مثلما ذكرناه في عدد أمس من يومية “الهدّاف“ بخصوص قرار الإتحادية الدولية “الفيفا” بمنع المنتخبين الجزائري والأمريكي من التدرب فوق أرضية الميدان الرئيسي الذي سيحتضن مباراة الغد، تأكد رسميًا هذا القرار. “الفيفا” أبلغت الجزائر أمس وقد أبلغت الإتحادية الدولية الجانب الجزائري أمس صباحا أن الجزائر ليس بإمكانها التدرب فوق أرضية الميدان الرئيسي بسبب سوء الأرضية. وقد أعلمت “الفيفا” الجزائر بالملعب الذي ستتدرب فيه مساء اليوم الثلاثاء. حصتا أمس واليوم في ملعب “بيجي” وقد اختارت الإتحادية الدولية ملعب “بيجي” ل “الخضر” من أجل التدرب عليه أمس الإثنين بدءا من الساعة الرابعة والنصف، وهو نصف الملعب الذي ستتدرب فيه العناصر الجزائرية أمسية اليوم الثلاثاء في توقيت المباراة. تم تغييره مرتين متتاليتين ولم يكن قرار “الفيفا” باختيار ملعب بيجي منذ البداية، حيث أنه في أول الأمر تم إعلام الجزائريين أن حصتهم التدريبية ستكون في ملعب سيبار ستاديوم، ثم تم تحويل الحصة إلى لونديون ستاديوم في مراسلة جاءت من “الفيفا”، قبل أن يتم في النهاية اختيار ملعب بيجي لكي تتدرب عليه عناصرنا دون أن نعرف أسباب التغيير في كل مرة. الولاياتالمتحدة على علم 48 ساعة قبل الجزائر وإذا كان منع الجزائروالولاياتالمتحدة من التدرب فوق أرضية الميدان الرئيسي شيئا عادياٍ، طالما أن المنع يعني الفريقين معا، فإن غير العادي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعلم بالقرار منذ أكثر من 48 ساعة، وهو ما عكسه إعلان المدرب الأمريكي برادلي عن ذلك في ندوته الصحفية منتصف نهار الأحد أن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر لن يتدربا في الملعب الرئيسي، وهو القرار الذي سألنا عنه الطرف الجزائري مباشرة بعد نهاية الندوة ولم يكن على علم به، ولم يصل القرار الرسمي إلى الجزائريين سوى أمس الإثنين في الصبيحة. “الفيفا” تُجامل الأمريكان على حساب الجزائر ويأتي إعلام “الفيفا” للأمريكان بعدم إجراء الحصة التدريبية فوق أرضية الملعب الرئيسي 48 ساعة قبل إرسالها القرار نفسه إلى الجزائٍر، ليكشف أن هيئة بلاتير تجامل الطرف الأمريكي على حساب الجزائر وكأن المونديال أيضا فيه حق “الفيتو” وما يُعرف بالقوة العظمى، لأنه من المفروض أن يتم إرسال القرار إلى الفريقين معا في نفس التوقيت. حتى قرار منع التدرب يخدم الأمريكان وإضافة إلى المجاملة في إرسال القرار، فإن القرار في حد ذاته يخدم الفريق الأمريكي أكثر من الفريق الجزائري، لأنه يضع اللاعب الجزائري في خانة الذي يكتشف الملعب للمرة الأولى عندما تبدأ المباراة، في حين أن الأمريكان لن يكونوا للمرة الأولى في هذا الملعب. الأمريكان لعبوا 3 مباريات في إيشوان ببريتوريا قبل سنة ويخدم القرار الفريق الأمريكي بحكم أن تشكيلة المدرب برادلي كانت قد تدربت فوق أرضية هذا الملعب في السنة الماضية عشرات المرات، ولعبت فوق أرضية هذا الملعب 3 مباريات رسمية في إطار