تكتسي مباراة المنتخب الجزائري ممثل العرب والمسلمين في "مونديال" جنوب إفريقيا أهمية كبيرة من الجانب الرياضي، مادام أن نقاط المباراة ستكون مصيرية بالنسبة للمنتخبين للتأهل إلى الدور القادم، ولكنها أكثر أهمية بالنسبة للمنظمين بسبب الجانب الأمني للمباراة التي أحدثت حالة تأهب قصوى بالنسبة لقوات الأمن الجنوب إفريقية، التي طوّقت كل المرافق الخاصة بتدريبات المنتخبين الجزائري والأمريكي ومقرّ إقامة الوفدين في "بريتوريا"، التي يتوافد عليها أنصار البلدين قبل 48 ساعة عن موعد المواجهة المرتقبة بين أشبال "برادلي" وأشبال الشيخ سعدان. وزادت مخاوف المنظمين وقوات الأمن من خطورة الوضع الأمني بسبب هذه المباراة التي أخذت طابعا سياسيا، لأنها تجمع منتخبا عربيا مسلم يسانده 250 مليون عربي بما فيهم الشعب الفلسطيني المضطهد، والمنتخب الأمريكي أكبر الموالين للكيان الصهيوني. ولأجل ذلك رفع مئات الجزائريين الحاضرين في جنوب إفريقيا الأعلام الفلسطينية نصرة للقضية، حيث يعتبرون مباراة أمريكا أحسن فرصة لتأكيد الدعم العربي لهذه القضية، بالنظر إلى تواجد وسائل الإعلام العالمية في هذا المحفل الكروي. وكانت التعزيزات الأمنية التي وضعت في كل المدن التي تحتضن المجموعات مميّزة، ولكن في بريتوريا كان هناك تشديد في الرقابة بالنظر إلى وضع المواجهات في خانة المباريات ذات الحساسية من الجانب الأمني، خاصة بعد تهديدات "القاعدة" بأعمال عنف في "المونديال" وتحذيرها البلدان التي تساند الكيان الصهيوني بإمكانية وقوع اعتداء يكون بمثابة ضربة إعلامية في "المونديال". العامل الذي يكشف تخوّفات المنظمين وخاصة الوفد الأمريكي من تهديدات "القاعدة" في هذا "المونديال"، هو إرسال بعثة من وكالة الاستخبارات الأمريكية لضمان الأمن والتنسيق مع القوات المحلية فيما يخصّ تحرّك الوفد الأمريكي، وحتى الأنصار الذين تنقلوا لمتابعة منتخب بلادهم، وهناك حراسة أمنية شديدة للوفد الأمريكي الذي يعسكر منذ التحاقه بجنوب إفريقيا بمدينة "بريتوريا"، حيث هناك رقابة مشدّدة على كل زائر أو غريب عن الفندق. وقد زاد حساسية المباراة بين الجزائر وأمريكا رغم أنها الأولى في تاريخ البلدين إلى البعد السياسي للمباراة التي تجمع أكبر قوة في العالم بمنتخب يعتبر في "المونديال" بممثل القضية الفلسطينية، بالنظر إلى الموقف الذي اتخذه أنصار "الخضر" واللاعبون والطاقم الفني قبل "المونديال"، بأنهم سيلعبون من أجل كل العرب ومن أجل تشريف الشعب الفلسطيني الذي يعاني الحصار في غزة، وأصبح منتخب "المحاربين" متنفسه في هذا العرس ومرجعيته في الكفاح الرياضي، لإسماع صوته في أكبر محفل كروي عالمي. لا وجود لتخوّفات لحدوث أي انزلاقات أمنية بالنسبة للأنصار، حيث هناك برنامج وتنظيم معيّن لدخول الأنصار إلى الملعب سواء تعلق الأمر بأنصار المنتخب الأمريكي الأقل عددا من أنصار "الخضر"، الذين يصل عددهم إلى أربعة آلاف مناصر في جنوب إفريقيا. وينتظر أن تجرى المباراة في روح رياضية داخل المدرجات، كما كان الحال بالنسبة لمباراة إنجلترا التي لم تعرف أيّ حوادث بين الجزائريين و"الهوليڤانز" رغم خطورة المباراة بالنسبة للمنظمين. وفي هذا السياق، قمنا باستطلاع رأي أنصار "الخضر" حول قيمة وحساسية مواجهة هذا الأربعاء، حيث كشف لنا مجموعة من أنصار "الخضر" من شرق البلاد أن الفوز أمام أمريكا سيصنع فرحتين، الأولى تأهل "الخضر" لأول مرة إلى الدور الثاني، والثانية هي كما قال حميد من عنابة "لنحتفل مع كلّ العرب وخاصة أهالي غزة بهذا الفوز المعنوي والسياسي، لأن الفوز أمام أكبر قوة في العالم هو فوز المستضعفين في غزة الذين سيحتفلون معنا بهذا الإنجاز".