اقتحم عدد من المناصرين والذين فاق عددهم العشرة أرضية ملعب'' بيتر موكوبا''، قبل انطلاق مباراة الخضر أمام سلوفينيا أمس بنصف ساعة تقريبا، في مشهد أصبح يتكرّر في كل لقاء يلعبه محاربو الصحراء. وكان الخضر يريدون من هذا التصرف، أن يثبتوا للعالم أن المناصر الجزائري حاضر بقوة ليساند المنتخب الوطني، ولو جرت المباريات في أقصى الدنيا، وحتّى عند بداية دخول أنصار الأفناك إلى الملعب في الصباح، كانت هناك بعض المناوشات بين المناصرين والشرطة الأمنية التي كانت تراقب محبي الخضر بكل جدية، ويأتي هذا الإقتحام للملعب بعد عدة اقتحامات شهدتها مباريات الخضر منذ عودة الخضر إلى الساحة الدولية، ولعل هذا راجع إلى الحب الجنوني الذي ازداد بعد عودة الخضر إلى المحفل الدولي، وقامت الجماهير الجزائرية بعدها باقتحام ملعب المباراة بشكل عشوائي، حيث بدأت قوات الأمن بملاحقة الجماهير الجزائرية، إلى أن سيطرت على الوضع ووضعتهم تحت حاجز أمني مكثّف، خوفا من أحداث شغب متوقعة من الجماهير المتعطشة للأفراح. وتعد هذه الحادثة هي الأولى في كأس العالم الحالية، وهو ما قد يعرض المنتخب الجزائري لبعض العقوبات من جانب الفيفا، التي لا ترضى بمثل هذه الإقتحامات، والتي تدخل في إطار الحفاظ على الأمن، لكن رغم العقوبات فإن المناصر الجزائري يحتفل بطريقته بعد التأهل لكأس العالم، والتي غاب عنها المحاربون منذ 24 سنة كاملة، جعلت الشعب الجزائري متعطشا إلى المنافسات العالمية ورؤية ألوان بلده ترفرف مع ألوان المنتخبات الكبرى. مناصر يصنع الحدث بتسلقه عمود الأضواء الكاشفة في مشهد غريب لا يصنعه الا المناصرون الجزائرون قام أحد المشجعين الجزائريين بتسلق عمود الضوء الكاشف حيث اختار هذا المناصر أعلى قمة في الملعب ليشاهد اللقاء على طريقته الخاصة، مما خلف دهشة كبيرة عند الحاضرين كما ظلت الشرطة الجنوبية تدعوه الى النزول الا أنه مضى في جلوسه غير مبالٍ بما يحدث من تحته. الأنصار تفاعلوا مع تقديم اللاعبين قبل المباراة تفاعل أنصار المنتخب الوطني مع المنشط الذي قام بتقديم اللاعبين، قبل بداية المباراة على الطريقة الجزائرية، التي اعتدنا على سماعها في ملاعبنا، وبالمقابل صفروا على لاعبي سلوفينيا للتأثير على معنوياتهم. كبير وجلول أشرفا على عملية الإحماء ومثلما جرت عليه العادة؛ أشرف المساعدان جلول وكبير على عملية الإحماء قبل بداية المباراة، وحاولوا قدر المستطاع شحن بطاريات اللاعبين، ويتجلى ذلك من خلال الطريقة التي كانوا يخاطبونهم بها. المروحيات خاصة للمراقبة ومثلما أشرنا إليه سابقا؛ المروحيات لم تتوقف عن التحليق في الأجواء ومراقبة الوضع، وهي مروحيات تابعة للأمن، مخصصة لمراقبة كل المباريات التي تلعب. قميص مغني حاضر بقوة ومن بين أقمصة اللاعبين التي ارتدها الأنصار لمناصرة الخضر قميص مغني، الذي كان حاضرا بقوة، بالرغم من غياب اللاعب بسبب الإصابة، وهو ما يؤكد تعلق الأنصار بهذا اللاعب، الذي استقروا على تلقيبه بالفنان. رايات الأشقاء العرب حاضرة ولعل ما يؤكد أن الأمر أضحي لا يخص الجزائر فقط، وإنما أصبحت قضية قومية، هو أن الرايات التي تزين بها الملعب، كانت لكل البلدان العربية الشقيقة، الذين