نجح المنتخب الإيفواري في اجتياز اختباره الودي الأول والأخير في تربصه التحضيري لكأس أمم إفريقيا في أبوظبي، وذلك بعد أن حقق أول أمس فوزا عريضا على مصر بنتيجة (4-2)، إ ذ نجح أشبال صبري لموشي في قلب الطاولة على "الفراعنة" رغم تأخرهم بهدف مبكر من إمضاء أبوتريكة، وهي ردة الفعل التي تظهر مدى استعداد "الفيلة" وجاهزيتهم من الناحية الذهنية، إذ حافظ زملاء كولو توري على برودة أعصابهم وواصلوا اللعب بثقة وبدون تسرع، ما سمح لهم بتسجيل عودة قوية في اللقاء وإنهاء الشوط الأول لصالحهم بنتيجة (2-1)، قبل أن يتحسن مردودهم في المرحلة الثانية بعد التغييرات المثمرة ل لموشي وأضافوا هدفين آخرين. لموشي لم يكشف كل أوراقه ومزج بين الأساسيين والبدلاء فضل لموشي عدم الدخول بتشكيلته المثالية أمام مصر منذ البداية، حيث يلاحظ على التركيبة التي أقحمها الناخب الإيفواري في الشوط الأول أنها كانت مزيجا بين اللاعبين الأساسيين الذين سيلعبون بنسبة كبيرة المباريات القادمة ل كوت ديفوار في الكان، بالإضافة لبعض الأسماء الشابة التي ستكون دون شك حبيسة مقاعد البدلاء مثل عبد الرزاق ولاسينا تراوري، ليعرف بعدها شوط المباراة الثاني دخول القائد ديديي دروغبا، يايا توري، أرثور بوكا وسالومون كالو، كما منح المدرب الفرانكو- تونسي الشاب فرصة اللعب ل إيغور لولو وديديي ياكونان مكان إيمانويل إيبوي وديديي زوكورا اللذان يعتبران من ركائز "الفيلة"، ومن المستبعد جدا أن يتخلى عنها لموشي. "الفيلة" اعتمدوا على خطة تكتيكية شبيهة بتلك التي يستعملها حليلوزيتش استعمل لموشي في مباراة مصر الودية خطة 4-3-3 التي تشبه كثيرا التكتيك الذي اعتمد عليه حليلوزيتش في مباراة جنوب إفريقيا الأخيرة، إلا أن الفرق في التطبيق فوق الميدان بدا واضحا، إذ قام المنتخب الإيفواري بالضغط المتقدم على المنتخب المصري في مناطقه من أجل منعه من صناعة اللعب ونقل الكرة بسهولة، على عكس أشبال المدرب البوسني الذين قبلوا اللعب أمام جنوب إفريقيا وتراجعوا للخلف، ويتضح من خلال مباراة أول أمس أن لموشي حسم تشكيلته الأساسية بنسبة كبيرة ولم يبق أمامه إلا الفصل بين تييني وبوكا في منصب الظهير الأيسر، وكذا بين كالو وغراديل في منصب الجناح الأيمن. الهجوم قوة كوت ديفوار الضاربة وسيخلق متاعب جمة لدفاع "الخضر" أكدت كوت ديفوار من جديد بمناسبة مباراة مصر الودية على قوة هجومها الذي لا يرحم أي دفاع، فبالإضافة لفعاليته الكبيرة وتسجيله لرباعية كاملة، يتميز الهجوم الإيفواري بقدرته على التنويع في اللعب واعتماده على طرق مختلفة لزعزعة دفاعات المنافس وهز شباكه، فتارة تلعب كرات في العمق باتجاه رأس الحربة قصيرة كانت أم طويلة، وتارة أخرى يتم الاختراق من الأطراف مستغلين في ذلك سرعة ومهارات لاعبي الأجنحة مثل جرفينيو، غراديل وكالو الذين يحسنون التوغل وتمرير كرات عرضية حاسمة لزملائهم المتواجدين بمنطقة العمليات، وهي المعطيات التي تبين مدى صعوبة المهمة التي تنتظر دفاع "الخضر" في مباراتهم الثالثة خاصة بالنسبة للظهيرين. دفاع "الفيلة" ثقيل ومهمة مهاجمي المنتخب الوطني لن تكون مستحيلة على نقيض