اعتبر المدرب السابق ل"الخضر" ونجم الكرة الجزائرية في سنوات الثمانينات، أن مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي استضافتها أنغولا من 10 إلى 30 جانفي الفارط، كان مميزا ومشرفا. وقال الأسطورة الجزائرية في حصة "بعيون العربية" التي نزل ضيفا عليها، أن الجزائر لعبت وقدمت وكشفت عن وجه كبير يعكس أنها تستحق التأهل إلى المونديال وتشريف العرب في بلد نيلسون مانديلا. وفي تقييمه الأولي للدورة، نوه صاحب العقب الذهبية في رابطة أبطال أوروبا ضمن نادي بورتو، بالمجهودات الكبيرة التي بذلها كريم زياني وزملاؤه، حيث قال: " كل مواطن جزائري ومحب للمنتخب يفتخر بلاعبيه، لأنه ليس من السهل على أي منتخب كان منهزما أمام منتخب مغمور مثل مالاوي بثلاثية في المباراة الأولى أن يصل في النهاية إلى احتلال المركز الرابع، وهذا في حد ذاته يعد فخرا لنا كجزائريين ويجعلنا لا نستحيي أبدا بما حققه منتخبنا في أنغولا". وتابع مشيدا : " يكفي الجزائر شرفا أن تنهي المنافسة القارية في المربع الذهبي الذي يعد في نظري أكبر هدية يقدمها المنتخب للجزائريين، لاسيما لما ننظر إلى الأشهر القليلة التي تكون فيها الفريق، وننظر أيضا إلى اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تمثل لغالبيتهم المرة الأولى التي يعرفون فيها أدغال إفريقيا وكواليسها وحرارتها التي لا تطاق، كما قلت سابقا، الوصول إلى المرتبة الرابعة وإنهاء الموعد القاري في المركز الرابع يعني أننا أبطال". وأوضح المتحدث، أن الدور نصف النهائي الذي بلغه "الخضر" لا يمكن بأي حال نسيانه، حيث قال في هذا السياق: " الجزائر لم تبلغ الدور نصف النهائي منذ عشرين سنة، وهذا ليس بالأمر الهين، خاصة وأن الجزائر قابلت منتخبا كبيرا مثل منتخب مالي بنجومه وأرمادته اللامعة من الأسماء وتغلبت عليه بعد نكسة مالاوي، يضاف إليه منتخب البلد المنظم أنغولا الذي فرضنا عليه التعادل، وختمناها بدحر فيلة كوت ديفوار بترسانتها الكبيرة من الأسماء، وهذا ما يؤكد أن نصف النهائي لم يكن بالأمر السهل على المنتخب الجزائري". وانتقل رابح ماجر بعد ذلك، إلى ذكر النقائص التي لاحظها على المنتخب في النهائيات، وقال : " حينما نتحدث عن ما بلغه المنتخب من مستوى، فهذا لا يعني أنه لا يعاني من نقائص، بل هناك نقائص ويجب ذكرها وضبطها، ويأتي في مقدمتها الخط الهجومي الذي جعلنا نكتفي بتسجيل هدفين فقط من مطمور وبوعزة، في حين أن الهدفين الآخيرين سجلهما المدافعان حليش وبوقرة، لهذا لابد من إعادة النظر في الخط الأمامي ودراسته بشكل جيد، أما خط الوسط والدفاع، فالحمد لله، لدينا لاعبون كبار وذوو مستوى عال، وتبقى قضية البدلاء التي يجب أن نفكر فيها أيضا". وعن مسألة كرسي الاحتياط، أردف ماجرقائلا : " كشفت لنا المباريات التي خاضها المنتخب في أنغولا، أن رابح سعدان لم يقدم فرصا كثيرة للبدلاء، وإذا قمنا بعملية حسابية، سنجد أنه يركز دائما على نفس التعداد، حتى تغييره يكون اضطراريا وليس تكتيكيا مثلما حدث مع بزاز وصايفي، اللذين خرجا من الدورة مبكرا بداعي الإصابة، في حين كان بإمكان سعدان أن يمنح فرصا أكثر لزياية الذي يعد من أحسن مهاجمي العالم نظرا للأهداف الكثيرة التي سجلها مع فريقه في مختلف المنافسات الأفريقية التي لعبها، لكن الفرصة افتقدها اللاعب لتأكيد قوته وإمكاناته". وبشأن مباراة مصر في نصف النهائي وخسارة الجزائر في المباراة الترتيبية، قال ماجر : " لا يمكن القول أن خسارتنا أمام مصر ستثني عزيمتنا في تأكيد أحقيتنا في نهائيات كأس العالم، بل اعتبرها كبوة جواد ما كانت لتحدث لولا الحكم كوفي كوجيا الذي أنهى مسيرته بطريقة مشبوهة وغير مشرفة في التحكيم الإفريقي، بل خسارتنا للمركز الثالث كان سببا فيها لأنه أثر بشكل كبير في معنويات لاعبينا في نصف النهائي". وختم المتحدث حديثه، بالقول: " الفترة التي تفصلنا عن انطلاق كأس العالم، أتمنى ان تكون كافية للناخب الوطني لتصحيح الأخطاء التي لاحظها على الفريق، ويجب أن نؤكد وقفتنا إلى جانبه ونساعده في مهمته، لأنني كما قلت لست هنا لانتقاده، بل لمساعدته، وعلى كل حال، علينا أن نؤكد أننا منتخب مونديالي سيعمل ويجتهد في الأشهر القادمة لتشريف العرب، واعتقد أن كل العرب شاهدوا في دورة انغولا أننا قادرون على تشريفهم وحتى المرور إلى الدور الثاني في نهائيات جنوب إفريقيا".