انتفض وساهم في فوز "سوشو" على نجوم "باريس سان جرمان" خطف الدولي رياض بودبوز إليه كل الأنظار سهرة أول أمس الأحد، من جميع النجوم الحاضرين على الميدان خلال المباراة التي جمعت ناديه "سوشو" بالضيف "باريس سان جرمان"، والتي ساهم فيها مهاجم "الخضر" في الفوز المستحق الذي حقّقه ناديه على حساب صاحب ريادة ترتيب البطولة الفرنسية بنتيجة (3-2)، بفضل أدائه الراقي وفنياته الساحرة وتمريراته الحاسمة، وسمح هذا الفوز الذي تحقق بفضل مساهمة بودبوز ل"سوشو" بالتنفس والابتعاد قليلا عن منطقة الخطر، حيث صار يحتل المركز 14 برصيد 26 نقطة أي بفارق 3 نقاط عن ثلاثي المؤخرة، ومن المؤكّد أن هذا الانتصار على أقوى ناد في البطولة الفرنسية وأكبر مرشح للفوز باللقب، سيشجع زملاء بودبوز في المباريات المقبلة على الرمي بكل ثقلهم من أجل ضمان بقائهم ضمن مصاف الكبار. صال وجال على الجهة اليمنى وكرتان منه أثمرتا هدفين وشارك بودبوز في هذه المباراة في المنصب الذي يفضّله، حيث دفع به مدرّبه على الجهة اليمنى من هجوم فريقه، حيث صال وجال مثلما أراد في تلك الجهة ما جعل الظهير الأيسر البرازيلي لنادي "باريس سان جرمان"، يواجه صعوبات جمّة لإيقافه في العديد من المناسبات، قبل أن يتوّج تألّقه هذا بكرتين حاسمتين كانتا بمثابة منعرج اللقاء، بما أن كرته الأولى مطلع الشوط الثاني أخرج بها زميله "سيو" وجها لوجه مع حارس "باريس سان جرمان" موقعا هدف التعادل (2-2)، قبل أن يقوم بمجهود فردي انطلاقا من وسط الميدان في (د84) موزعا كرة جيدة لأحد زملائه الذي مررها بدقة لزميله "كامبو" موقع هدف الفوز. تعب كثيرا بسبب دوره الدفاعي لكنه كان حاسما دور بودبوز في هذه المباراة لم يكن هجوميا فقط مثلما جرت العادة بل كان دورا دفاعيا أيضا، لأن تعليمات مدربه أجبرته على العودة للوراء من أجل مساعدة الظهير الأيمن لفريقه، والسبب يعود إلى ثراء تشكيلة "باريس سان جرمان" التي تضم العديد من النجوم التي بإمكانها صنع الفارق من جهة، ناهيك عن النزعة الهجومية لظهيرها الأيسر "ماكسويل" الذي كان يجد بودبوز أمامه في كل صعود إلى منطقة "سوشو"، وهو ما أتعب بودبوز كثيرا بعدما جمع بين الدورين الدفاعي والهجومي، غير أنه كان حاسما رغم التعب لأن اللقطة التي سجل إثرها الهدف الثالث، تثبت أن بودوز ورغم التعب الذي نال منه إلا أنه أجهد نفسه وقام بتوزيعة بالقدم اليمنى ناحية زميله الذي وضعها على طبق ل"كامبو". مراوغاته الساحرة أبهرت لاعبي "باريس" بودبوز لم يكتف بالتوزيع والتمرير والدفاع في هذه المباراة، لأنه أخرج كل ما في جعبته من فنيات ومهارات يتمتع بها هذا الموهبة، حيث أبهر الحضور والمتتبعين وحتى "الباريسيين" بمراوغاته الساحرة، التي ذهب ضحيتها عدد من نجوم "باريس سان جرمان"، كوسط ميدانه "شانتوم"، الظهير الأيسر "ماكسويل"، وحتى النجم الأرجنتيني "باستوري" رضخ لسحر الجزائري في إحدى اللقطات وظل يبحث عن كرات رفعها بودبوز فوق رأسه بطريقة بارعة وجميلة، وهي المهارات التي جعلت الجميع يشيد بما قدمه هذا اللاعب الكبير الذي استحق أن يكون في ناد أكبر من نادي "سوشو". ردّ على من انتقدوه من قبل وأجبرهم على التصفيق له بحرارة عند خروجه بودبوز ردّ على منتقديه في هذه المباراة وبالضبط على من شككوا في حبّه ل"سوشو"، ومن اتهموه بالغشّ أيضا ومن وظفوا عبارات عنصرية تجاهه يوم شتموه وشتموا كل العرب بسبب نتيجة سلبية سجلها ناديهم، حيث أجبر كل الحضور على الوقوف للتصفيق له لحظة مغادرته أرضية الميدان أثناء استبداله في الدقائق الخمس الأخيرة، مرغما الجميع على الاعتراف بفضله ودوره في الفوز الذي حققه فريقهم أمام ناد لم ينهزم في 14 مباراة متتالية في كل المنافسات. مينيز: "لو يكن بحوزتنا في البطولة الفرنسي لاعبون من طينته ستصبح كرتنا أكثر جمالا" اللاعب نال عبارات الثناء والمدح من كل أهل الاختصاص عقب الفوز الذي حققه ناديه "سوشو" سهرة أول أمس