رغم أن الفريق الوطني لم يمر على تواجده في جنوب إفريقيا سوى أقل من 48 ساعة، إلا أن هذه المدة كانت كافية لتظهر أن الأجواء في جنوب إفريقيا غير عادية من الناحية الأمنية، طالما أن الكل كان يتوقع التعزيزات الأمنية على منتخب الجزائر وكل المنتخبات، ولكن ليس بالطريقة التي نشاهدها في اليومين الماضيين. وفد “الخضر“ ببطاقات خاصة لدخول الفندق وتبدأ الأمور غير العادية من الناحية الأمنية مع الفريق الوطني من الفندق مقر الإقامة الذي يمنع منعا باتا الاقتراب منه، وحتى اللاعبين وأعضاء الوفد الرسمي الجزائري تحصلوا على بطاقات خاصة من أجل الدخول إلى الفندق، وهي البطاقات التي سلمت فقط لتلفزيونات الجزيرة، كنال بلوس، والتلفزيون الجزائري بطبيعة الحال. أجواء أمس توحي وكأن الرئيس زوما سيزور المنطقة وكان الموعد أكثر في صبيحة أمس، وبالضبط على الطريق الرابط بين المنتجع السياحي “سان لامير” وملعب التدريبات “أوغو” غير عادٍ تماما، إذ انتشرت الشرطة على طول الطريق (20 كلم)، وهذا منذ الثامنة صباحا، وكأن الأمر يتعلق بزيارة رئيس دولة جنوب إفريقيا زوما إلى المنطقة، لأن البدء في التعزيزات الأمنية 4 ساعات كاملة قبل موعد، لا يكون إلا مع زيارات الرؤساء، طالما أن الحصة التدريبية للخضر كانت مبرمجة في الساعة منتصف النهار. كل 3 كلم سيارة للشرطة وفي مخارج الطرق ومنذ الخروج من الفندق كانت السيارات العسكرية منتشرة على طول الطريق إلى درجة أنه على كل مسافة 3 كلم تقريبا كانت سيارة للشرطة تراقب الطريق، كما كان انتشار الشرطة في مخارج الطرق الفرعية. هليكوبتر مشّطت المنطقة ساعة ونصف قبل الحصة والأكثر من ذلك قامت طائرة مروحية تابعة للشرطة الجنوب إفريقية بتمشيط المنطقة حوالي ساعة ونصف قبل موعد بدء الحصة التدريبية، وذلك للتأكد من عدم وجود أي شيء غير عادٍ في المنطقة قبل إعطاء الإشارة للفوج الأمني الموجود مع الفريق الجزائري بأن الحافلة بإمكانها أن تتحرك دون أي تخوف أمني. نقطة مراقبة على بعد نصف كلم من الملعب وعند الاقتراب من الموعد، تم وضع نقطة المراقبة الرئيسية الخاصة بالصحافة وغيرها، وهي نقطة المراقبة التي وضعت على بعد نصف كيلومتر تقريبا من مدخل الملعب، وكان عندها أكثر من 40 فردًا للشرطة. كاشفات الألغام لتفتيش الصحفيين وأمام المدخل وإضافة إلى استظهار الاعتماد الرسمي من الفيفا من أجل اجتياز نقطة المراقبة الرئيسية، فإنه يتطلب على كل صحفي من أجل المرور أن يخضع لتفتيش كاشفات الألغام التي يمررها أفراد الشرطة الجنوب إفريقية على الجسم من الأعلى إلى الأسفل، في إجراء يكشف عدم ثقة الجنوب إفريقيين في أيّ كان. ورفض الدخول قبل مجيء المسؤول الإعلامي ل “الفاف“ وقبل هذه الإجراءات، فإننا وصلنا إلى الملعب تقريبا ساعة قبل بدء الحصة التدريبية، وقد منع أفراد الشرطة الجنوب إفريقية رفضا تاما دخولنا إلى الملعب، قبل حضور المسؤول الإعلامي للفاف (السيد برجة) الذي حضر بعد وصولنا بحوالي ربع ساعة. والسيارات ممنوع دخولها تماما من جهة أخرى تمنع السيارات منع منعا تاما أن تجتاز نقطة التفتيش، وطُلب من الصحفيين أصحابها أن يقوموا بركنها بعيدا عن نقطة