عاش رافاييل ماركيز عكس زميله في البارصا ليونيل ميسي أمسية سوداء بعد إقصاء منتخب بلاده أمام الأرجنتين، لكن هذا لم يمنعه من الحديث إلى صحفيي العالم، وهذا مفهوم بما أن الأمر يتعلق بلاعب من المستوى العالي، ليس مثل بعض اللاعبين الذين يغادرون القاعة المختلطة ولا يولون أهمية لرجال الإعلام كلاعبي المنتخب الفرنسي.. لاعب البارصا وقائد المكسيك أجاب عن كل أسئلة الصحفيين، وهو يتقن اللغة الفرنسية بما أنه لعب في موناكو في فترة من الفترات، قبل أن يغادرنا ماكيز متجها إلى الحافلة وهو يودعنا بابتسامة عريضة... وفي هذا الحوار حدثنا ماركيز عن العديد من الأمور، بداية بمباراتهم أمام الأرجنتين وخروجهم المرّ من المونديال، والظروف التي جرت فيها المباراة، إضافة إلى رأيه بصراحة في مستوى المنتخب الجزائري... يوم حزين بالنسبة للمكسيك، خاصة بعد الإقصاء أمام الأرجنتين، أليس كذلك؟ أكيد، لما تقصى بالطريقة التي شاهدها العالم من الطبيعي أن تكون حزينا، الآن لا يهم إن كانت أمام الأرجنتين أو أي منافس آخر، لأن الإقصاء يبقى أقصاء، وذوقه المر يبقى نفسه.. من المؤسف أن نعود إلى الديار والآخرون يواصلون المغامرة بالرغم من أننا كنا نمتلك كل شيء للذهاب بعيدا. بالرغم من أنكم بدأتم اللقاء جيدا إلى حد أننا شكّكنا في قدرة الأرجنتين على الصمود أمامكم.. أنا كذلك قلت ذلك في قرارة نفسي، فقد بدأنا اللقاء جيدا وسيطرنا عليهم، لكن لمّا تلقينا الهدف الأول فقدنا السيطرة على اللقاء، أعتقد أن الهدف الذي سجله تيفيز أثر علينا كثيرا، بما أنه كان من وضعية تسلل لما انطلقت الكرة من رجل ميسي، وتيفيز كان خلف آخر مدافعين لمّا وضع الكرة في الشباك برأسه، على العموم، هم سجلوا لكن نحن من سهل لهم المهمة في الفوز وصعبنا الأمور على أنفسنا. ما الذي كان ينقصكم لتعودوا في اللقاء؟ تسجيل هدف على الأقل، ولكننا فشلنا في ذلك، ولمّا لا تسجل وأنت متأخر في النتيجة فإنك تصعب الأمور على نفسك كثيرا، كان من الضروري أن نصل إلى شباكهم مباشرة بعد ذلك، لكننا لم نقم باللازم ودفعنا الثمن غاليا في نهاية المطاف. وهل تحمّل الحكام المسؤولية؟ عندما ترى مثل هذه الأخطاء التي يكون ثمنها الإقصاء المباشر فإن الأكيد أنه سيكون لك رد فعل معيّن، هذا محزن، لأننا قمنا بكل شيء من أجل هزم الأرجنتين، حاصرناهم في منطقتهم الخلفية، وأدخلنا الشك في نفوس لاعبيهم، كما أننا استحوذنا على الكرة أحسن منهم، لكن خطأ الحكم كبح جماحنا، ولم يعد لنا أي فرصة للفوز وكل مجهوداتنا ذهبت أدراج الرياح وهذا ما لم ننتظر أن يحدث. هل تعلم أن قبل مباراتكم جرت مواجهة إنجلتراألمانيا (الحوار أجري بعد لقاء المكسيك الأرجنتين) والحكم ارتكب خطأ فادحا بعدم احتسابه لهدف لامبارد الشرعي، وهو يحتسب الآن هدفا من وضعية تسلّل لتيفيز، هل تعتقد أنه آن الأوان للإعتماد على تقنية الفيديو؟ للأسف الأخطاء التي ارتكبها الحكام في المونديال الحالي ليست الأولى والتي يكون ضحاياها العديد من الفرق والنوادي، هناك العديد من الأخطاء التي تحصل ولا أحد حرك ساكنا، ومن المؤسف أن تقوم بكل تلك المجهودات ثم تراها تذهب سدى أمام حكام يخطئون أمام العالم بأسره، يجب مساعدة اللاعبين وحمايتهم من الظلم، ويجب أن تتغيّر العديد من الأمور في هذا الشأن. هل شاهدت الإعادة على شاشة الملعب العملاقة؟ نعم شاهدتها كما شاهدها العالم بأسره وكانت واضحة، والكل شاهد أن تيفيز كان متسلّلا، حتى الحكم شاهد الإعادة على شاشة الملعب، ولهذا توجّه إلى مساعده وسأله إن كانت هناك وضعية تسلل، لكني أفهمه، لم يكن بمقدوره فعل شيء لأنه فات الأوان واحتسب الهدف، ويمكن القول أنه لا يمكن القول أنه كان مطالب بالاعتماد على الفيديو، هذا مؤسف لنا ولكرة القدم. وهل تعلم على الأقل أن المكسيك لعبت أحسن من الأرجنتين هذا المساء؟ أعتقد ذلك، لأننا صمدنا أمام منتخب كبير هو الأرجنتين، لكن هذا الأمر لا يكفي، لأنك لما تبقى تلعب جيدا ولا تسجل أمام المنتخبات الكبيرة فإنك ستندم في آخر المطاف لا محالة، وهذا ما حصل لنا أمام الأرجنتين . ميسي تألق في المواجهة، كما كان يفعل ذلك في البارصا، لكن مواجهتك له وجها لوجه انتهت لصالحه، أليس كذلك؟ لست الوحيد الذي كان معنيا بشل حركات ميسي، ولم يكلفنا المدرب بمراقبته فرديا، بل كل لاعب لمّا يراه وهو بحوزته الكرة كان يتدخل لمنعه من التقدم أكثر، لكن هذا لم يكن كافيا، وأسفنا شديد على تضييعنا بعض الفرص التي مرت من أمامنا. أنت تعرف ميسي جيدا، هل قدمت نصائح لزملائك للحد من خطورته؟ هذا أكيد، فأنا أعرف جيدا طريقة لعب ليو، لكن أعتقد أنه من الصعب مراقبة ميسي لمّا يكون في يومه، والأمر قد يصبح مستحيلا إن صح التعبير، ميسي لاعب كبير ويملك إمكانات كبيرة، ومهما منحت لزملائك من نصائح لتكبحه يبقى من المستحيل أن تتوقع ما سيفعله بك، وهو حقا ذكي جدا ومن فصيلة نادرة، وهذا ما يجعل أي منافس يواجهه لا يتوقع الطريقة التي سيلعب بها ميسي. الأرجنتين أصبحت مع مرور الوقت شبح المكسيك الأسود، فهي التي أقصتكم في 2006، وها هي ذا تعيد الكرّة في جنوب إفريقيا، ما رأيك؟ أعتقد أن الشعور بالندم بعد هزيمة اليوم (بعد لقاء أول أمس) أكبر من المرات السابقة، لأننا لم ننهزم لأسباب رياضية واضحة، الأرجنتين تلقت مساعدة من الحكام وهذا يؤلمنا بشكل إضافي، وهذا ما تسبب في حزننا بشكل أكبر. في الأخير، نحن إعلاميون جزائريون ونود معرفة رأيك في المنتخب الجزائري في هذا المونديال، هل شاهدت الجزائر في إحدى المباريات؟ نعم، ولدي صورة جميلة عنهم، وصراحة كانوا جيّدين في المونديال، ولم أكن أتوقع أن يكون لديهم هذا المستوى وخاصة في مواجهتهم لإنجلترا أين أذهلني منتخبكم، وما صنعته الجزائر في كأس العالم أمر رائع وأعجبني كثيرًا.