“العمل الهجومي يجب العمل عليه طويلا ... وليس في يوم أو يومين تأتي النتائج” “أقول شكرا للاعبيناويجب أن يفكّروا الآن في المنافسات التي تنتظرهم الآن” إقصاء مرّ للجزائريين من هذا المونديال، أليس كذلك؟ هذا صحيح، إنه إقصاء مرّ للغاية خاصة أن منتخبنا الوطني كان قادرا على الذهاب إلى أبعد من هذا الدور، لأن اللاعبين أبانوا قدرات عالية وإمكانات ممتازة. لكن للأسف، الأمور لم تسر مثل ما أردناه، إلا أننا لا يجب أن نخجل من ما قدمه “الخضر” لأنهم خرجوا بشرف من هذا المونديال، لكننا رغم هذا حزينون على خروج منتخبنا من الدور الأول. نحن آسفون كثيرا، خاصة أن اللاعبين أعطوا كل ما لديهم في هذا “المونديال“، لقد شاهدنا كل شيء من عندهم: الرغبة، الشجاعة الإصرار على تشريف الألوان الوطنية، لكن للأسف هذا لم يكن كافيا بالنسبة لنا من أجل تحقيق التأهل. كيف كان اللقاء؟ كان صعبا مثل ما توقعه الجميع، المنتخب الجزائري كان قادرا على تسجيل العديد من الأهداف لكنه لم يُحسن استغلال الفرص التي أتيحت له. وكالعادة يبقى مشكل الهجوم هو المشكل الرئيسي في منتخبنا، فلم نتمكن من تسجيل أي هدف لحد الآن. من جهة أخرى شاهدنا أن المنتخب الأمريكي كان أكثر إرادة في هذا اللقاء، ورغبة الأمريكان في الفوز كانت شديدة، وهو ما جعلهم لا يستسلمون إلى غاية آخر دقيقة، فقد كانوا يشعرون أنهم سيتأهلون للدور الثاني، وهو ما جعلهم يرمون بكل ثقلهم في الهجوم. لاعبونا كانوا ثقيلين فوق الميدان، ألا تعتقد أن التعب نال منهم بعد لقاء إنجلترا القوي؟ ليس هذا هو المشكل، كنت قد حذرت في وقت سابق من المنتخب الأمريكي الذي يعتبر من بين الأقوى بدنيا في هذه الدورة، وهو ما ظهر جليا في هذا اللقاء وكذا في المبارتين السابقتين بما أنه كان دائما يعود في النتيجة ويقدّم أداء مميّزا في الربع ساعة الأخير من كل لقاء، وهذا المنتخب نقطة قوته أنه لا يرمي المنشفة إلى غاية آخر دقيقة، وهو الأمر الذي حدث في لقاء اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء). المشكل يبقى دائما في الهجوم، حيث خرجنا من “المونديال“ دون تسجيل أي هدف، أليس كذلك؟ مثل ما قلته لك سابقا، مشكلتنا هي الهجوم وليس المهاجمين، بدليل أننا جرّبنا العديد من اللاعبين في الخط الأمامي لكن لا شيء جاء بثماره، لذا فالمشكلة في الخطة الهجومية، وفي العمل الهجومي وهذا الأمر لا يأتي بعد يوم أو يومين، بل هو عمل يتم التحضير له لمدة طويلة. كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني بعد هذا “المونديال“؟ اعتقد أن تجربة “المونديال“ كانت جيدة بالنسبة لنا، وقد استفاد اللاعبون كثيرا. الآن لقد كسبنا منتخبا شابا يملك خبرة جيدة، ويمكنه فعل أشياء كثيرة. الآن انتهى “المونديال“ بالنسبة لنا، ويجب طيّ الصفحة والنظر إلى أشياء أخرى، فهناك منافسات أخرى تنتظرنا، ويجب أن نحضر لها، يجب أن نبدأ في برمجة المباريات الودية، ومحاولة تجهيز المنتخب للمنافسة القادمة. كلمة أخيرة... أريد أن أوجّه رسالة للاعبينا الذين أدّوا ما عليهم في هذا “المونديال“، وأشكرهم على كل ما قدّموه، على تشريفهم الألوان الوطنية، على المجهودات الجبارة التي بذلوها، ويجب ألا يخجلوا لأنهم قدّموا ما عليهم، ونحن ننتظرهم في المناسبات القادمة.