أكدوا بذلك وقوفهم مع الجزائر في المونديال الإفريقي، أملا في مشاركة مشرفة. ورايات الأندية الوطنية حاضرة بقوة ونقل أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا، أجواء الملاعب الجزائرية إلى بولوكني، حيث تزين الملعب برايات -تقريبا- كل الأندية المحلية، بما في ذلك راية الحراش وكذا أهلي البرج. الملعب تم سقيه قبل المباراة وعمد المسؤولين على الملعب إلى سقيه قبل بداية المباراة، حتى تكون الأرضية صالحة، سيما وأنه ليس معشوشبا طبيعيا، والعملية تمت في ظرف قياسي، باعتبار أن الأرضية مجهزة بتقنيات من الطراز الرفيع. المباراة على وقع الرقصات الإفريقية وجرت المباراة على وقع الرقصات الإفريقية وأبواق الفوفوزيلا، التي أضفت على الأجواء حماسا منقطع النظير، جدير بالذكر أن الأفارقة يتفاعلون كثيرا مع الأغاني والأبواق التي لم تتوقف طيلة المباراة. الجزائريون أكدّوا تضامنهم مع غزّة ومثلما كان متوقعا، وناهيك عن رايات الدول العربية الشقيقة، على غرار المغرب وتونس والسودان، كانت راية فلسطين حاضرة بقوة وفي كل مكان يتواجد فيه الجزائريين، إلا وتجد عندهم راية فلسطين وهو ما يؤكد التضامن الكبير مع سكان غزة وشهدائها الأبرار. الملعب تحفة والتنظيم جيد ولا يمكن أن نمر مرور الكرام على الملعب الذي احتضن مباراة أمس بين الجزائر وسلوفينيا، والذي كان تحفة بأتم معنى الكلمة، ويحتوي على كل المسببات التي تجعل المناصر في أمان حتى ظروف العمل بالنسبة للإعلاميين جيدة، وتنظيم محكم من الفيفا التي لم تترك أي شيء للصدفة. الإنجليز ناصروا سلوفينيا عرفت المواجهة وجود بعض الأنصار الإنجليز الذين ناصروا سلوفينيا، من خلال تعليقهم لرايات إنجلترا إلى جانب سلوفينيا وجلوسهم في الأماكن المخصصة لسلوفينيين، وعموما رغم هذا كان الحضور الجزائري مميزا والأقوى. البدلاء حيوا الأنصار وجلسوا في دكة الإحتياط قبل توجه اللاعبين البدلاء للجلوس في دكة الإحتياط، عمدوا إلى تحية الأنصار، خصوصا وأن المدرجات قريبة من الأرضية، وبإمكان اللاعبين سماع مناداة الأنصار لهم، وبعدها توجهوا مباشرة للإلتحاق بأماكنهم، مادام أن كل شيء مضبوط ومنظم من طرف الفيفا. الخوف بدا وضحا على وجوه اللاعبين قبل بداية المواجهه وأثناء تواجد اللاعبين في غرف تغيير الملابس، بدا الخوف باديا على وجوههم، سيما وأنهم يشاركون لأول مرة في حياتهم في تظاهرة كروية عالمية كهذه، عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للسلوفينيين الذين بدوا مرتاحين وبدون أي ضغط يذكر. لكن سرعان ما بدأت المواجهة تحرر عناصر المنتخب الوطني، وعادت المياه إلى مجاريها. شاوشي يقرأ القرآن قبل الدخول حتى الحارس شاوشي المعروف بطبعه المرح وبشجاعته الكبيرة وبالإبتسامة التي لا تفارق وجهه، بدا متخوفا قبل المواجهة، وظهر عليه تركيز كبير، حتى أننا شاهدنا شفتاه تتحركان ويقرأ القرآن. عنتر حضن زميله في بوخوم زلاتكو ديدك قبل بداية المواجه وأثناء مصافحة اللاعبين لبعضهم، حضن عنتر يحيى زميله السلوفيني الذي يلعب معه في بوخوم ولاتكو، استثناء عن باقي اللاعبين، ولكن ما إن بدأت المباراة اشتعلت نار المنافسة، وأصبح الصراع على أشده.