يبدأ منتخب إسبانيا مشواره في مونديال جنوب إفريقيا 2010 اليوم الأربعاء أمام نظيره السويسري وهو يحمل “عبء” أنه المنتخب الأوفر حظا للظفر بلقب بطل النسخة التاسعة عشرة، وبالتالي سيكون مطالبا بالارتقاء إلى مستوى التوقعات والآمال منذ الدقائق التسعين الأولى. ومن المرجح أن لا يواجه أبطال أوروبا صعوبة في حسم صدارة المجموعة لمصلحتهم، لكن فابريڤاس حذّر زملاءه قائلاً: “نحن في مجموعة قوية، لكننا عازمون على التأكيد أنها لحظتنا، ونحن متعطشون لكي نظهر أن بإمكان إسبانيا الفوز على الأفضل”. ويأمل فابريڤاس وزملاؤه في منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي أن يؤكدوا تفوق بلادهم على سويسرا التي لم تذق طعم الفوز على “لاروخا” في 18 مواجهة سابقة بين الطرفين، واكتفت بالخروج متعادلة في ثلاث مناسبات. ثالث مواجهة بين المنتخبين في المونديال وسيتواجه المنتخبان في نهائيات العرس الكروي للمرة الثالثة بعد مونديالي إنجلترا عام 1966 والولاياتالمتحدة عام 1994، وكانت إسبانيا فازت في الأولى (2-1) في دور المجموعات وفي الثانية (3-0) في الدور الثاني، وكانت المواجهة الأخيرة بين الطرفين رسميا ووديا. وأضاف فابريڤاس الذي عاد مؤخراً إلى الملاعب بعد شفائه من إصابة أبعدته حوالي شهرين: “علينا التقدم خطوة خطوة. قبل عامين فزنا بلقب بطولة أوروبا، وأتذكر أننا لم نكن المرشحين لكننا تعاملنا مع كل الأمور من مباراة إلى أخرى وحافظنا على تواضعنا وأعتقد أنه علينا المحافظة على هذه الذهنية”. وعاد فابريڤاس بالذاكرة إلى مونديال ألمانيا قبل أربعة أعوام عندما قدم منتخب بلاده أداءً رائعاً في الدور الأول قبل أن يودع العرس الكروي أمام الفرنسيين، مضيفا: “كل شيء كان يجري بطريقة مثالية وبعدها لعبنا مباراة ضعيفة وكان ذلك كافيا ليطيحوا بنا، علينا أن نتعلم من ذلك”. إصابة إنييستا تخلط الحسابات ومن المرجح أن يبدأ فابريڤاس اللقاء على مقاعد الاحتياط إلا في حال قرر ديل بوسكي أن لا يخاطر بانييستا الذي تعافى من الإصابة. وقد أكد المدرب أن نجم وسط برشلونة سيشارك أساسياً أمام سويسرا بعد أن شفي تماماً من إصابة في فخذه الأيمن تعرض لها في المباراة الودية الأخيرة أمام المجر (6-0). وكان إنييستا عاد مؤخراً إلى الملاعب بعدما أبعدته الإصابة التي تعرض لها في عضلة فخذه الأيمن أيضاً حوالي شهر عن برشلونة. ديل بوسكي يُحذّر من المفاجآت ويأمل ديل بوسكي أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه بعد خلافة لويس أراڤونيس الذي قاد “لاروخا” إلى لقبها الأول منذ 1964 بعدما توّج بطلا لكأس أوروبا 2008 على حساب نظيره الألماني (1- 0). وقد تسلم ديل بوسكي مهامه في المنتخب بعد كأس أوروبا مباشرة ونجح في قيادته لمواصلة عروضه الرائعة ومسلسل نتائجه المميزة، ولم يلق أبطال أوروبا طعم الهزيمة بقيادته سوى مرة واحدة وجاءت أمام الولاياتالمتحدة في نصف نهائي كأس القارات العام الماضي (0-2). ووضع المنتخب الأمريكي حينها حداً لمسلسل انتصارات نظيره الإسباني بعد أن حطّم بطل أوروبا الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات