صحيح أن أغلب لاعبينا الدوليين أكدوا قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم أن هدفهم الرئيسي هو تشريف الألوان الوطنية تاركين العروض والإتصالات في المقام الثاني.. وكلام مثل هذا أثلج صدور الملايين من الجزائريين الذين زادت ثقتهم وافتخارهم بالعناصر التي أصبح يحوزها منتخبهم، لكن العديد من الأمور تغيّرت الآن بعد انتهاء مغامرة الجزائر في المونديال ولا يوجد أدنى شك في أن بعض اللاعبين يحترقون بنيران الحسرة بعد أن عجزوا عن لفت انتباه الأندية إليهم وهم الذين كانوا يحلمون بذلك، ولو استثنينا بعض العناصر فإن بقية المجموعة لم تتنقل إلى جنوب إفريقيا إلا للمشاركة في المونديال، وهي حقيقة للأسف الشديد لأن أغلبهم لن يطمح الآن في أكثر من البقاء في ناديه وتحيّن أي فرصة تأتيه في مناسبة أخرى للظفر بعقد في ناد آخر. أحلام شاوشي في الإحتراف اصطدمت بحارس اسمه مبولحي لاعب كثر الكلام عنه بعد أن كان أحد أبطال أم درمان ويتعلق الأمر بالحارس فوزي شاوشي الذي أسال لعاب الكثير من الأندية الأوروبية وكان في وقت ليس ببعيد “باباها” في التشكيلة الوطنية ولا أحد كان يتخيل أن الخطأ الذي ارتكبه أمام سلوفينيا سيغير مجرى حياته رأسا على عقب ويزيحه من حراسة المرمى حارس أصبح في وقت قصير إحدى المفاجآت السارة للجماهير الجزائرية، وهو حارس سلافيا صوفيا البلغاري رايس مبولحي وهاب الذي لم يُنس الجزائريين شاوشي فقط بل أصبح تحت مجهر أحد أكبر التقنيين في العالم وهو الفرنسي أرسين فينڤر الذي لن يجد منافسا كفؤا للحارس الإسباني ألمونيا أفضل من مبولحي الذي صمد في وجه الإنجليز والأمريكان. بوڤرة وحليش الوحيدان اللذان قد يشملهما الإستثناء ويمكن القول كذلك إن الدفاع كان من بين الخطوط التي حفظت وجه المشاركة الجزائرية في دورة جنوب إفريقيا الأخيرة، حيث كان ل حليش بوڤرة والآخرين الفضل في تحصين المنطقة الخلفية للمنتخب الوطني أمام الإنجليز، وتدل كل المؤشرات على أنهما لن يبقيا في نادييهما الحاليين حيث أصبح بوڤرة قريبا جدا من الناديين اللذين طلبا خدماته وهما هامبورغ الألماني وليفربول الإنجليزي، في حين أن وجهة حليش قد تكون البطولة الإسبانية أو الألمانية، وهما بذلك-حليش وبوڤرة- الحالتان الوحيدتان اللتان يشملهما الإستثناء بعد دورة جنوب إفريقيا الحالية وإمكانية مشاهدتهما في أقوى الأندية الأوروبية واردة جدا. عنتر يحيى سيكون صاحب القرار في اختيار وجهته بالنسبة ل عنتر يحيى فإن رغبته في تغيير الأجواء لم تكن وليدة اليوم حيث لا يريد أن يواصل مغامرته مع بوخوم لكنه لا يريد أن يغادر الدوري الألماني ويفضّل البقاء فيه والإلتحاق بأحد الأندية التي تريده على حد تعبيره في أحد حواراته مع “الهداف”، وقد يكون صاحب القرار في اختيار وجهته بما أنه نجح في قيادة الدفاع بروعة رفقة زملائه في الخط الخلفي وكان قائدا بأتم معنى الكلمة وساهم في منح الثقة لزملائه على أرضية الميدان، ولولا الحظ الذي أدار ظهره للمنتخب الوطني في دورة جنوب إفريقيا لاستحق المنتخب التواجد مع الكبار في الدور الثاني. طموح يبدة وبلحاج أصبح كبيرا ولا يمكن الكلام عن الخط الخلفي للمنتخب الوطني دون الإشارة إلى الدور الرائع للاعب نذير بلحاج الذي برهن على إمكاناته الجيدة هذا الموسم بانطلاقاته السريعة وتوغلاته المرعبة لجميع المدافعين، وهو الكلام نفسه الذي يُقال عن حسان يبدة الذي كان “مايسترو“ حقيقي في وسط الميدان وأحد الأوراق التي كان لها دور كبير في إعادة التوازن إلى التشكيلة الوطنية، وهو ما يدل أكثر من أي وقت مضى على أن طموحهما أصبح أكبر بكثير من البقاء في بورتسموث أو العودة إلى بنفيكا بالنسبة ل يبدة، ولا يمكن أن يمر اهتمام بعض الأندية الإيطالية والإنجليزية عليهما مرور الكرام بعد الوجه الذي ظهرا به في المونديال، ومما لا شك فيه أنهما سيدرسان كل العروض بتأن. آه لو شارك بودبوز في دقائق أكثر لاعب آخر كان ضحية تهميش غير مسبوق على حد تعبير العديد من متتبعي شؤون كرة القدم الجزائرية، ويتعلق الأمر ب رياض بودبوز الذي لم يشارك كثيرا مع النخبة الوطنية وهو الذي كان يطمح إلى لعب مباريات كثيرة، حيث ضم المدرب “جيلو“ في حديثه معنا أمس صوته إلى صوت العديد ممن قالوا إن رياض كان سيتألق لو شارك في دقائق أطول وكان يمكن أن يظفر بعقد محترم مع ناد يصقل مواهبه بشكل كبير، ولو أن الحقيقة هي أن بودبوز يجد كل العناية اللازمة من طرف مسؤولي نادي سوشو. المهاجمون ضحية أدائهم السيئ في المونديال أما بالنسبة للهجوم فحدّث ولا حرج عن العقم الذي أظهره غزّال، جبور وصايفي في سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية التي لم تكن تخرج خالية الرصيد من الأهداف في كل الدورات التي شاركت فيها، وهو ما جعل الثلاثي سالف الذكر لا يطمح إلى ما هو أكبر من البقاء في أنديته بما أن الوجه الذي ظهر به لن يرشحه ليكون تحت أعين أعرق الأندية، وأصبح بذلك لاعبو الخط الأمامي ضحايا لحظهم التعيس وغياب فعاليتهم في المباريات الثلاث التي لعبها “الخضر” في المونديال.