"الفوز أمام البينين أكثر من ضروري خاصة أننا سنتنقل بعدها مرتين متتاليين خارج الديار" كيف هي أحوالك في ناديك بعد العودة من "الكان"؟ الحمد لله أنا في صحة جيدة، طويت صفحة المنتخب مباشرة بعد العودة وفتحت صفحة النادي لتعويض ما فاتني في المدة التي كنت غائبا فيها. بعد غيابك لمدة تفوق الشهر، هل لاحظت تغيّر بعض الأمور مثل معاملة المدرب؟ قبل أن أذهب الى "الكان" رفقة المنتخب كنت غائبا لمدة شهرين بسبب الإصابة، إضافة إلى مشاركتي في النهائيات. لذا من الطبيعي أن تكون هناك بعض التغييرات خاصة على مستوى التشكيلة، لا سيما أن اللاعبين بذلوا مجهودات مضنية في غيابي والدليل هو المرتبة التي أصبحنا نحتلها الآن في البطولة، حيث قدّم اللاعب الذي شارك مكاني أداء راقيا وسجل العديد من الأهداف. ولكن بالرغم من ذلك، إلا أنك استرجعت مكانتك الأساسية. "الحمد لله" المدرب يعرفني ويعرف جيدا إمكاناتي، حيث وضع فيّ ثقته وأشكره كثيرا على ذلك. وأنا من جهتي شكرته بطريقتي الخاصة والدليل هو الأهداف التي أصبحت أسجلها. ألم تتعبك التحضيرات التي سبقت مشاركة المنتخب في المباريات؟ بالعكس كان الأمر مناسبا بالنسبة إليّ لأنني كنت عائدا من إصابة خطيرة أبعدتني عن المنافسة لمدة شهرين كاملين، والآن أنا أشعر أني في لياقة ممتازة بفضل العمل الذي قمت به رفقة حليلوزيتش وبقية أعضاء الطاقم الفني. طريقة تسجيلك لآخر أهدافك مع غيماريش يؤكد قوتك إذا كان خلفك صانع ألعاب وذكرتنا بطريقة تسجيلك للأهداف في جمعية الشلف بعد تمريرات مسعود، ألا تظن بأن المنتخب بحاجة إلى صانع ألعاب حقيقي في الوقت الراهن؟ أي مهاجم يحتاج لصانع ألعاب حقيقي من أجل اللعب براحة والتسجيل، غير أنني لن أطالب بأي شيء لأن مهمتي هي اللعب والتسجيل مع كل الخطط التكتيكية. ولكن مجيء براهيمي قد يساعدك كثيرا، أليس كذلك؟ براهيمي يملك إمكانات عالية في صناعة اللعب والدليل هو مشاركته باستمرار رفقة "الديّكة" في الفئات الصغرى. كما أنني شاهدت بعض مبارياته وأظن أنه سيقدم الإضافة اللازمة للمنتخب. ولكن لا أريد الإنقاص من إمكانات زملائي الحاليين في المنتخب والدليل هو تسجيلي للعديد من الأهداف في التصفيات. وما رأيك في الوافدين الجدد تايدر وغيلاس؟ تايدر لاعب موهوب والدليل هو مكانته الأساسية في صفوف فريق قوي مثل بولونيا، أما نبيل غيلاس فهو مهاجم ممتاز وقناص من الدرجة الأولى وسيفيد المنتخب كثيرا خاصة أنه شخص رائع ويتمتع بأخلاق عالية. أنت مستدعى لحضور مباراة البينين والتي يجب عليكم الفوز بها، كيف ترى هذا اللقاء؟ صحيح الفوز أكثر من ضروري خاصة أننا سنتنقل مرتين متتاليتين خارج الديار بعد هذه المباراة، الأمر ليس سهلا ولكننا سنفوز من أجل اللعب بكل راحة مبارييّ جوان المقبل في البينين ورواندا خاصة أن الظروف ستكون مخالفة تماما. أغلبية لاعبي منتخب البينين ينشطون في الاقسام السفلى عكس لاعبي منتخبنا الوطني والذين ينشطون في بطولات ومستويات أحسن بكثير، ألا تظن أنكم مجبرون على استغلال الأمر والفوز بنتيجة عريضة؟ كرة القدم في إفريقيا تطورت كثيرا ولا وجود لمنتخبات ضعيفة، والدليل هو تأهل بوركينا فاسو إلى النهائي، إضافة إلى مشوار منتخب الرأس "الأخضر". لذا يجب عدم استصغار المنافس أبدا والتركيز طوال التسعين دقيقة، وسنعمل جاهدين للفوز وإفراح الشعب الجزائري بعد خيبة "الكان". على ذكر "الكان"، ما رأيك بكل صراحة في أداء المنتخب وكيف تقيم مشاركتكم؟ صراحة أداء المنتخب لم يكن ضعيفا، قدمنا أداء في المستوى إلا أن الحظ أدار لنا ظهره في هذه الدورة، حيث سيطرنا على منافسينا واستحوذنا على الكرة في المباريات الثلاث، وليس من عادتي التكلم أبدا عن الحكام، إلا أننا حرمنا من ركلات جزاء واضحة ولا غبار عليها. في كرة القدم التفاصيل هي التي تصنع الفارق، فلو تحصلنا على ركلة جزاء في المباراة الأولى أو الثانية وسجلناها لكان هناك كلام آخر، ولكن "قدر الله ما شاء". ما هو سبب الذي جعلكم تضربون بقوة في التصفيات وتقصون من الدور الأول في النهائيات؟ الأمر يختلف كثيرا بين مباراة تصفوية ودورة نهائية، أغلب اللاعبين لم يشاركوا من قبل في دورة نهائية ما عدا بوعزة وحليش. لذا نقص تجربتنا كان واضحا ولم نعرف كيف نبدأ الدورة. وأظن أن الأمور سوف تتغيّر في المنافسات المقبلة بفضل التجربة التي اكتسبناها. ما هو تقييمك لأدائك الشخصي في جنوب إفريقيا؟ لست أنا من يقيم أدائي الشخصي وأترك الأمر للمختصين والمحللين. ولكن هل أنت راض عن أدائك؟ بكل صراحة لست راضيا عن مردودي الشخصي في النهائيات، لأني لم ألعب بكل إمكاناتي ولم أقدم أداء مماثلا لأدائي في التصفيات. كما أن المردود الخاص بكل لاعب طغى على المردود العام وهو ما أثر في النتيجة النهائية. لاحظنا أنك كنت تلعب تحت ضغط شديد ولم تكن تلعب براحة، ما هو السبب؟ لم أكن تحت الضغط بل أن الأمر مختلف بين تصفيات تضم منتخبات متوسطة ونهائيات تضم أحسن المنتخبات في القارة. بالرغم من أنني شاركت من قبل في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، إلا أن الأمر مختلف تماما هذه المرة أمام نجوم يلعبون في أكبر النوادي الأوروبية. لذا كان واجبا عليّ التركيز أكثر. المشاركة لم تكن سلبية على طول الخط بالنسبة إليك، فمن جهة اكتسبت خبرة مهمة في بقية مشوارك، ومن جهة أخرى لعبت أمام مثلك الأعلى في كرة القدم ونقصد به دروغبا، وأكثر من ذلك سجلت هدفا، أليس كذلك؟ (يضحك)... دروغبا هو نجمي المفضل منذ أن كنت شابا، صحيح كان لدي إحساس خاص وأنا أشارك أمامه وتستطيع القول بأنني حققت حلما كان يراودني في صغري، لذا كلامك صحيح فأنا لم أخرج صفر اليدين من هذه المشاركة. هل تكملت معه أثناء المباراة؟ لم أتكلم معه، غير أنه في إحدى اللقطات وفي الوقت الذي كنت فيه واقعا على الأرض بسبب إصابة، قطع كل الميدان من أجل أن يطمئن على صحتي وساعدني على النهوض وهي اللقطة التي لن أنساها. إذن فرحت كثيرا بعد تسجيلك للهدف الأول أمام دروغبا؟ أكيد، ولكن فرحتي كانت عارمة خاصة أننا كنا نريد الفوز بأي طريقة من أجل افراح الأنصار الذين قطعوا مسافات طويلة لمساندتنا. كما أنه كان من غير اللائق أن يخرج فريق مثل فريقنا بصفر نقطة بعد الأداء الجيد الذي قدمناه. لذا كانت فرحتي كما قلت عارمة لهذا السبب وليس بسبب تسجيلي على دروغبا. وتوجهت مباشرة بعد ذلك لتحية صديقك بودبوز على طريقة "أوسين بولت" مثلما تعوّدت فعله، ما هو سر هذه الاحتفالية في كل مرة؟ لا يوجد أي سر، وهذه الطريقة في الاحتفال جاءت لوحدها هل ستغيّر الأجواء الموسم المقبل أم ستبقى في ناديك الحالي؟ إلى حد الان أنا مرتبط مع النادي إلى غاية جوان 2014 وأنا مرتاح جدا مع النادي، لذا أظن أنه سابق لأوانه الحديث عن الانتقال إلى ناد آخر في هذا الوقت خاصة أنه تنتظرنا مباريات مهمة من أجل التأهل الى مسابقة "أوروبا ليغ". الكلام عن سوداني يجرنا للحديث عن فريقك السابق جمعية الشلف والذي ارتبط اسمك به، ما رأيك في مردود الفريق هذا الموسم؟ في البداية دعني أقول بأنه بالرغم من أنني تركت الشلف منذ عامين، إلا أنه يبقى فريق القلب وأتابع أخبار النادي عن طريق الجرائد الجزائرية ورفقائي السابقين أيضا. فبفضل الأولمبي أنا الآن في بطولة أوروبية وأصبحت لاعبا دوليا، وبفضله أصبحت محبوبا في الشلف ولن أنسى أبدا ما أعطاني النادي. فيما يخص سؤالك، لا يخفى عنك بأن اللاعبين تعبوا كثيرا في المدة الأخيرة بسبب كثرة المنافسات خاصة منافسة رابطة الأبطال الافريقية في عز الصيف وشهر رمضان، وهو الأمر الذي حرم اللاعبين من الراحة والاسترجاع، وأثر كثيرا في أدائهم في البطولة. مَنْ مِن لاعبي الشلف الذين ما زلت على اتصال معهم؟ زاوش، عبو سيد علي وكذا معمر يوسف الذي زارني في البرتغال في وقت سابق، إضافة إلى موسى مكيوي رفيقي السابق في الشلف ولاعب الحراش حاليا. وهل مازلت في اتصال مع "الجوارح"؟ بطبيعة الحال فهم رأس مالي الحقيقي، وأنا في اتصال مع العديد من الانصار عبر صفحتي في "الفايس بوك"، خاصة عندما أسجل أين أجد المئات من الرسائل والتهاني وهذا أمر يجعلني افتخر وأعتز كثيرا بهم خاصة أنني تركت النادي منذ عامين إلا أنهم يعاملونني ويتابعونني وكأنني مازلت لاعبا في الشلف. إذن قد تعود يوما ما إلى اللعب في الجمعية؟ إن شاء الله ولم لا، جمعية الشلف هي فريقي ومن الطبيعي التفكير في العودة إليه في نهاية مشواري الكروي، إلا أن كل شيء بالمكتوب. ------------------------------------------- في مفاجأة خاصة ل سوداني أفرحته كثيرا رفقاؤه السابقون في جمعية الشلف يرسلون له رسائل خاصة عبر "الهداف" أعددنا مفاجأة أسعدت سوداني كثيرا، حيث قررنا جمع بعض الأسئلة والرسائل الخاصة من زملاء سوداني السابقين في جمعية الشلف، إضافة إلى الرئيس مدوار ومدربيه السابقين إيغيل وبن شوية. وقد سعد سوداني كثيرا بهذه المبادرة وأجاب على كل الأسئلة والرسائل بحيويته، في موقف أكد لنا مرة أخرى ارتباطه الشديد بفريق القلب جمعية الشلف. محمد بن شوية: "أعتبرك من أحسن اللاعبين الذين دربتهم طيلة مشواري، وبما أنني أعرفك جيدا فأظن بأنه من الأحسن الآن أن تلعب لناد كبير وفي بطولة أكبر، لأنك تملك إمكانيات بدنية وفنية هائلة، وأنصحك خاصة بالبطولة الفرنسية". سوداني: "صحيح المدرب بن شوية يعرفني أكثر من أي مدرب آخر، لأنه دربني مدة 3 سنوات مع الأواسط ومع الأكابر أيضا. كما أتذكر جيدا بأنه هو من فرض علي ارتداء القميص رقم 2 أول مرة، أتذكر جيدا ذلك اليوم لأنه كان أول لقاء لي مع الأكابر ولعبنا أمام شبيبة القبائل في تيزي وزو. وفي الوقت الذي بدأنا بتغيير ملابسنا لم يكن لدي قميص باسمي وكان هناك قميصان من دون اسم يحملان رقمي 2 و7. طلب مني بن شوية الذي كان في ذلك الوقت مساعد المدرب