لا يُمكن التجوّل في مركز الصحافة بجوهانسبورغ دون أن يلفت إنتباهك “كارلوس فالديراما”، اللاعب الدولي السابق لمنتخب كولومبيا الذي اقتربنا منه وتجاذبنا معه أطراف الحديث لنجد أنه يشتغل حاليا كمحلل في إحدى القنوات الإذاعية الأمريكية باللغة الإسبانية. حيث تحدث معنا وأشاد بالدفاع الجزائري وقال: “لديكم جدار دفاعي قوي وهذا ما تملكون فقط”، كما يوضح أمورا كثيرة في هذا الحوار: أنت من دون شك سعيد لتأهل الأوروغواي التي أثبتت صحوة كرة القدم في أمريكا اللاتينية. أنا سعيد بشكل عادي لأن كرة القدم في أمريكا الجنوبية كانت دائما منبعا وشعارا للعب النظيف والجميل، فنحن دائما كنا نفضل الفنيات والجانب التكتيكي على الإندفاع البدني القوي وهذا ما يعكس أن عدة منتخبات من أمريكا الجنوبية متواجدة في كأس العالم. كيف تقيّم المستوى الفني للمنتخبات في الدور الأول؟ سيّء بل سيء جدا، الأمر الذي ميّز جميع المنتخبات في الدور الأول وطريقة لعبها هو ضرورة اللعب على تفادي تلقي الأهداف، حتى البرازيل فضّلت الدفاع وبعدها تحاول التسجيل. أتمنى إبتداء من الدور ثمن النهائي أن تكون هناك كرة قدم جميلة ولعب أفضل خاصة في ظل الإقصاء المباشر، بدليل أننا شاهدنا في مباراة أوروغواي وكوريا الجنوبية لعبا مفتوحا وفرجة فوق أرضية الميدان فكلا المنتخبين كانا يعرفان أن التسجيل هو السبيل الوحيد لتحقيق الفوز والتأهل لهذا لعبا من أجل الفوز وهذا ما جعلنا نشاهد مباراة جميلة وجيدة. (الحوار أجري مباشرة عقب نهاية مباراة أوروغواي وكوريا الجنوبية أول أمس). خمسة منتخبات إفريقية من بين ستة غادرت المنافسة، هل هذا يعتبر خيبة أمل بالنسبة إليك؟ بكل صراحة نعم فقد كنت أنتظر مردودا أحسن من المنتخبات الأفريقية خاصة من منتخب كوت ديفوار الذي كانت لديه حظوظ للخروج متفوّقا ومتأهلا من مجموعة الموت التي كان فيها، كما لم أكن أنتظر إطلاقا خروج منتخبي نيجيريا والكامرون من الدور الأول وهذا بالنظر إلى الخبرة التي يتمتعان بها في نهائيات كأس العالم. وهل تابعت مشوار المنتخب الجزائري؟ نعم، تابعت مبارياته الثلاث. وما الذي يمكنك أن تقوله لنا عن الجزائر؟ أعتقد أن الجزائر أقصيت في مباراتها الأولى، فلو تفوّقت في المباراة الأولى التي سيطرت عليها لبقيت في جنوب أفريقيا، وقد أعجبني كثيرا التنظيم الدفاعي الذي لعبت به التشكيلة الجزائرية والإنضباط التكتيكي للاعبين فوق أرضية الميدان. هل هناك لاعب شد انتباهك على وجه خاص؟ لا يوجد أحد شد إنتباهي لأن الجزائر كانت تلعب ككتلة دفاعية بشكل جيد، وفي المقابل شدّت إنتباهي روح الفريق وطريقة لعب العناصر التي قدّمت في نظري كل ما في وسعها لمنتخب بلادها. هل اللعب الدفاعي هو الذي منع الجزائر من التسجيل؟ الجزائر لعبت مثل عدد كبير من المنتخبات في الدور الأول، فكلها كانت تفكر في عدم تلقي الأهداف وهذا ما صعّب عليها كثيرا الوصول إلى المرمى، ففي مباراتها أمام إنجلترا مثلا لاحظت فريقا منظما بشكل جيد وبدنيا اللاعبون كانوا أقوياء، لكنني لم أشاهد فرصا كثيرة للتسجيل. متى سنرى عودة المنتخب الكولومبي إلى المونديال؟ في سنة 2014 بالبرازيل، فهناك جيل من الشباب يملكون مواهب كبيرة يشقون طريقهم بشكل جيد في كولومبيا. مع “فالديراما” كمدرب للمنتخب؟ لا، فأنا مرتاح في منصبي الحالي كمحلل ومعلّق وأقوم بعملي بشكل جيد ودون أي ضغط، وصدقني ليس من السهل أن تكون مدربا للمنتخب الوطني في كولومبيا. من ترشّح إلى نيل لقب كأس العالم في هذه الدورة؟ أتوقع نهائي بين البرازيل والأرجنتين، لكن لا يمكنني توقّع من سيتوج بلقب الدورة. ما هو الأمر الذي تحتفظ به في ذاكرتك من تجربتك مع مونببلييه في البطولة الفرنسية؟ كانت تجربة جيدة من الناحيتين الرياضية والإنسانية، خاصة أنها كانت مع رئيس ناد متميز وكبير بدليل أنني ما زلت على اتصال دائم مع السيد “نيكولين” إلى اليوم، كما أنني أزور في كل مرة مونبوليي وأقضي بها أيام العطلة وأجد كل الترحيب والإستقبال الجيد من الجميع خاصة من اللاعبين القدامى.