التفتيش، مقابل أن يقطعوا المسافة إلى غاية الباب الرئيسي للملعب على الأرجل. والصحفيون بالحراسة إلى غاية باب الملعب وبعد وصول المسؤول الإعلامي للبعثة الجزائرية في جنوب إفريقيا السيد برجة، وكذا الخضوع لإجراءات التفتيش العادية، تنقل الصحفيون الجزائريون والأجانب من نقطة التفتيش إلى الباب الرئيسي للملعب على مسافة 500 متر، مرفوقين بأحد أعوان الأمن في شكل مرافقة وحراسة الى غاية الباب. حتى التدخين ممنوع في تلك المسافة وفي إجراء يكشف خصوصية الإجراءات الأمنية، قام المسؤول الأمني المرافق للصحفيين الجزائريين والأجانب بتوجيه ملاحظة لمن أشعل سيجارة منهم بضرورة إطفائها، بأن التدخين ممنوع في هذه المنطقة. مراقبة أخرى للبطاقات في باب الملعب ورغم أن المراقبة تمت في نقطة التفتيش الرئيسية، والتنقل منها إلى باب الملعب تم برفقة أحد أعوان الأمن، إلا أن الصحفيين خضعوا لمراقبة الاعتمادات من جديد في باب الملعب. الشرطة منتشرة على طول أسوار الملعب وبعد الدخول إلى جانب الملعب ثمة منظر آخر عن الأجواء الموجودة خارج أسوار الملعب، أين تنتشر الشرطة وسياراتها بشكل مكثف على طول السور الخارجي لملعب أوغو، وخاصة أن الملعب يقع في منخفض (شبه حفرة كبيرة) مقارنة بالمنطقة المحيطة به، وهو الأمر الذي لم تغفله الشرطة الجنوب إفريقية. وصول “الخضر“ يُعرف قبل 5 كلم بسبب ضجيج الشرطة وكل هذه الإجراءات السابقة الذكر تمت قبل وصول حافلة الفريق الوطني إلى أرضية الميدان، وهو الوصول الذي يمكن لأي كان معرفته مسبقا، لأنه عندما كانت الحافلة على مسافة تقريبا 5 كلم من الملعب، كانت أصوات سيارات الشرطة تفتح الطريق للحافلة، علما أن وصول حافلة الفريق الوطني كان في الساعة 11 و40 دقيقة. تغطية أمنية رئاسية للحافلة في التدريبات فكيف الأمر في المقابلات ومع بدء اقتراب الحافلة من ملعب أوغو بدأت تتضح تدريجيا التغطية الأمنية الكبيرة التي جاءت بها حافلة الفريق الوطني، وبطريقة توحي فعلا بأن الأمر يكاد يتعلق برئيس دولة، وهو ما دفعنا إلى التساؤل كيف ستكون التغطية الأمنية في المواجهات الرسمية. جنوب إفريقيا تركّز على النجاح الأمني ويبدو أن العدد الكبير من الشرطة الذي خصصته سلطات جنوب إفريقيا للمونديال، والتغطية الأمنية غير العادية، يؤكد أن سلطات هذا البلد تريد النجاح في التحدي الأمني الذي رفعته مقابل تنظيمها للمونديال، رغم أن البلد هذا معروف عنه أنه بلد الجريمة والهاجس الأمني، ولكن جنوب إفريقيا تريد أن تزيل كل هذه التخوفات تزامنا مع بدء المونديال بعد 48 ساعة من الآن. --------------------------------------------- سعدان تفادى الحديث أمس عكس اللاعبين الذين سُمح لهم بالتحدث إلى الصحافة الوطنية والأجنبية قبل بداية الحصة، فقد تفادى المدرب الوطني رابح سعدان أي حديث من نوعه على هامش الحصة التدريبية لنهار أمس. والمسؤول الإعلامي أكد أنه ليس لديه شيء يقوله وحتى قبل وصول حافلة الفريق الوطني إلى الملعب، كانت التعليمة قد صدرت من عند سعدان بأنه لن يتحدث اليوم، وهو ما أعلم المسؤول الإعلامي للفاف الصحفيين به، بالقول أن “السيد سعدان ليس لديه ما يقوله اليوم”. سعدان