استأنفت مولودية الجزائر التدريبات عشية أمس بغابة بوشاوي ودخل اللاعبون مباشرة في أجواء المباراة التي تنتظرهم الجمعة القادم بملعب الشهيد بومزراق بالشلف أمام شباب عين مران.. ورغم أن المنافس مجهول وليس من قيمة وتاريخ فريق اسمه مولودية الجزائر إلا أن مفاجآت الكأس التي راح ضحيتها “العميد” منذ موسمين جعلت المسيرين والطاقم الفني يهتمون كثيرا بهذه المواجهة ويطالبون اللاعبين بضرورة اللعب بكل جدية وبنفس الروح والعزيمة التي واجهوا بها وفاق سطيف حتى يتفادوا أي مفاجأة غير سارة، خاصة وأن المسيرين الذين يعولون كثيرا على الذهاب إلى أبعد دور ممكن في منافسة السيدة الكأس لن يرضوا بأن تتوقف مسيرتهم الرائعة على يد فريق مغمور، هذه الرسالة فهمها اللاعبون جيدا حيث لا يفكرون حاليا إلا في الفوز بنتيجة عريضة حتى يواجهوا شبيبة القبائل يوم 23 فيفري المقبل بمعنويات عالية في المباراة المتأخرة من جولة أمس. وكان المسير عمر غريب قد تحدث مع اللاعبين فردى وجماعة عشية تنقلهم إلى مقر الفريق للحصول على المنح التي كانوا يدينون بها قبل العطلة القصيرة التي استفادوا منها، حيث طالبهم بنسيان ما فعله بهم الحكم الدولي محمد بنوزة أمام سطيف والدخول في أجواء مباراة الكأس أمام عين مران، كما حذرهم من مغبة السقوط في فخ الغرور واستصغار المنافس الذي سيلعب دون عقدة وسيدخل لاعبوه أرضية الميدان بهدف البروز والتألق ولفت الأنظار في مباراة العمر، كما حذر المسيرون لاعبيهم من التفكير في المباراة المتأخرة أمام شبيبة القبائل والتي ينتظرها هؤلاء على أحر من الجمر قبل مباراة الكأس، حيث طالبوهم بضرورة التعامل مع المباريات دون تسبيق مباراة عن أخرى. “براتشي” لن يغامر وسيلعب بالفريق الأول وما يؤكد فعلا أن المولودية لن تستصغر عين مران، هو ما أسر به المدرب “براتشي” لمقربيه قبل سفره إلى فرنسا، لما أكد أنه سيحترم المنافس وسيلعب بالفريق الأول، كما أكد أن التغييرات التي من المحتمل أن يجريها على التشكيلة التي واجهت سطيف ستكون حتمية وتمليها عليه المعطيات الظرفية التي يمر بها المنافس، حيث من المنتظر أن يعود وامان إلى المرمى من أجل تعويض زماموش المعاقب، وسيجرب لأول مرة الثنائي مغربي - حركات في المحور، كما سيعود بدبودة أساسيا لتعويض القائد بابوش المعاقب آليا بعد تلقيه الإنذار الثالث في مباراة سطيف، والأكيد أن مجرد دخول “العميد” بالفريق الأول سيربك المنافس وسيجعله يلعب وهو متخوف ودون أن يفكر في أخذ المبادرة. اللاعبون يستحضرون كابوس الونزة لتكرار سيناريو عين الذهب وقد جاءت مباراة الكأس التي سيخوضها “العميد” هذا الجمعة أمام عين مران ليستعيد اللاعبون ذكريات مباريات الكأس التي تحبها المولودية كثيرا وخاصة أمام الفرق الصغيرة، كما كان عليه الحال في الدور السابق أمام شبيبة تيارت التي أسالت العرق البارد لزملاء بصغير، وقبلها كابوس الونزة التي دخلت التاريخ على ظهر المولودية بعد أن فازت عليها منذ موسمين وأقصتها في الدور السادس عشر بملعب قسنطينة، هذا ما جعل بومشرة ورفاقه يأخذون احتياطاتهم الموسم المنصرم ولا يتساهلون مع فريق عين الذهب لما فازوا عليه بتسعة أهداف كاملة، وهو السيناريو الذي سيسعى لاعبو “العميد” لتكراره هذا الجمعة أمام عين مران. الفوز بنتيجة عريضة سيرفع المعنويات قبل “كلاسيكو” القبائل ينوي لاعبو مولودية الجزائر أن يضربوا عصفورين بحجر واحد في مباراة عين مران، فإذا كان الفوز يعني خطو خطوة جديدة من مخطط الوصول إلى النهائي ومعانقة السيدة الكأس من جديد، فإن الفوز بنتيجة عريضة ورغم ضعف المنافس سيعيد الثقة إلى اللاعبين وسيرفع معنوياتهم كثيرا قبل المباراة الهامة والكبيرة التي تنتظرهم يوم 23 فيفري المقبل أمام