كان الجمهور الجزائري غفيرا أمس في مدرجات ملعب “بيتر موباكا” ب“بولوكوان”، مقارنة بالأعداد القليلة التي توقعنا حضورها حدث هذا قبل انطلاق المباراة حيث قارب عدد الأنصار الجزائريين الذين غصت بهم مدرجات هذا الملعب 4000 مناصر، أمر أسعدنا كثيرا وأسعد المسؤولين واللاعبين، لكن ما لم يرق الجميع هو تصرف مجموعة قليلة من المناصرين حيث اقتحموا الميدان قبيل بداية المباراة، للتعبير عن فرحتهم بالوجود رفقة “الخضر” في جنوب إفريقيا، لأننا ندرك أنهم لم يكن غرضهم الشغب بدليل أنهم كانوا يحملون الرايات الوطنية، ليؤكدوا للجميع أن الجزائريين هنا. روراوة أعادهم إلى مكانهم لتفادي “تبهديلة” لا حرج أن يرفع الأنصار الرايات الوطنية ويعبرون عن فرحتهم، لكن الحرج في اقتحامهم الميدان، وهو ما لم يرق محمد روراوة الذي سارع إلى إخراجهم لتفادي “تبهديلة” أمام منظمي كأس العالم ومسؤولي “الفيفا” الحاضرين بقوة في الملعب، ونجح روراوة في مسعاه بعدما استجاب له الأنصار وعادوا إلى المدرجات، ويكونون قد وعدوه بعدم تكرار ذلك. علامة مسجلة باسم الجزائريين أينما رحلنا وإن كنا نتفهم أنصارنا الذين يحاولون دوما أن يظهروا للجميع بأنهم موجودون في كل مكان، ويحاولون أن يشجعوا اللاعبين بطريقتهم الخاصة، إلا أن اقتحام الميدان غير مقبول تماما، حيث سبب لنا هذا التصرف متاعب كثيرة خارج الوطن حتى صار المنتخب الجزائري غير مرحب بها في فرنسا، من أجل إجراء مباراة ودية بسبب اقتحام الميدان من طرف الأنصار في كل مناسبة، فضلا عما حدث في ألمانيا خلال التربص الثاني ب“هارزوغ بارك”، حيث اجتاح 15 ألف مناصر أرضية الميدان بعد مباراة الودية أمام الإمارات العربية، ما جعل الأجانب يصفون التصرف بأنه علامة مسجلة باسم الجزائريين وفقط. لابد من تفادي ذلك مستقبلا حتى لا نتضرر وعلى الأنصار الجزائريين الذين حلوا هنا بجنوب إفريقيا، أن يشجعوا منتخبنا الوطني بالطرق المباحة التي عودونا عليها، وأن يتفادوا اقتحام أرضية الميدان في المباريات المقبلة، لأن ذلك من شأنه أن يضر منتخبنا الذي سيخضع حينها لغرامات مالية من طرف “الفيفا” وربما عقوبات أخرى أقسى. ---------------- صوت La vuvuzella أفقد الجميع تركيزهم بمن فيهم اللاعبين La vuvuzella الأمر يتعلق بمزمار طويل ينطلق منه صدى قوي ومزعج، وهو عبارة عن آلة بلاستيكية طويلة يلجأ إليها الأنصار هنا في جنوب إفريقيا لخلق أجواء مرحة في المدرجات، لكنهم في الحقيقة لم يخلقوا لا أجواء مرحة ولا هم يحزنون، بل خلقوا ضجيجا لا نظير له. ضجيج لم يسبق لنا أن حضرناه من قبل في أي ملعب، إلا هنا في جنوب إفريقيا خلال كأس القارات التي جرت العام الفارط في بلد “نيلسون مانديلا”. الكل يحملها وكأننا في عرس هذا المزمار المزعج كان حاضرا أمس بقوة في مدرجات ملعب “بيتر موباكا”، وصوته لا يعلو عليه أي صوت آخر، لا لسبب سوى لأن الكل كان يحمل بين يديه آلة “ La vuvuzella“ أو بالأحرى هذا المزمار