سيعقد ندوة صحفية غدًا وفي مقابل عدم الحديث على هامش الحصة التدريبية لمنتصف نهار أمس، وغلق الحصة التدريبية لنهار اليوم في وجه الصحافة الوطنية والأجنبية، فقد برمج المدرب الوطني رابح سعدان ندوة صحفية هي الأولى من نوعها للمدرب في جنوب إفريقيا، وهي الندوة التي ستكون منتصف نهار غد الخميس. ربع ساعة للصحافة مع اللاعبين قبل الحصة قبل بداية الحصة التدريبية لمنتصف نهار أمس الثلاثاء، سمح الطاقم الفني للفريق الوطني للاعبين بالتحدث مع الصحافة الوطنية والأجنبية لمدة ربع ساعة، وهي المدة التي تسمح بها قوانين الفيفا في كأس العالم خلال الحصص التدريبية المفتوحة. وربع ساعة أخرى من بدء الحصة للمصورين كما سمح الوفد الجزائري لكل الإعلاميين، بأن يشاهدوا أول ربع ساعة من بداية الحصة من مكان أُعد خصيصا لهذا الغرض على هامش ملعب التدريبات، وأيضا للمصورين من أجل بدء أول ربع ساعة من الحصة، قبل أن يطلب من الجميع الانسحاب مثلما هو متفق عليه مسبقا. حضور قوي لوسائل الإعلام الأجنبية وأكبر القنوات وتبقى الملاحظة الأهم في الحضور الإعلامي المكثف الذي كان في الحصة التدريبية لمنتصف نهار أمس هو التواجد القوي لوسائل الإعلام الأجنبية، وخاصة أكبر القنوات التلفزيونية وفي مقدمتها “الجزيرة الرياضية”، “سوبر سبور“ الجنوب إفريقية”، “كنال بلوس”، التلفزيون الجنوب إفريقي، وفي المقدمة التلفزيون الجزائري بصفة مؤكدة. حصة اليوم مغلقة على الصحافة والأنصار عكس الحصة التدريبية لصبيحة أمس الثلاثاء، والتي كانت مفتوحة للصحافة الوطنية والأجنبية، فقد قرر الطاقم الفني للفريق الوطني أن تكون الحصة التدريبية لنهار اليوم مغلقة كلية وبدون جمهور وصحافة. العيفاوي سأل كثيرًا عن الوفاق استغل مدافع المنتخب الوطني والوفاق السطايفي عبد القار العيفاوي تواجد مبعوث “الهدّاف“ إلى جنوب إفريقيا من سطيف، على هامش الحصة التدريبية لمنتصف نهار أمس الثلاثاء، ليسأل عن آخر مستجدات الوفاق في المدة الأخيرة وسأل عن الإمضاءات، المجدّدين، وقائمة المسرّحين، واستعدادات الموسم الجديد. ويتمنى التواجد في كأس العالم للأندية كما أكد العيفاوي أنه إضافة إلى التواجد في كأس العالم للأمم حاليا في جنوب إفريقيا، فإنه يتمنى التواجد في كأس عالم أخرى قبل نهاية السنة الحالية مع وفاق سطيف، بحكم أن الوفاق يتواجد في رواق جيد لنيل رابطة إفريقيا الحالية التي يتواجد في دوري المجموعات فيها. شاوشي بدا مرهقًا نسبيًا خلال حديثنا معه قبل بداية الحصة التدريبية كان الحارس فوزي شاوشي يبدو مرهقا نسبيا (إرهاق وليس مرض عفاه الله)، ولكن فوق أرضية الميدان تدرب بصفة أكثر من عادية وبكل جدية، وهو ما يوحي أن الأمر يتعلق بقلة النوم في المدة الأخيرة لا أكثر، وخاصة أن الشعب الجزائري ينتظر الكثير من الحارس الأول للمنتخب الجزائري في المونديال. زياني رفض إعطاء نقاط الضعف في الأحاديث الصحفية قبل بدء الحصة التدريبية، رفض لاعب وسط الميدان كريم زياني الإجابة عن سؤال صحفي “كنال بلوس” حول نقاط الضعف في المنتخب الجزائري، وقال له مازحا “كيف لنا أن نعطيك نقاط الضعف لفريقنا، حتى تعطوها على المباشر لقنوات أخرى”.