شبيبة القبائل، وهي المباراة التي يعول عليها الأنصار كثيرا من أجل رفع التحدي والعودة من ملعب أول نوفمبر بالنقاط الثلاث من أجل الحفاظ على مركزهم الريادي وخطو خطوة للفوز باللقب في نهاية المطاف. ------------------------------------------------- “الهدّاف“ جست نبضهم أمس... قدماء اللاعبين يؤكّدون أن المولودية قادرة على الفوز بالبطولة هذا العام قبل بداية الموسم الكروي الحالي، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن مولودية الجزائر ستفوز باللقب الشتوي وتحافظ على مركزها الريادي بعد مرور عشرين جولة كاملة، ما دام أن المسيّرين غيّروا سياستهم تماما هذا الموسم وأعطوا الأولوية لشبان الفريق وحتى المستقدمين الجدد لا يزيد معدل سنهم عن 24 سنة فقط، وبما أن ساعة الحقيقية قد اقتربت والبطولة قد دخلت أخطر منعرجاتها على الإطلاق فقد أبت “الهدّاف“ إلا أن تجس نبض قدماء لاعبي المولودية الذين يعرفون خبايا البيت العاصمي جيدا من أجل قياس درجة تفاؤلهم بمحافظة زملاء القائد بابوش على مركزهم الريادي إلى غاية آخر جولة، ومن ثم معانقة تاج البطولة الذي غاب عن خزينة العميد منذ حوالي 20 سنة كاملة، أم أن وجود المولودية في الريادة سيكون مؤقتا وسيكون لقب البطولة محصورا كما تعوّد عليه المتتبعون في السنوات الأخيرة بين وفاق سطيف وشبيبة القبائل. زنير: “الجيل الحالي غيّر صورة المولودية وهذا أهم من اللقب” وكان أول من اتصلنا به اللاعب السابق وصخرة دفاع العميد في سنوات السبعينيات عبد الوهاب زنير الذي مازال قريبا من الفريق وأكد تعلقه باللونين الأخضر والأحمر، حيث تجده دائما بملعب 5 جويلية ولا يبخل عن المسيّرين بنصائحه وملاحظاته، حيث بدا زنير في قمة السعادة بنتائج المولودية الحالية التي فاقت كل التوقعات وأكد أن هذه النتائج هي ثمرة السياسة الجديدة للمسيّرين الذين تخلوا عن جلب النجوم وأصبحوا يهتمون بأبناء مدرسة العميد، وعلق زنير على نتائج المولودية قائلا : “أدرك جيدا أن نتائج المولودية هذا الموسم قد فاجأت الكثيرين وأنا أعتقد أن سياسة المسيّرين واختفاء المعارضة التي تركت جماعة عمروس، لها دور كبير في المرتبة التي تحتلها المولودية، فريقنا شاب ولا يجب أن نضغط عليه ونطالبه باللقب حتى نحمّله ما لا طاقة له به، أنا أشكر اللاعبين كثيرا لأنهم غيّروا صورة المولودية بعدما كنا نعاني دائما حتى في ضمان البقاء، وأعتقد أن هذا أهم من اللقب”. “الميدان أقوى من الكواليس ويجب أن يلعبوا حظوظهم إلى آخر جولة” وفي سؤال آخر عما إذا كان زنير يؤمن بأن المولودية قادرة على المحافظة على مركزها الريادي حتى الجولة الأخيرة بعدما بدأت رائحة الكواليس تفوح في الجولات الماضية، وخاصة بعد الذي حدث للعميد مع الحكم بنوزة في آخر جولة رد زنير قائلا : “صحيح أن الكولسة تفعل فعلتها كل موسم في بطولتنا وتلعب دورا كبيرا لتحديد هوية البطل، لكنني لا أطلب من لاعبينا أن يفكّروا بهذه العقلية وهم صغار، بل أنصحهم بأن يلعبوا كرة القدم الحديثة ويمتعوا أنفسهم والأنصار وأؤكد لهم أن الميدان أقوى من الكواليس، ولما تؤدي مباراة كبيرة وتسيطر على مجرياتها فإن المنافس لن يفعل شيئا حتى لو كان الحكم إلى صفه، أنا شخصيًا أشعر أن هذا هو موسم العميد والبطولة تريدنا لكن إذا لم يكن لنا فيها نصيب فسأكون سعيدا وأهنّئ اللاعبين على المردود الطيب الذي يقدمونه منذ بداية البطولة”. بلومي: “نتائج المولودية هذا الموسم تؤكد أنها فريق تاع بطولة” وكان أحد صانعي ملحمة خيخون قد خاض تجربة قصيرة مع مولودية الجزائر في بداية الثمانينيات ولديه فكرة واسعة عن بيت العميد لذلك أبينا إلا أن نتصل به ونسأله عن مولودية هذا الموسم ومدى قدرة التشكيلة الحالية على