أبدى المدرب الوطني السابق ونجم الجزائر في سنوات الثمانينيات رابح ماجر في حصة “بعيون العربية” سهرة أول أمس افتخاره بالمشوار الذي قدمه المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم أفريقيا، وقال إن الجزائر لعبت وقدّمت وكشفت عن وجه كبير يعكس أنها تستحق التأهل إلى المونديال وتشريف العرب في جنوب أفريقيا، كما وقف ماجر على نقاط ضعف المنتخب وراح يذكرها بالتفصيل لعل الناخب الوطني رابح سعدان يراجعها قبل المونديال. “الجزائر لا تستحي بما قدمته“ أول ما ذكره ماجر في تقييمه لمشوار “الخضر” هو تنويهه بالمجهودات الكبيرة التي بذلها أشبال سعدان في الدورة، حيث قال: “كل مواطن جزائري ومحب للمنتخب يفتخر بلاعبيه لأنه ليس من السهل على أي منتخب كان أن ينهزم أمام منتخب مغمور مثل مالاوي بثلاثية في المباراة الأولى ويصل في النهاية إلى احتلال المركز الرابع، وهذا في حد ذاته يعد فخرا لنا كجزائريين ويجعلنا لا نستحي أبدا بما حققه منتخبنا في أنغولا“. “شرف كبير أن نكون ضمن الأوائل في أفريقيا“ واصل صاحب العقب الذهبي في رابطة أبطال أوروبا مع “بورتو” إشادته ب “الخضر” وقال: “يكفي الجزائر شرفا أن تنهي البطولة في المركز الرابع الذي يعد في نظري أكبر هدية يقدمها المنتخب للجزائريين، لاسيما لما ننظر إلى الأشهر القليلة التي تكوّن فيها المنتخب وننظر أيضا إلى اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تمثل لغالبيتهم المرة الأولى التي يعرفون فيها أدغال أفريقيا وكواليسها وحرارتها التي لا تطاق، كما أن الوصول كما قلت للمرتبة الرابعة وإنهاء البطولة في هذا المركز يعني أننا أبطال“. “العودة إلى الدور نصف النهائي بعد 20 سنة ليست بالأمر الهيّن“ وقال ماجر بخصوص الدور نصف النهائي الذي بلغه المنتخب: “لا يمكن بأي حال نسيان أن الجزائر لم تبلغ الدور نصف النهائي منذ عشرين سنة وهذا ليس بالأمر الهين، خاصة أن الجزائر قابلت منتخبا كبيرا مثل منتخب مالي بنجومه وأرمادته اللامعة من الأسماء وتغلّبت عليه بعد نكسة مالاوي، يضاف إليه منتخب البلد المنظم أنغولا الذي فرضنا عليه التعادل وختمناها بدحر فيلة كوت ديفوار بترسانتها الكبيرة من الأسماء، وهذا يؤكد أن نصف النهائي لم يكن بالأمر السهل على المنتخب الوطني“. “هناك نقائص يجب على سعدان مراجعتها“ وانتقل رابح ماجر بعد ذلك إلى ذكر النقائص التي لاحظها على المنتخب في النهائيات وقال: “حينما نتحدث عن ما بلغه المنتخب من مستوى فهذا لا يعني أنه لا يعاني من نقائص بل هناك نقائص ويجب ذكرها وضبطها، ويأتي في مقدمتها الخط الهجومي الذي جعلنا نكتفي بتسجيل هدفين فقط من مطمور وبوعزة في حين أنّ الهدفين الآخرين سجلهما مدافعان، لهذا لابد من إعادة النظر في الخط الأمامي ودراسته بشكل جيد، أما خطي الوسط والدفاع فالحمد لله لدينا لاعبون كبار وأصحاب مستوى عال، وتبقى قضية البدلاء التي يجب أن نفكّر فيها أيضا“. “تسجيل أربعة أهداف، إثنين منها من مدافعين شيء قليل“ كما ركز ماجر خلال حديثه على خط الهجوم حينما قال: “عندما ترى أن لديك لاعبين ينشطون في أكبر البطولات الأوروبية من إيطاليا إلى ألمانيا مرورا بإنجلترا وترى أننا لم نسجل سوى هدفين فهذا يدعوا للاستغراب طالما أن الهدفين الآخرين سجلهما مدافعين هما حليش وبوڤرة، وهذا ما يقودنا إلى القول إن اكتفاء المهاجمين بتكريس فرصتين فقط شيء قليل جدا مقارنة بما كنا نطمح إليه وما كان يتمناه كل جزائري من منتخبه“. “يجب منح البدلاء الفرصة وزياية له مكانته“ ألح محلل حصة “بعيون العربية” على سعدان في معرض حديثه أن يعيد النظر في كرسي الاحتياط وما يملكه من لاعبين، حيث قال: “كشفت لنا اللقاءات التي خاضها المنتخب في أنغولا أن سعدان لم يقدّم فرصا كثيرة للبدلاء وإذا قمنا بعملية حسابية سنجد أنه يركز دائما على التعداد نفسه، بل حتى تغييراته تكون اضطرارية وليست تكتيكية مثلما حدث مع بزاز وصايفي رفيق اللذين خرجا من الدورة مبكرا بسبب الإصابة، في حين كان بإمكان سعدان أن يمنح فرص أكثر ل زياية الذي يعد من أحسن مهاجمي العالم نظرا للأهداف الكثيرة التي سجلها مع