لازال الفنيون والتقنيون العرب يواصلون تحليلهم لمشوار “الخضر“ في مونديال جنوب إفريقيا عبر مختلف القنوات الفضائية، حيث جاء الدور سهرة أول أمس الجمعة على التقني التونسي أحمد المغيربي، الذي هاجم بشدّة كل من حكموا بالإعدام على المدرب الجزائري رابح سعدان، مؤكدا أن هؤلاء لا يفقهون شيئا في كرة القدم. وبدا المغيربي المعروف بمواقفه الشجاعة منزعجا جدا من الحملة التي تعرّض لها المدرب الجزائري رابح سعدان من قبل بعض المدربين العرب عقب خروج “الخضر“ بأيدٍ فارغة من مونديال جنوب إفريقيا، وهو ما عكسته تصريحاته لقناة “نسمة“ التونسية، والتي أكد من خلالها بأن الكلام من الصالونات المكيّفة والأستوديوهات الإذاعية والتلفزيونية سهل جدا وفي متناول أي شخص، في إشارة إلى الانتقادات اللاذعة التي وجّهت للمدرب الجزائري وتحميله من قبل البعض مسؤولية إخفاق المنتخب الجزائري في التأهل إلى الدور الثاني من المونديال. وذهب المغيربي في انتقاده لمن هاجموا سعدان إلى أبعد حدّ من خلال قوله بأنه يتحدّى كل من حكموا على مدرب المنتخب الجزائري بالفشل بأن يحققوا لو نصف ما حققه مع “الخضر“، وأنه متأكد بأنه لو كان هؤلاء مكانه وواجهوا ما واجهه سعدان في “المونديال“ لما استطاعوا التمييز حتى بين رؤوسهم وأرجلهم. وفي سياق انتقاده للأصوات التي قللت من قيمة شيخ المدربين سعدان، قال المغيربي: “المدرب الجزائري كان حكيما في خياراته التكتيكية لاسيما في لقاء انجلترا والولايات المتحدة، وأنه لو جازف بلعب الهجوم وفتح اللعب لربما حصد المنتخب الجزائري هزائم ثقيلة بالثلاثة والأربعة أمام منافسين يتمتعون بقوة هجومية خارقة، وحينها لن يجد الفلاسفة الذين يطلون على الجماهير العربية كل مساء سوى تسليط ألسنتهم الحادّة على رقبة سعدان وتحويله إلى مسخرة”. وأضاف المغيربي بأن سعدان قام بما يجب القيام به من خلال الاستثمار في الإمكانات التي يتوفر عليها فريقه، وأنه لو تعلق الأمر بمدرب آخر لوقع في المحظور و لربما عجز عن الصمود في وجه منافسيه لاسيما في ظلّ النقائص التي ظهرت على التشكيلة الجزائرية. السليمي: “الجزائر لا يجب أن تغيير مستقبلا عن كأسي إفريقيا والعالم“ من جهته، واصل الدولي التونسي السابق سمير السليمي إشادته بالمنتخب الجزائري حيث لم يتوان في تعليق مباشر له على كلام مواطنه المغيربي بخصوص مستقبل “الخضر“ في القول بأن الجزائر أضحت لها منتخب كبير يرفع رأسها أمام نظيراتها ليس في إفريقيا فحسب، بل في العالم أجمع مضيفا بأن الكرة الجزائرية وبعد كل الذي أبانت عنه في “مونديال“ جنوب إفريقيا لم يعد مسموحا لها بالغياب عن المحافل العالمية الكبرى، وبالخصوص كأس أمم إفريقيا وكأس العالم بعد أن غابت عن الساحة الإفريقية والعالمية لمدة طويلة، وأضحى “الخضر“ عاجزين عن التأهل حتى إلى كأس أمم إفريقيا.