هنري كاسبارزاك مدرب بولوني كبير درب في فرنسا أندية ماتز، سانت اتيان، ستراسبورغ، ليل، باستيا، موناكو وغيرها، كما قاد منتخبات تونس، المغرب، السنغال ومالي، يدرب حاليا نادي “ويسلاكراكاو” البولوني، اتصلنا به على رقمه الخاص ببولونيا فرحب بنا وأجاب عن أسئلتنا. “المنتخب الأمريكي لا ييأس، وإذا حافظتم على التنظيم الدفاعي ووجدتم حلا للهجوم ستفوزون” مساء الخير سيد هنري، مراسل جزائري يريد استجوابك عن بعض الأمور إن سمحت؟ أهلا بكم، تفضلوا، تربطني ذكريات كثيرة بالجزائر، تونس أو الجزائر شأن واحد بالنسبة لي. ما هي إنطباعاتك بشأن لقاء الجزائر- إنجلترا؟ أدى المنتخب الجزائري اللقاء كما يجب، ورغم عدم فوزه إلا أنه أظهر الكثير من الأمور الإيجابية التي تبعث على الإرتياح، تفوق لاعبوه على مستويات عديدة خاصة على الجانبين التقني والمهاري، وأرى أن المنتخب الجزائري قدم إجمالا مباراة طيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كيف تحكم أيضا على الإندفاع القوي واللعب الرجولي الذي لعب به المنتخب الجزائري؟ كانت الأمور رائعة على هذا المستوى، حيث كان هناك إندفاع قوي وآداء قتالي، المشكل الوحيد في رأيي أن الجزائرين لم يثقوا بحظوظهم أنهم قادرون على إنهاء الهجمات، عندما يصلون إلى المرمى كانوا يفقتدون إلى الفعالية ولا يجيدون إنهاء الفرص، في الوقت الذي كان من المفترض أن يفوزوا على إنجلترا بالنظر إلى الأداء المقدم، ويجب أن لا ننسى أنهم انهزموا في المباراة الأولى أمام سلوفينيا بنتيجة (1-0)، بعد خطأ فادح أو هدية من الحارس، صحيح أن هذه الأمور تحصل في كرة القدم، لكنها في النهاية هفوة أدت إلى هزيمة المنتخب، وبالنسبة لمقابلة إنجلترا الجميع كان في المستوى والمشكل كان في بناء اللعب وفي الفعالية التي كانت غائبة. الفعالية تبقى مشكلا كبيرا والمنتخب الجزائري في آخر 6 لقاءات لم يسجل سوى هدف واحد، هل من إنطباع؟ فعلا هو مشكل، وقد وجدت أن الفعالية الناقصة لها ارتباط في المنتخب الجزائري بمشكل بناء الهجمات واللعب ككل، هذا هو التحفظ الوحيد الذي سجلته بشأن مقابلة إنجلترا. هل ترى أن نقص الفعالية وطريقة بناء الفرص هي المشاكل التي يعاني منها المنتخب الجزائري؟ تابعت لقاءين من مشاركة المنتخب الجزائري في كأس العالم، وأرى أن الهجوم هو النقطة السوداء، إنه معضلة يجب إيجاد حل سريع لها. من هم اللاعبون الجزائريون الذين أعجبك مردودهم في مباراة إنجلترا؟ أقول لك مباشرة ودون تفكير لاعب الدفاع المحوري بو..بو..، لا أذكر اسمه بالضبط. اسمه بوڤرة وهو لاعب رانجرز الأسكلتندي حقيقة هذا اللاعب أعجبني جدا، هو شاب قوي جدا من الناحية الجسمية، إضافة إلى أنه ممتاز في الكرات الثابتة والركنيات، كان يقضا وأنقذ المنتخب بتدخلاته الكثيرة، كما شاهدته يصعد في عدة مرات محاولا التسجيل، ما عداه هناك زياني كالعادة موجود في كل مكان، وعلى العموم لاعبون عديدون كانوا في المستوى بغض النظر عنهما (يقصد بوڤرة وزياني). نتكلم قليلا عن الحارس مبولحي، لقد كانت أول مقابلة رسمية يلعبها مع “الخضر”، كيف شاهدت مستواه؟ إنه جيد وله إمكانات مقبولة، وأحسن تعويض الحارس الذي ارتكب هفوة في مقابلة سلوفينيا. بقي لقاء في الدور الأول ل “الخضر” أمام الولاياتالمتحدة، كيف تراه؟ يجب أن نقول الصراحة، المنتخب الأمريكي لا ييأس ويلعب إلى غاية الدقيقة الأخيرة كما حدث في اللقاءين اللذين لعبهما، بالإضافة إلى هذا الأمر فإن طابع المقابلة مصيري، بين منتخبين يريدان التأهل، ستكون في اعتقادي مباراة مثل التي شاهدناها لمنتخب الدانمارك أمام الكامرون، سيكون التنافس قويا والجزائر مطالبة بمواصلة اللعب بتنظيم دفاعي كما شاهدنا أمام إنجلترا، مع البحث عن استعادة الفعالية الهجومية التي تبقى غائبة كما قلت قبل قليل، إذا حصل هذا ستفوزون. في رأيك هل تملك الجزائر الإمكانات لهزم أمريكا والمرور إلى الدور الثاني؟ عندما نتكلم عن لقاءات من هذا النوع، فإن كل منتخب سيلعب أوراقه، ولن يكون هناك منتخب سيربع أيديه، هناك مفاجآت تحدث ويجب أن نعترف أن الجزائر ستلعب لقاء العمر من أجل تحقيق تأهل تاريخي وهو أمر وراد جدا، عليهم أن يؤمنوا بحظوظهم وإمكاناتهم لتحقيق الإنجاز الذي تحلم به الجزائر، لكن أعيد وأكرر شرط إيجاد حل لمشكل الهجوم الذي يبقى أمرا مقلقا نوعا ما. إذا عرض عليك مسؤولو المنتخب الوطني الإشراف على “الخضر”، كيف سيكون موقفك؟ أنا مناجير ومدرب في نادي بولوني كبير يسمى “ويسلاكراكاو“، حتى هذا الوقت أقوم بعملي ولا أدري ماذا سيحصل فيما بعد، كما أن المنتخب الجزائري لم يتصل بي وعندما يفعل المسؤلون يمكن أن نتكلم حينها. لو تتفضل بتوجيه رسالة إلى الجزائريين، فماذا تقول لهم؟ بكل فخر هذا شرف لي، أقول أنني أحب الجزائر ولدي ذكريات فيها، البلاد مرت بظروف صعبة والجميع يدرك المشاكل التي حصلت، الأمور اليوم تحسنت وتغيرت وهو المهم، وأنا مسرور لوجودها في كأس العالم، وبقلبي سأكون جزائريا وأناصر “الأفناك” وآمل مرورهم إلى المرحلة القادمة. قلت إن لك ذكريات في الجزائر، هل لنا أن تروي لنا بعضها؟ أنا متعود على زيارة الجزائر، لدي ذكريات مع أشخاص، إن شعبها طيب يحسن استقبال ضيوفه، كما أنني لما كنت مدربا لمنتخب تونس سافرنا إلى الجزائر العاصمة حيث لعبنا لقاء وديا، وقتها أتذكر ما كانت تمر به الجزائر من ظروف مأساوية، والمهم أن هذه الصفحة طويت وبلادكم بخير اليوم، لقد ساءني ما وقع في الجزائر ومادامت اليوم في المونديال وتتنافس أمام منتخبات عملاقة ، فهذا يعني أن هناك تحسنا كبيرا، كما أن الطموح بالمرور إلى الدور الثاني شيء رائع، وكما قلت لك قبل قليل أنا جزائري قلبا وقالبا وأتمنى لكم التأهل. هل لك أصدقاء جزائريون؟ نعم أعرف الكثير والكثير، خاصة لما كانت في فرنسا. ألا يوجد منهم لاعبو كرة القدم؟ لا يوجد فقط لاعبون لقد نسيت بعضهم، أعرف بن مبروك اللاعب الدولي السابق، وآخر نسيت اسمه لصعوبة نطقه، وآخرين، المهم لدي علاقات كثيرة مع الجزائريين . ---------------------------- كافالي: “مصير الجزائر بين يديها” قال “جان ميشال كافالي” المدرب الوطني السابق الذي اتصلنا به هاتفيا أمسية البارحة، إن مصير المنتخب الجزائري بين يديه، وأن الجزائر أمامها فرصة كبيرة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه وتسجيل حضورها بحروف من ذهب في هذا “المونديال“ الإفريقي، إن تمكنت من هزم المنتخب الأمريكي القوي غدا الأربعاء لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول للمجموعة الثالثة. وحتى إن لم يُرد أن يتحدث معنا حول المشوار الذي قطعه المنتخب الوطني لحد الآن مفضّلا الكلام في هذا الشأن عندما تنتهي المنافسة، طلب المدرب “كافالي” من الشعب الجزائري أن يلتف حول منتخب بلاده لدفع “الخضر” للأمام من أجل المرور إلى الدور الثاني، وقال: “أظن أن الوقت لم يحن بعد لاستخلاص الدروس والحديث عن المشوار الذي قطعه “الخضر” في نهائيات كأس العالم، المنافسة لم تنته لحد الآن ويجب ترك الفريق يعمل بجدية. سيكون أمام “الخضر“ مباراة كبيرة في انتظارهم ولن يكون الأمر سهلا، لكن يجب وضع الثقة في النفس، ويجب أن ندفع الفريق إلى الأمام من أجل تحقيق الهدف المنشود. سيكون الأمر رائعا إن تأهلت الجزائر إلى الدور ثمن النهائي. وفي النهاية مصير المنتخب الجزائري بين يدي اللاعبين، وأتمنى لهم حظا سعيدا“.