أنهى المنتخب الوطني الجزائري مشواره في كأس أمم إفريقيا للمحليين، في نسختها الثانية، خالي الوفاض بعد أن فشل في هزم السودان خلال اللقاء الترتيبي الذي جمعهما عصر أول أمس الجمعة.. . وإذا كان الجميع متفق على أن إنهاء الدورة في المركز الرابع أمر مشرّف إذا أخذنا بعين الاعتبار أن دورة السودان كانت الأولى التي يشارك فيها “الخضر” في الشان” بعد غيابهم عن الدورة الأولى التي جرت سنتين من قبل في كوت ديفوار، فإنه يجب التأكيد على أنّ زملاء القائد العيفاوي ضيّعوا فرصة التتويج بالكأس خاصة أنها كانت في متناولهم. تونس لم تجد أي مقاومة أمام أنغولا وحسمت النهائي بسهولة ولعل ما يعزز كلامنا هو أنّ المنتخب التونسي بدا في فسحة في النهائي الذي خاضه أمام أنغولا بعد تغلبه عليها بثلاثية نظيفة، حيث بدا الفارق شاسعا بين رفقاء الذوادي ومنافسهم وهو الأمر الذي تأسف له كل الجزائريين الحاضرون في السودان خاصة أنّ المنتخب التونسي لم يكن أفضل من “الخضر” لما واجههم في نصف النهائي وعلى العكس من ذلك كان زملاء سوداني أقرب للتأهل من “نسور قرطاج” لو وثقوا أكثر في إمكاناتهم وترجموا الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم إلى أهداف. يجب أن لا نندم على ركلة ترجيح مترف، بل على الفرص المهدرة في الشوط الثاني وإذا كان الفوز العريض لتونس أمام أنغولا سيفتح الكلام مجددا عن ركلة الترجيح التي ضيعها مترف في لقاء نصف النهائي، فإن الندم لا يمكن أن يكون على ركلة الترجيح تلك رغم أن الكثيرين لاموا مترف على الطريقة التي سدد بها الكرة (بانينكا)، حيث أن الندم يجب أن يكون الآن على فرص التهديف الكثيرة التي صنعها هجوم المنتخب الوطني في الشوط الثاني وأهدرها بطريقة تافهة في 45 دقيقة سيطر خلالها زملاء حاج عيسى بالطول والعرض. بن شيخة يُؤكد أنه ولاعبيه لن يندموا على أي شيء وكان المدرب الوطني بن شيخة قبل مباراة السودان الأولى في ختام دور المجموعات قد أكد لنا أنه طلب من لاعبيه أن يلعبوا ما تبقى من لقاءاتهم دون حسابات وأن يقدموا كل ما لديهم ومن هذه المنطلق –حسبه- مهما كانت النتائج التي سيسجلونها فإنهم لن يندموا على شيء والأمر نفسه ينطبق عليه، ويبقى التساؤل الآن هل رضي بن شيخة وأشباله بالمركز الرابع وتضييع فرصة كبيرة لحمل الكأس التي كانت في متناولهم؟