انتهى مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 2010 أمسية الأربعاء الفارط ومعه خابت آمال 35 مليون جزائري في رؤية “الخضر“ يتأهلون لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم في “المونديال“ إلى الدور الثاني، الذي كان بمقدورهم بلوغه بالنظر إلى الأداء الذي قدّمته عناصرنا الوطنية في لقاءاتها الثلاثة التي خاضتها أمام سلوفينيا، إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية. “الهدّاف” ارتأت القيام بحصيلة للمشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا بإيجابياتها وسلبياتها، مستندة إلى مجموعة من الأرقام وبعض المعطيات التي رافقت مشوار أشبال المدرب سعدان. “الخضر“ كانوا بعيدين عن حصيلة 1982 وعادلوا “مونديال“ 1986 المنتخب الوطني الذي أنهى مشواره في “مونديال“ جنوب إفريقيا بنقطة واحد فقط كسبها من تعادل أمام إنجلترا وهزيمتين أمام سلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية بعد تلقيه لهدف في الدقائق الأخيرة من اللقاءين، يجعلنا نؤكد بلغة الأرقام أن حصيلة الجزائر في هذا “المونديال“ كانت الأسوأ في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، وهي معادلة للحصيلة التي قام بها في “مونديال“ المكسيك 1986، في وقت أنها بعيدة جدا عما حققه منتخب 82 بجيله الذهبي في “مونديال“ إسبانيا أين تمكن من تحقيق فوزين أمام ألمانيا والتشيلي مقابل هزيمة أمام النمسا. إنجلترا لقاء مرجعي وجب التركيز عليه مستقبلا وبشهادة كامل أهل الاختصاص، فإن النقطة الإيجابية الكبيرة في مشوار “الخضر“ في “مونديال“ جنوب إفريقيا كانت المباراة الرائعة التي خاضها زملاء يبدة أمام المنتخب الإنجليزي المدعوم بأكبر النجوم العالميين في صورة روني، لامبارد، تيري، جيرارد وغيرهم...، وهي المباراة التي اعتبرها كل المتتبعين والفنيين كلقاء مرجعي وجب التركيز عليه مستقبلا بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي قدّم يومها مردودا متكاملا وكبيرا سواء من الناحية الفنية، التكتيكية أو البدنية وخاصة من جانب الروح الجماعية التي كانت بين اللاعبين ورغبتهم الجامحة في التغلب على منتخب يبقى من المرشّحين الأوائل للتتويج بكأس العالم. عقم الهجوم وطرد غزال وعنتر يحيى النقطة السوداء وإذا كان أداء “الخضر“ مقبولا جدا في “مونديال“ جنوب إفريقيا خاصة أمام إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن ذلك وجب أن لا يحجب الحصيلة الكارثية لخط هجومنا الذي عجز عن تسجيل أي هدف حتى لحفظ ماء الوجه، وهو الأمر الذي لم يسبق أن حصل في مشاركة الجزائر السابقتين أين سجلت على الأقل هدفا في كل دورة، كما وجب التأكيد كذلك أن المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا تعرض لطرد اثنين من لاعبيه ويتعلق الأمر ب غزال وعنتر يحيى (هذا الأخير لم يستحق أن يطرد)، وهو الأمر الذي لم يحدث في دورتي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986. سعدان استعمل 18 لاعبا من بينهم حارسي مرمى وبخصوص التعداد الذي شارك في دورة جنوب إفريقيا، فإننا نجد أن المدرب سعدان ومن أصل 23 لاعبا كانوا تحت تصرّفه، أشرك 18 لاعبا من بينهم حارسين للمرمى ويتعلق الأمر ب شاوشي الذي لعب لقاء سلوفينيا قبل أن يخلفه مبولحي بامتياز أمام إنجلترا وأمريكا، وهو ما يؤكد أن كل اللاعبين الذين استدعوا للمشاركة في “المونديال“ لعبوا على الأقل دقيقة عدا 5 لاعبين، ويتعلق الأمر بكل من ڤاواوي، بلعيد، مجاني، العيفاوي والقائد السابق منصوري. بلحاج، عنتر يحيى، حليش، لحسن وبوڤرة لم يضيّعوا دقيقة وكان بلحاج، عنتر يحي، حليش، لحسن وبوڤرة الأكثر مشاركة من المنتخب الجزائري في كأس العالم بلعبهم 3 لقاءات كاملة بمجموع 270 دقيقة، حيث أنهم لم يضيّعوا أي دقيقة في جميع المواجهات التي خاضها المنتخب الوطني بما في ذلك عنتر يحي الذي طرد في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية في الوقت بدل الضائع من اللقاء، ليكونوا بذلك الأكثر تشريفا للجزائر في هذا “المونديال“، ويؤكدوا أيضا منصبهم ركيزة أساسية في التشكيلة لا يمكن للمدرب سعدان أن يفرط فيها. يذكر أن 4 لاعبين (بوڤرة، بلحاج، عنتر يحيى وحليش) شاركوا تقريبا في جميع اللقاءات التصفوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ما يؤكد أن المدرب سعدان لم تتزعزع تماما ثقته في اللاعبين الذين ساهموا في صحوة الكرة الجزائرية مؤخرا. المحليون أكبر الخاسرين من “المونديال“ وبدا أكبر الخاسرين من هذا “المونديال“ هم اللاعبون المحليون، حيث أنه زيادة على تواجد 3 لاعبين فقط في قائمة ال 23 الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا، فإن الطاقم الفني لم يضع ثقته إلا في الحارس شاوشي في لقاء سلوفينيا قبل أن يقرّر الاستغناء عنه بعدها بعد أن ارتكب خطأ فادحا في مباراة سلوفينيا جاء منه الهدف الوحيد من اللقاء، ولم يشرك الثنائي المحلي الآخر ڤاواوي - العيفاوي في أيّ دقيقة طيلة اللقاءات الثلاثة، ليتأكد مرّة أخرى الضعف الكبير لبطولتنا التي لم تعد قادرة على إنجاب لاعبين يمكن الاعتماد عليهم في المستوى العالي. غياب مغني وزياية كان واضحا ومن خلال الأداء المقدّم من قبل المنتخب الوطني في “مونديال“ جنوب إفريقيا، فإنه بدا واضحا أن غياب مغني وزياية كان واضحا، حيث اعتبر الجميع أن هذا الثنائي كان قادرا على حلّ العقم الهجومي الكبير. فمغني الذي لم يشارك بسبب الإصابة كان يمكن له بفنياته الكبيرة أن يقدّم حلولا كثيرة للمهاجمين من خلال تمريراته السحرية التي لا يعرف سرّها إلاّ هو، في وقت أن زياية الذي كان في الموسم الأخير من أحسن الهدّافين على المستوى العالمي كان يمكن أن تكون لفعاليته أمام المرمى دور إيجابي لقيادة “الخضر“ إلى تسجيل نتائج أفضل من التي تم تسجيلها.