نشط المدرب الوطني حليلوزيتش الندوة الصحفية في القاعة المخصصة لذلك في ملعب "بافوكينغ" وتحدث عن الإخفاق المرّ ل"الخضر" بعد هزيمة الطوغو والإقصاء المبكر، حيث قال عن ذلك: "صراحة لم أجد ما أقوله بعد هذه الخسارة وهذا الإقصاء الصعب من الدور الأول في كأس أمم إفريقيا وأنا أشعر بالعار بعد هذه الكارثة التي لم تكن متوقعة بعد كل ما قمنا به والتحضيرات التي كانت لهذه الدورة، لكن دون جدوى. أتفهم رد فعل الجمهور بعد هذا الإقصاء المرّ، وبالنسبة إليّ فلا تقلقوا فمن السهل عليّ الرحيل بعد هذه الخسارة وعلينا البحث عن أسباب هذا الإقصاء ويجب تحليل كل شيء". "كيف أعتمد على جبور وهو لم يسجل منذ 6 سنوات خارج الديار؟" رد بعد ذلك حليلوزيتش على سؤال أحد الصحافيين المتعلق بسبب عدم توجيه الدعوة للمهاجم رفيق جبور خاصة في ظل غياب الفعالية في هذه "الكان" ل"الخضر"، فقال المدرب الوطني: "المهمة لم تكن إطلاقا سهلة لوضع التشكيلة التي تدخل وحتى اللاعبين الذين اعتمدت عليهم لم يقدموا الكثير بدليل عدم تسجيل أي هدف في مبارتين وهذا أمر كارثي، وبما أنكم تحدثونني عن جبور فإن هذا اللاعب لم يسجل أي هدف خارج الديار منذ ست سنوات كاملة ولا يمكنني الاعتماد عليه في هذا الظرف وهي خياراتي حيث اعتمدت على هؤلاء اللاعبين الذين هم نفسهم من تألقوا في التصفيات المؤهلة إلى هذه الكان". "لم أفهم ما الذي حدث لنا ودخلني الشك في إمكانات هذا المنتخب" وواصل المدرب الوطني الحديث عن هذا الإخفاق قائلا: "علقت آمالا عريضة على هذا المنتخب الجزائري لتحقيق أفضل النتائج الممكنة خاصة في هذه الكان، لكن من دون جدوى حيث لم نتمكن من حصد أي نقطة في مبارتين لعبناهما ولم أعد أفهم أي شيء مع هذا المنتخب ودخلني الشك في إمكاناته وقدرته على تنشيط اللعب الهجومي وربما هو مثل بقية المنتخبات التي تعتمد على الشق الدفاعي وغلق جميع المنافذ وتحقيق النتائج مثلما حدث مع الطوغو، تونس وبقية المنتخبات". "صعب إيجاد الحلول وأصبحت لا أفهم شيئا في كرة القدم" استمر حليلوزيتش في إيجاد التبريرات، فقال عن الخسارة التي مني بها منتخبنا الوطني أمام الطوغو: "من الصعب إيجاد تبريرات لهذه الخسارة التي تلقيناها أمام الطوغو وهي شبيهة للخسارة التي منينا بها أمام تونس. وبالنسبة إليّ فلقد أصبحت لا أفهم شيئا في كرة القدم بعد الذي حدث معنا وأجريت بعض التغييرات في مختلف الخطوط لكن دون جدوى وانهزمنا رغم سيطرتنا على مجريات اللقاء وصنعنا للعديد من الفرص السانحة للتهديف لكن الفعالية خانتنا مجددا". "لا يمكن الحديث عن مستقبلي ومن السهل عليّ المغادرة" بعد ذلك عرّج المدرب الوطني حليلوزيتش للحديث عن مستقبله مع "الخضر" والذي قال عنه: "في الوقت الراهن لا يمكنني الحديث عن مستقبلي لأنه لم يحن ذلك وهذا لا يعني بأنني أتهرب من مسؤولياتي أو أخاف من إقالتي، بل يجب تحليل أسباب هذا الإخفاق المرير والخروج من الدور الأول ولا تقلقوا فمن السهل عليّ رمي المنشفة ومغادرة العارضة الفنية للمنتخب الجزائري وكل شيء سيتضح في الأيام المقبلة والآن أنا أشعر بالعار وهي خيبة أمل عريضة بالنسبة إليّ ومن الصعب تجرع هذا الإقصاء". "طيلة مشواري لم أخسر مبارتين متتاليتين" واصل البوسني حليلوزيتش الحديث عن شخصه ومشواره في عالم التدريب فقال: "صراحة طيلة مشواري التدريبي سواء مع الأندية أو المنتخبات لم أخسر في مبارتين متتاليتين وهذا أمر مؤسف ولا أفهم ما الذي حدث معي في هذه الدورة مع المنتخب الجزائري، حيث حضرت كما ينبغي لهذا المحفل القاري الكبير وتمنيت تحقيق أفضل