رغم خروج المنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا عقب خسارتين متتاليتين أمام كل من تونس وطوغو، إلا أنّ وسط الميدان الدفاعي عدلان ڤديورة يرى أن الفوز على كوت ديفوار سهرة اليوم ضروري لمغادرة الدورة بشرف مضيفا أنّه ورفاقه سيكون من الصعب عليهم تجرّع هذا الإقصاء المرّ من منافسة كانوا ينوون الذهاب فيها بعيدا، لكنهم سيخرجون من محنتهم سريعا كي يستهلوا تصفيات كأس العالم 2014 خلال شهر مارس المقبل أمام البينين في أفضل الظروف. = رغم أننا نشعر بأنكم متأثرون للإقصاء من كأس أمم إفريقيا، بعدما قدمتم إلى جنوب إفريقيا من أجل الذّهاب بعيدا، بودنا أن نأخذ انطباعك عن هذا الإقصاء المفاجئ؟ == صراحة هذا الإقصاء حزّ في أنفسنا كثيرا، ويصعب علينا هضمه، لأننا حضرنا جيّدا لهذه المنافسة القارية، وكنا نرغب في أن نصل إلى أبعد دور ممكن وإسعاد الجماهير الجزائرية أيضا، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السّفن كما يقال، لأننّا أمام طوغو سيطرنا طولا وعرضا على مجريات المباراة لكننا لم نفز في نهاية المطاف، لأننا افتقدنا إلى الفعالية في الهجوم وأهدرنا فرصا كثيرة، ما منح الثقة للمنافس فسجل علينا من فرصتين فقط صنعهما على مدار اللقاء وفاز علينا. = كلام كثير قيل أن الأمور لا تسير كما ينبغي داخل المجموعة، وأن هذه المشاكل ساهمت في تعجيل خروجكم من كأس أمم إفريقيا، بالإضافة إلى المشاكل التي حدثت بين الناخب وبعض الإعلاميين، ما تعليقك؟ == لا بالعكس لا توجد مشاكل داخل المجموعة، ومن حضر تدريباتنا يوميا سيتأكّد بأن الأجواء رائعة بيننا نحن اللاعبين، كل شيء يسير على ما يرام وفي ظروف جيّدة والأجواء بيننا عائلية وأخوية، ولا داعي لكي نبرّر إقصاءنا هذا بأمور لا وجود لها، كما أننا نحن اللاعبين لا نطالع الجرائد كثيرا لأننا منهمكون بالعمل يوميا في التدريبات، كما أننا لا نستفيد دائما من خدمة الأنترنيت، بمعنى أننا لا نطالع الجرائد دائما ولا نعرف ما الذي يجري حولنا، وبخصوص ما حدث بين الناخب والإعلاميين فهذا لا يعنينا. = عزلتكم منذ انطلاق التربص هي التي أثارت مشكلة بين بعض الإعلاميين والناخب، لكننا نعتقد أنه ليست هناك مشاكل بين اللاعبين والإعلاميين؟ == لا مشاكل بيننا، نحن نتحدث إليكم كلما تسمح الفرصة بذلك، وسنبقى كذلك سواء بعد الفوز أو الخسارة، وأؤكد ثانية لا نواجه أي مشاكل مع الصحافة وأنتم أيضا لا تواجهون مشاكل معنا. =لنعد للحديث عن أسباب الإقصاء، ألا ترى أن الجزائر أقصيت في اللقاء الأول بسبب إفراطها في احترام منتخب تونس؟ == ممكن جدا، أن الإقصاء لعب في تلك المباراة لأن المنافس كان في متناولنا، لكني لا أعتقد أننا احترمناه أكثر من اللزوم، لأننا لعبنا بطريقتنا المعتادة، سيطرنا على مجريات اللقاء طولا وعرضا، صنعنا فرصا عدة للتهديف، وكشفنا على الميدان عن رغبتنا في تحقيق الفوز، لكن المنافس من فرصة واحدة فاز علينا، وصدقني الحديث عن هذا الإقصاء يؤلمني كثيرا، لأننا كنا أفضل من منافسينا ولم نكن نستحق الخروج