فريقه في مختلف المنافسات الأفريقية التي لعبها، لكن الفرصة افتقدها اللاعب لتأكيد قوته وإمكاناته الكبيرة“. “على سعدان أن يكون حكيما وشديدا مع اللاعبين“ وأشار ماجر في معرض حديثه إلى مهاجم نادي “سيينا” الإيطالي عبد القادر غزال الذي لم يسجل أي هدف في ست مباريات، حيث قال عن هذا الخيار: “حينما ننظر إلى التعداد الذي اعتمد عليه سعدان فإنه على العموم كان جيدا، لكن كان لابد عليه من تأكيد قوة شخصيته في الميدان من خلال إخراج عناصر لم تقدّم أمورا كثيرة لأن من يكون مردوده ضعيفا على المدرب أن يخرجه وليس أن ينتظر منه الاستفاقة، فالاعتماد على مهاجم واحد طيلة الدورة يعني أن الجزائر تفتقد إلى بديل في حين نرى عناصر في كرسي الاحتياط قادرة على خلافته بشكل عادي، ولهذا أنصح سعدان بأن يكون شديدا وحازما مع اللاعبين خاصة في التغييرات في أرضية الميدان“. “المنافسة تُقلق اللاعبين ويجب أن تبقى“ ودقّق ماجر حديثه بقوله: “من بين الأمور التي تدفع اللاعب إلى تحسين قدراته ومضاعفة مجهوداته هي المنافسة، وإذا لم يجدها اللاعب فإنه يقوم بما يحلو له في الميدان لأنه يعرف مسبقا أنه لن يخرج من الملعب، وعليه فإذا كان سعدان قد قام بتغيير مرة واحدة واعتمد على لاعبيه البدلاء كأساسيين مثل زياية فإن اللاعب الذي يكون في أرضية الميدان يخشى على نفسه في اللقاءات التالية لهذا تراه يشتغل ويحاول البرهنة على أنه يستحق المنصب الذي يلعب فيه، لكن للأسف المنافسة لم تكن حاضرة في مفكرة الشيخ سعدان حسب ما تابعناه“. “علينا أن نستفيد من حزم شحاتة وتغييراته الموفّقة“ وقدّم ماجر مثالا ليؤكد كلامه حيث قال: “علينا أن ننظر إلى المدرب حسن شحاتة الذي في العديد من المرات يُخرج أحسن عنصر هجومي وهو زيدان الذي يلعب في ناد كبير في ألمانيا ويعوّضه بلاعب محلي لم يكن معروفا في مصر، وهذا دون أن يعير أي اهتمام بما يصله من انتقادات كما لا ننسى أنه ترك في مصر أسماء كبيرة قبل دخول منافسة كأس أفريقيا مثل بركات، أبو تريكة وآخرون، وهذا ما يقودني إلى القول إن حسن شحاتة حازم في مثل هذه الأمور واعتماده عن عنصر التغيير يأتي بنتائجه لأنني مقتنع بأن المنافسة بين اللاعبين هي التي تجلب الفائدة للمنتخب“. “الكرة لا تعترف بالأسماء وإنما الرغبة والتأكيد“ وأضاف ماجر: “هذا ما يقودني إلى القول إن الأسماء لا تصنع منتخبا ولا تغيّر مجريات المباريات، بل الإرادة والرغبة الشديدة هي التي تصنع الفارق، وأعتقد أن لاعبينا في المنتخب الوطني لديهم هذه العناصر وعلى المدرب سعدان أن يستغلها، وأعود هنا لأقول إنني لست منتقدا وإنما موجِّها وموضِّحا لأمور قد تكون خفيت على مدربنا وشيخنا الكبير رابح سعدان دون أن أشكك في قدراته طبعا أو أقلّل من قيمته، لأنه مدرب كبير وسيبقى كبيرا في نظري ونظر كل جزائري“. “خسارتنا أمام مصر ليست نهاية العالم بل هي نهاية عهد كوفي كوجيا“ وعن مباراة مصر في نصف النهائي وخسارة الجزائر في المباراة الترتيبية قال ماجر: “لا يمكن القول إن خسارتنا أمام مصر ستثني عزيمتنا في تأكيد أحقيتنا في نهائيات كأس العالم، بل أعتبرها كبوة جواد ما كانت لتحدث لولا الحكم كوفي كوجيا الذي أنهى مسيرته بطريقة مشبوهة وغير مشرفة للتحكيم الإفريقي، بل حتى خسارتنا للمركز الثالث كان سببا فيها لأنه أثّر بشكل كبير في معنويات لاعبينا في نصف النهائي“. “نحن موندياليون وفي جنوب أفريقيا علينا أن نشرّف العرب“ وختم ماجر حديث قائلا: “الفترة التي تفصلنا عن انطلاق نهائيات كأس العالم أتمنى أن تكون كافية للمدرب الوطني لتصحيح الأخطاء التي لاحظها على الفريق ويجب أن نؤكد وقفتنا إلى جانبه ونساعده في مهمته، لأنني كما قلت لست هنا لانتقاده بل لمساعدته، وعلى كل حال علينا أن نؤكد أننا منتخب مونديالي سيعمل ويجتهد في الأشهر القادمة لتشريف العرب، وأعتقد أن كل العرب شاهدوا في دورة أنغولا أننا قادرون على تشريفهم وحتى المرور إلى الدور الثاني في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا، كما أغتنم الفرصة لأهنئ الشعب الجزائري بالمنتخب الذي نملكه وأدعو للاعبينا بالتوفيق مع أنديتهم“.