لم يسجل المنتخب الجزائري أي هدف في آخر 3 مباريات لعبها كما اكتفى “الخضر” بتسجيل 4 أهداف فقط في 7 مباريات لعبوها منذ بداية عام 2010 اثنين منها سجلهما مدافعان، وهي حصيلة ضعيفة للغاية تكشف عمق أزمة الخط الأمامي في منتخب يستعد للمشاركة في كأس العالم.. وعلى الرغم من أن الملاحظين والفنيين وحتى عامة الأنصار يعرفون أن الهجوم أكبر هاجس يشكو منه المنتخب الوطني في الوقت الحالي إلا أن ذلك لم يدفع المدرب سعدان إلى وضع اسم أي مهاجم في مفكرته حيث عاين مساعدوه مجموعة من اللاعبين المحترفين في البطولات الأوربية دون أي يكون من بينهم أي مهاجم، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات وسط الشارع الرياضي الجزائري. قائمة طويلة معنية بالتدعيم لا يوجد فيها أي مهاجم وبالعودة إلى القائمة المرشحة لتدعيم “الخضٍر” قبل المونديال فإن الملاحظ أنها تخلو من مهاجمين، كما أن أغلب مناصب اللاعبين المعنيين بالمعاينة تميل إلى النزعة الدفاعية فهم إما مدافعون أو لاعبو استرجاع، بداية بالحارسين فابر ومبولحي ومرورا بالمدافعين شاقوي، مفتاح، زرابي عبد الرؤوف، شرفة، بوزيد وزرابي خير الدين وصولا إلى وسط الميدان المسترجع ڤديورة، في حين غاب اسم أي لاعب على مستوى الهجوم وحتى الوسط الهجومي، وهو ما يطرح التساؤلات عن السبب الذي جعل أمرا مثل هذا يغيب عن ذهن المدرب الوطني الذي يعرف أن أهداف المدافعين هي التي أوصلت “الخضر” إلى كأس العالم. بن يمينة سقط من القائمة ومصباح تم تجاهله وبالعودة إلى الأسماء التي سبق أن تم اقترحاها على مستوى القاطرة الأمامية فإن اسم بن يمينة سقط من القائمة على الرغم من أنه تردد بقوة في محيط المنتخب حتى قبل التأهل إلى كأس العالم، كما أن الهداف التاريخي لإتحاد برلين أبدى نوايا حسنة وأدلى بتصريحات مليئة بالوطنية إلا أنه لم يحظ بفرصته في المعاينة، كما أن كثيرين يتساءلون عن سبب عدم إيفاد سعدان أحد معاونيه لمتابعة مردود لاعب ليتشي الإيطالي مصباح الذي يحلم بتقمص ألوان “الخضر” طالما أن مساعديه لن يخسروا شيئا في كل الحالات ماعدا تذكرة طائرة ذهابا وإيابا وتقريرا وافيا عن المستوى الحقيقي لهذا اللاعب الشاب الذي أعلن في تصريحات ل “الهداف” أنه ينتظر اليوم الذي يلعب فيه ل “الخضر”. اسم بوعزة حُذف في غياب الخيارات، زياية سيبعد وبزاز مصاب وإذا كان الواقع أن بن يمينة غير معني بالمعاينة وربما لا يوجد في حسابات المنتخب الوطني والأمر نفسه بالنسبة ل مصباح، فإن الأمر المحير أن قبل ضمان أي لاعبين جدد على مستوى الهجوم تم إقصاء المهاجم بوعزة عامر من قائمة المشاركين في المونديال رغم أنه أداءه كان مقبولا جدا في كأس إفريقيا فضلا عن أنه استغل الفرصة وسجل وهو ما لم يفعله مهاجمون آخرون مثل غزال، وفي ظل غياب الحلول يتساءل البعض أيضا عن سبب اتخاذ قرار بإبعاد بوعزة وقبله غيلاس في وقت لا توجد خيارات كثيرة، وبالإضافة إلى هذا فإنّ ما يزيد الحيرة هو أن اللاعب المبعد السابع الذي لمّح إليه سعدان قد يكون بنسبة كبيرة زياية، وهو ما يطرح التساؤل عما إذا كان “الخضر” سيتنقلون إلى جنوب إفريقيا ب 4 مهاجمين فقط ويتعلق الأمر ب غزال، صايفي، جبور ومطمور، في وقت معروف أن بزاز مصاب ولن يعود قبل المونديال. غزال لا يقدّم شيئا وسجّل 3 أهداف في 17 مقابلة مع “الخضر” وبالحديث عن الحلول المتبقية على مستوى خط الهجوم فإن غزال عبد القادر فقد بصفة شبه كلية ثقة المتتبعين