النجم السابق للمنتخب الأرجنتيني هيرنان كريسبو، الذي فاز بالعديد من البطولات سواء الأرجنتينية، الايطالية أو الانجليزية، لا يزال دائما يداعب الكرة، حيث لعب هذا الموسم في فريقي جنوة وبارما، لكنه وجد لنفسه هذا الصيف مهنة أخرى يبدو أنها تعجبه، وهو تحليل لقاءات كأس العالم، حيث تعاقد مع قناة “أزتيكا” المكسيكية. التقيناه في ملعب “اليزي بارك ستاديوم” وهو يعلق على مباراة الأرجنتين ونيجيريا وخصّنا بهذا الحوار الحصري الذي يتحدث فيه عن الجزائر التي أكد أنه يعرفها جيدا ويثق في قدرتها على مقارعة الكبار. الأرجنتين فازت على نيجيريا بصعوبة، أنت مرتاح الآن دون شك؟ لا يمكن اعتباره فوزا شاقا، خاصة بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي خلقها الأرجنتنيون في هذا اللقاء، النتيجة النهائية لا تعكس أداء منتخبنا، فقد أحكمنا سيطرتنا على النيجيريين الذين ظهروا وكأنهم احترموا الأرجنتين كثيرا. خلق فرص عديدة دون تسجيلها هذا يعني أن المهاجمين لم يؤدوا عملهم كما ينبغي، أليس كذلك؟ لا، ما يمكن قوله هو أنهم واجهوا حارسا ممتازا صعّب من مأموريتهم، أعتقد أن المنتخب الأرجنتيني يسير في الطريق الصحيح، فقد قدم أداء ممتازا وفاز في الأخير وهو أمر جيد في بداية المنافسة. مارادونا أبعدك بعد أن تولى العارضة الفنية للمنتخب الأرجنتيني، هل أنت حاقد عليه؟ لا، بتاتا، لاعبون شبان وممتازون جاءوا بعدي على غرار هيڤواين وميسي، أما أنا فقد كنت في نهاية مشواري الكروي ومن الطبيعي أن يفضل المدرب لاعبين آخرين، هذا قانون كرة القدم وهي أمور تحدث في كل المنتخبات، فعندما تولى مارادونا المنتخب كنت أبلغ 32 سنة وهو كان يريد تجديد الدماء. أنت في جنوب إفريقيا بصفتك محللا، هل هذه المهنة تعجبك؟ تعجبني كثيرا، صحيح أنه من الغريب نوعا ما أن أجد نفسي في المدرجات خلال كأس العالم بعد أن شاركت في الدورات السابقة، لكني أحب هذه المهنة وأنا مقتنع بها، فالشغف يبقى نفسه والاهتمام بكرة يبقى قائما، بالإضافة إلى عامل مهم وهو أني أقوم بهذا العمل دون أي ضغط، صراحة أنا سعيد في القناة التي أعمل بها. للمرة الأولى ستقام كأس العالم في بلد إفريقي، هل سيكون الأمر بمثابة امتياز للمنتخبات الإفريقية؟ هذا أمر طبيعي، لكن لن يكون هذا هو الامتياز الوحيد الذي تمتلكه المنتخبات الإفريقية خلال هذه الدورة، فحتى لو أقيمت كأس العالم في بلدان أخرى فمنتخبات مثل كوت ديفوار والكامرون يمكنها صنع المفاجأة، إنهما منتخبان يملكان مستوى عال كثيرا، كما أعجبتني جنوب إفريقيا أمس حيث فاجأت الجميع وكانت على وشك هزم المكسيك. ماذا عن الجزائر، ألا تذكّرك بشيء؟ أتذكر ذلك اللقاء المجنون في كامب نو، في تلك المباراة عانيت كثيرا أمام مدافعيكم. هل كانوا عنيفين أم ماذا؟ لا، على العكس، كانوا مهاريين كثيرا ويملكون مستوى تقنيا ممتازا، نقطة قوتهم أنهم يستطيعون التضحية بحياتهم خلال أي صراع ثنائي، فلم يتركوا أي شيء وكانوا محفزين للغاية. ما الذي تتذكره كذلك عن هذا اللقاء؟ أتذكر الكرات الثابتة التي كان ينفذها علينا ذلك اللاعب اليساري والتي تمكنت الجزائر من خلالها من التسجيل علينا في مناسبتين (يقصد بلحاج)، أتذكر كذلك حضور جماهير المنتخبين في الملعب، فلم نشعر أن اللقاء لعب على ملعب محايد، وهو ما يؤكد أن الجزائريين مجنونون بكرة القدم ومنتخبهم مثل الأرجنتينيين. كيف تصف المنتخب الجزائري؟ المنتخب الذي واجهته كان قويا ويعرف كيف يتحكم في الكرة بطريقة جميلة، فحتى أمام الأرجنتين المدافعون لم يقلقوا ولم يحاولوا تشتيت الكرات في أي جهة من أجل التخلص منها، بل كانوا يحاولون التحكم في الكرة والصعود في هجمات منظمة، لكن نقطة قوة منتخبكم تبقى هي الكرات الثابتة وإذا لعب بنفس الطريقة التي لعب بها في كامبنو، خاصة في الشوط الأول فسيتغلب على أي منتخب في كأس العالم. لماذا الشوط الأول بالخصوص؟ لأني كنت في كرسي الاحتياط وتابعت اللقاء كما يجب، ولأنكم بعدها عدتم إلى الخلف بعد أن كنتم متفوقين على الأرجنتين وهذا خطأ لا يغتفر قامت به التشكيلة فيما بعد. وهل تعرف التشكيلة الحالية؟ أعرف فقط أنها تملك قلبا قويا، لأني عرفت كيف تأهلتم إلى كأس العالم أمام المنتخب المصري، في كامب نو تساءلت لماذا لم يعد هذا المنتخب يتأهل إلى كأس العالم، والآن أنتم في مكانكم الطبيعي. الجزائر في المجموعة الثالثة رفقة سلوفينيا، الولاياتالمتحدةالأمريكيةوانجلترا، ما تعليقك؟ انجلترا هي المرشح الأول، هذا أمر متوقع، أما فيما يخص المنتخب الجزائري فكل شيء متوقف على اللقاء الأول، كل ما أقوله لكم هو، إلعبوا مثلما لعبتم في كامب نو وستكونون مفاجأة جميلة في المونديال.