المتتالية (15 فوزا على التوالي)، علما أن الخسارة أمام منتخب “العم سام” كانت الأولى لأبطال أوروبا منذ سقوطهم أمام رومانيا (0-1) في نوفمبر 2006، فحرمهم من تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية دون هزيمة، لتبقى “لاروخا” شريكا للمنتخب البرازيلي في هذا الرقم (35 مباراة دون هزيمة)، علما أن المنتخب البرازيلي سجله بين عامي 1993 و1996. إسبانيا بعقلية المرشح للتتويج باللقب وسيدخل المنتخب الإسباني إلى النهائيات وفي رصيده 12 فوزا متتاليا و25 من أصل المباريات ال26 الأخيرة، ما يجعله المنتخب الأوفر حظا للفوز باللقب العالمي للمرة الأولى وهو ما يزيد الضغوط على مدربه ولاعبيه. وحذّر ديل بوسكي لاعبيه من الوقوع في فخ المفاجآت خلال العرس الكروي العالمي الذي يقام للمرة الأولى في القارة السمراء، مضيفا: “إن السؤال الذي يتكرر بشكل شبه دائم يتعلق بوضع منتخبنا أفضل مرشح للظفر باللقب. حسنا، رغم أننا نؤكد دائما عدم اتفاقنا مع هذا الطرح، إلا أننا في الوقت نفسه لا ننكر أنه من المنطقي أن تصب أغلب الترشيحات في مصلحتنا بحكم تربعنا على العرش الأوروبي وتحقيق الفوز في عدد من المباريات المتتالية”. وأضاف ديل بوسكي: “إن الجميع في إسبانيا يتشوق لرؤيتنا نعتلي منصة التتويج في كأس العالم. لكن من يعتقد أن عدم الفوز باللقب العالمي يعتبر فشلا ذريعا فهو مخطئ تماما. إن مثل هذه الطروحات تعتبر تفكيرا متطرفا نوعا ما”. سويسرا تعوّل على صلابة دفاعها وسيكون بانتظار مهاجمي إسبانيا مهمة صعبة أمام دفاع المنتخب السويسري الذي يشرف عليه الألماني أوتمار هيتزفيلد، لأن السويسريين لم يتلقوا أيّ هدف في النهائيات ل394 دقيقة على التوالي، لأنهم ودّعوا الدور الثاني من ألمانيا 2006 دون أن تهتز شباكهم في المباريات الأربع التي خاضوها، ويعود الهدف الأخير الذي تلقوه إلى الدقيقة 86 من مباراتهم مع إسبانيا بالذات في الدور الثاني من مونديال 1994 (0-3) وسجله تكسيكي بيغرستاين. ومن البديهي أن إسبانيا هي المرشّحة الأبرز لخطف صدارة المجموعة، وبالتالي سيدخل رجال هيتزفيلد في صراع مع تشيلي على الأرجح من أجل الحصول على البطاقة الثانية، لذلك ستكون مواجهة الطرفين يوم 21 جوان في بورت أليزابيت فاصلة للتأهل إلى الدور الثاني. ويعول هيتزفيلد الذي تسلم مهامه بعد كأس أوروبا 2008 خلفاً ل كوبي كوهن، على عدد من الأسماء الشابة البارزة وعلى رأسهم أرين ديرديوك التركي الأصل الذي تميّز في وسط باير ليفركوزن الألماني الموسم المنصرم والذي بلغ الثانية والعشرين يوم انطلاق النهائيات. كما يبرز في خط الوسط ترانكويلو بارنيتا زميله في باير ليفركوزن، غوكان إينلر لاعب وسط أودينيزي الإيطالي التركي الأصل، فيليب سنديروس مدافع إيفرتون الإنجليزي، وحارس مرمى فولسبورغ الألماني دييغو بيناغليو. هيرو: “العقلية الأسبانية تغيرت كثيرا بعد التتويج بكأس أمم أوروبا“ أكد فيرناندو هيرو لاعب المنتخب الإسباني والنادي الملكي في تسعينيات القرن الماضي أن الفوز بكأس أمم أوروبا غيّر عقلية “الماتادور“، وقال هيرو في تصريحات نقلتها صحيفة “أس” الأسبانية: “الفوز بكأس أمم أوروبا كان ضروريا فقد غيّر عقلية الفريق وأزال الكثير من الخوف”. وأوضح لاعب ريال مدريد السابق: “اللاعبون في منتهى التحفز للفوز بكأس العالم لكن بكل الإحترام فيجب أن لا ننسى التواضع كي لا نخسر كل شيء”، وواصل هيرو: “منافسونا سيجعلونا نملك الكرة كثيرا لكننا نعلم الصعوبات التى ستواجهنا الآن، شيلي وهندوراس منتخبان يضغطان ويجريان كثيرا”. الشيلي – هندوراس الشيلي تبحث عن فوزها الأول منذ 48 عاماً أمام هندوراس تبحث الشيلي عن تحقيق فوزها الأول في نهائيات كأس العالم منذ عام 1962 عندما تلتقي هندوراس اليوم الأربعاء على ملعب “مبوبيلا ستاديوم” في “نيسلبروت“ في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا. ويعود آخر فوز للشيلي إلى عام 1962 عندما استضافت البطولة وحلّت ثالثة بفوزها على يوغوسلافيا (1-0) وشاءت الصدف أن تلك المباراة أقيمت أيضا في تاريخ 16 جوان، ومنذ ذلك الانتصار تعرض المنتخب الشيلي لسبع هزائم وحقق التعادل في ست مباريات، علما بأنه تأهل إلى الدور الثاني في مونديال فرنسا عام 1998 بتعادله في ثلاث مباريات مع الكاميرون وإيطاليا والنمسا في الدور الأول قبل أن يخسر أمام البرازيل (1-4) في الدور الثاني، وتدخل منتخب الشيلي المباراة وهو مرشح فوق العادة لحصد النقاط الثلاث نظرا للفارق الفني بين الطرفين. وتعود هندوراس لتخوض تجربتها الثانية في المونديال بعد الأولى قبل 28 عاما وتعوّل بشكل أساسي على كارلوس بافون الذي تخطى عامه السادس والثلاثين. رويدا: “هندوراس ستلعب بدون ضغط” ومن المرجح أن تفتقد هندوراس في المباراة نجمها الآخر دافيد سوازو (30 عاما) المعار من إنتير ميلان الإيطالي إلى جنوة لأنه يعاني من إصابة كما هو الحال بالنسبة للاعب وسط توتنهام الإنجليزي ويلسون بالاسيوس، وبالتالي سيعوّل المدرب الكولومبي رينالدو رويدا بشكل أساسي على لاعب وسط ويڤان الإنجليزي هندري توماس. ويكمل المدافع ماينور فيڤيروا الثلاثي المحترف في إنجلترا وهو يلعب مع ويڤان أيضا إلى جانب توماس، علما بأن الأول دخل تاريخ الكرة الإنجليزية بتسجيله هدفا من ركلة حرة من وسط الملعب في مرمى ستوك سيتي. وقال رويدا (53 عاما) الذي نال الجنسية الهندوراسية مكافأة على عمله مع المنتخب: “لن نلعب تحت أي ضغط وهذا سيساعدنا، الشعب واثق من فريقنا ونريد أن نكون عند حسن ظنه”. وفي مبارياته التحضيرية للمونديال خسر منتخب هندوراس أمام رومانيا (0-3) وتعادل مع أذربيجان بدون أهداف ومع بيلاروسيا (2-2). الشيلي بحنكة بييلسا وبدورها تعوّل الشيلي على حنكة مدربها الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي صنع مزيجا من اللاعبين الشبان وبعض المخضرمين، وتملك الشيلي فرصة واقعية لبلوغ الدور الثاني على غرار عام 1998 على حد قول لاعب وسطها خورخي فالديفيا (26 عاما) المحترف مع نادي العين الإماراتي: “على أرض الملعب نحن 11 لاعبا أمام 11 من الفريق المنافس وكل الأمور واردة، قد تملك أفضل اللاعبين في العالم دون أن تملك فريقا حقيقيا. منتخب شيلي جيد وقادر على تحقيق المفاجآت”. ويعتمد