من دون مفاجأة، سقطت مولودية قسنطينة مجددا في نتيجة الخسارة لخامس جولة على التوالي، وهذه المرة أمام أولمبي المدية أول أمس بملعب هذه الأخيرة بهدفين دون رد، في مواجهة لعبها القسنطينيون بتشكيلة مكونة من الآمال والأواسط كما تعوّد عليه المتتبعون، ومن دون الخوض كثيرا في مستوى اللقاء فنيا، فإن أسباب خسارة "الموك" في ملعب المدية مشابهة لأسباب الخسارة في الجولات التي سبقت، وتتمثل في نقص الخبرة وعدم قدرة آمال المولودية على مجابهة أندية البطولة المحترفة الثانية، إذ أكّدوا عدم قدرتهم في حصد نقطة واحدة على الأقل من أصل 15 ممكنة، ومواصلة الاعتماد على الآمال يعتبر رهان خاسر يجر نحو سقوط أكيد، ولو أن "الموك" لا تملك خيار آخر في ظل إضراب لاعبي الأكابر منذ 40 يوما، واضعين بذلك النادي في حافة السقوط من أجل أموالهم غير مبالين بمصير الفريق العريق الذي يحملون ألوانه، والحال نفسه عند المسيرين العاجزين على مساعدة وإخراج المولودية من مأزقها، وبالمقابل يرفضون ترك مكانهم حرصا على مصالحهم كذلك، والضحية بين الإدارة واللاعبين هي "الموك" التي تتجه بخطى ثابتة نحو السقوط، مع اكتفاء السلطات المحلية لقسنطينة بالتفرج على المهزلة من دون تحرك. "الموك" لم تكسب ولا نقطة منذ الجولة التاسعة بهزيمتها في المدية والتي تعتبر الخامسة على التوالي والثامنة ككل في البطولة بعد مرور 13 جولة، يمكن اعتبار مشوار مولودية قسنطينة هذا الموسم بمشوار فريق مرشّح بقوّة للسقوط، كيف لا والنادي حصد 9 نقاط من أصل 39 ممكنة، وانهزم في 8 مقابلات في 13 جولة فقط ورصيده جعله يحتل المركز 15 بكل استحقاق ومهدد بالمرتبة الأخيرة في الجولة القادمة لو يسقط مجددا أمام صاحب المركز الأخير شباب عين تموشنت المستفيق في الجولة الماضية، وتُعتبر الحصيلة السلبية للمولودية في مرحلة الذهاب هذا الموسم هي الأسوء في تاريخ النادي العريق، والذي يتجه منحناه التنازلي إلى السقوط للقسم الأسفل في أقرب وقت ممكن، خاصة لو علمنا أن نوادي كنادي بارادو قد سقطت الموسم الماضي رغم حيازتها على نقاط أكثر من "الموك" في نفس التوقيت من البطولة ومع ذلك لم تنجُ، فما بال حال المولودية التي تعيش أزمة إدارة ورجال والفريق يلعب فقط بالآمال. الأنصار تجمعوا صبيحة أول أمس وأرادوا الخروج في مسيرة تجمّع صبيحة أول أمس السبت بشارع طريق سطيف أنصار مولودية قسنطينة الغاضبين والقلقين على وضعية فريقهم الخطيرة والمهدد بالسقوط إلى القسم الهاوي بأعداد متوسطة، وهذا من أجل الخروج في مسيرة أخرى وسط المدينة والضغط على السلطات المحلية لولاية قسنطينة من أجل التدخل لحل شركة النادي المحترف التي أوصلت "الموك" إلى حالتها الراهنة، إذ يرى أنصار البيضاء أنه لا يوجد أي حل آخر لإنقاذ النادي سوى طرد من هم مسؤولون على ما وصلت إليه "الموك"، بما أن أعضاء الشركة العجزة فشلوا في إخراج الفريق من الأزمة رغم مرور أسابيع وشهور، كما أراد "ليموكيست" كذلك التعبير عن تضامنهم مع رئيس النادي الهاوي المستقيل دميغة عبد الحق تنديدا بما تعرّض له من مؤامرة من طرف عدة أطراف تمنع دخوله للشركة عمدا، وهذا خوفا على مصالحها حتى وإن كلّف ذلك سقوط الفريق إلى القسم الأسفل. تنقلوا إلى منزل حكوم مداني وتشابكوا مع عناصر بالسلاح الأبيض وبما أن عدد "ليموكيست" لم يتجاوز 50 فردا في حدود الساعة الثانية زوالا بطريق سطيف، فإن المتظاهرين لم يسيروا في مسيرة وفضل حوالي 14 "موكيست" التنقل إلى منزل عضو الشركة مداني حكوم للاستفسار عن وضعية النادي والحلول الممكنة، وقد تحدّث العدد القليل من أنصار المولودية الذين تنقلوا إلى