بهذه الطريقة، وأضيف شيئا. = تفضل === في هذه الأوقات العصيبة علينا أن نتحّد، وعلينا أن نرفع رؤوسنا سريعا، صحيح أن الإقصاء يبقى أمرا صعبا تجرّعه، لكن علينا أن ننسى سريعا ما حدث ونفكر في المستقبل لأن تحديات أخرى لا زالت في انتظارنا. = بعيدا عن الخسارة والإقصاء، نريد تسليط الضوء على ما حدث للآلة الهجومية للمنتخب، حيث لم تسجلوا أي هدف في مبارتين، إلى ماذا كنتم تفتقدون حتى تجسدّوا الفرص المتاحة لكم؟ == كنا نفتقد الفعالية، رأيتم كيف استحوذنا على الكرة، ووصلنا إلى مرمى المنافس أكثر من مرّة، لكننا عجزنا عن تسجيل ولو هدف في مبارتين. = وإلى ما يعود نقص الفعالية إلى سوء الطالع أم إلى نقص الخبرة؟ == في اعتقادي يعود إلى نقص الخبرة، عامل التجربة خاننا، إذ أننا أهدرنا عددا كبيرا من الفرص، فيما تمكن المنافس من هجمتين معاكستين من تسجيل هدفين، وهذه هي كرة القدم وعلينا تقبل قواعدها مهما كانت مرارتها. = والآن، بأي معنويات ستحضرون لتصفيات كأس العالم 2014، لاسيما أنها صارت الهدف الوحيد الذي تبقى لكم بعد ضياع كأس أمم إفريقيا؟ == قبل أن أتحدث عن "المونديال" بودّي أن أقول كلمة حقّ، صحيح أن المسؤولية مشتركة في هذا الإقصاء، لكن علينا الاعتراف أننا منذ وصولنا إلى جنوب إفريقيا ضحينا كثيرا وكنا نعمل صباحا ومساء دون توقف حتى نكون على أتم الاستعداد للتحدي الذي ينتظرنا، ولا يمكننا أن نحمل المسؤولية للمهاجمين لأنهم لم يسجلوا أو لأي طرف آخر، لاسيما أننا قدمنا كرة قدم جميلة، وكنا أكثر استحواذا عليها أكثر من منافسينا جميعا وأكثر حصولا على الفرص السانحة للتهديف. = أعود بك إلى ضرورة التأهل إلى "المونديال"، وإلى الطريقة التي ستحضرون بها هذا الموعد؟ == بطبيعة الحال علينا الآن أن نركز على التحدي المقبل الذي ينتظرنا، ما حدث انتهى وعلينا نسيانه، لأنه لا جدوى من الحديث عن الإقصاء من كأس أمم إفريقيا، في وقت سنكون مقبلين بعد أسابيع قليلة على لعب مباراة مهمّة أمام منتخب البينين لحساب تصفيات كأس العالم، والتي سنحضر لها كما ينبغي كي نستهل تصفيات كأس العالم بشكل جيد، ونحقق هدف الوصول إلى "البرازيل". = هي فرصة لمصالحة الجماهير الغاضبة منكم == قبل أن يغضب الجمهور علينا، نحن غاضبون من أنفسنا لأننا فشلنا في إدخال الفرحة إلى قلوبهم، نحن نشعر بحجم خيبتهم بعد إقصائنا، لذلك أستغل الفرصة كي أشكرهم على مجيئهم إلى هنا من أجل مساندتنا، وأطلب منهم المعذرة على هذا الإقصاء، وأعدهم بأننا سنعوضهم مستقبلا بالتأهل إلى "المونديال". = وكيف تتوقع مباراة كوت ديفوار؟ == ستكون مباراة صعبة، تمنينا أن نلعبها في ظروف مريحة ونحن متأهلون، لكننا سنلعبها دون أن يكون لها أهمية لأننا مقصون، لكن هذا لا يعني أننا لن نأخذها بمأخذ الجد، بالعكس سنلعبها كأننا معنيون بالتأهل، وسنعمل جاهدين كي نخرج من الدورة بشرف. = تقصد بانتصار وهدف على الأقل... == إن شاء الله، هدفنا هو الفوز بها والتسجيل في مرمى المنافس، بالإضافة إلى تطبيق كرتنا الجميلة أمام منافس قوي جدّا.