بييلسا على ڤاري ميديل لاعب وسط بوكا جونيورز الأرجنتيني، ماتياس فرنانديز لاعب وسط سبورتينغ لشبونة البرتغالي ومهاجم أودينيزي الإيطالي النشيط ألكسيس سانشيز، ويُضاف إلى الوجوه الشابة هومبرتو سوازو مهاجم ريال سرقسطة الإسباني وهداف بلاده في التصفيات برصيد 10 أهداف، لكن الأخير تعرض لإصابة في قدمه اليسرى ويتوقع أن يغيب عن مباراتي هندوراس وسويسرا، وقال بييلسا: “الأمر الأهم في كأس العالم أن تكون لياقة اللاعبين كاملة وهذا يعتمد على عوامل عدة بعضها يمكنك التحكم فيها لكن البعض الآخر هو محصلة مشوار اللاعب في الأشهر العشرة السابقة”. جنوب إفريقيا – أوروغواي أصحاب الأرض يتطلعون إلى الفوز الأول وتفادي شبح الإقصاء المبكر يريد منتخب جنوب أفريقيا المدعوم بآلة “الفوفوزيلا“ التي وصفها قائد الفريق أرون موكوينا بأنها اللاعب الرقم 12، أن يقترب من الدور الثاني لكأس العالم عندما يلتقي مع منتخب أوروغواي اليوم على ملعب “لوتوس فسترفلد” في بريتوريا في مستهل الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى. وتسعى جنوب أفريقيا إلى تحاشي أن تكون أول دولة تنظم المونديال وتخرج من الدور الأول، لكن مهمتها لن تكون سهلة أمام أوروغواي التي صمدت أمام فرنسا في المباراة الأولى وانتزعت منها التعادل السلبي على الرغم من أنها لعبت الدقائق العشر الأخيرة بعشرة لاعبين إثر طرد لاعب وسطها نيكولا لوديرو. واعتبر قائد المنتخب المضيف أرون موكوينا أنه يتعيّن على زملائه أن يبنوا على نتيجة المباراة الأولى التي انتهت بالتعادل أمام المكسيك (1-1) بقوله: “بعد الأداء المخيّب الذي ظهرنا به في الشوط الأول بسبب الضغط فإننا قدمنا شوطا ثانيا كبيرا ويجب أن نبني على ذلك. معنويات اللاعبين مرتفعة بعد نتيجة المباراة الافتتاحية”. كومالو: “لا نخشى منتخب أوروغواي” وإذا كان المنتخب الجنوب إفريقي قد نجح في احتواء مهاجمي المكسيك فإن المهمة ستكون أصعب نسبيا في مواجهة لاعبي أوروغواي الخطيرين دييڤو فورلان ولويس سواريز اللذين وإن لم يسجلا في المباراة الأولى أمام فرنسا إلا أنهما أقلقا مدافعي منتخب “الديوك“ كثيرا، واعتبر قلب دفاع منتخب جنوب أفريقيا بونڤاني كومالو أن الحد من خطورة هذا الثنائي يشكل تحديا كبيرا أمامه وقال: “فورلان لاعب من الطراز الدولي، لكن العبرة من خوض هذه البطولة هي مواجهة هذا النوع من اللاعبين، نحن نحترم منتخب أوروغواي لكننا لا نخافه كما لا نخشى مواجهة فورلان”. تاباريز: “لقاء جنوب إفريقيا يختلف عن مواجهة فرنسا” من جهته أعلن مدرب أوروغواي أوسكار واشنطن تاباريز أنه سيجري تغييرين على التشكيلة التي واجهت فرنسا إذ سيشرك المدافع خورخي فوسيلي بدلا من مارويسيو فيكتورينو ومهاجم باليرمو الإيطالي إدينسون كافاني بدلا من إيڤناسيو ڤونزاليس ليعود دور صناعة اللعب إلى نجم الفريق دييڤو فورلان، وقال تاباريز: “قد تحصل بعض التغييرات لأن هذه المباراة مختلفة عن الأولى مع احترامي لفرنسا. سنسعى قدر الإمكان إلى عدم الاعتماد على طريقة لعب المنافس، لكن في الوقت ذاته يجب أن نأخذ في الحسبان كيف سيقاربون المباراة”.
