“ندمنا على سلوفينيا، لكن علينا أن ننسى لأن تصفيات كأس إفريقيا في انتظارنا“ خسارة أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية فإقصاء من الدور الأول في المونديال رغم أنكم رميتم بكل ثقلكم في لقاء اليوم من أجل التأهل. الحسرة كبيرة على هذا الإقصاء، لأننا كما ذكرت وظفنا كل طاقاتنا وإمكاناتنا حتى نصل إلى الدور ثمن النهائي، لكن للأسف الشديد فشلنا في مسعانا، وحتى لو جسدنا فرصة من الفرص التي أتيحت لنا لما تمكنا من المرور إلى الدور القادم لأنّ إنجلترا اكتفت بالفوز بفارق هدف وحيد على سلوفينيا، ما كان يجبرنا على توقيع هدفين في مرمى الأمريكان، وهذا ما كان صعبا مع مرور الدقائق بسرعة علينا وعليهم أيضا. وكيف تقيم مشاركة الجزائر بعد غياب دام 24 سنة عن هذا المحفل الكروي العالمي؟ أعتقد أن مشاركتنا كانت مشرّفة، فبغضّ النظر عن النتائج المسجلة والتي كنا نستحق أكثر منها، أرى شخصيا أن الأداء كان راقيا ورفيع المستوى، فأن تسيطر على سلوفينيا وتفرض نفسك على إنجلترا وتجبرها على انتظار آخر جولة لكي تتأهل، وتواجه أمريكا بتلك القوة وتكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز فهذا ليس بالأمر الهيّن، ما يجعلني أؤكد مرة أخرى أن مشوارنا كان طيبا ومشرفا، وهو ما سيكون في صالحنا مستقبلا. لكن هناك ندم على بعض الأهداف التي لم تحققوها مثلا في هذا المونديال كعدم التسجيل مثلا، أو الخسارة المفاجئة أمام سلوفينيا؟ أجل نحن نادمون على الخسارة التي تكبدناها على يد سلوفينيا، يومها كنا نستحق على الأقل، أقول على الأقل التعادل، لأننا من جهة أخرى كنا قادرين على تحقيق الفوز، لكننا في نهاية المطاف سرقنا بهدف مباغت لم نتوقعه، وأمام إنجلترا لا يمكن أن نطمع أكثر لأن التعادل أمام منتخب قوي بذلك الحجم كان بطعم الفوز في الحقيقة، واليوم (الحوار أجري بعد المباراة) مثلما فازوا علينا كان باستطاعتنا الفوز عليهم لأن المباراة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، ولعبت إلى آخر دقيقة من عمرها، والآن من الضروري ألا نبقى نتحسر على أشياء لن تنفعنا، فلنواصل العمل بنفس المنهجية، الجدية والعزيمة لأن فترة قصيرة فقط تفصلنا عن تحديات أخرى مهمة للغاية بالنسبة لنا. لم تتطرق إلى الهجوم، ألا ترى أن من لا يسجل أي هدف في المونديال عليه ألاّ يطمح في الوصول إلى الدور الثاني؟ صحيح ذلك، لكن علينا ألا نلوم مهاجمينا، لأنهم قاموا بالدور المنوط بهم، للأسف الشديد أنّ التوفيق لم يحالفنا في الوصول إلى مرمى المنافسين، أمام سلوفينيا عاكسنا التوفيق في تجسيد بعض الفرص، واليوم حدث ولا حرج، لأن الكرة أبت أن تدخل مرمى المنافس، مثلما أبت بعض كراته أن تزور مرمانا حتى آخر دقيقة، علينا أن ننسى كل شيء، وأن نعمل مستقبلا على الحدّ من هذا العقم الهجومي ومن نقص الفعالية هذه، وعلينا أيضا أن نحسن لعبنا على مستوى كافة الخطوط أيضا وليس فقط الخط الهجومي. ما حدث قد حدث الآن، هل ستكون عودتكم إلى إقصائيات كأس إفريقيا التي ستنطلق بعد شهرين من الآن، بنفس الروح والإرادة بعد أن حققت حلم المشاركة في المونديال؟ بطبيعة الحال، نحن لا نحمل ألوان منتخبنا الوطني من أجل اللعب في “المونديال” وفقط، نحن هنا بصدد تمثيل وطننا الغالي في مختلف المحافل، حتى لو كان هذا المحفل ودّيا، وبالتالي لن نكون على أتم الاستعداد فقط بداية من الإقصائيات، بل من اللقاء الودي أمام الغابون في شهر أوت المقبل، وثق أننا سنكون حاضرين بنفس الروح والعزيمة في كل المباريات، حتى نتأهل مجددا إلى نهائيات كأس إفريقيا، وحتى نؤدي خلالها مشوارا أفضل بكثير من ذلك الذي أديناه في “الكان” الماضية، لا يوجد أي مجال للتساؤل في مثل هذه الأمور، الواجب يفرض علينا أن نلبي النداء في كل مرة نستدعى، ومن الضروري أن نلبيه لأنه نداء الوطن. لا شك لنا في ذلك، لكن هل لك أن توجه كلمة إلى الشعب الجزائري المصدوم بعد هذا الإقصاء، وهو الذي كان يعلق آمالا كبيرة عليكم في هذه الدورة؟ نحن أيضا متأثرون ومصدومون، غايتنا كانت إسعادهم، وهدفنا إدخال الفرحة في قلوبهم، للأسف الشديد أننا أخفقنا في ذلك بالنظر إلى صعوبة المجموعة من جهة، وإلى التوفيق الذي لم يحالفنا في مبارتي سلوفينيا وأمريكا، ومع ذلك أعتقد أننا أمتعناهم بعض الشيء لأن أداءنا لم يكن مملاّ، وكان على العموم ممتعا، عليهم أن يجددوا ثقتهم فينا وأعدهم بأننا سنسعدهم مستقبلا مثلما أسعدناهم سابقا. ربّما في “المونديال” المقبل بالبرازيل سنة 2014؟ إن شاء الله لا بدّ أن نكون هناك، لا مجال الآن للتراجع للخلف، علينا أن نواصل العمل بنفس الإرادة، حتى لا نغيب عن أي موعد دولي من الآن فصاعدا، وقبل ذلك علينا أن نفكر في تصفيات كأس إفريقيا لأن المهمة لن تكون سهلة، وبعدها سيكون لنا الوقت الكافي للتفكير في الطريق إلى البرازيل. وأنت هل حددت مستقبلك أم ليس بعد؟ أجل مستقبلي حسمته، لأني قررت أن أرحل عن بورتسموث. والوجهة إلى أين إيطاليا أم البقاء في إنجلترا؟ لا أدري هذا ما لم أفصل فيه بعد، سأعود إلى إنجلترا الآن، وبعدها أتخذ القرار المناسب.