عكس توقعات المتتبّعين، رفض المدرب الوطني رابح سعدان تقديم استقالته مباشرة بعد نهاية مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية، على غرار ما قام به المدرّبون الذين فشلوا في تحقيق نتائج مع فرقهم بسبب عدم إدراج أيّ هدف في العقد الذي يربط سعدان برئيس الاتحادية محمد روراوة... وفي هذا الشأن فضّل سعدان الذي رفض المغامرة في مواجهات المجموعة الثالثة بالهجوم واكتفى بتحقيق مشاركة مشرّفة، لرغبته في تمديد بقائه على رأس العارضة الفنية مادام أن روراوة لن يستطيع محاسبته عن عجزه في المرور إلى الدور الثاني، في ظل عدم مطالبته من مدربه في التصفيات تحقيق هدف الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا فقط. .. ويعتبر لعب “المونديال“ إنجازا وقد كان سعدان في كلّ مناسبة يبعد الضغط عليه ويؤكد أنه بصدد التعلّم في “المونديال“، وأن الوصول إلى هذه المنافسة يبقى في حدّ ذاته إنجازا كبيرا بالنسبة له، وتصريحاته لم تكن عفوية وإنما هي رسائل كان يريد من خلالها تجنّب الضغط عليه لتحقيق نتائج في “المونديال“، وأصبح يتحدّث عن هذه الدورة وكأنها محطة لبناء فريق شاب للرّهانات القادمة. غياب العروض يدفعه لتجديد عقده مع “الخضر“ وأصبح سعدان متحمّسا لمواصلة مشواره مع “الخضر“ بسبب عدم تلقيه العروض من منتخبات عربية، حيث نفت الاتحادية الإماراتية وجود أيّ اتصال مع المدرب الجزائري، وهو ما يفسر أن سعدان لا يملك عروضا، وأن الأخبار التي تحدثت عن تعاقده مع المنتخب الإماراتي كانت مجرّد دعاية من مقرّبيه للضغط على روراوة لتجديد عقد سعدان. روراوة غير متحمّس لبقائه وقد كشف روراوة لمقرّبيه أنه غير متحمّس لتجديد عقد سعدان، وأنه يريد انتداب مدرب أجنبي كبير يليق بالمستوى الذي بلغه المنتخب الجزائري، حيث عبّر روراوة في عدة مناسبات لمقرّبيه أنه غير متحمّس للعمل مجددا مع المدرب الحالي سعدان، الذي لا يحتمل الضغط ولم يتمكن من تجسيد حلم الجزائريين بالمرور إلى الدور ثمن النهائي، خاصة أنه ظلّ يصرح أنه وفّر كل الوسائل لهذا المنتخب، ولكن بالمقابل النتائج كانت مخيّبة رغم الأداء المقنع في بعض المواجهات. سياسيون يريدون بقاء سعدان وقد حاول بعض المقربين من سعدان الضغط لبقاء المدرب الوطني من خلال اتصالهم ببعض الشخصيات السياسية التي تريد فرضه مجدّدا، كما سبق لها أن دعمته عقب إقالة “كافالي“. حيث يحاول البعض الضغط على رئيس الاتحادية للإبقاء على سعدان، ولكن روراوة يملك ورقة المموّلين الذين سيدعمون “الفاف“ لجلب مدرب أجنبي كبير. سعدان متمسّك بمنصب المدير الفني من جهة أخرى، كشف سعدان لمقرّبيه أنه متحمّس للبقاء في العارضة الفنية ل “الخضر“ والعمل مديرا فنيا في الاتحادية، وهو المنصب الذي يبعده عن الضغط في حال عدم توصله إلى اتفاق مع روراوة في الجانب المالي، مادام أن سعدان يريد رفع أجرته إذا ما واصل مشواره على رأس العارضة الفنية ل “الخضر“. المدرب الأجنبي خيار روراوة وعكس موقف الوصاية وبعض الشخصيات النافذة التي تريد بقاء سعدان في المنتخب بحجة أن المنتخب يجب أن يدرّب من طرف جزائري، إلا أن خيار روراوة هو ضمّ فني كبير له سمعة ويحدّد معه أهداف تتعلق بكأسي إفريقيا 2012 و2013 وكأس العالم في حال تحقيق نتائج إيجابية. ولكن ضمّ المدرب الأجنبي الكبير يتطلب توفر الأموال، وهو العائق الذي يسعى روراوة إلى حله وإقناع الوصاية بمساعدته لجلب مدرب يكون في سمعة المستوى الذي وصله المنتخب الجزائري الذي هو بحاجة لتدعيم نوعي في عارضته الفنية.