كانت الحصة التدريبية نهار أمس الأخيرة للعناصر الوطنية في “بريتوريا“ قبل مواجهة اليوم. وكالعادة فرضت “الفيفا“ على وسائل الإعلام الحضور لمدة 15 دقيقة فقط في بداية الحصة التدريبية، قبل أن يغادر الجميع الملعب لتكون الحصة التدريبية مغلقة أمام الجميع، لكن “الهداف” كعادتها تمكّنت من التسلل إلى مكان سري تابعت من هناك كلّ الحصة التدريبية التي لم تتجاوز الساعة و20 دقيقة فقط وجرت في أجواء رائعة عكس ما كان عليه الأمر قبل مواجهة إنجلترا. سعدان يُركّز على الكرات الثابتة ويطلب من لاعبيه اللعب في العمق وبعد التمارين الخفيفة الأولى التي خصّصت للتسخين فقط، تحوّلت العناصر الوطنية إلى العمل على الكرات الثابتة التي ظلّ المدرب الوطني رابح سعدان يُركز عليها في هذه الحصة، طالبا من أشباله التركيز عليها خلال مواجهة اليوم. ليتحوّل بعد ذلك سعدان إلى طلب من رفقاء جبور أن يلعبوا في العمق ولا يحتفظوا كثيرا بالكرة، بل ومحاولة التسديد أو تقديم الكرات للمهاجمين في عمق دفاع المنافس. زياني لم يُشارك في المباراة التطبيقية، لكن مشاركته اليوم أكيدة من جهة أخرى، لاحظنا خلال هذه الحصة التدريبية اكتفاء كريم زياني بالتدرّب على انفراد طيلة الحصة، حيث لم يتمكن من المشاركة في الحصة التدريبية وهذا تفاديا لأي طارئ، خاصة أن زياني خرج متأثرا بالتشنجات العضلية التي كان يعاني منها في نهاية مواجهة إنجلترا، وهو ما جعل سعدان يفضّل إراحته قليلا في الحصص التدريبية مفضّلا أن يقوم رفقة المحضر البدني بعمل خاص دون المشاركة مع رفقائه في المباراة التطبيقية التي لعبها الفريق الأساسي بلاعب منقوص، مما يؤكد أن زياني سيشارك في لقاء اليوم وغيابه أمس عن المباراة التطبيقية كان فقط لكي لا يجهد نفسه كثيرا. بودبوز لأجل تعويضه في حال أيّ طارئ وحضّر المدرب الوطني رياض بودبوز لتعويض كريم زياني في حال شعور هذا الأخير مرة أخرى بالآلام، خاصة أن بودبوز يلعب بالرجل اليسرى وبإمكانه أن يكون المحرّك الأساسي ل “الخضر“ في حال غياب زياني أو شعوره بالآلام أثناء اللقاء. وكان سعدان فضّل إراحة وسط ميدان “الخضر“ زياني ليومين كاملين بعد لقاء إنجلترا، لأنه لم يكن يريد أن يشعر زياني بالتعب خاصة أنه لم يلعب كثيرا طيلة الموسم ونقص المنافسة أثر عليه كثيرا في هذا “المونديال“. جبور مع الأساسيين والفريق الإحتياطي يفوز كالعادة وفي المباراة التطبيقية التي جرت كالعادة بين الفريق الأساسي والفريق الثاني المكوّن من الاحتياطيين، وضع هذه المرّة رابح سعدان رفيق جبور في الفريق الأساسي طيلة المباراة، مما يؤكد أنه يعوّل عليه كما انفردنا بذكره منذ أيام، لمساعدة كريم مطمور في الهجوم، في حين أن بودبوز هذه المرّة لعب كل المباراة التطبيقية مع الاحتياطيين. وعرف اللقاء المصغر هذا الذي لعبه الأساسيون منقوصين من عنصر واحد (كريم زياني بقي يقوم بتمارين خاصة مع المحضر البدني الإيطالي) تفوق الاحتياطيين الذين فازوا بثلاثية مقابل هدف واحد للفريق الأساسي. سعدان طالب بالفوز بالصراعات الثنائية لأنها مفتاح الفوز وظلّ المدرب الوطني رابح سعدان يؤكد طيلة المباراة التطبيقية على اللاعبين ليفوزوا في الصراعات الثنائية على الكرة أمام المنتخب الأمريكي، خاصة أن هذا الفريق يلعب باندفاع بدني وقوة الفريق تكمن في عدم الاستسلام مهما كانت النتيجة مثلما ظهر الحال أمام إنجلترا وسلوفينيا، كاشفا سعدان خلال صراخه على أرضية الميدان أن مفتاح الفوز باللقاء هو الفوز في الصراعات الثنائية، وأن هذه هي نقطة قوة المنتخب الأمريكي. لم يتوقف عن تقديم التعليمات إلى المهاجمين وخلال المباراة التطبيقية دائما لم يتوقف المدرب الوطني عن تقديم نصائحه إلى المهاجمين جبور ومطمور، حتى يكون الواحد خلف الآخر في الهجمات وتصعب مراقبة الدفاع الأمريكي لهما، كما طالب من جبور أن يقذف الكرة في كل مرّة تكون له الفرصة سانحة، ليتحوّل إلى مطمور طالبا منه أن يُحاول ترك المساحات لزملائه، خاصة أنه بارع في اللعب أمام المرمى وكذا على الجناح. يحيى يجتمع باللاعبين في وسط الميدان 5 دقائق لأجل تحفيزهم ومباشرة بعد نهاية المباراة التطبيقية، تحوّلت بعض العناصر للقيام بتمارين فردية تخصّ القذف من بعيد، ليطلب القائد الجديد ل “الخضر“ عنتر يحيى من اللاعبين أن يلتحقوا به في وسط الميدان من أجل الحديث فيما بينهم دون حضور حتى المدرب الوطني رابح سعدان الذي كان على خط التماس. ودام هذا الاجتماع حوالي 5 دقائق قبل التحاق اللاعبين بغرف تغيير الملابس. ظلّ يُحفز اللاعبين على تحقيق الفوز لأن 300 مليون عربي ينتظرون ذلك وخلال حديثه للعناصر الوطنية، كان الجميع صامتا بعد أن بدأ عنتر يحيى كلامه بتحفيز الجميع والتأكيد على أن الفوز أمام المنتخب الأمريكي لن يفرح الشعب الجزائري فقط، بل مئات الملايين من العرب وكذا المسلمين الذين ينتظرون هذه المواجهة التاريخية، كما أن “الخضر” بتحقيق الفوز والتأهل سيدخلون التاريخ من بابه الواسع لأنه لم يسبق لهم أن حققوا هذا الإنجاز في دورتي 82 و 86، مما جعل الجميع يغادر الملعب وهم في قمة التحضير النفسي لهذه المواجهة المصيرية.