عازمون على تدارك ما فات و النتيجة الإيجابية أغلى هدية في عيد ميلادي حاوره : صالح فرطاس أكد المدافع نذير بلحاج بأن الهزيمة أمام سلوفينيا لم تكن مستحقة، و أن العناصر الوطنية لم تتمكن من هضم هذا التعثر، لكن منطق مرة القدم يحتم على اللاعبين التماشي مع الوضع، موضحا في هذا السياق بأن صفحة المباراة الأولى قد طويت و التفكير منصب على لقاء هذا الجمعة ضد المنتخب الإنجليزي، و هي المقابلة التي تتزامن و عيد ميلاده الثامن و العشرين،الأمر الذي دفعه إلى القول في هذا الحوار الذي خص به النصر بأن أغلى هدية يتلقاها من زملائه بهذه المناسبة لن تكون سوى نتيجة إيجابية تبقي على الحظوظ في المرور إلى الدور الثاني قائمة. * في البداية ، كيف هي الأجواء السائدة وسط المنتخب عقب الهزيمة أمام سلوفينيا ؟ الحقيقة أن السيناريو الذي سارت على وقعه المقابلة الأولى كان بمثابة كابوس يبقى يطاردني، لأنني لم أصدق إلى حد الآن بأننا إنهزمنا، كوننا سيطرنا على مجريات اللقاء، و كان بإستطاعتنا الفوز، لكننا في نهاية المطاف تلقينا هدفا قاتلا، و هو الأمر الذي أثر علينا كثيرا من الناحية المعنوية، كوننا ظهرنا بوجه مشرف، و النتيجة جاءت مخيبة لآمال الجماهير التي تنقلت معنا من الجزائر. * لكن بالعودة إلى المباراة نجد و أن المشكل يكمن في العقم الهجومي. أليس كذلك ؟ الحديث عن العقم الهجومي زاد من درجة الضغط النفسي المفروض على كل من غزال و جبور، رغم أن الجميع يدرك بأننا كنا قد خضنا التصفيات بهذا الثنائي و سجلنا أهدافا كثيرة، لأن طريقة لعبنا المنتهجة لا تحصر العمل الهجومي في هذا الثنائي، بدليل أن كل المدافعين الذين يلعبون كأساسيين تمكنوا من تسجيل أهداف، و عليه فإنني لا ألقي باللوم على زملائي المهاجمين، و بعض الفرص كانت قد أتيحت لنا، فحليش على سبيل المثال كاد أن يسجل برأسية، و الحارس السلوفيني حول قذفتي القوية إلى ركنية،و عليه بأنني أطلب من أنصارنا التخفيف من درجة الضغط الذي فرضوه على مهاجمينا منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بأنغولا. *نفهم من كلامك بأن البطاقة الحمراء التي تلقاها غزال كانت تحت تأثير الضغط النفسي الكبير الذي كان مفروضا عليه ؟ هذا أمر مؤكد، لأن غزال تم إقحامه كإحتياطي بعد دقائق من بداية الشوط الثاني، و كانت كل الأنظار متجهة نحوه، و الآمال معلقة عليه لهز شباك المنافس، رغم أنه كان تحت تأثير ضغط بسيكولوجي رهيب، لأن الإنتقادات كانت قد وجهت له في الفترة الأخيرة بسبب عدم نجاحه في تسجيل أهداف، و الصحف الجزائرية زادت الطين بلة عندما حملته كامل المسؤولية في العقم الهجومي، نتيجة عجزه عن فك العقدة التي لازمته لفترة طويلة، و تحرر غزال من هذا الضغط كان يمر عبر شرط وحيد، و هو نجاحه في التسجيل من أول كرة يلمسها، و كاد الحظ أن يحالفه عند الضربة الرأسية الأولى، لكن البطاقة الحمراء جسدت مروره بلحظات نفسية عصيبة، و ما على الأنصار إلا تفهم الوضع، لأنني مررت بمرحلة مماثلة في مباراة نصف نهائي " الكان " ضد مصر، عندما تلقيت بطاقة حمراء بسبب الضغط النفسي الرهيب. *و ماذا عن الخطأ القاتل الذي إرتكبه الحارس شاوشي ؟ شاوشي أو أي حارس آخر في العالم معرض لأخطاء من هذا القبيل، و ما يمكن أن أقوله بشأن تلك اللقطة أننا كمدافعين تحمل المسؤولية الأولى عندما تركنا المجال مفتوحا للمهاجم السلوفيني للقذف من مسافة بعيدة، لأننا في حقيقة الأمر لم نكن نتصور أن يبادر إلى القذف من تلك المنطقة، لكن الحظ كان إلى جانبه، و سجل هدفا قاتلا، لا يمكن أن نلقي فيه بالمسؤولية على شاوشي وحده، لأن مهمة الحارس أو المدافع صعبة، و أخطاء كل واحد تكلف غاليا، رغم أن شاوشي كان قد دخل في المباراة بكيفية جيدة، بتصديه للمخالفة الخطيرة للسلوفينيين في أواخر الشوط الأول، و التنسيق و الإنسجام بيننا في الدفاع كان كبيرا، غير أننا خدعنا من حيث لم نكن نتوقع، و هذا هو منطق كرة القدم. *أنتم مقتنعون بالمردود المقدم، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال، فما سبب هذا التباين بين الواقع الميداني والأمنيات؟ أمنيتنا كانت تتمثل في القدرة على تدشين مشاركتنا في المونديال بنتيجة إيجابية، لأن كل المناصرين الجزائريين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على هذه المقابلة للفوز بها، و تسيير اللقائين المتبقيين بحسب الحاجة التي تكفينا لضمان المرور إلى الدور الثاني، و قد قدمنا مردودا طيبا خاصة في الشوط الأول، حيث أتيحت لنا ثلاث فرص سانحة للتهديف، غير أن الحظ لم يكن إلى جانبنا، و مع ذلك و رغم طرد غزال فقد كان بإستطاعتنا الظفر بنقطة التعادل في أسوأ الأحوال. و أنا لا أشاطركم الرأي عندما تقولون بأن هناك تباين بين الحقيقة والميدان و أحلام الأنصار، لأننا كلاعبين قدمنا ما علينا في هذه المقابلة، و برهننا للجميع بأننا كنا على أتم الإستعداد من جميع الجوانب لتسجيل مشاركة مشرفة تليق بسمعة الكرة الجزائرية على الصعيد العالمي. *وماذا عن تحضيراتكم للمباراة الصعبة التي تنتظركم هذا الجمعة ضد المنتخب الإنجليزي ؟ من الصعب تجاوز الإحباط النفسي الذي نعيش على وقعه بعد الهزيمة غير المستحقة في المقابلة الأولى، لكننا مرغمون على مسايرة الأحداث، و قد طوينا صفحة النكسة، بتجاوز الصدمة، و الشروع في التفكير في مستقبلنا في هذا الحدث الكروي العالمي، لأن مأموريتنا أصبحت صعبة و معقدة، لكنها ليست مستحيلة، و كل تركيزنا منصب على لقاء هذا الجمعة، لأننا نبقى مطالبون بتفادي الهزيمة لإستعادة الثقة في النفس و الإمكانيات، و بالتالي تفادي الإقصاء المباشر بعد هذه المواجهة، رغم أن الوضع يختلف مقارنة بما كان عليه في المقابلة الأولى ضد سلوفينيا، لأن الخصم من العيار الثقيل، و هو منتخب إنجلترا الذي قدم إلى جنوب إفريقيا بحلم التتويج باللقب، و رغم ذلك فإننا لن نبقى مكتوفي الأيدي و سندافع عن حظوظنا إلى غاية آخر لحظة من عمر المقابلة. *يبدو متفائلا بالقدرة على رفع التحدي أمام الإنجليز. فما سر هذا التفاؤل ؟ ليس هناك أي سر، لأن الثقة في النفس شرط أساسي من أجل تنشيط منافسة بحجم المونديال، لأن تأهلنا إلى جنوب إفريقيا جعلنا ضمن قائمة أفضل المنتخبات على الصعيد العالمي، و هو إنجاز لا بد أن نفتخر به، و نكسب به الثقة في إمكانياتنا، و عليه فإنه و مهما كان حجم المنافس فإننا لا بد أن نتسلح بالثقة في النفس و الإمكانيات، و المنتخب الوطني يصبح كبيرا عندما يواجه المنتخبات المصنفة في خانة العمالقة، و الكل يتذكر المردود الكبير الذي قدمناه في