بالتأكيد أن السؤال الذي يطرحه أنصار الفريق الوطني هو الحالة الصحية للاعبين يبدة وزياني اللذين غادرا الملعب بصفة طارئة سهرة أول أمس أمام المنتخب الإنجليزي. وكان يبدة الذي طلب بنفسه التغيير قد تعرض إلى شد عضلي سبّبه المجهود الكبير الذي بذله في المباراة، حيث كان واحدا من أفضل العناصر فوق أرضية الميدان، مما سبّب له آلاما في العضلات. الآلام زالت أمس ولا خوف على يبدة وعادت الأمور إلى طبيعتها مع حسان يبدة أمس السبت بعد الإستفادة من الراحة اللازمة لمدة 24 ساعة، حيث زالت الآلام وكان عاديا في حركاته أمس السبت. وتحدث يبدة أمس على المباشر إلى التلفزيون الجزائري عن زوال الآلام التي عانى منها سهرة الجمعة ومشاركته العادية في المواجهة القادمة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي المواجهة التي ستشد إليها قلوب كل الجزائريين والعرب. زياني خرج من الميدان للسبب نفسه ومن جهته كان كريم زياني قد غادر الميدان أول أمس قبل ربع ساعة عن نهاية المباراة للسبب نفسه الذي غادر لأجله يبدة، وهو الإحساس بآلام في العضلات. لكن بعد نهاية المباراة واكتمال الفرحة بالنتيجة المسجلة وجد كريم زياني أنه يُعاني من جرح في أحد أصابع القدم سببه له الحذاء الرياضي. لم يرتد الحذاء أمس تفاديا لأي مضاعفات ورغم أن الجرح الذي يعاني منه زياني ليس خطيرا إلا أن اللاعب، وتفاديا لأي مضاعفات، فضّل عدم إرتداء الحذاء أمس، وهذا ما عكسه أنه كان اللاعب الوحيد الذي لم يرتد البذلة الرسمية أمس السبت في رحلة العودة وهذا بعد أن فضل أن يلبس “كلاكيت”. زياني لم يتدّرب أمس ويبدة تدرّب بصفة عادية وبسبب تفاديه لارتداء الحذاء، فقد كان زياني خارج الحصة التدريبية أمس التي جرت بدءا من الساعة السادسة ونصف، وينتظر أن تكون عودة زياني للتدريبات الفردية هذه الصبيحة. وفي المقابل كان يبدة حاضرا في الحصة التدريبية سهرة البارحة بصفة عادية ولو أن الحصة كانت استرخائية فقط من أجل إزالة التعب عن العناصر التي شاركت أمام إنجلترا، مجسدا بذلك حضوره المؤكد أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. زياني سيعود إلى التدريبات غدا وستكون عودة زياني ويبدة إلى أجواء التدريبات الجماعية واندماجه الكلي في أجواء المجموعة مع بدء التدريبات في بريتوريا (حصتان ل “الخضر”في بريتوريا غدا الإثنين في ملعب ملحق ويوم الثلاثاء في الملعب الرئيسي إيشوان بريتوريا الذي ستجرى فوق أرضيته مباراة عصر الأربعاء). زياني: “لعبنا مقابلة رجولية وفرحتنا ستكتمل بتحقيق التأهل” يؤكد كريم زياني أن التعادل المحقق أمام إنجلترا سيعيد التوازن إلى الفريق، خاصة أن الإنتقادات الشديدة التي كانت بعد الهزيمة الأولى زادتهم عزيمة على القيام بمجهودات إضافية في لقاء إنجلترا. لكن الأهم حسب زياني يبقى في مباراة أمريكا، لأن هذه المواجهة ستسمح للفريق بضمان التأهل إلى الدور الثاني. كيف وجدت المباراة أمام المنتخب الإنجليزي؟ اعتقد أننا لعبنا مباراة رجولية لأننا كنا لا نملك خيارات كثيرة، فالانهزام كان يعني بالنسبة لنا الخروج من السباق ولعب مباراة ثالثة شكلية، وهذا ما كان سيؤثر علينا كثيرا من الناحية المعنوية. لذا قلنا جميعا قبل المواجهة أننا لا نخسر شيئا في هذا اللقاء إذا لعبنا متحرّرين وهو ما حدث، حيث تحكمنا أكثر في الكرة وكنا في الصراعات الثنائية حاضرين، لذا لعبنا دون أي عقدة وكان بإمكاننا أن نخرج فائزين لولا الحظ الذي لم يكن بجانبنا. لكن خط الهجوم لم يتمكن من التسجيل، رغم أنكم - كما قلت- كان باستطاعتكم الخروج منتصرين في هذه المواجهة؟ نعم، كان هناك إمكانية للتسجيل ولو لهدف واحد، لكننا مازلنا لم نحلّ مشكلة الهجوم بما أننا لم نسجل لحد الآن في هذه الدورة، ورغم ذلك تبقى نتيجة التعادل جيدة لأن الذي كان يهمّنا في هذا اللقاء هو أن لا ننهزم. هل كنت تتوقع أن يظهر المنتخب الإنجليزي بهذا المستوى؟ أظن أننا صعّبنا له المهمة كثيرا بغلق كل المنافذ ولم نكتف في هذه المواجهة إلا بالدفاع، بدليل أننا كنا أحسن من حيث الإحتفاظ بالكرة، كما أن المنافس صحيح أنه خلق لنا صعوبات كثيرة لأننا واجهنا منتخبا هو أحد المرشحين للوصول للنهائي، لكننا لعبنا بطريقتنا ولم نبق نشاهد المنافس يلعب، واعتقد أننا لم نخيّب في هذا اللقاء في انتظار ما ينتظرنا في اللقاء القادم، لأنه الأهم إذا أردنا أن لا نعود بسرعة إلى أرض الوطن. بعد هذه النتيجة، ألستم نادمين على نتيجة اللقاء الأول؟ على كل حال لا يمكننا الآن العودة للوراء وإعادة مواجهة سلوفينيا، فاللقاء انتهى بهزيمتنا، وطبعا كنا نتمنى أن لا نعود خائبين من تنقلنا إلى “بولوكواني“ خاصة أننا لم نكن سيئين أمام سلوفينيا، وأظن أن هذه الهزيمة زادتنا عزيمة لنكون أمام الإنجليز في المستوى رغم أن الكثير كان يعتقد أننا سننهزم بنتيجة ثقيلة جدا. هل سيُعيد التعادل أمام إنجلترا الثقة إلى المجموعة؟ بطبيعة الحال، فالآن ستزيد الثقة أكثر في المجموعة خاصة أننا نعلم جيدا ما ينتظرنا أمام المنتخب الأمريكي في المباراة الثالثة، إذ لا نملك خيارا آخر غير الفوز، وبما أننا فريق يحبّ التحدّيات اعتقد أننا نملك كلّ المؤهلات لأجل تحقيق نتيجة إيجابية تسمح لنا بالتأهل إلى الدور الثاني. لاحظناك متعبا للغاية في نهاية المباراة إلى درجة أنك خرجت مضطرا، هل تعاني من إصابة أم ما الذي حدث؟ القوة البدنية التي لعبنا بها جعلتني في الربع ساعة الأخير أشعر بتعب شديد، وهذا ما أثر على مستواي في نهاية اللقاء، لكنني والحمد للّه لا أعاني من أيّ إصابة. هل ساهمت تصريحات لاعبي المنتخب الإنجليزي الذين استصغروا “الخضر“ في تحفيزكم أكثر؟ لا يمكن الحديث عن استصغار الإنجليز لنا لأنه من الطبيعي أن يصرّح لاعب يلعب في المنتخب الإنجليزي ومانشستر يونايتد أن منتخبه هو الذي سيفوز، لأنه المنتخب المرشح للفوز مقارنة بالجزائر، لكن هذا الأمر ساعدنا لأننا في كل مرّة نجد أنفسنا غير مرشّحين لتحقيق نتيجة إيجابية. وأتمنى أن يتواصل الأمر على هذا المنوال في المباراة القادمة أمام أمريكا. على ذكر المواجهة الثالثة، كيف تراها؟ اعتقد أننا علينا الآن أن نسترجع قوانا ونركز كثيرا على هذه المواجهة، لأن المنتخب الآن يثق في إمكاناته بتحقيق الفوز والتأهل، وهذا رغم أن المنتخب الأمريكي قوي ويملك مؤهلات كبيرة، لكننا سنحاول أن نلعب مثلما كان الحال أمام إنجلترا، وإن شاء الله سوف لن نخيّب. متفائل بتحقيق التأهل؟ نعم، فبفوزنا في المباراة الأخيرة سنتمكن من تحقيق الحلم بالمرور للدور المقبل وإسعاد الشعب الجزائري الذي فرحنا لخروجه للشوارع للاحتفال رغم أننا لم نفز باللقاء، ونتمنى أن يكون ذلك في المباراة الثالثة. في نهاية المباراة أمام إنجلترا شاهدناكم توجهتم إلى الجمهور لتحيته، هل أفرحكم حضور الأنصار رغم أنهم لم يكونوا بنفس أعداد المنتخب الإنجليزي؟ نعم، فرغم العدد القليل مقارنة بالإنجليز إلا أن أنصارنا تمكنوا من إسماع صوتهم وكانوا كالعادة في الموعد لأننا دائما بحاجة إليهم وحضورهم يحفزنا كثيرا. الجميع يتمنى ألا ينتهي مشوار “الخضر“ في الدور الأول، هل تفكرون من الآن في التأهل بعد أن حققتم مفاجأة أمام الإنجليز؟ كنا سنكون أكثر ثقة لو فزنا باللقاء لكننا متعوّدون على الرهانات، وفي نهائيات كأس إفريقيا وجدنا أنفسنا في الحالة نفسها بعد انهزامنا في اللقاء الأول أمام مالاوي، لكننا بعد ذلك تمكنا من التأهل والذهاب إلى غاية الدور نصف النهائي. على كل حال الآن نحن لا نقوم بأيّ حسابات والذي يهمنا هو الفوز في اللقاء المقبل للتأهل وفقط.