كأس ما بين القارات أمام كل من إيطاليا، البرازيل ومصر. ... وأكثر تعوّدًا على ملعب بريتوريا وبالتالي سيكون المنتخب الأمريكي أكثر إستفادة من هذا القرار، لأن لاعبيه لهم دراية كاملة بأرضية الميدان التي لعبوا فيها السنة الماضية، وهي الأرضية التي لم تتغيّر مثلما لم يتغيّر أي شيء في الملعب من ناحية الأرضية مقارنة بما كان عليه الأمر قبل سنة من الآن. الأمريكان أفضل من ناحية الراحة والأكثر من ذلك أن الفريق الأمريكي المقيم منذ البداية في نواحي بريتوريا، يوجد في وضعية أفضل من الفريق الجزائري من ناحية الراحة وسيكون الأمريكان أفضل جدًا من هذا الجانب. ملاعب أمريكا كلّها قريبة من بريتوريا وإذا كانت الولاياتالمتحدة ستواجه الجزائر في بريتوريا وهي المتواجدة في هذا المكان منذ بدء الدورة، في حين أن الجزائر جاءت من “سان لامير” وعبر رحلة جوية لأكثر من 800 كلم، فإن كل مباريات الولاياتالمتحدة كانت مبرمجة في ملاعب قريبة، إذ أن الأمريكان واجهوا الإنجليز في رستونبورغ (160 كلم عن مقر إقامة المنتخب الأمريكي)، قبل أن يلعبوا في الجولة الثانية أمام المنتخب السلوفيني في جوهانسبورغ على بعد 55 كلم، ويواجهون الجزائر في الجولة الثالثة على بعد 12 كلم من فندق إقامتهم. الجزائر من طائرة إلى طائرة ومن المحيط الهندي إلى الأطلسي وفي المقابل فإن الجزائر قطعت آلاف الكيلومترات في هذا المونديال، فمن دوربان تم التوجه إلى بولوكوان في أقصى الشمال لمواجهة سلوفينيا، قبل العودة والتنقل من جديد إلى كاب تاون في الجهة الأخرى من المحيط، قبل العودة من جديد إلى سان لامير، ومنها تم المجيء إلى جوهانسبورغ في رحلات قاربت في مجموعها أكثر من 5000 كلم، وهو أمر لا يقارن بما هو موجود مع المنتخب الأمريكي. حتى في البرمجة هناك أفضلية واضحة ومن خلال المسافات التي قطعها المنتخب الجزائري منذ بداية المونديال، والمسافات التي قطعها المنتخب الأمريكي، يُلاحظ أن الأفضلية كبيرة جدا من قبل اللجنة المنظمة وهيئة بلاتير إلى المنتخب الأمريكي على حساب المنتخب الجزائري، وأن الأمر لا يتوقف عند قضية ملعب فقط ولكن كل شيء محسوب في خدمة المنتخب الأمريكي. كل هذا لن يُؤثر في الجزائر لأن المباراة أكبر من مقابلة كروية لكن رغم كل هذا التفضيل الذي تقدمه اللجنة المنظمة إلى الجانب الأمريكي، فإن الجانب الجزائري لم يتأثر في هذه المباراة وسيلعب من أجل الفوز والتأهل وسيُحققه بإذن اللّه، لأن المباراة عند الجزائريين هي أكبر من أن تكون مجرد مقابلة في كرة القدم، إنما هي مباراة كل العرب والمسلمين . من أجل فلسطين، العراق، السودان وكل العرب الشرفاء تزول العراقيل وستزول هذه العراقيل لأن الجزائريين سيلعبون هذه المباراة من أجل غزة المحاصرة، من أجل فلسطين، من أجل العراق المحتل، ومن أجل السودان ورئيسه عمر البشير، من أجل كل المآسي التي يُسببها الأمريكان للعرب والمسلمين ستزول العراقيل ومجاملة “الفيفا” للقوة العظمى في العالم.