اللقائين الوديين ضد كل من البرازيل و الأرجنتين في صائفة 2007، لكننا فشلنا في التأهل إلى كأس أمم إفريقيا أمام غينيا بالجزائر، و عليه فإننا متفائلون بتسجيل نتيجة إيجابية، و اللاعبون تحدوهم عزيمة كبيرة لرفع التحدي، ليس لأن المنافس هو منتخب إنجلترا، و لكن من منطلق الوضعية التي أصبحنا نتواجد فيها عقب الهزيمة أمام سلوفينيا، حيث أصحنا لا نملك خيارا آخر سوى تفادي الهزيمة لتجنب الإقصاء المبكر، لأن الإنهزام سيجعلنا من أول المنتخبات التي ستودع المونديال، و هي معطيات تزيد من عزيمتنا للصمود أمام الإنجليز. * بحكم أنك تنشط في الدوري الانجليزي الممتاز، وتعرف جيدا خبايا الكرة الإنجليزية ما هو السيناريو الدي تتوقعه لهذه المواجهة؟ الأكيد أن منتخب إنجلترا سيسعى بدوره إلى تدارك التعادل المسجل في اللقاء الأول ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن الإنجليز لم يظهروا بمستواهم الحقيقي في تلك المباراة، و أظهروا إرتباكا كبيرا في الدفاع، و عليه فإنهم من المنتظر أن يكثفوا من العمل الهجومي، و الرقابة اللصيقة على لاعبي وسط الميدان و الهجوم شرط أساسي، لأن مهاجمين من أمثال واين روني و بيتر كراوتش يستغلون أبسط الفرص لتسجيل الأهداف، و بالتالي فإن اليقظة في الدفاع أمر ضروري، لأننا نبحث عن نقطة التعادل على الأقل، كما فعل المنتخب الأمريكي، و قد عاين الشيخ سعدان بعض أشرطة الفيديو وهو الأجدر بوضع الخطة التي يراها مناسبة لهذه المقابلة. *و زميلك في نادي بورتسموث دافيد جيمس مرشح لأن يكون الحارس الأساسي للمنتخب الإنجليزي في هذا اللقاء. فهل بإمكانك هز شباكه و صنع أفراح الجزائريين ؟ أمنيتي ليس هز الشباك و إنما تحقيق نتيجة إيجابية تبقي على حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني قائمة، كما أننا سنعمل جاهدين لتجنب الإقصاء المبكر من المونديال، لأن الصدف شاءت أن تتزامن هذه المباراة مع عيد ميلادي، و بالتالي فإنني لن أقبل بأية هدية أخرى من زملائي مهما كانت قيمتها سوى تسجيل نتيجة تبقي على آمال مناصرينا في التأهل قائمة، و الهدية الأغلى ستكون مني إذا ما نجحت في تسجيل هدف، لأنني سجلت ثنائية في مرمى المنتخب الأرجنتيني، رغم ان حارس المنتخب الإنجليزي هو فعلا زميلي في نادي بورتسموث، و جيمس حارس عملاق له خبرة طويلة في الميادين، و إبقاؤه في اللقاء الأول كإحتياطي لغرين كلف إنجلترا تعادلا، و عليه فإنني أؤكد بأن زملائي وعدوني بأن تكون حفلة عيد ميلادي كبيرة بعد نهاية اللقاء، و ذلك بالإحتفال بالنتيجة الإيجابية التي سنسجلها . *هل من كلمة ختامية توجهها للمناصرين الجزائريين بهذه المناسبة ؟ كل ما يمكن قوله أننا نحتاج إلى دعم نفسي و معنوي من مشجعينا الأوفياء في هذه المقابلة، لأننا على يقين بأن الهزيمة المسجلة أمام سلوفينيا قضت على الكثير من حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني، لكن علينا بالتسلح بالثقة مادام الأمل لا يزال قائما، و سنبذل قصارى جهودنا من أجل السعي لتحقيق حلم كل الجزائريين بالمرور إلى الدور الثاني، و حتى في حال الإقصاء فإن ذلك لن يكون كارثة، لأن الأمر يتعلق بمنافسة كأس العالم، و يكفينا فخرا أننا سجلنا حضور الكرة الجزائرية في المونديال بعد غياب طويل.