أعتقد أن مونديال جنوب إفريقيا أسعد إلى حد بعيد محبي المفاجآت حيث أُقصي في الدور الأول كل من المنتخب الإيطالي بطل العالم ووصيفه منتخب فرنسا وخسر المنتخب الإسباني أمام نظيره السويسري وفرض المنتخب الجزائري تعادلا بطعم الفوز على المنتخب الإنجليزي الذي كان يتصدر قائمة المرشحين للتتويج باللقب، ثم خسارة المنتخب الألماني أمام صربيا. “المنتخب الجزائري قادر على أن يُحقق نتائج جيّدة في حال مواصلة العمل بالعناصر ذاتها” “لا أجامل قراء “الهدّاف”، لكن أعتقد أنه بإمكان الجزائر أن تُسيطر على المنافسة في إفريقيا وتُحقق نتائج طيبة في كأس العالم 2014” “بوڤرة، حليش، بلحاج، عنتر يحيى، بودبوز، مبولحي ويبدة أعجبوني” “من هو الفني الذي يجزم أن الجزائر كانت قادرة على اللعب أفضل لو غيّرت خطته“ ما تقييمك ل مونديال جنوب إفريقيا بعد الدورين الأول وثمن النهائي؟ لكن لا أحد كان يتوقع خروج المنتخب الإيطالي في الدور الأول. أعتبر إقصاء المنتخب الإيطالي في الدور الأول أكبر مفاجأة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. صحيح أنه كان يبدو صعبا على “سكوادرا أزورا” الحفاظ على اللقب الذي أحرزوه عن جدارة في ألمانيا قبل أربع سنوات، لكن أن يخرج من الدور الأول وأمام منتخبين ضعيفين مثل زيلاندا الجديدة وسلوفاكيا فذلك أمر مدهش. وكيف تقيّم نتائج المنتخب الجزائري؟ أعتقد أن التقييم الإجمالي هو من اختصاص الطاقم الفني بالنظر إلى إمكانات اللاعبين والأهداف المسطرة مسبقا من طرف المسؤولين. أما أنا وانطلاقا من معطيات عامة كغياب الكرة الجزائرية عن المونديال لربع قرن فأرى أن المنتخب الجزائري قدّم مردودا طيبا للغاية بل أعتقد أنه لم يكن ينقصه إلا عمل قليل ليبرز أكثر ويحقق نتائج أفضل خاصة أنّ معظم لاعبيه أظهروا إمكانات بدنية وفنية جيدة. لكن هناك من يرى أن نتائج المنتخب الجزائري كانت متواضعة بالنظر إلى إمكانات اللاعبين. لكن المنتخب الجزائري لم يكن في دورة جهوية أو قارية وإنما في نهائيات كأس العالم وواجه منتخبات استعدت للدورة ولديها هي أيضا لاعبون محترفون ولا أعتقد أنهم كانوا أقل طموحا من المنتخب الجزائري. لكن المنتخب الجزائري لم يسجل أي هدف وأحرز نقطة واحدة فقط. أعرف ذلك وأتصور أن هناك من الجزائريين من يقول إن المنتخب لو لعب بخطة هجومية لكان سجل أهدافا وأحرز نقاطا كثيرة، لكن من هو الفني الذي يستطيع أن يجزم بأن المنتخب الجزائري كان قادرا على أن يلعب أفضل لو غيّر خطته كليا، وأظن أنه لعب بخطة تتناسب وإمكانات اللاعبين وتدرّب عليها في المعسكرات التي سبقت نهائيات كأس العالم، وإذا كان الجزائريون يتأسفون على خروج منتخب بلادهم بنقطة واحدة ودون تسجيل أي هدف فإنني أتصوّر أن في سلوفينيا يتأسفون أكثر لأن منتخب بلادهم حصد 4 نقاط وأحرز 3 أهداف لكنه لم يتأهل إلى الدور الثاني. المنتخب الجزائري لعب أفضل مباراة أمام إنجلترا، ما السبب في رأيك؟ المنتخب الجزائري لعب مباراة رائعة أمام المنتخب الإنجليزي وسبق لي أن أشرت إلى ذلك بالتفاصيل في العمود الذي نشر بصحيفتكم “الهدّاف” وأشير إلى أنه من السهل أن يبرز “الخضر” في مثل تلك المقابلة لأن المنتخبات الكبيرة لا تبادر بغلق اللعب حين تواجه منتخبات مصنفة كصغيرة. لقد أشرت في تحليلي لتلك المباراة في “الهدّاف” إلى أن المنتخب الجزائري كان قادرا على إحراز الفوز لكن لو قدّم المنتخب الجزائري مردودا أفضل في المباراة الأولى أمام منتخب سلوفينيا لفتح أمامه الطريق للمرور إلى الدور الثاني. من هم لاعبو المنتخب الجزائري الذين لفتوا انتباهك؟ أعتقد أن معظم اللاعبين الذين شاركوا في المباريات قدموا مردودا طيبا للغاية. صحيح أن المستويات متفاوتة قليلا لكن حين يلعب المنتخب ثلاث مقابلات بالعزيمة والقوة ذاتها تقريبا فهذا دليل على أن هناك انسجاما وتفاهما بين اللاعبين وتماسكا في الخطوط، وهذا ليس بالأمر الهين. وإذا كان لابد من ذكر بعض الأسماء فأشير إلى بوڤرة، حليش، بلحاج، عنتر يحيى، بودبوز، الحارس مبولحي ويبدة. هل تعتقد أن هؤلاء الذين أشرت إليهم قادرون على التألق في البطولة الإيطالية؟ لم لا وقد أظهروا إمكانات معتبرة في نهائيات كأس العالم وأمام منتخبين كبيرين مثل إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية. لقد علمت بأن إدارة لازيو مهتمة جدا باستقدام نذير بلحاج، ولا شك أن المردود الطيب الذي قدمه بعض اللاعبين الجزائريين في جنوب إفريقيا سيرفع قيمتهم في سوق انتقال اللاعبين ويجعلهم يثيرون اهتمام أندية كثيرة، لكن أود أن أضيف نقطة أراها هامة. تفضّل ... المنتخب الجزائري قادر على أن يحقق نتائج جيدة للغاية في حال مواصلة العمل بالعناصر ذاتها التي برزت في مونديال جنوب إفريقيا وأظهرت عزيمة قوية واستعدادا لبذل جهود بلا حساب، وهو ما يعني أن لديهم هامشا كبيرا لتطوير إمكاناتهم. ولا أشك أن نهائيات كأس العالم أكسبتهم تجربة هامة ستفيدهم كثيرا في المستقبل، ولست في حاجة لمجاملة قراء صحيفتكم ولا الجمهور الرياضي في الجزائر لكن أعتقد أنه بإمكان المنتخب الجزائري أن يسيطر على المنافسة في إفريقيا في المستقبل وأن يحقق نتائج طيبة في نهائيات كأس العالم المقبلة. كل المنتخبات التي لعبت مع الجزائر توقفت في الدور الثاني، هل يعني هذا أن الفوج الثالث كان ضعيفا؟ أبدا، لأن ما تقوله لا ينطبق فقط على الفوج الثالث وإنما على مجموعات أخرى أيضا. فخذ على سبيل المثال الفوج الأول الذي ضم منتخبات فرنسا، جنوب إفريقيا، المكسيك وأوروغواي، هل كان ضعيفا؟ بالتأكيد لا، لكن لم يصل إلا فريق واحد منها إلى الدور ربع النهائي هو أوروغواي. لقد ولى عهد إحراز الأهداف بسهولة إلا في حالات نادرة، والمنتخب البرتغالي الذي أمطر شباك منتخب كوريا الشمالية بسبعة أهداف خرج من الدورة لأنه فشل في الرد على هدف المنتخب الإسباني. على ضوء النتائج المسجلة، من ترشّح إلى الفوز بكأس العالم؟ كنت من مرشحي المنتخب الإنجليزي والإسباني إلى جانب البرازيل، ألمانيا والأرجنتين، لكن ما رأيناه إلى غاية اليوم يدفعنا إلى إعادة النظر في تكهناتنا، وما لا شك فيه أن منتخبي الأرجنتين والبرازيل أصبحا المرشّحين لإحراز كأس العالم. وأود أن أشير إلى أنني كنت أتوقع نتائج أفضل للمنتخبات الإفريقية، خاصة أنّ الدورة تجري للمرة الأولى في قارتها، لكنها لم تحقق أي شيء يذكر باستثناء منتخب غانا الذي وصل إلى الدور نفسه الذي وصلت إليه الكامرون في إيطاليا عام 1990 ومنتخب السنغال في دورة 2002. فإذا وصل المنتخب الغاني إلى الدور نصف النهائي، فإن ذلك سيكون أبرز إنجاز إفريقي. كلمة أخيرة نختم بها الحوار. تحياتي الحارة إلى الجمهور الرياضي في الجزائر وأقول له إن لديه منتخبا كبيرا دافع بقوة عن حظوظه في نهائيات كأس العالم وخرج من الدورة بعد أن أعطى صورة طيبة عن الكرة الجزائرية، وأنا متأكد أن إنجازاته ستكون أفضل في المستقبل بفضل العمل والتخطيط.