منزل حكوم مداني مع ابن عضو الشركة في غياب حكوم، قبل أن يتفاجؤا بمجموعة من الأفراد المسلحين بالسلاح الأبيض توجّهوا إليهم مباشرة محاولين الاعتداء عليهم، قبل أن ينسحب "ليموكيست" من أمام منزل حكوم مداني بعد اشتباكات بسيطة، ولحسن الحظ أن عدد الأنصار لم يكن كبيرا وإلا لحدثت مناوشات أخطر بما أن الأسلحة البيضاء كانت منتشرة بكثرة، ويجهل أنصار المولودية الذين كانوا حاضرين في الحادثة هوية المجموعة من الأفراد التي هاجمتهم بالسلاح الأبيض أمام منزل حكوم مداني والسبب الذي دفعهم للقيام بذلك، ولو أن معظم "ليموكيست" الحاضرين أكّدوا حسبهم أن تلك المجموعة كانت بصحبة ابن حكوم مداني وأن الأمر كان مدبّرا. فريق الأواسط يحقق نتائج مرضية ويصنع الاستثناء يصنع فريق أواسط مولودية قسنطينة بقيادة الثنائي قاجة وصغيري الاستثناء هذا الموسم في النادي، بعد أن باتت التشكيلة تحقق نتائجا إيجابية مؤخرا بالرغم من أن أواسط "الموك" يلعبون في بطولة الآمال بما أن الآمال يلعبون مكان الأكابر، فبعد فوزهم في عين فكرون بنتيجة 3/ 1 وبعدها فوز أمام اتحاد عنابة 2/ 1 عاد أواسط المولودية بنقطة ثمينة من المدية بعد التعادل هدف لمثله، ليواصل زملاء خيري تألقهم رغم أن منافسيهم يفوقونهم سنا وخبرة، في انتظار التأكيد في الجولات القادمة بالنسبة لهذا الفريق الذي يستحق التشجيع والمتابعة. ----------------------------------- الإدارة لم تتصل باللاعبين والإضراب يبقى مفتوحا عكس ما كان منتظرا، تبقى الأوضاع داخل بيت المولودية تراود مكانها رغم الآمال التي علقت على آخر اجتماع بين مداني حكوم وبعض اللاعبين الخميس الماضي، إذ لم يتصل أحد من المسيرين أو القائمين على الفريق باللاعبين للالتحاق بالتدريبات وتعليق الإضراب الذي شنوه لقرابة شهر ونصف، وهو ما يؤكد الإهمال الذي تُسيّر به الإدارة الفريق القسنطيني، رغم أن حكوم وعد لاعبيه بتسوية الأمور أمس إلا أن ذلك الكلام تبين أنه مجرد كلام وفقط، الأمر الذي يرجح الأوضاع للانفجار أكثر أمام اللامبالاة من طرف مسؤولي الفريق، الذين يسيرون بالفريق إلى طريق مجهول ويتجه بهذه العقلية إلى السقوط، وهو إن تجسد سيكون وصمة عار على جبين جميع من تسبب في ذلك والتاريخ لن يرحمه مستقبلا. اللاعبون ولطرش عبروا عن استيائهم وغضبهم من الوضعية الحالية وبعدما كانوا يعتقدون أن الأمور قد حُلت بعد الوعد الذي قطعه لهم حكوم مداني في آخر التقاء بهم، انتظر لاعبو الموك اتصالا منه أو من بقية أعضاءه أمس لمباشرة التدريبات والحجز لهم في نزل النسيم بالخروب، إلا أن انتظارهم طال وتيقنوا أن كل ما قيل لهم وتم وعدهم به يعد مجرد كلام لا غير وهي بمثابة وعود كاذبة، وهو ما جعلهم يعبرون عن تأسفهم عن الوضعية الحالية وغضبوا كثيرا ما جعل عدد منهم يؤكد أنهم غير متحمسين حاليا للعودة وطالبوا بأوراق تسريحهم نهائيا، شأنهم شأن المدرب لطرش الذي تأسف كثيرا عن الإهمال الذي يعاني منه الفريق واعتبر ما يحدث حاليا كارثة حقيقية، حتى أنه يفكر في الاستقالة من النادي رسميا بعدما مل بدوره الانتظار، مع تواصل تعفن الوضع داخل البيت القسنطيني الذي يتجه إلى الهاوية في ظل المواصلة على نفس الوتيرة والغياب الإداري. لقاء تموشنت سيلعب بالأمال بنسبة كبيرة وأمام هذا الإهمال الإداري وعدم وجود شخص يتحمل المسؤولية وعدم التحاق اللاعبين بالتدريبات في ظل غياب أي اتصال من إدارة مداني، فإن كل المعطيات تشير إلى أن لقاء تموشنت الجمعة المقبل سيلعب بالأمال، وهو ما سيعقد أمور النادي أكثر في ظل عدم قدرة تشكيلة قربوعة على مسايرة نمط المنافسة لنقص خبرة لاعبيه.