بسبب عجزه عن الوصول إلى الشباك على الرغم من الفرص الكثيرة التي استفاد منها وثقة سعدان التامة فيه، كما أنه صام طيلة كأس إفريقيا عن التسجيل على الرغم من أنه لعب 6 مقابلات أساسيا، وحتى أرقامه مع المنتخب غير مشجعة منذ انضمامه في شهر نوفمبر 2008 بعد أن اكتفى بتسجيل 3 أهداف في 17 مقابلة شارك في معظمها أساسيا، ولم يظهر غزال في المباريات الأخيرة الشيء الكثير الذي من شأنه أن يقنع ملايين الجزائريين بأنه قادر على فعل شيء ما في كأس العالم. لم يسجل في 9 لقاءات متتالية ولم يوقّع أي هدف حاسم ولم تعد حجة اللعب دون كرة وإقلاق المدافعين تقنع أحدا في وقت أن كرة القدم هي أهداف وتسجيل الأهداف مهمة يضطلع بها المهاجمون بدرجة أولى وليس لاعبو الخط الخلفي، كما أنه لا فائدة من مهاجم عقيم وقد يكون منح الفرصة للاعبين آخرين أفضل من تجديدها في لاعب لم يسجل في 9 مقابلات متتالية مع المنتخب مثلما أكده المهاجم الدولي السابق غازي فريد (انظر التصريحات)، ويعود الهدف الأخير الذي وقعه غزال دوليا إلى مباراة رواندا يوم 11 أكتوبر من العام الماضي فيما سجل هدفا قبله يوم 7 جوان أمام مصر في مباراة انتهت بنتيجة (3-1) مع تسجيله هدفا في شباك البنين في 5 جويلية في مباراة ودية، وهو ما يعني أن غزال لم يصنع الفارق وحده في مباراة رسمية ولم يسجل حتى الآن أي هدف حاسم في مشواره مع “الخضر”. في “سيينا” ليس مهاجما صريحا وأكبر خطأ توظيفه مع “الخضر” في هذا المنصب ولم يتوقف صوم مهاجم سيينا الإيطالي مع المنتخب الوطني بل تعدى ذلك إلى فريقه حيث لم يسجل منذ قرابة 3 أشهر إذ يعود آخر هدف سجله مع فريقهم إلى شهر ديسمبر الماضي في شباك حارس منتخب سلوفينيا، وبلغة الأرقام فقد لعب غزال 21 مباراة مع فريقه 17 منها شارك فيها أساسيا فيما اكتفى بتسجيل ثنائية فقط طيلة 1497 دقيقة من اللعب، كما أن مدربه لا يوظفه على مستوى العمق الهجومي ويعتمد عليه خلف المهاجم ماكاروني وهو ما قد يطرح فرضية التوظيف الخاطئ لهذا اللاعب على مستوى المنتخب الوطني، كما أن الخطأ الأكبر هو إقحامه كمهاجم وحيد في خطة اللعب في وقت أنه غير متعود على العمق الهجومي ويفضل التحرك على الطرفين والقيام باسترجاع الكرة. كل الرهانات على جبور رغم أنه لا يكفي وحده وفي الوقت الذي علقت آمال عريضة على عودة جبور رفيق زهير لإنعاش الخط الأمامي ل “الخضر” فإن عدم الدفع به أساسيا من البداية وتوظيفه أمام صربيا في نصف ساعة فقط والمنتخب الوطني منهزم بثنائية نظيفة طرح أكثر من تساؤل خاصة أن الرهان كان كبيرا على لاعب “أيك أثينا” ولو أنه بمفرده لا يكفي، في وقت لابد من خيارات عديدة للذهاب بها إلى المونديال الذي يواجه فيه “الخضر” مدافعين من أعلى مستوى وخطوط دفاع منظمة سيكون من الصعب اختراقها في ظل المردود الهزيل للخط الأمامي ل “الخضر”، وحتى أيضا في ظل وجود لاعبي وسط الميدان الهجومي ل “الخضر” بعيدين عن مستواهم بسبب نقص اللياقة التنافسية. 