مثل النجم الأرجنتيني “هرنان كريسبو“ فإن المكسيكي “جورج كامبوس“ يعمل محللا في قناة “آزتيكا تي في“ وهو الذي كان يحرس عرين المنتخب المكسيكي في فترة التسعينيات وسبق له المشاركة في نهائيات كأس العالم، وقد استغلينا فرصة تواجده في ملعب “إيليس بارك ستاديوم“ بجوهانسبورغ بمناسبة لقاء إسبانيا مع هندوراس واقتربنا منه بعد انتهاء المباراة وطرحنا عليه بعض الأسئلة عن المنتخب الوطني الجزائري. نهنئكم في البداية على المشوار الطيب الذي يؤديه المنتخب المكسيكي في هذا المونديال خاصة بعد الفوز على المنتخب الفرنسي ... شكرا، وأدرك جيدا أن هذا الانتصار الذي حققه المكسيكيون أمام منتخب فرنسا أفرح كثيرا الجزائريين خاصة أن منتخب “الديكة“ لا يضم في صفوفه حاليا زين الدين زيدان ذا الأصول الجزائرية. هل تابعت لقاء إنجلترا مع الجزائر؟ نعم ولا أخفي عليك أنني تفاجأت بالوجه الذي ظهر به الجزائريون والأداء المشرف الذي قدّموه، أعجبت كثيرا بطريقة لعب الجزائريين الذين يعتمدون منذ القدم على الفنيات والمهارات مثلنا في المكسيك وهو ما جعل الإنجليز يركضون طيلة التسعين دقيقة وراء الكرة التي حرمهم منها لاعبوكم. هل هناك لاعب لفت انتباهك في ذلك اللقاء، الحارس على سبيل المثال؟ في البداية المدرب أحسن صنعا عندما غيّر الحارس في مباراة إنجلترا فالذي شارك أمام سلوفينيا لم يعجبني كثيرا أضف إلى ذلك أنه ارتكب خطأ فادحا تسبّب في هزيمة منتخب بلاده، وأمام إنجلترا الحارس كان رزينا ومركزا بما فيه الكفاية فقد كان حاضرا في الفرصتين أو الثلاث التي أتيحت للإنجليز، ولا يمكنني أن أنسى الإشادة بالمدافعين الذين كانوا في المستوى المطلوب ولم يسمحوا للمنافس بالاقتراب أكثر من المرمى، وكما تعلمون فإن الحارس لما يتأكد من أن لديه دفاع صلب فإن ثقته بنفسه تزيد وهو ما حدث في اللقاء السابق للجزائر. الحارس الذي شارك أمام سلوفينيا هو تقريبا مثلك حيث يحب القيام ببعض اللقطات الفنية من أجل الاستعراض وإضفاء طابع خاص على المباراة، ما قولك؟ من الجيد أن يحاول الحارس القيام بمثل هذه اللقطات الفنية، لكن يجب التأكد منها وعدم المجازفة لأن الخطأ يكلّفه غاليا لأنه إذا حاول الحارس مراوغة مهاجم الفريق المنافس ثم يسجل عليه هدف تافه فلا فائدة من تلك اللقطة الفنية، ومن الأحسن إبعاد الكرة وفي حقيقة الأمر ليس بالسهل على الحارس أن يقوم بمثل هذه اللقطات. هل تعتقد أن الجزائر قادرة على المرور إلى الدور الثاني؟ بالتأكيد، لكن من أجل تحقيق ذلك يجب الظهور بوجه أقوى في الهجوم ولاعبوكم يدركون جيدا أنه للإطاحة بالمنتخب الأمريكي يجب التقدم إلى الأمام وتسجيل الأهداف، ولا أظن لأنهم هنا من أجل لعب ثلاث مباريات فقط من الدور الأول لأنهم يملكون الإمكانات اللازمة للتأهل في حال وضعوا الثقة أكثر في قدراتهم. والمكسيك في رأيك هل ستتخطى هذه المرة عقدة الدور ثمن النهائي؟ أنا شخصيا واثق جدا من أن هذه المجموعة التي نضمها قادرة على الذهاب بعيدا في هذا المونديال دون مبالغة، فهناك مدرب جيد عرف كيف يمزج بين اللاعبين الشبان وأصحاب الخبرة مثل ماركيز وبلانكو وهناك أجواء جيدة وحماس شديد في تدريبات الفريق وهو ما يبشّر بالخير هذه المرة، وخلاصة القول أنه ليس لديهم أي عذر من أجل عدم تخطي عقبة الدور ثمن النهائي هذه المرة.