المردود الهجومي الرائع للمنتخب الإيفواري، لم يقدم خط دفاع "الفيلة" ما كان منتظرا منه أمام مصر، إذ ظهر بوجه شاحب وبدا بطيئا جدا في الحركة، خاصة محور الدفاع المكون من كولو توري وسليمان بامبا والذي وجد صعوبة بالغة في التعامل مع الكرات المصرية التي تلعب في ظهر الدفاع، كما وجد السيد حمدي وجدو سهولة كبيرة في اختراق الخط الخلفي لمنافس "الخضر" مستفيدين في ذلك من ثقل حركة لاعبيه، وبناء على المستوى الدفاعي الذي أظهره "الفيلة"، تبدو حظوظ لاعبي المنتخب الوطني في ضرب دفاعاتهم وهز شباك باري كبيرة بشرط الاعتماد على السرعة في طلب الكرة ولعبها والتركيز على التمريرات البينية في ظهر الدفاع. لموشي: "يجب علينا مراجعة عدة أمور قبل الكان" تدخل لموشي بعد نهاية المباراة الودية هاتفيا من أبوظبي وأدلى بتصريحات للقناة الإيفوارية التي نقلت المواجهة، إذ علق على نتيجة اللقاء ومردود أشباله، وقال في هذا السياق: "أنا راض عن المردود المقدم في المباراة بشكل عام، لكن هناك الكثير من الأمور التي علينا مراجعتها والتكلم عنها"، كما كشف الدولي الفرنسي السابق عن النقائص التي سيحاول معالجتها في الأيام القادمة بناء على ما شاهده في مباراة مصر الودية، إذ أضاف: "يجب أن ندخل في المباريات مبكرا وبتركيز وفعالية أكبر، كما لابد أن نكون أكثر تنظيما في وسط الميدان ونخرج الكرة بطريقة جيدة، لكن إجمالا أشعر بالرضا عن التحضيرات التي أجريناها من ناحية التنظيم والتخطيط". "نحترم الطوغو ونريد تحقيق بداية جيدة في الكان" في رده على سؤال أحد محللي القناة الإيفوارية حول مباراة كوت ديفوار الأولى في كأس أمم إفريقيا أمام الطوغو، شدد لموشي على ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية أمام "الصقور" رغم إدراكه بصعوبة المهمة التي تنتظره رفقة نجومه في "الكان" بعد وقوعهم في مجموعة الموت رفقة المنتخب الوطني، تونس والطوغو، حيث قال لموشي في هذا الصدد: "نعرف أن مجموعتنا هي الأصعب، لذا يجب أن نحقق الفوز في مباراتنا الأولى أمام منتخب الطوغو الذي نحترمه كثيرا"، وبدا الناخب الإيفواري واثقا من إمكانات لاعبيه وقدرتهم على الإطاحة ب الطوغو، وأضاف قائلا في هذا السياق: "علينا أن نظهر بكامل إمكاناتنا من أجل زعزعتهم وتحقيق بداية موفقة في المنافسة". كولو توري: "نحن مطالبون بتصحيح أخطائنا" أجرى موقع الاتحادية الإيفوارية لكرة القدم حوارا قصيرا بعد نهاية مباراة مصر مع كولو توري قائد الدفاع الإيفواري حول مجرياتها، وقال لاعب مانشستر سيتي: "مصر منافس قوي وخلق لنا عدة صعوبات في السابق، لذا كان من المهم تقديم مباراة جيدة أمامهم قبل بداية كأس أمم إفريقيا التي نشعر بأننا دخلنا في أجوائها"، وعن طريقة سير المباراة بعد التغييرات التي قام بها مدربه مع بداية المرحلة الثانية من المباراة بدخول دروغبا، بوكا، إيغور، ياكونان، يايا توري وكالو أضاف توري قائلا: "التغييرات التي أجريناها في الشوط الثاني قدمت لنا الإضافة اللازمة، خاصة أن المصريين أظهروا بعض علامات التعب مما سهل لنا المهمة، لكننا تلقينا هدفين وعلينا تصحيح أخطائنا الدفاعية".