يبقى أكبر فوز حققه أنصار الفريق الوطني في مواجهة أمس هو تمكنهم مرة أخرى من إيصال صوت غزة الجريحة وفلسطينالمحتلة إلى كل العالم وفي مقابلة أمام منتخب البلد الذي بسببه تغطرس الصهاينة وجوّعوا أهالينا في غزة. أنصار “الخضر“ قاموا بما لم تقم به الجامعة العربية وبالتأكيد أن أنصار المنتخب الوطني قدموا دعما قويا إلى القضية الفلسطينية على الصعيد المعنوي وجعلوا أهل فلسطينوغزة يحسون أنهم ليسوا وحدهم، وهو الدور الذي لم تلعبه حتى الجامعة العربية وكل الدبلوماسيات ووزارات الخارجية في 22 بلد عربي. أعلام فلسطين ورايات مكتوبة كلها ل غزة ولأن اللقاء كان مناسبة للجزائريين لإسماع صوتهم المساند للقضية الفلسطينية، فقد كانت أعلام فلسطين عصر أمس حاضرة بكثرة في المدرجات الجزائرية، إضافة إلى العديد من الرايات المساندة للقضية الفلسطينةوغزة بالخصوص. رايات “غزة حرة“ بالإنجليزية حتى تصل الرسالة ومن أجل إيصال الرسالة جيدا، فقد عمد العديد من أنصار الفريق الوطني إلى كتابة الرايات المساندة للقضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية حتى يفهمها كل من هو موجود في الملعب وكل العالم وليس العرب فقط. ... ونصف دورة براية “قلوبنا مع غزة” ومن أجل إيصال الصورة أكثر، قام مناصران للفريق الوطني قبل بداية اللقاء بحوالي نصف ساعة بدورة أسفل المدرجات براية مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، وتحمل عبارة “قلوبنا مع غزة” وتوقفت الدورة في منتصفها لأن المنصة الشرفية للملعب منعتهما من مواصلة الدورة كاملة. الرايات دخلت رغم صرامة التفتيش ورغم التفتيش الصارم، إلا أن رايات فلسطين كانت حاضرة وهذا هو الأهم للجزائريين، خاصة أن عدم وجود عبارات مسيئة للولايات المتحدة فيها سهّل من تمريرها في نقاط التفتيش قبل الدخول إلى الملعب. صحفي إنجليزي احتار في أعلام فلسطين وفي مكاننا في المنصة الصحفية كان إلى جانبنا أحد الصحفيين الإنجليز، الذي لم يخف اندهاشه بالأعداد الكثيرة للأعلام الفلسطينية الموجودة لدى أنصار الفريق الجزائري، وجعله يقول لأول مرة أرى فريقا يلعب لغيره في المونديال، وأجبته أننا لعبنا المونديال من أجل غزة. أعلام العديد من الدول العربية كالعادة ولم تختلف الصورة أمس في ملعب “بريتوريا“ عن بقية الملاعب التي كان الفريق الجزائري طرفا فيها، حيث أن أعلام تونس، المغرب، الإمارات، العراق وسوريا كانت حاضرة إلى جانب الجزائريين من طرف ممثلي جاليات هذه البلدان الشقيقة في جنوب إفريقيا. تونسي بقميص الترجي رفع أعلام المغرب العربي وفي تجسيد أكبر للمغرب العربي، قام أحد أفراد الجالية التونسية في جنوب إفريقيا (كان يرتدي قميص الترجي الرياضي التونسي) بتعليق راية بلده وإلى جانبها راية الجزائر وفي الجهة الأخرى راية المغرب، تماما كما هي الوضعية الجغرافية بتوسط الجزائر للمغرب وتونس. أنصار “الخضر“ فاقوا 4000 أمس وكان عدد أنصار الفريق الوطني في لقاء أمس أكبر من العدد الذين كان في المواجهتين الأوليين، حيث فاق أنصار الفريق الوطني 4000 مناصر، وهذا بعد التحاق العشرات من المغتربين وأيضا العديد من أفراد الجاليات العربية المتواجدة في جوهانسبورغ وبريتوريا. إحترام تام للنشيدين الوطنيين ورغم حساسية المواجهة، إلا أن الأمر الجميل أن أنصار المنتخبين الجزائري والأمريكي وكذا المحايدين هو الإحترام التام للنشيدين الوطنيين للولايات المتحدةوالجزائر، وحتى أصوات “الفوفوزيلا“ المزعجة توقفت عن العزف. يذكر أن “الفيفا“ تعاقب بغرامات مالية مرتفعة في حال التصفير وعدم احترام أنصار فريق ما للنشيد الوطني للفريق المنافس.