قد يجهل الكثير أن نجمنا زين الدين زيدان ذو الأصول الجزائرية كان من بين المعجبين كثيرا بطريقة لعب إينزو فرانشيسكولي لمّا كان هذا الأخير يمتع الجماهير بأناقته فوق الميادين في 13 سنة كاملة من العطاء والتي لم يفقدها إلى حدّ الآن، والجميع أضحى يشبه قلب هجوم المنتخب الأرجنتيني والإنتير ميلانو الإيطالي دييقو ميليتو ب فرانشيسكولي. كان حاضرا في ملعب “إيليس بارك ستاديوم” للتعليق على مباراة الأرجنتين ونيجيريا لفائدة قناة “كنال سيات” الأرجنتينية، رفقة المهاجم الساحر ل بوكا جونيورز سابقا دييغو لاتور. وبقي فرانشيسكولي قرابة الساعة بعد اللقاء يحلل المباراة، ما جعله يشعر بتعب شديد جراء ذلك، لكنه وافق بصدر رحب على الإجابة على أسئلة “الهداف” و”لوبيتور” التي كانت مرفوقة بإذاعة الأوروغواي وقناة تلفزيونية كوستاريكية منتخب الأوروغواي بدأ المونديال بتعادل أمام فرنسا مع أداء متوسط، هل من تعليق؟ بالنسبة للنتيجة، لا يمكنني قول أي شيء، لأن منتخب بلادي بدأ المنافسة مع منشط نهائي النسخة الفارطة في ألمانيا 2006 وهذا شيء جيد بالنسبة لي وليس سيئا، لكني بالمقابل جدّ مستاء من الأداء العام لأشبال تاباريز خاصة في الشوط الأول. وحسب رأيي الشخصي، فإن سواريز وفورلان كانا بعيدين جدا عن لاعبي خط الوسط، ما جعلهما في عزلة كبيرة ولم تصلهما كرات كثيرة، كما أن طرد لودايرو أخلط جميع الحسابات بما أن الأورغواي بدأت في العودة تدريجيا إلى أجواء المباراة. وفي ضوء كل هذا، أقول إن تعادل جنوب إفريقيا أمام المكسيك يجعل الأمور على حالها في هذه المجموعة، والجميع سينطلق بحظوظ متساوية في الجولة القادمة، وعلى لاعبي منتخب الأوروغواي أن يرفعوا الوتيرة قليلا إذا أرادوا التأهل إلى الدور الثاني. الظاهر أنك غير متفائل كثيرا بقدرات لاعبي منتخب بلادك في تحقيق نتائج أفضل... لا، ليس إلى هذا الحد، لأن هناك أمورا جيدة شاهدتها في المباراة السابقة على غرار الخط الخلفي الذي يمتاز لاعبوه بثقة شديدة في النفس، لكن هذا الأمر قد لا يكون كافيا، لأن تحقيق نتائج جيدة في منافسة اسمها كأس العالم يتطلب تحكما جيدا في الكرة على أرضية الميدان، واللعب ببرودة أعصاب وعدم الاعتماد على كرات طويلة ناحية المهاجمين. وهي أمور شاهدناها أمام فرنسا، ويجب إذن أن يراجع الجميع حساباته. كيف ترى بقية المشوار؟ كما سبق لي أن صرحت به في أحد المرّات، أن الأوروغواي تملك سبعة لقاءات مهمة ستلعبها، إلى حد الآن لعبت واحدا أمام فرنسا وبقي أمام لاعبيها ست مباريات، أقول ستة، لأني أرغب فعلا في رؤية منتخب بلدي يذهب إلى أبعد نقطة ممكنة في هذا المحفل الدولي الكبير. كيف وجدت المنتخب الفرنسي الذي كان أول منافس لكم من بين الستة التي تنتظر منتخب بلادك على حدّ تعبيرك؟ ثقيل وغير متوازن في خطوطه الثلاثة، هذا أقل شيء يمكنني قوله في حق المنتخب الفرنسي، فهناك غياب للاعب يمنح الحيوية لطريقة لعب زملاء هنري، ما يجعلني أقول إن فرنسا أصبحت “يتيمة” في غياب زيدان عنها، بالرغم من وجود لاعبين مهاريين في هذا المنتخب. على ذكر زيدان، هل التقيته هنا في جنوب إفريقيا؟ ليس بعد، أعرف أنه أتى مؤخرا فقط، ولهذا أرى أن زيدان لديه العديد من الأمور المهمة التي سيقوم بها وأنا كذلك، لكن إذا كنا نملك وقت فراغ، فإننا سنلتقي دون أدنى شك وسنتحدّث كما كنا نفعل في كل مرة ألتقي به. كيف كان ردّ فعلك لما علمت أن زيدان قرّر تسمية ابنه الأول “إينزو” كدليل احترام وتقدير منه لك؟ هذا فخر كبير بالنسبة لي، ولهذا السبب أقول للاعبي الفترة الحالية بأنهم أمثلة للأجيال الصاعدة ويجب أن تمنحوا أحسن الأمثلة لهم داخل الميدان وخارجه، أنا فخور لأني كنت نموذجا لنجم مثل زين الدين زيدان، وفخور جدا لأني ساعدته في مشواره الكروي الذي يعتبر في الحقيقة مشواري أنا أيضا. هل مازال زيدان يعتبرك نموذجه المفضّل إلى حدّ الآن؟ نحن الآن من أعزّ الأصدقاء وأظن أننا سنبقى كذلك، والتقينا مؤخرا في مدريد لتسجيل حصة تدخل ضمن “تلفزيون الواقع” مع لاعبي كرة قدم شباب. ببساطة، كيف يمكنك أن تصف لنا زين الدين زيدان؟ أحسن لاعب في العالم سنوات التسعينيات وشخص صارم جدا لكنه إنساني إلى حد لا يمكن تصوره، وأنا فخور أن يكون لي صديق بمثل هذه المواصفات الرائعة. ما عدا زيدان الذي ينحدر كما تعلم من أصول جزائرية، ماذا تعرف عن كرة القدم في هذا البلد؟ شاهدت المباراة الودية التي جمعت الجزائر أمام الأوروغواي نهاية السنة الفارطة، وللأمانة، فقد شاهدت فريقا جزائريا يطبّق كرة قدم جميلة جدا، بلاعبين يعشقون مداعبة الكرة ومحاربين على أرضية الميدان، هذا ما يجعلني أقول ربما أن لاعبي الجيل الحالي يسيرون إلى إعادة نفس أمجاد منتخب الجزائر الذي سطع نجمه بشكل كبير سنوات الثمانينات. ما تعليقك على تواجد الجزائر في مجموعة تضمّ انجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا؟ من البديهي أن تكون إنجلترا المرشّح رقم واحد ليس للتأهل إلى الدور الثاني فقط بل للتتويج بكأس العالم، لكن في الأوروغواي تعلّمنا أن لا نضع السلاح مهما كان اسم المنافس، وإذا كان بإمكاني أن أقدّم نصيحة للاعبين الجزائريين، أقول لهم بأنهم مطالبون باللعب إلى الرمق الأخير، لأن تواجدكم ضمن المنتخبات ال32 التي تشارك في “المونديال“، فهذا لأنكم من بين أحسن المنتخبات في العالم وهذا لا شك فيه إطلاقا. وأمام انجلترا، يمكن للجزائر أن تدخل التاريخ، والكرة في مرمى اللاعبين ليستغلوا الفرصة جيدا، ففي بعض الأحيان، لقطة بسيطة تجعلك تدخل التاريخ، كلقطة ماجر بالعقب مع بورتو في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة أمام بايرن ميونيخ، أو مثل رأسيتي في “كوبا أمريكا”. كيف ترى مواجهة الأوروغواي القادمة أمام البلد المنظّم؟ هي نهائي كأس العالم، فجنوب إفريقيا منتخب غريب جدا، لا أحد تحدّث عنه لكنه أدّى مباراة قوية أمام منتخب مكسيكي جيّد ومنظم. اعتقد أن عودة كارلوس ألبيرتو باريرا لتولي زمام العارضة الفنية لهذا البلد أتت أكلها. لقد بقيت أزيد من ساعة وأنت تحلل مباراة الأرجنتين أمام نيجيريا، ماذا كنت تقول على المباشر؟ في الأرجنتين يتحدّثون كثيرا عن ظاهرة اسمها ميسي، لكن أقول لهم كانت هناك ظاهرة سبقته في مونديال 86 في المكسيك وهي الظاهرة مارادونا أين قاد هذا الأخير منتخب “التانغو” لإحراز كأس العالم. تشبيه ميسي ب مارادونا قد يكون جيدا لأن لاعبين مثله لا نراهم إلا نادرا، وبالنسبة لي، فالأرجنتين كانت وستظل دائما قوة عالمية في كرة القدم وهي مرشّحة للوصول إلى النهائي والفوز به، لأن ما شاهدته أمام نيجيريا يجعلني أقول إنه لولا الحارس النيجيري لكانت النتيجة ثقيلة جدا، ويجب قول الحقيقة وهي أنه لا يوجد إلا ميسي في منتخب الأرجنتين. في النهاية، نريد أن تُسمعنا كلمة باللغة الفرنسية للمناصرين الجزائريين كهدية منك إليهم؟ “زيزو“ (نطقها سيسو) أحسن لاعب في العالم، وأعرف أن الجزائريون سيحبّون هذه الجملة كثيرا.