9 أسابيع بحوزة سعدان للبحث عن مهاجمين ولم يعد يفصلنا عن نهاية البطولات الأوربية أكثر من 9 أسابيع لأن آخر بطولة ستنتهي يوم 15 ماي القادم حسب “الفيفا” وهو ما يعني أنه خلال هذه الفترة على مهاجمي المنتخب الوطني أن يفرضوا أنفسهم بشكل أكبر والحديث هنا عن صايفي، غزال، مطمور وجبور تحسبا لأن لا يتم تدعيم المنتخب بلاعبين آخرين وأيضا حتى لا يطرح نقص المنافسة أي مشكل، كما أن 9 أسابيع عن نهاية مختلف البطولات و10 أسابيع عن بداية التربص القادم ل “الخضر” تبقى في نظر كثيرين فرصة مواتية لمعاينة ما يمكن معاينته من مهاجمين على غرار بن يمينة، مصباح وحتى زياية إذا عاد إلى مستواه مع فريقه اتحاد جدة دون نسيان بوعزة الذي سبق أن صرح بأنه يريد أن يصعد مع فريقه “بلاك بول” ويشارك في كأس العالم حتى يقضي أجمل 6 أشهر في مسيرته، قبل أن تسقط تصريحات سعدان عليه مثل الصدمة. يذكر أن أحد المواقع المتخصصة أشار إلى مشاركات كل اللاعبين المحترفين الجزائريين في البطولات الأوربية وعددهم 14 لاعبا حيث لم يسجلوا خلالها سوى 16 هدفا في عشرات المباريات التي لعبوها رغم وجود العديد من المهاجمين في القائمة، وهي أرقام تؤكد أن المشكل أكبر مما نتصوّره. إنجلترا تملك سلاحا هجوميا فتاكا وسلوفينيا قوتها في ديديتش ونوفاكوفيتش بلغة الأرقام فإن الخط الأمامي بحاجة إلى تدعيم سريع كما أن الذهاب من دون أسلحة يبقى أكبر خطأ يمكن أن يرتكب في منافسة لا ترحم مثل كأس العالم التي يبقى مستواها عاليا جدا، كما أن وجود كرسي احتياط في المستوى مهم جدا بعيدا عن “السوسيال”، فالمنتخب الإنجليزي مثلا فاز على مصر بفضل كرسي الاحتياط الذي يملكه كابيلو، وبالحديث عن هذا الأخير فإنه يملك أسلحة فتاكة فإنجلترا هجوميا تملك القوة الضاربة واين روني بالإضافة إلى تنافس 4 لاعبين ليكونوا إلى جانبه ويتعلّق الأمر بكل من هيسكي، كراوش، كارتلون كول وجيرمون ديفو وربما أسماء أخرى، كما أن منافسنا في المباراة الأولى منتخب سلوفينيا نقطة قوته خط هجومه القوي وكانت مواقع إنجليزية قد حذّرت من زلاتكو ديديتش زميل عنتر يحيى في بوخوم الذي سجل هدف التأهل في شباك روسيا، بالإضافة إلى المحنك نوفاكوفيتش مهاجم فالانسيا صاحب 13 هدفا في 36 مقابلة. المشكل نفسه مطروح في أمريكا والشارع الجزائري قلق تقريبا المشكل الموجود في المنتخب الجزائري يؤرق برادلي مدرب منتخب أمريكا وحذرت منه صحافة بلاد العام سام كثيرا بعد الحادث المؤلم الذي تعرض له ديفيس وعدم تواجد أي لاعب في مستوى ثقة الجماهير ماعدا ألتيدور، حيث لم يجد برادلي عناصر بنفس إمكانات لاعبه الذي سيغيب عن المونديال واضطر للبحث في الدوري الأمريكي حيث يتنافس 4 لاعبين على إقناعه ويتعلق الأمر بكل من براين تشينغ، كوندور كايسي، روبي فيندلي وجيف كاننڤهام، وفي الوقت الذي تعالت أصوات الصحافة المتخصصة في أمريكا تطالب بالانتباه إلى هذه النقطة فإن الشارع الجزائري أكثر من مستغرب بسبب عدم اقتناع سعدان بمعاينة مهاجمين آخرين ومندهش لأن الأسماء التي تتداول حاليا هي أسماء لاعبين نملك في مناصبهم الكثير من البدائل، في وقت لا نملك مهاجمين أقوياء بشكل يثير مخاوف الجميع وحتى الأخصائيين يحذّرون من هذا الأمر قبل الذهاب إلى كأس العالم. ------------------------------ بلومي: “مشكلة الهجوم عالمية وأين هم المهاجمون الحقيقيون؟” “اعتقد أن مشكلة الهجوم عالمية، حيث لم يعد هناك لاعبون في العالم هدافون حقيقيون، في المنتخب الوطني الأمر واضح، وهو أن المدافعين هم من أهلوا المنتخب الوطني الى كأس العالم، خاصة لما نستعرض التصفيات مقابلة بمقابلة، المشكل بيّن، لكني لا أعتقد أن هناك مهاجما كبيرا بخله المدرب سعدان وحرمه من الاستدعاء، أين هم المهاجمون القادرون على تدعيم المنتخب الوطني ؟ وبالإضافة الى هذا فإن تركيبة المنتخب وتشكله من لاعبين محترفين بنسبة 95 بالمائة يجعل من الصعب جدا تجميعهم وخلق الانسجام بينهم، سيكتفون في أفضل الحالات بتحضيرات مدتها أسبوعين قبل كأس العالم، وهي فترة غير كافية في رأيي لإيجاد المهاجم الحقيقي الذي نعتمد عليه، لا أريد أن انتقد أو أسمّي أحدا، لكن أقول أن المشكل عالمي، وهناك حلول في يد سعدان قادر على توظيفها في كأس العالم، كما أن امتلاكنا خط دفاع لاعبوه يسجلون الأهداف نقطة امتياز بالنسبة لنا بخلاف الكثير من المنتخبات الأخرى”. بسكري: “خطنا الأمامي محدود وعلى سعدان أن يعاين مهاجمين جددًا“ “اعتقد أننا نملك خط هجوم محدود بدليل أنه لم يسجل الكثير من الأهداف خاصة في المباريات الأخيرة، وبالحديث عن غزال، اعتقد انه يحتاج الى مهاجمين فعالين يلعبون الى جانبه، فدوره لا اعتقد أنه بالضرورة هو تسجيل الأهداف، لو كان هناك بديل لهذا اللاعب فكنت سأقول أنه نال أكثر من فرصته لكن أين هو البديل، اعتقد أن التدعيم بمهاجمين آخرين وتوسيع سعدان اهتماماته ومعاينة عناصر جديدة بات أكثر من ضرورة لأننا في حاجة صريحة وماسة الى مهاجمين، ليس مهاجمين وحسب ولكن هدافين”. لطرش: “أتمنى أن يستدعي سعدان جاليت، غزالي وحاج عيسى” “مشكل الهجوم عالمي، ويرجع عندنا الى غياب التكوين على مستوى الفئات الشبانية، يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر في العمل القاعدي لاسيما على مستوى المناصب التي نشكو فيها من نقص حقيقي، يجب أن يكون هناك أيضا تشاور بين مدرب المنتخب الوطني ومدربي النخبة، حتى نعرف عن المناصب التي تنقصه، من أجل الدفع ببعض اللاعبين، ومساعدتهم في التألق، وبالتالي مساعدة المنتخب، أتمنى أن يستدعي سعدان المهاجمين جاليت وغزالي حتى وإن لم يفعلا شيئا في كأس العالم، فذلك من أجل اكتساب الخبرة، لأن الكرة الأرضية لن تتوقف عند كأس العالم، كما أتمنى أن يستدعي لاعبين آخرين مثل حاج عيسى ومفتاح، هذا الأخير اعتبره أفضل ظهير أيمن في الجزائر، أما عن سبب عدم تفكير سعدان في مهاجمين جدد، فأعتقد أن القائمة التي تتداولها الصحافة هي قائمة أولية ومن يقول أنه لا يضع مهاجمين في ذهنه ؟؟ غزال لاعب كبير لا يمكن أن نقول أنه ضحية خطة سعدان، لأن هذا الأخير هو ضحية أيضا بسبب غياب الخيارات والبدائل، غزال يقوم بأشياء كثيرة على الصعيد الدفاعي، ما يستنزف قوته، من المفروض أن تصله كرات كثيرة على الظهيرين لكنها لا تصل، لا انتظر الشيء الكثير في كأس العالم، لكن بعد 3 سنوات، يمكن أن نكون أسياد إفريقيا”. قاسي السعيد كمال: “عيب الطريقة التي حكمنا بها على زياية وعلى سعدان أن يحسن اختيار المهاجمين” “هجومنا عقيم، حسابيا في 6 مقابلات في كأس إفريقيا سجلنا 4 أهداف، هذا معدل جد ضعيف، وهو ما أرجعه إلى غياب مهاجمين أقوياء، لهم روح المسؤولية والمبادرة، يتمتعون بالجرأة في اختراق دفاعات المنافس، على المدرب الوطني أن يكون دقيقا في اختيار المهاجمين الذين يشاركون في كأس العالم، لأن المشاركة في هذا المحفل الدولي تتطلب السفر بأحسن 23 عنصرًا من الذين تتوفر فيهم صفات خاصة تتناسب مع قيمة هذه المنافسة العالمية، التدعيم يجب أن يكون عن طريق تتبع مشوار اللاعبين طيلة مشوارهم، وليس الاكتفاء بما يقدمونه في مباراة واحدة، أظن أن زياية لم يأخذ الفرصة المناسبة، كما أنه من العيب الطريقة التي حكمنا بها عليه، في ربع ساعة لعبها أمام مالاوي رغم أنه تحرك وخلق فرصتين للتسجيل، بخصوص غزال لا أتمنى أن نقسو عليه، لكن أؤكد أنه يجب إعادة النظر في تركيبة الخط الأمامي”.