المزعج جدا. لا تسمع ما يقوله من بجانبك صدى صوت هذا المزمار الذي لا يعلو عليه صوتا آخر مهما كانت صداه وقوته جعل الواحد منا لا يسمع حتى ما يقوله له زميل إلى جانبه، بل وجعل الواحد منا لا يقدر على الرد حتى على مكالمة هاتفية تلقاها من هنا أو هناك بأرض الوطن، لا لسبب سوى لأن من استنجدوا بمزمار الشيطان هذا لم يتعبوا ولم يكلوا في استعماله منذ انطلاق المباراة حتى نهايتها. اللاعبون وجدوا صعوبات في الاتصال فيما بينهم فوق الميدان هذا بالنسبة لنا، أما بالنسبة للاعبين فحدث وكلّ الحرج، لأنهم فقدوا تركيزهم بدورهم وكانوا في العديد من فترات المباراة يجدون صعوبات جمة في الحديث والاتصال فيما بينهم، ما جعلهم يتحدثون فيما بينهم عن طريق الإشارات فقط، لأنه من المستحيل في تلك الظروف أن يستمعوا إلى بعضهم البعض. لم يستمعوا حتى إلى نصائح سعدان وأعضائه وحتى سعدان وأعضاء طاقمه الفني وجدوا صعوبات جمة في توجيه لاعبيهم من على خط التماس، لأن ذلك مستحيل في ظل تلك الأصوات المزعجة التي كانت تنبعث من المدرجات، وكانوا يتحينون الفرص عندما تتوقف المباراة لسقوط لاعب من اللاعبين حتى يطلبوا من لاعبيهم الاقتراب من خط التماس حتى يسدونهم بالنصائح اللازمة. كانوا يفهمون بعضهم بالإشارات فقط كما أن سعدان وأعضائه كانوا يلجؤون إلى توجيه لاعبيهم من كرسي الاحتياط بالإشارات فقط، بتوجيه زياني مثلا أن يلعب من هذه الجهة بالإشارات فقط، والسبب كما قلنا مزامير لم نر مثلها من قبل سوى هنا في هذا البلد. ------------------------ اللاعبون لم يتأثروا بالخسارة بدا على ملامح اللاعبين وهم يغادرون الملعب ويدلون بتصريحاتهم لرجال الإعلام أنهم لم يتأثروا تماما بالخسارة القاسية التي تكبدوها أمام سلوفينيا، لا سيما أن حديثهم بقي محصورا في عبارة أنهم لعبوا بطريقة جيدة وقدموا ما عليهم في المباراة لكن الحظ لم يحالفهم فقط. ... حتى الأنصار اقتنعوا بأداء المنتخب كما لم يتوقف الأمر عند اللاعبين فقط، بل امتد ذلك إلى عدد من الأنصار الذين التقيناهم هنا في “بولوكوان” والذين انصب حديثهم حول الأداء الذي ظهرت به التشكيلة، حيث كان المنتخب أحسن بكثير من اللقاءات الودية التي لعبها سواء أمام صربيا أو إيرلندا أو الإمارات، وهذا ما يعكس تحسن أداء المنتخب. “هدفنا كان التأهل للمونديال والمهم ما بهدلوناش” كما أضاف أحد الأنصار: “حينما نرى المستوى الذي كشفت عنه التشكيلة الوطنية أعتقد أننا قدمنا أداء جيدا، أما عن الخسارة فلم تكن تهمنا كثيرا طالما أن هدف كل الجزائريين الأول كان الحضور والمشاركة بعد 24 سنة في المونديال، وكل ما كان يهمنا هو ما يبهدلوناش، ويقدمون أداء جيدا وأفضل من المباريات الودية التي لعبوها أمام صربيا وإيرلندا”. اللاعبون اندهشوا لتصفيقات السلوفينيين كانت دهشة لاعبينا كبيرة وهم يشاهدون مشجعي منتخب سلوفينيا يصفقون لهم ويحيونهم على الأداء الطيب الذي كشف عنه “الخضر” في المباراة.