يبدو أن الأمور تسير على أحسن ما يرام داخل بيت إتحاد العاصمة منذ انتهاء الموسم المنصرم حيث تقوم الإدارة بعملها على أكمل وجه وفضّلت الاحتفاظ بأكبر عدد من لاعبي الموسم الماضي بطلب من المدرب سعدي الذي يريد الاستقرار لهذا الفريق من أجل العمل بكل ارتياح.. وهو ما جسّده تجديد المهاجم نور الدين دحام لموسم آخر مع الإتحاد رغم أنه وصلته عدة عروض حتى من خارج الوطن، لكنه هو الآخر فضّل الاستقرار والبقاء في الفريق الذي سمح له ببعث مشواره الكروي من جديد بعد فترة الفراغ التي مرّ بها أثناء تواجده بألمانيا. وبتجديد دحام في الإتحاد يكون قد أراح الجميع وهو الذي يعد بموسم كبير حافل بالإنجازات بالنظر إلى الجاهزية الكبيرة التي يوجد عليها بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي تسعى الإدارة لتوفيرها للاعبيها ابتداء من الموسم القادم. اللاعب وجد راحته ويريد التألق وما حفّز دحام كثيرا على التجديد في الإتحاد هي الأجواء السائدة في الفريق وتعوّده عليها بعد قضائه لموسم كامل إلى جانب حميدي، بن عيادة والبقية، في موسم عرف العديد من التغيّرات فعلى الرغم من الكبوات العديدة إلا أن النهاية كانت مرضية لأصحاب الزي الأحمر والأسود بحكم أنهم أنهوا الموسم في المرتبة الرابعة وبفارق نقطة فقط عن صاحب المركز الثالث، وكان دحام قد أكد لنا في عديد المناسبات على أنه مرتاح للغاية في هذا النادي وكان يكفيه التفاوض فقط مع رئيس الفريق من أجل التجديد وهمه الآن التفكير أكثر فيما ينتظره ابتداء من العاشر جويلية موعد انطلاق التدريبات في بولوغين قبل التنقل إلى فرنسا لإجراء التربص التحضيري. يسعى لرد جميل الإتحاد الموسم المقبل على الرغم من أن “نونو“ كان قد أدى موسما مقبولا إلى أبعد الحدود بتسجيله 10 أهداف ما بين البطولة والكأس بالإضافة إلى قيامه بجهود كبيرة حيث استعاد لياقته البدنية العالية ومنح ما لا يقل عن 8 تمريرات حاسمة لزميله حميدي الذي ترجمها إلى أهداف، إلا أن دحام كان قد أكد لنا أنه لم يقم بالكثير لأنه يملك إمكانات أكبر وسيفجرها الموسم المقبل وهو الذي لا يبلغ من السن إلا 33 سنة ولا زال قادرا على العطاء نظرا لبنيته القوية وخبرته الطويلة في الميادين حيث سبق له تقمص الألوان الوطنية بالإضافة إلى تجربته لثلاث سنوات في ألمانيا. علاقته مع عليق، سعدي والبقية وراء بقائه ولم يعر مهاجم الإتحاد نور الدين دحام أي اعتبار للجانب المادي في قرار بقائه لأن علاقته الوطيدة مع رئيس الفريق عليق وكذا المدرب سعدي وراء بقائه، لأن الأجواء السائدة داخل البيت العاصمي والاستقرار حفزه كثيرا على التجديد والبقاء لموسم آخر من أجل رد الجميل خاصة لما أدرك أن المدرب سعدي يعوّل عليه كثيرا في حساباته التكتيكية وهو الذي ألح عليه ليبقى مع إتحاد العاصمة، وعليه فقد فضّل دحام البقاء مع فريق سوسطارة خاصة أنه محبوب جدا داخل الفريق ويعتبر “شوشو” المجموعة بفضل روحه المرحة وعلاقته الطيبة مع كل اللاعبين الذين يكنّون له احتراما خاصا. كان بطل مرحلة العودة من دون منازع لا يختلف اثنان على أن مرحلة الإياب من بطولة الموسم المنصرم كان بطلها إتحاد العاصمة من دون منازع بفضل عودته القوية، فبعدما كان يقبع في المراكز الأخيرة تمكن بسرعة من قلب الموازين واحتلال المرتبة الرابعة التي وضعها سعدي مع اللاعبين هدفا رئيسيا، ومن تابع مباريات الإتحاد في تلك المرحلة يتأكد من أن دحام كان من بين أحسن العناصر إن لم نقل أحسنها بالنظر إلى المردود المقبول جدا الذي كان يقدمه بالإضافة إلى استعادته لكامل إمكاناته الفنية والبدنية وهو ما ساعده على تقديم الإضافة أكثر خاصة لخط الهجوم الذي كان هاجس سعدي في مرحلة الذهاب. لعب الأدوار الأولى حفّزه كثيرا وبما أن إدارة إتحاد