القدير عمراني ارتداء القميص برقم 2، غير أنني رفضت وقلت له إني مهاجم ومن غير المعقول أن ألبس هذا القميص. ثم تسللت إلى عمي محمد حارس العتاد وطلبت منه أن يجلب لي القميص الرقم7. فلمحني بن شوية وأصر على أن أحمل الرقم2 وقال لي إنه يعرف جيدا لماذا طلب مني هذا الأمر. فلبسته مكرها إلا أن المفاجأة كانت بتسجيلي الهدف الأول في مسيرتي مع الأكابر لذا قررت الاحتفاظ بهذا الرقم رفقة الشلف. أما فيما يخص سؤاله، فأظن أن نادي ڤيمارياش أيضا ناد كبير، وشاهدت بنفسك ما يملك من منشآت وميادين تدريب و قاعدة شعبية، وحتى البطولة البرتغالية جيدة ومتابعة من طرف الجميع في أوروبا. أحترم رأيه كثيرا وأظن بأنه يعرفني جيدا وأكثر من أي شخص آخر، وربما قد يتحقق ذلك في المستقبل. وأنتهز الفرصة لتحيته وتحية جميع المدربين الذين عملت معهم في الفئات الصغرى، وأقصد الشيخ بوكراري، الشيخ سعيد، الشيخ اسماعيل بلعياد، الشيخ مغراوي، الشيخ مروان، الشيخ جلول والشيخ فيصل الله يرحمو و"اللي نسيتو يسمحلي". سمير زازو: "هل مازلت تضحك كثيرا، وتعوج فمك عندما تضحك" مثلما عهدناك سابقا؟" سوداني: "(ينفجر بالضحك) بكل صراحة العام الأخير اللي فوتو في الشلف جامي ننساه، فقد فزت بالبطولة ولقب هدافها، إضافة إلى أنني قضيت أوقاتا لا تنسى رفقة زملائي في الفريق. بالنسبة ل زازو مازلت أضحك بالطريقة التي كنت أضحك بها في السابق، ولكن ليس دائما مثلما كنا في الشلف ذلك الوقت". محمد زاوش: "ربي يوفقك وينجحك وإن شاء الله نشوفوك في فريق كبير مستقبلا". سوداني: "ميمي (يقصد به زاوش) يعتبر من أعز أصدقائي، كما لن أنسى بأنه ساعدني كثيرا عندما صعدت من الأواسط إلى الأكابر رفقة مكيوي وسيد علي عبو وسمير زاوي وتمورة. وسأحاول تحقيق أمنيتك يا "ميمي باه ما تزعفش". سمير زاوي: "أريد جوابا صريحا، في تصويت الكرة الذهبية عندما صوتّ على جابو ولم أصوت عليك، خاصة أنك لم تكن أساسيا ذلك الوقت، ألم يغضبك الأمر؟ وهل كنت مقتنعا بوجودك ضمن المرشحين بالتتويج؟". سوداني: "تريد جوابا صريحا وسوف أصارحك، غاضتني شوية ولكن لم أغضب أبدا، بالعكس تفهمت تصويتك خاصة أنك لم تستعمل العاطفة بل اختيارك كان رياضيا وكرويا، والدليل أنه قبل سؤالك كنت قد أجبت على سؤال زاوش، وقلت إنك ساعدتني كثيرا عندما كنت في فئة الأواسط. أما فيما يخص وجودي في القائمة، بكل تواضع أنا جد مقتنع بذلك لأنني سجلت أهدافا حاسمة مع المنتخب وفي مرحلة العودة مع ڤيمارياش، كما كنت تستحق أنت أيضا أن تكون ضمن القائمة، في الوقت الذي تألقت فيه مع الشلف والمنتخب الوطني. عبد الكريم مدوار: "أنت ثمرة سنوات من العمل والتكوين ونجاحك هو نجاح كل الفريق والمدينة، وكم أتمنى أن أراك في القمة في مشوارك الكروي أو رفقة المنتخب الوطني، ولهذا لم أرد أن أثير لك مشاكل مع فريقك بسبب قضية الأموال، وأحاول في كل مرة أن أبعدك عن القضية لأنك أصبحت سفير المدينة في الخارج". سوداني: "الحمد لله كلامك يجعلني أحس بالفخر والاعتزاز، من جهتي لن أننسى بأنك وقفت بجانبي منذ أن كنت في الأصناف الصغرى، خاصة أنني وضعت فيك ثقتي ولم تخيب أبدا ظني فيك. ففي حياتي لم أر رئيس فريق ينتقل من أجل لاعبه إلى العديد من البلدان وكل هذا من أجل