الذهاب بعيدا وتكرار ما فعله جيل رحموني، دوب، وصايفي في موسم (98- 99) لمّا فازوا بلقب البطولة. فصرّح نجم الكرة الجزائرية السابق قائلا : “بصراحة المولودية تغيرت كثيرا هذا الموسم ونتائجها تتحدث وحدها عن هذا الفريق، لقد شاهدت بعض مبارياتها خلف شاشة التلفزيون وأعجبت كثيرا بأداء لاعبيها الذين يلعبون بحرارة كبيرة ويصنعون الفارق دائما بفضل رغبتهم الكبيرة في الفوز، لذلك أعتقد أن الفريق الذي يكتسب لاعبوه ثقافة الفوز في المباريات يكتسبون أيضا رغبة التتويج بالبطولة، وأنا واثق أن المولودية ستواصل مسيرتها الإيجابية حتى نهاية البطولة”. “هذه هي مكانة المولودية الحقيقية ونتيجة وضع الثقة في أبناء الفريق” وفي سؤال آخر وجهناه للخضر بلومي عن السر – حسب رأيه – في نتائج المولودية هذا الموسم فرد ابن معسكر دائما : “من المفترض أن نتائج المولودية هذا الموسم لن تكون مفاجئة لأن هذه هي المكانة الحقيقية لفريق بقيمة وعراقة وشعبية مولودية الجزائر، لكن مشاكل التسيير وتكالب المسيّرين الدائم على سدة الرئاسة هي سبب الوضعية المعقدة والمشاكل الدائمة التي يتخبط فيها الفريق، هذا الفريق لديه أبناءه وخاصة جيل 76 ولو يتركوا المجال أمامه فإن المولودية لن تعاني مستقبلا وستلعب الأدوار الأولى في كل موسم“. دوب: “الجيل الحالي يذكّرني بجيل 99 و75 بالمائة الشمبيونا لينا” انقطعت أخبار المهاجم السابق لمولودية الجزائر فضيل دوب تماما في الآونة الأخيرة، لكن لا أحد من عشاق النادي العاصمي يستطيع أن ينسى ما فعله “كبسولة” (98-99) لمّا كان أحد أبطال الجزائر مع العميد وملحمة زبانة رفقة صايفي، رحموني والبقية. دوب مازال يعشق المولودية حتى النخاع ويتابع مبارياتها وأخبارها باهتمام بالغ، هذا ما اكتشفناه عند اتصالنا به أمس لنسأله ما إذا كان في صف من يؤمن بقدرة المولودية على الفوز بلقب البطولة هذا الموسم أم العكس، فرد قائلا : “بصراحة المولودية لديها سنوات عديدة لم تكسب فريقا بنفس الروح والمهارات الفردية كفريق هذا الموسم، بصراحة إنه يذكرني بجيلنا الذي أهدى المولودية لقب البطولة، أطلب فقط أن يبعدوا اللاعبين عن الضغط ويتركوا المسيّرين والمدرب يعملون في هدوء، وإذا واصل اللاعبون خوض المباريات بنفس القوة والعزيمة فصدقني أن لقب البطولة سيكون بنسبة 75 بالمائة أو أكثر من نصيب المولودية”. “مقداد مايسترو وبوشامة هو المستقبل يا سعدان” ولم يخف دوب إعجابه الشديد بمستوى بعض لاعبي العميد الذين سطع نجمهم هذا الموسم، وأكد أنهم يعدون بمستوى كبير وخاصة الثنائي بوشامة ومقداد، حيث قال عنهما : “بصراحة مقداد لاعب كبير ويملك مؤهلات فنية وبدنية كبيرة جدا، ولو أنه مازال لم يتأقلم مع الفريق جيدا ويظهر جليا نقص المنافسة لديه، إنه يذكرني ببن علي ومتأكد أنه سيكون أفضل بعدما يتأقلم جيدا ويكسب العديد من المباريات في رجليه، أما بوشامة فهو لاعب ظاهرة ويملك مؤهلات فنية وبدنية كبيرة وأمامه مستقبل كبير ولو كنت مكان المدرب الوطني رابح سعدان لاستدعيته من الآن حتى يحتك بلاعبين كبار ويكون خير خلف لخير سلف بعد المونديال”. -------------------------- زماموش، دراڤ، بابوش، بوڤش وبوشامة مع المنتخب منذ أمس عرفت حصة الاستئناف التي أجرتها مولودية الجزائر أمس ببوشاوي غياب خمسة لاعبين أساسيين وهم: زماموش، دراڤ، بابوش، بوڤش، بوشامة، الذين التحقوا بتربص المنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي يحضر للمباراة التصفوية التي تنتظره مطلع شهر مارس أمام نظيره الليبي. وسيدوم التربص إلى غاية يوم الأربعاء القادم وهو ما يعني أن الثلاثي دراڤ - بوشامة - بوڤش سيتنقل مع الفريق إلى الشلف فيما سيكون الثنائي بابوش - زماموش معفيا بسبب العقوبة.