تواصل العقم الهجومي لمنتخبنا الذي بنظرة بسيطة على مشواره نجد أنه لم يسجل أي هدف في المواجهات الأربع الأخيرة ضد كل من مصر، نيجيريا، صربيا وأول أمس ضد إيرلندا، وهو أمر يزيد من المخاوف خاصة وأن المونديال أصبح على بعد أيام قلائل الخبرة حسمت نتيجة المباراة يمكن اعتبار الهزيمة أمام إيرلندا منطقية عندما نعلم أن أغلب عناصر المنتخب الجزائري تحمل الفانلة الوطنية لأول مرة، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يشفع لسعدان، لأن نقص تجربة لاعبيه تقابلها الخبرة الكبيرة لعناصر المنتخب المحلي بقيادة العجوز الماكر روبي كين الذي عرف كيف يعبد طريق الفوز لمنتخب بلاده الذي كان الأكثر ظلما في التصفيات المؤدية للمونديال الإفريقي. 388 دقيقة من العقم الهجومي ما يثير المخاوف هو أن منتخبنا عجز عن هز شباك منافسيه للمباراة الرابعة على التوالي. وبعملية حسابية بسيطة نجد أن آخر هدف أسعدنا به "الخضر" كان في مرمى فيلة كوت ديفوار في مباراة الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا الأخيرة في الدقيقة 92 من المباراة التي حسمت بعد الوقت الإضافي. وبزيادة المواجهات الأربع التي تلتها ضد كل من الفراعنة، نيجيريا، صربيا وإيرلندا نجد أن الهجوم كان الحاضر الغائب لأسباب كثيرة. أين خط الوسط...؟ أهم سبب للعقم الهجومي الذي أصاب "الخضر" لا ينحصر في الخط الأمامي فحسب، بل في خط الوسط الذي لم يعد يؤدي دوره منذ مدة. فما شاهدناه أول أمس دليل جديد على ذلك، حيث كانت الكرات الطويلة هي سيدة الموقف وتنتقل مباشرة من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما سهل مهمة المنتخب الإيرلندي الذي لعب وفاز علينا بأقل جهد. لا مكانة لمنصوري مع الأساسيين وإذا أردنا تحليل سبب تراخي خط الوسط، فنجد أن تواجد منصوري حاجز وليس حافزا للمنتخب، لكون كل كراته يعود بها إلى الخلف، وإذا حاول تمريرها إلى الأمام تكون للخصم. كما أنه أعاق لحسن، وهذا ما سمح لخط وسط المنافس بالاستحواذ بسهولة على غرفة العمليات وشن الهجمات وإحراز الأهداف، وعليه فسعدان مطالب بالعمل بوصية المدرب الفرنسي "غي رو" الذي في تحليله للمنتخب الجزائري اعتبر منصوري نقطة ضعف حقيقية ولا مكانة له مع الأساسيين. غزال نال أكثر من حقه دون قيامه بواجبه اللاعب الثاني المثير للجدل في المنتخب الوطني هو المهاجم عبد القادر غزال، الذي منحه سعدان الفرصة أكثر من غيره لكن دون جدوى. وإذا تحدثنا بلغة الإحصائيات سنجد أنه لعب 16 مباراة دولية وطيلة هذه الفترة لم يتمكن من إحراز سوى هدفين. فهذا أمر يعني عدم فاعلية هذا المهاجم وكان على سعدان البحث عن بديل له عله يخلص الجمهور الجزائري من توتر الأعصاب... أين هي تعليمات لاكارن يا صايفي؟ ضرب رفيق صايفي عرض الحائط بالتعليمات التي من المفروض أنه تلقاها من الحكم الدولي السابق بلعيد لاكارن الذي تنقل إلى سويسرا خصيصا لتلقين اللاعبين دروسا في كيفية التعامل مع الحكام. لكن فيما يبدو فإن صايفي الذي ابتسمت له الأقدار ووضعته في كأس العالم مطالب بالتحكم في أعصابه أكثر والاهتمام بخطف أضواء الكاميرات بإحراز الأهداف وليس بالاحتجاج غير المبرر على الحكم. ڤديورة أبهر رغم تغيير منصبه ولأن الأمور الإيجابية كانت حاضرة أيضا، فيمكن القول أن اللاعب عدلان ڤديورة كان اكتشاف المباراة، بعد أن أبهر الجميع بمستواه الراقي ولياقته البدنية العالية، رغم أنه لعب في منصب غير متعود عليه، لكونه ينشط في وسط الميدان. لكن الإصابات التي عصفت بمنتخبنا حتمت عليه اللعب كظهير أيمن، وقد وفق في ذلك، وأكثر من ذلك فقد جانب التسجيل برأسيته القوية التي ردتها العارضة الأفقية. بقية الجدد من الصعب الحكم عليهم إذا كان ڤديورة قد خطف الأضواء، فإن بقية الجدد كان مستواهم عاديا جدا خاصة بلعيد، قادير وبودبوز، فيما كان جمال مصباح أكثر توفيقا، ويمكن القول أنه من الصعب جدا الحكم على هؤلاء من مباراة واحدة، والمستقبل سيوضح العديد من الأمور. شاوشي بارع لكن... ما يزال الحارس شاوشي يتعامل بعقلية الهاوي مع المحترفين، فسوء تقدير منه كلفه هدفا ثانيا من روبي كين. ومثل هذه الأخطاء غير مسموح بها، خاصة إذا ما علمنا أن ابن برج منايل له إمكانيات كبيرة لكنها لم تستغل كلها. ومع قدوم مبولحي فهو مطالب بالحزم أكثر وإلا فسيدفع الثمن غاليا. 11 هدفا في 4 مواجهات النقطة السوداء في مشوار منتخبنا هي تلقيه أهدافا بطريقة أقل ما يقال عنها أنها ساذجة جدا. وعندما نعلم أننا تلقينا 11 هدفا في الأربع مواجهات الأخيرة فهذا أمر يدعونا لمراجعة أنفسنا، لأنه لا يوجد من هو متأكد مئة بالمئة من أن عنتر أو بوڤرة سيلعبان المونديال...؟ سعدان غامر باعتماده على 3 مهاجمين فقط وبالنظر للتعداد الذي سيرسله مسؤولو "الخضر؛ إلى الفيفا، فيمكن القول أن المدرب الوطني قد غامر باستدعائه لثلاثة مهاجمين لا أكثر، خاصة إذا علمنا أن غزال وصايفي ما يزالا في رحلة البحث عن الذات، بينما قد نعذر جبور لكونه لعب مصابا وغاب مدة طويلة عن "الخضر". الأمور تزداد صعوبة مع اقتراب المونديال أسبوعان بالضبط يفصلان المنتخب الجزائري عن أول ظهور له في مونديال بلاد مانديلا. وخلال هذه الفترة القصيرة، هناك مشاكل تنتظر الحلول حتى تكون مشاركة "الخضر" في مستوى تطلعات الجمهور العريض، وتقطع ألسنة أعداء الجزائر الذين يتمنون لنا مشاركة كما فعلوا هم في المونديال ولم لا الأسوأ لفتح باب الانتقادات واسعة.