ضاعت أحلام الآلاف من عشاق شباب تموشنت وتبخرت أحلامهم بعدما لم يتمكن فريقهم من فرض منطقه ضمن أروقة الرابطة المحترفة الثانية لهذا الموسم، ليضيع بذلك المكسب الثمين والغالي الذي لم يتمكن من الحفاظ عليه والمتمثل في الصعود الذي حقّقه الموسم الفارط بعد صراع حاد مع الأندية المُنافسة، ليبقى شباب تموشنت واحدا من بين أبرز الأندية التي لا تستثمر في المكاسب المحققة وسرعان ما تُسجّل سقوطها الحر والعودة من حيث تأتي، وهذا بسبب ضعف التسيير وقلة الموارد المالية، مما انعكس سلبا على مردود وأداء الفريق الذي يُواصل سلسلة نتائجه السلبية التي خالفت كل التوقعات. الإدارة اقتنعت بالسقوط مُبكّرا ولا ينكر أحدا من متتبعي مشوار نادي شباب تموشنت أن الفريق مرّ بمراحل عويصة وظروف استئثنائية ألقت به إلى الحضيض، مما جعله لقمة سائغة لمختلف الأندية المنافسة هذا الموسم سواء تعلق الأمر داخل الديار أو خارجها، ومن هذا المنطلق وعقب السقوط المُدوّي للفريق إلى جانب سلسلة النتائج السلبية المُسجّلة على طول الخط، فقد اقتنعت الإدارة الحالية رسميا بسقوط الفريق إلى حظيرة الثاني الهواة للجهة الغربية، طالما أنها لم تتمكن من إقناع اللاعبين القدامى المُقاطعين للفريق بضرورة العودة ومواصلة المشوار والدفاع عن حظوظ الفريق ضمن هذا الدوري، وذلك جراء القبضة الحديدية المتواصلة بين الطرفين، وعلى هذا الأساس، فإن إقرار مجلس الإدارة بسقوط الفريق ومغادرته الدوري المحترف الثاني يُشكّل وصمة عار في جبين هؤلاء الذين لم يفعلوا أي شيء بغية إنقاذ النادي ودعمه لتخطي مشاكله. ...والتشكيلة أيضا ليست الإدارة وحدها من اقتنعت بسقوط النادي وعودته من حيث أتى، بل تعدى الأمر إلى اقتناع التشكيلة التي تتقمص ألوان "السيارتي" حاليا بذلك أيضا، وهو ما يعتبر أمرا خطيرا ولو أن الواقع يفرض ذلك ويثبت منطق المجموعة التي باتت تمثل الفريق، إقرار اللاعبين بسقوط الفريق مُبكّرا على الرغم من أن البطولة لا تزال في جعبتها ما يعادل 10 جولات كاملة، إلا أن الواقع المرير الذي يعيشه نادي أبناء سيدي سعيد دفع باللاعبين إلى الاقتناع بعدم قدرة الفريق الذي يلعبون له على الدفاع عن حظوظه المتمثلة في لعب ورقة ضمان البقاء إلى آخر نفس من عمر البطولة المحترفة، وذلك لإعتبارات عدة منها غياب المسيّرين، قلة الدعم المالي والمعنوي ومشاكل أخرى لا تُشجّع إطلاقا على اللعب من أجل أهداف مسطّرة وواضحة المعالم. الأنصار في حيرة و"غايضهم الحال" الساحرة المستديرة تُجسّد عقلية الفوز والانهزام كما تُجسّد أيضا منطق الصعود والسقوط، لكن الأمر الذي حزّ في نفوس أنصار شباب تموشنت هو أن هذا الأخير يبقى يعاني في كل موسم يُحقّق فيه الصعود إلى أروقة الرابطة المحترفة الثانية من خلال عودته المبكرة من حيث أتى على غرار موسم 2010، الأنصار عبّروا عن حزنهم الشديد للوجه الشاحب الذي ظهر به فريقهم الذي لم يعمل إطلاقا على إسعادهم ورسم البسمة على شفاههم، ليُكرّر "السيارتي" سيناريو المواسم المنقضية ويُواصل على عدم حفظ دروس الماضي التي عرفها في محطات مختلفة من مشواره، وفي سياق ذي صلة، أعرب كثيرون من محبي اللونين الأبيض والأحمر عن أسفهم البالغ إزاء ما يعيشه فريق الأباء والأجداد الذي عانى هذا الموسم المشاكل بمختلف أشكالها.