أن أتحصل على عقد احترافي جيد. كما كنت تعاملني مثل ابنك، كما أعمل دائما بنصيحتك "ما تخليش حتى واحد يكلخلك"، وأؤكد للجميع بأنه بالرغم من عدم وصول أموال تحويلي، إلا أن مدوار يطلب مني اللعب بكل قوة وعدم الغش في مبارياتي، كما لم يطلب مني أبدا الضغط على إدارة الفريق من أجل ضخ الأموال، بالعكس لا يحدثني تماما عن هذا المشكل عندما يهاتفني". معمر بن طوشة: "ما هو سر تأقلمك السريع مع نادي ڤيمارياش؟" سوداني: "لا يوجد أي سر في ذلك، فبالرغم من أنني وجدت صعوبة بالغة في التأقلم في الأيام الأولى، إلا أن تعلمي اللغة البرتغالية ساهم كثيرا في تأقلمي فيما بعد، خاصة أنني أصبحت أتكلم مع الجميع وأفهم جيدا ما يجري حولي. كما ألعب في فريق محترف سهل لي التأقلم بسرعة". أيوب فرحي: "الكثير يقول لي إنني سأكون خليفتك في الشلف، بماذا تنصحني لكي أكون كذلك وأسلك الطريق التي سلكتها؟" سوداني: "مازلت لاعبا مثلك فماذا تريد أن أنصحك، فحتى أنا أحتاج للنصائح مثلك لكي أصل إلى مرتبة أحسن (يضحك)، الشيء الوحيد الذي أستطيع قوله لك إنك في فريق كبير اسمه جمعية الشلف ويضم لاعبين كبارا ومدربا مثل بن شوية، ويجب عليك الاستماع لهم واحترامهم وسوف تستفيد كثيرا منهم ومن خبرتهم، هذا ما فعلته أنا عندما كنت في سنك، إضافة إلى ذلك يجب عليك المواظبة على العمل والتدرب، ولم لا تكون أحسن مني بكثير وتنجح في مشوارك الكروي؟". معمر يوسف: "هل تتذكر عندما أتيت عندك للبرتغال؟ قبل ذلك كنت احتياطيا ولكن مباشرة بعد مجيئي أصبحت أساسيا وسجلت الكثير من الأهداف". سوداني: "نعم ما يقوله صحيح، معمر "ربح علي" وأصبحت أسجل مباشرة بعد مجيئه عندي في ڤيمارياش". مزيان إيغيل: "سوداني من بين أحسن اللاعبين الذين درّبتهم طيلة مشواري، عندي لك طلب وهو أنك عندما تسجّل هدفا في غيمارياش تكرّر تلك الحركات التي كنت تقوم بها في الشلف في موسم اللقب عندما كنت ترتمي على اليمين وعلى اليسار مثل الحراس". سوداني: (يضحك لمدة طويلة) "يا الشيخ رانا متفاهمين". فريد ملولي: "أذكّرك بكلمة كنت تقولها لي في تربص المغرب: "جيت من العلمة للمروك وماتلعبش؟" سوداني: "(يضحك كثيرا) شكرا فريد ذكّرتني بأيام لا تُنسى، أتذكّر جيدا في تربص المغرب كنا نلعب الدومين رفقة ميكيوي، ملولي، جديات، زاوي، غالم، سوڤار، مسعود وبن طوشة، وملولي كان لاعبا جديدا في الفريق وكان قد أتى لتوه من مولودية العلمة ولعبت مع مكيوي الذي أتفاهم معه كثيرا أمام ملولي ولاعب آخر، وفي إحدى المرات فزنا عليه وهو لم يضع أي قطعة وفي كل مرة "يفوت دون أن يلعب" فقلت له "فريد، تجي من العلمة للمروك باه ماتلعبش؟ لذا راحت فيه وأصبح الجميع يردّد له هذه الجملة". محمد بوروينة (نائب رئيس جمعية الأنصار): "أشكرك كثيرا على تشريفك لمدينة الشلف مع ناديك ومع المنتخب الوطني، لي سؤال وهو ما هو المنصب الذي تظنّ أنك قد تفيد المنتخب فيه هل هو لاعب رواق أو رأس حربة؟" سوداني: أنا مهاجم أستطيع اللعب في جميع المناصب الهجومية، رأس حربة أو لاعب رواق أيمن أو أيسر أو خلف المهاجمين، لذا ليس لديّ منصب مفضّل على منصب آخر. أمير قراوي (لاعب وفاق سطيف): "أردت تشجيعك وأن أتمنى لك حظا موفقا في مشوارك الكروي، فقط أريد أن أقول