الأحد، وأبرزهم محللي "قناة" كنال +" الفرنسية التي نقلت اللقاء على المباشر، في صورة "دوڤاري" والمحلل الشهير "مينيز"، الذي قالها بصريح العبارة: "لو يكن بحوزتنا في البطولة الفرنسية لاعبون موهوبون من طينة بودبوز، كرتنا الفرنسية ستصبح أكثر جمالا"، وهو تصريح كاف ليؤكد أن بودبوز لاعب من طينة الكبار، وتم اختيار بودبوز رجل اللقاء في هذا "البلاتو" ناهيك عن إصرار منشط الحصة على محاورته على المباشر بصفته اللاعب الذي غيّر مجرى اللقاء. المنتخب عليه أن يمنحه فرصته لا أن يبعده ويأتي تألق بودبوز مع ناديه "سوشو" وتأتي عودته إلى مستواه الحقيقي في وقت حساس بالضبط، قبل أن يصدر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بمعية الرئيس محمد روراوة بشأنه أي قرار، لاسيما بعدما انتشر خبر إبعاده ومعاقبته بقوة إثر ما حدث في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، بعدما اتهم رفقة لاعبين باستعمال "الشيشا" في غرف النوم، وبودبوز بمردوده الذي يقدمه حاليا أثبت أنه لا يستحق الإبعاد مثلما يريده البعض، بقدر ما يستحق أن تمنح له الفرصة بشكل منتظم مع المنتخب، كي يستفيد منتخبنا مما يتمتع به هذا اللاعب الذي لم يحصل على فرصه سوى نادرا في المنتخب منذ مجيء البوسني حليلوزيتش، وحتى في لقاء كوت ديفوار يوم أقحم أساسيا فإن المباراة لم تكن لها أي أهمية، وكانت شكلية بعدما أقصي منتخبنا بخسارته من منتخب طوغو. كم من مرة فقدنا لاعبين كبارا أبعدوا لأسباب أو لأخرى؟ وعلى روراوة وحليلوزيتش أن يحسباها جيدا قبيل إصدار أي قرار، لأن الأمور المتعلقة بالانضباط يمكن التحكم فيها بعقوبات مالية مثلا أو بتوجيه إنذار شديد اللهجة لهذا الشاب بأن يكف عن تصرفاته في التربصات والتجمعات، لا أن يبعد نهائيا ونخسر من جديد لاعبا موهوبا باستطاعته تقديم الكثير للمنتخب، مثلما فقدنا قبله لاعبين جيدين بسبب مشاكل انضباطية، وبما أن منتخبنا مقبل على مباريات مهمة في تصفيات كأس العالم 2014، فإن الحاجة لوجود بودبوز ضرورية. بودبوز: "آمنا في قدراتنا بعد معادلة النتيجة" وأعرب بودبوز خلال تدخله في "قناة كنال +" عقب نهاية المباراة، عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه والذي يسمح له بالتنفس والابتعاد عن منطقة الخطر ولو مؤقتا، مضيفا بخصوص مجريات اللقاء قائلا: "لا يخفى على أحد أننا واجهنا أقوى فريق في البطولة الفرنسية، بل واجهنا أكبر مرشح للتتويج بلقب البطولة الفرنسية، وبعد تسجيله الهدف قلت في قرارة نفسي من الصعب أن نعود في النتيجة، لكن ما إن سجلنا هدف التعادل حتى عادل لنا الأمل، وآمنا في قدراتنا وحققنا فوزا مذهلا نستحقه بالنظر إلى المردود الذي قدمناه". "قمت بواجبي وفقط ولم أكن أتوقع أن تكون كراتي حاسمة" وبخصوص تألقه اللافت للانتباه في هذه المباراة، تواضع بودبوز في ردّه على سؤال محاوره، وقال: "قمت بواجبي وفقط، فريقنا في وضعية حرجة، وكان لا بدّ من الرمي بكل ثقلنا كي نفوز، كنا متيقنين منذ البداية أننا سنلعب مباراة صعبة أمام ناد يعج بالأسماء اللامعة والنجوم، وبخصوص كراتي الحاسمة لم أتوقع ذلك لأني عندما كنت أوزعها كنت أسعى من خلالها إلى نقل الخطر إلى مرمى المنافس وفقط، وبعدها اتضح لي أنها كرات حاسمة وهذا جيد لنا، لأننا تمكنا من تسجيل هدف الفوز في الوقت المناسب". "تألقنا أمام الكبار حقا لكن علينا التألق أيضا أمام الصغار لضمان البقاء" وبخصوص تألق "سوشو" أمام العمالقة هذا الموسم ونجاحه في إيقاف زحف كل الفرق الكبيرة التي واجهها، قال بودبوز: "صحيح أن التألق أمام الكبار جيد لنا، لكني أتمنى أن نتألق أمام الصغار أيضا وأن نلعب أمامها بالإرادة التي نواجه بها العمالقة، لأننا نصارع على البقاء والفرق التي نصارع معها على البقاء ضمن مصاف الكبار هي التي علينا أن نفوز أمامها، وعلينا الآن أن نبحث عن نقاط إضافية هناك في رين، إن أردنا الابتعاد عن منطقة الخطر أكثر فأكثر".