليموكيست" يتطلعون لعودة موفقة و مستقبل مشرق وعن المستقبل فإن أنصار المولودية يأملون أن تكون مرحلة عودة أحسن بكثير من الذهاب من حيث النتائج، ويتمنون أن يضمن فريقهم البقاء براحة وفي أقرب وقت والتفكير مليا في الموسم القادم، الذي يجب التحضير له من الآن حيث يعوّل الأنصار على استغلال فترة "الميركاتو" لتجديد التشكيلة، وكل الآمال معلقة على دميغة ومن معه في الإدارة لإعادة هيبة "الموك" الضائعة والتألق من جديد.