لك بأنه أدهشني ردة فعلك عندما كنت أنشط في مولودية العلمة وفزتم علينا بنتيجة خمسة أهداف مقابل لا شيء، فقد ضيعت فرصة لا تعوّض أمام شباك فارغة وظننت أنا أنك خرجت عن المباراة وسوف تتحطم معنوياتك، لكنك لعبت برزانة وكأنّ شيئا لم يحدث وأكثر من ذلك سجلت ثلاثة أهداف". سوداني: "صحيح ما تقول وأضيف بأنني سجلت هدفين أيضا عليكم في العلمة في مباراة العودة (يضحك)، التفسير الوحيد لما قلته أنني بكل تواضع أتمتّع بثقة في النفس، تضييع لقطة ليس نهاية العالم بالرغم من أنه كما ذكرت اللقطة لا تضيع أبدا، لكنني كنت أعرف أن المباراة مازالت طويلة وستكون لي فرص أخرى للتسجيل وهو ما حصل". ------------------------ سوداني لا يضيع صلاته ويؤديها في وقتها قد شدنا رجوع سوداني إلى شقته في أعالي المدينة من أجل أداء فريضة الصلاة في وقتها. إذ كان يوقف جولتنا في كل مرة ويطلب منا الذهاب إلى المنزل من أجل أداء الصلاة، مؤكدا أنه لا يريد أن تشغله الدنيا بتضييع وقت الصلاة وأجرها. لنكتشف مرة أخرى بأن اللاعب لم تغيره أوروبا أبدا بل بقي محافظا على دينه وتربيته. له شعبية جارفة وسط أنصار النادي وقد سمحت لنا هذه الجولة بملاحظة الشعبية الجارفة التي يتمتع بها ابن الشلف، فكان يوقفه الجميع من أجل أخذ صور تذكارية برفقته خاصة من طرف الجنس اللطيف، وكان يقبل طلبات الجميع من دون استثناء. "روي فيتوريا" رفقة مساعده قريبان جدا من هلال التقينا مصادفة مدرب سوداني السيد "روي فيتوريا" رفقة مساعده، وظهر بأنهما قريبان جدا من اللاعب في طريقة كلامهما معه، خاصة مساعد المدرب الذي لم يتوقف عن الضحك رفقة سوداني. سوداني تخلص من مشكلة غياب "اللحم الحلال" كان سوداني يعاني في وقت مضى من مشكلة غياب "اللحم الحلال" في مدينة "ڤيمارياش"، حيت كان مجبرا على التنقل في كل مرة إلى مدينة "بورتو"، غير أنه وجد الحل حيث أصبح يتناول الأكل في أحد المطاعم الفاخرة، الذي يتكفل هو بنفسه بالتنقل إلى مدينة "بورتو" من أجل جلب اللحم الحلال خصيصا له وللاعب المالي "مامادو نداي". أصبح يتكلم اللغة البرتغالية بطلاقة شدنا حديث هلال بالبرتغالية حيث أصبح يتقنها ويتحدث بها بطلاقة، الأمر الذي غيّر حياته كثيرا حيث أصبح لديه الكثير من الأصدقاء، بعد أن تخلص من مشكلة اللغة التي كانت عائقا كبيرا أمامه في البداية. أسئلة لاعبي الشلف تعجب لاعب ڤيماريش لم يكن سوداني ينتظر أن نحضر له أسئلة من نوع خاص، حيث كان يظن بأن الأمر لن يتعدى أن يكون حوارا عاديا يتكلم فيه عن مردوده ومردود المنتخب في نهائيات كأس أمم إفريقيا، إلا أنه فرح كثيرا بعد سماعه أسئلة رفقائه السابقين في الشلف وقال إننا أرجعناه إلى أحلى أوقات قضاها في مشواره الكروي والتي توج فيها بلقب البطولة ولقب هدافها. تذكر ما قام به عماد ملولي تجاه والده بعد أن أجاب على سؤال رفيقه السابق فريد ملولي، تذكر سوداني شقيقه الأكبر ولاعب جمعية الخروب حاليا عماد ملولي، حيث قال إنه لن ينسى ما قام به تجاه والده المريض العام الماضي، رغم أن "عمي احميدات" كان في مستشفى عاصمي يوفر جميع سبل الراحة، إلا أن عماد أبى رفقة زوجته الكريمة إلا أن يجلب الغداء والعشاء كل يوم وباستمرار لوالده وسهر على وجوده في أحسن الأحوال.