العاصمة حددت أهدافها للموسم المقبل مبكرا ألا وهي لعب الأدوار الأولى في البطولة والسعي وراء حصد اللقب الذي غاب منذ مدة عن خزانة الفريق العاصمي، فإن هذه الأمور والتنظيم الكبير الذي يسود النادي بالإضافة إلى الاستقرار في الطاقم الفني حفّز كثيرا دحام على البقاء لموسم آخر وهو الأمر نفسه الذي فعله عدد كبير من اللاعبين، وعليه فيعوّل دحام على القيام بتحضيرات في المستوى المطلوب عند التنقل إلى فرنسا مع الإتحاد ليكون في أحسن لياقة بدنية ويدخل الموسم القادم بكل قوة ويقدّم الإضافة المنتظرة منه فوق الميدان. يتفاهم كثيرا مع حميدي في الهجوم وما يبعث على الارتياح أكثر في تعداد الإتحاد للموسم الجديد هو بقاء جلّ اللاعبين الذين كانوا الموسم المقبل بما في ذلك الخط الأمامي، حيث أبقت الإدارة على كل من أوزناجي، دحام وحميدي الذي جدد في النادي هو الآخر وعليه فلا خوف على هجوم الإتحاد الموسم المقبل بتواجد هذا الثلاثي بالإضافة إلى عدد لا بأس به من العناصر الشابة على غرار عناني، مكلوش الذي برز بشكل لافت في الجولات الأخيرة من الموسم الماضي، وبن شعبان مع آيت طاهر اللذين كانا مصابين ويعول الجميع على التحضير بالطريقة الملائمة من أجل الدخول كما ينبغي في الموسم الجديد، و من دون شك فإن المنافسة ستكون شديدة جدا في الخط الأمامي. ----------- زيّان شريف: “جئت للإتحاد قصد الاستقرار وحصد الألقاب” هل تؤكد لنا انضمامك رسميا إلى إتحاد العاصمة؟ نعم يمكنني التأكيد على ذلك فقد أمضيت على عقد لمدة موسمين كاملين مع إتحاد العاصمة منذ أكثر من أسبوع وهذا هو الأهم بالنسبة لي فقد حسمت وجهتي المستقبلية مبكرا حتى لا أدخل في متاهات ومتاعب أنا في غنى عنها. لماذا اخترت الإتحاد عن غيره من الفرق الأخرى التي طلبت خدماتك؟ في البداية هو المكتوب لا غير، ومنذ سنتين كنت قريبا جدا من الانضمام إلى هذا النادي الذي يستهويني كثيرا لكن لم تشأ الأقدار أن أنضم إليه وجددت في فريقي السابق جمعية الشلف وها قد جاء الوقت المناسب لألعب في إتحاد العاصمة الذي يمتاز بعدة أمور تجعل أي لاعب يفضله على غيره من الأندية. ما هي هذه الأمور؟ هي أمور معروفة لدى العام والخاص على غرار الهدوء الذي يسود محيط هذا النادي بالإضافة إلى الاستقرار على المستوى الإداري وحتى الطاقم الفني وتواجد لاعبين بارزين يحفّزونك على اللعب إلى جانبهم. إذن نفهم من كلامك أنك جئت للبحث عن الاستقرار في الإتحاد، أليس كذلك؟ نعم، جئت إلى الإتحاد بحثا عن الاستقرار فأنا لست لاعبا في بداية مشواره ولا يعرف ماذا يفعل فاختياري هذا جاء بعد تفكير طويل وما حفّزني أكثر على المجيء إلى هذا النادي هو لعب الأدوار الأولى وحصد الألقاب حسبما ما أكده لي الرئيس عليق مع المدرب سعدي، وهو ما يجعل أي لاعب يكثف العمل تلقائيا لأن هدفا كبيرا في انتظاره. تدرك جيدا أن جلّ تعداد الموسم المنصرم باق، ألا تخشى المنافسة أو التهميش مثلا؟ لا إطلاقا، فأنا لست صغيرا حتى أخشى مثل هذه الأمور، فالمنافسة كبرت عليها وأنا الذي لعبت في كل أصناف المنتخب الوطني ولما تقوم باختبارات انتقائية من بين 1000 لاعب ويختارك المدرب فهذا ليس هيّنا، وعليه فالمنافسة داخل مجموعة من 25 أو 30 لاعب ليست مخيفة مثلما تتصوّرها. هل اشترطت مثلا على الرئيس والمدرب قبل الإمضاء أن تلعب أساسيا؟ لا إطلاقا، فأنا لست هذا النوع من اللاعبين فأنا أدرك جيدا أن كرة القدم مبنية على المنافسة الشريفة والأحسن هو الذي سيشارك وهو ما تحدثت عنه مع رئيس الفريق بالإضافة إلى المدرب سعدي، والمهم أنني هنا في إتحاد العاصمة من أجل تقديم الإضافة المنتظرة مني وإن لم أكن في المستوى فسأتنحى جانبا وأترك المكان لغيري والمهم أن الفائدة تعود في الأخير للفريق لتحقيق نتائج إيجابية.