النتائج لكن لم يكن لنا ذلك وأنا متأسف على كل ما حدث". "الصحافة زادت الضغط على اللاعبين وغلّطتهم" ألقى المدرب الوطني اللوم بعض الشيء على رجال الإعلام وأصحاب مهنة المتاعب فيما وصل إليه المنتخب الوطني وإقصائه من الدور الأول، وقال: "لا يمكنني أن أتحجج بأي شيء واللاعبين الحاليين اغتروا كثيرا بعد كل ما طالعوه عبر وسائل الإعلام والصحافة زادت الضغط عليهم وظنوا بأنهم حقا قادرون على بلوغ أدوار متقدمة وهناك من تحدث حتى عن التتويج باللقب القاري دون الوقوف على حقيقة الأمر وواقع الميدان وهو ما حدث في مبارتيّ تونس والطوغو". "لست هنا للتحجج، لكن لديكم منتخب مستقبلي ولا ألوم اللاعبين" تحدث المدرب حليلوزيتش عن إمكانات اللاعبين وهذا المنتخب الذي غادر من الدور الأول، فقال: "أنا لست هنا في الندوة الصحفية لأجل التحجج أو إيجاد الأعذار حول الهزيمة وهذا الإقصاء لكن ما يجب قوله هو أن هذا المنتخب شاب وهو منتخب مستقبلي ويجب رعايته جيدا ودعمه لكي يكون أفضل وهو ليس منتخبا كبيرا وأنا لم أقل ذلك من قبل ولا ألوم اللاعبين على ما حدث ودائما أشجعهم وحتى بعد هذه الخسارة أمام الطوغو شكرتهم على الأداء الذي قدموه ويجب عدم لومهم بل علينا جميعا أن نشجعهم". "هؤلاء المهاجمون كانوا يسجلون في التصفيات والآن لا" استمر المدرب الوطني حليلوزيتش في الدفاع عن لاعبيه والدفاع كذلك عن خياراته خاصة في الشق الهجومي، حيث صرح في هذا الشأن: "لقد اعتمدت بنسبة كبيرة على نفس اللاعبين الذين شاركوا في التصفيات المؤهلة لهذه الكان وهؤلاء المهاجمين كانوا يسجلون في التصفيات والآن لا. صراحة إن الأمر محيّر والهجوم يواصل الصيام عن التهديف والمشكلة عويصة ويجب إيجاد الحلول". "في هذه الكان النجوم هم من صنعوا الفارق ونحن لا نملك نجوما" تحدث حليلوزيتش بعد ذلك عن نقطة أخرى متعلقة بالمنتخبات الأخرى حيث قال: "ما وقفنا عليه من خلال متابعتنا لكأس إفريقيا الحالية هو أن النجوم الكبار في مختلف المنتخبات هم الذين صنعوا الفارق خاصة في مباريات الجولة الثانية ولكن بالنسبة إلينا. في المنتخب الجزائري لا يوجد نجوم وليس هناك من يقدر على صنع الفارق وحده، ونحن نعتمد على اللعب الجماعي في الخطوط الثلاثة". "أتفهم رد فعل الجمهور الذي قطع عشرات الآلاف من الكيلومترات لأجل هذا المنتخب" عرج حليلوزيتش للحديث عن تصرفات الأنصار بعد انتهاء اللقاء وهم الذين رموه مع اللاعبين بالقارورات معبرين عن غضبهم، وقال البوسني: "منذ عام ونصف وأنا أعمل على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري وفي البداية دائما تكون محبوبا خاصة لما تحقق النتائج لكن بعد أول إخفاق الجميع يصبح يكرهك وأنا أعرف كرة القدم جيدا وسبق لي العمل في العديد من البلدان، وما يسعني قوله هو أنني أتفهم تصرف الجمهور الجزائري الذي قطع عشرات الآلاف من الكيلومترات لأجل هذا المنتخب ورؤيته يحقق النتائج الإيجابية لكن دون جدوى وباسم كل أعضاء المنتخب أتأسف لهم". "كنت قادرا على لعب الدفاع والبحث عن التعادل لكنني فضلت المجازفة الهجومية" في الأخير دافع حليلوزيتش عن الخطة التكتيكية التي اعتمد عليها في المبارتين الأوليين أمام تونس والطوغو واعتماده خاصة أمام الطوغو على خطة هجومية، فقال: "لقد قصدت اللعب الهجومي في هذه الدورة وكنت قادرا على لعب خطة دفاعية مثل بقية المنتخبات وغلق جميع المنافذ وتحقيق نقطة التعادل في أسوأ الأحوال لكنني فضلت المجازفة والاعتماد على اللعب الهجومي ودفعنا الثمن غاليا وهذا هو حالنا وعلينا استخلاص الدروس من هذا الإقصاء".