"علينا ألا نحطم هذه التشكيلة الشابة حتى نصل إلى البرازيل"... هل من تعليق حول الإقصاء المفاجئ المنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا في دورها الأول؟ ما تريدني أن أقول، هو إقصاء مرّ لم نكن نتوقعه، إقصاء مرّ لنا، لمدرّبنا ولجماهيرنا الجزائرية التي كانت تنتظر منّا الكثير، هي خيبة أمل لمنتخبنا الذي بنيناه في السنة الأخيرة، ما عساني أن أبرّر به هذا الإخفاق الذي لا نستحقّه لأننا كنا أفضل من منافسينا. كيف ذلك؟ لأننا سيطرنا على تونس وطوغو وخسرنا في نهاية المطاف، لقد كنا أفضل منهما وخلقنا أكبر عدد من الفرص أمامهما لكننا أقصينا من نهاية المطاف، وهذا ما يجعل تجرّع هذا الإقصاء صعبا ومرّا. يقال أن السيطرة لا تعني الفوز، فهل تشاطرنا الرأي إن قلنا لك أن عامل نقص التجربة فعلها بكم؟ نعم، نقص الخبرة فعلها بنا فعلها بي وبزملائي، لا تنسوا أنّها التجربة الأولى التي يخوضها عدد من اللاعبين في نهائيات كأس إفريقيا، ورغم أننا أبلينا البلاء الحسن في مبارتين وكنا أفضل من منافسينا من كل النواحي، إلا أننا خرجنا من السباق وهذا ما لا تفسير له سوى أن عامل الخبرة خاننا. عدا ذلك، أين يكمن الخلل؟ ارتكبنا بعض الهفوات البسيطة والقليلة لكننا دفعنا ثمنها غاليا، وعلى العموم أرى أن السبب الحقيقي لخروجنا من المسابقة هو نقص التجربة، إذ أننا لم نعرف التعامل جيدا مع المباريات التي لعبناها، والدليل على ذلك أننا كنا نسيطر ونخلق الفرص وبعدها ننهزم. من بين الهفوات التي تحدثت عنها، الخطأ الدفاعي في مراقبة "أديبايور" مسجل الهدف الأول وهي الهفوة التي كلفتكم غاليا رغم أن خط الدفاع لعب جيدا؟ الإنسجام كان حاضرا بيني وبين حليش طيلة المباراة، إذ كنا نتحدّث مع بعضنا البعض من حين لآخر، للأسف الشديد أننا ارتكبنا خطأ وحيد في اللقاء كلفنا غاليا، وهو الخطأ الذي سنتعلم منه في المستقبل. هل كان من السهل عليك في ظل نقص تجربتك أن تراقب نجما من طينة "أديبايور"؟ صراحة المهمة كانت صعبة للغاية، لأن الأمر يتعلق بمراقبة نجم كبير يتمتع بخبرة طويلة في الميادين، وأنا شخصيا أعطيت كل ما عندي في اللقاء أمامه، للأسف الشديد ومن خطأ صغير وبسيط راجع إلى نقص التركيز والتواصل في تلك اللقطة، أغفلنا عن مراقبته ومنحناه المساحة كي ينطلق ويسجل علينا. هل تشعرون بخيبة أمل الشعب الجزائري بعد إقصائكم، لا سيما أنكم أول منتخب يغادر الدورة؟ أنا آسف للشعب الجزائري الذي كان ينتظر منا الكثير في هذه النهائيات، هم يعلمون أننا عملنا بجد على مدار سنة ونصف، وكنا نستهدف الوصول إلى أبعد دور ممكن في نهائيات كأس إفريقيا، للأسف الشديد أن عامل الخبرة خاننا، ونعد بتعويضه بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم. ألا ترى أن كل ما بنيتموه في عام ونصف قد يذهب في مهبّ الريح بعد هذا الإقصاء؟ لا أوافقك الرأي، لأن تلاحم المجموعة لا بد أن يظهر في مثل هذه الأوقات العصيبة، صحيح أن الضغط سيكون شديدا علينا في الفترة المقبلة بعد النتائج السلبية التي سجلناها في "الكان"، لكننا مجبرون على الحفاظ على تلاحمنا حتى لا يتهدم كل ما بنيناه طيلة سنة ونصف مع مدربنا. وكيف تبدو لك مباراة كوت ديفوار في الجولة الثالثة؟ هي مباراة شكلية لأننا أقصينا من المنافسة بصفة رسمية، لكن سنعمل المستحيل كي نحافظ على شرفنا بالفوز ولا بديل عنه، لأنه من الصعب الخروج من الدورة من دون انتصار. أنتم مطالبون بالتسجيل أيضا لأن المنتخب لم يسجل ولا هدف حتى الآن؟ إن شاء الله، لكي نفوز علينا التسجيل، ولا بد أن نسجل في مرمى كوت ديفوار كي نغادر الدورة بشرف. ما الذي قاله لكم المدرب حليلوزيتش في غرف الملابس بعد الإقصاء؟ المدرب كان متأثرا مثلنا ومثل الشعب الجزائري، ولم يقل لنا كلاما كثيرا ومن المفروض أن يجتمع بنا لاحقا كي نعود إلى ما حدث بالتفصيل معه نحن اللاعبون. وكيف سيكون التحضير الآن بعد هذه الخيبة لتصفيات كأس العالم؟ لم يعد أمامنا من خيار ثاني الآن بعد خروجنا صفر اليدين من "الكان"، سوى أن نرمي بكل ثقلنا في تصفيات كأس العالم حتى نضمن تأهلنا إلى هذه المنافسة العالمية، لدينا مجموعة قوية ستقول كلمتها في التصفيات إن شاء الله، وبداية المشوار ستكون أمام البنين، لدينا منتخب شاب على الجميع أن يساعده على تجاوز هذه الفترة العصيبة عوض المساهمة في تحطيمه، وإن شاء الله سنداوي جرح الخروج من "الكان" في الدور الأول بالتأهل إلى مونديال البرازيل.