“سواء مهاجم أو مدافع المهم أن ألعب على الجهة اليسرى” كيف هي الأحوال جمال؟ كل شيء على ما يرام، بقيت أمامي بضعة أيام قبل أن أعود للتدريبات مع فريقي ليتشي، حيث سنبدأ التحضير للموسم القادم. إذن بقاءك في ليتشي مؤكد؟ نعم، لن أغيّر الأجواء، وهو ما صرّحت به لكم منذ مدة، فأنا لن أغيّر فريقي هذا الموسم لأني أفضّل الاستقرار، خاصة أني وجدت نفسي في هذا الفريق، وسمح لي ذلك بتطوير مستواي والوصول للمنتخب الوطني، وهو حلم الصغر، لذا لن أفكّر في تغيير الأجواء، بل على العكس، أنا أفكر في تمديد عقدي مع هذا الفريق. لكن فريقك صاعد جديد إلى الدرجة الأولى الإيطالية، وقد لا يحافظ على مكانه في الكالتشيو الإيطالي، ألا تعتقد أنه يجب التريث قبل تمديد العقد؟ ليس لدي مشكل من هذه الناحية، فالمهم بالنسبة لي أن أفرض نفسي في تشكيلة فريقي هذا الموسم، وألعب بانتظام وهذا حتى أطور مستواي أكثر، وبعدها إن كنت أستحق فعلا اللعب في الكالتشيو فإن العروض ستأتي دون شك، حتى لو مدّدت عقدي، وحتى لو سقط فريقي إلى القسم الثاني، وأضرب مثالا في هذا الأمر مع زميلي في الفريق الوطني عبد القادر غزال الذي رغم سقوط فريقه إلى الدرجة الثانية إلا أنه بقي في الكالتشيو بعد أن وقّع لنادي باري. على ذكر زملائك في المنتخب الوطني، نذير بلحاج سيلعب لنادي السد القطري، ألا تعتقد أنه أخطأ باختيار هذا النادي؟ الأخبار هذه لا زالت لم تتأكد بعد، ورغم هذا فإني أفضل عدم التعليق على هذه الأمور لأني لاعب لا يحب أن يتدخل فيما لا يعنيه، لذا أفضل عدم الحديث عن هذه الأمور. البعض يرى فيك الوحيد القادر على منافسة بلحاج على الجهة اليسرى للخضر، ما رأيك؟ لقد قدمت الى الفريق الوطني وأنا أعرف أن بلحاج هو الرقم واحد، وأنا الرقم 2، وصراحة هذا اللاعب يستحق مكانه مع الخضر، وأمر جميل أن أتنافس معه، لكن هذا الأمر لا أفكّر فيه كثيرا، بل كل ما يهمني أني مع المنتخب الوطني، وسألبي الدعوة في كل مرة لأني أشعر بفخر كبير لحملي الألوان الوطنية، وهو شيء رائع فعلا، كنت أحلم به منذ الصغر وقد تحقق فعلا. نفهم من كلامك أنك لم تتأثر لعدم مشاركتك في أي لقاء من كأس العالم؟ سأفاجئك إن قلت لك أني غير منزعج من هذا الأمر، لأن كل ما يهمني هو أن أكون مع المنتخب، ولا يمكن أن أفكر في مصلحتي الشخصية فقط، فلا تنس أن لاعبي المنتخبات الوطنية هم سفراء لبلدانهم، وهذه هي الطريقة التي أفكر بها، أشعر أني سفير لبلدي ويجب أن أقدم أفضل صورة عن الجزائر، ولا يمكن أن أفكر أبدا في مصلحتي الشخصية، هل ألعب أم لا، هل أكون أساسيا أم لا، هذه الأمور تحدث على مستوى الفرق، وليس على مستوى المنتخبات. ماذا عن ناديك ليتشي ألم تفقد ثقة المسيّرين بما أنك لم تشارك ولا دقيقة في المونديال؟ لا، بتاتا، في ليتشي لم يسألوني عن الأمر تماما، ولا يمكن أن يؤثر ذلك على علاقتي بفريقي، ولا يؤثر على ثقة المسيّرين والمسؤولين فيّ، فهدفي منذ الأول هو التواجد ضمن قائمة ال23 لاعبا للمنتخب الوطني، وهو ما حققته فعلا، لذا يجب أن أكون راضيًا عن تواجدي في المنتخب، ولا أفكر في مثل هذه الأمور. لكن المباراة التي لعبتها أمام إيرلندا جعلت الجزائريين يضعون ثقتهم فيك، ما تعليقك؟ أمر جميل أن يثق فيّ أنصار المنتخب الوطني، وأتمنى أن أوفق في تشريفهم وبذل قصارى جهدي لإرضائهم، وأود أن أشكر كل من وضع ثقته في قدراتي، سواء كان قريبا مني أو بعيدا، وأعدهم أني سأكون عند حسن ظنهم. الحديث كثر عن مدرب المنتخب الوطني، هل سيبقى سعدان أم سيتم تغييره، ما رأيك؟ صراحة لا أود الدخول في متاهات ليست من صلاحياتي، لكن من المؤكد أني أدعم بقاء المدرب سعدان على رأس الخضر، لأنه إنسان رائع ويعرف كيف يتعامل مع المجموعة، فهو يشرف على المنتخب منذ 3 سنوات تقريبا وهو يقوم بعمل جبار، إضافة إلى شيء مهم للغاية هو أنه يحسن التعامل مع اللاعبين، فنحن نشعر أنه والدنا وهو دائما يحاول حمايتنا، هذا شيء لا تجده عند كل المدربين، لذا فأنا مع بقاءه مدربا للخضر. بعد أن أكدت لنا بقاءك مع ليتشي لموسم آخر على الأقل، هل لنا أن نعرف المنصب الذي ستلعب فيه هذا الموسم، بما أنك جناح أيسر، لكنك لعبت نصف مرحلة العودة الموسم الماضي كظهير أيسر؟ هذا الأمر لا يزعجني ولا يهمني أن أحدده من الآن، فأنا لاعب يستطيع اللعب في الرواق الأيسر بكامله، سواء في الجانب الهجومي أو الدفاعي، وما دمت أنشط في هذا المكان لا يهمني إن شاركت مدافعا أيسر أو مهاجما أيسر، المهم أن أقدم الدعم لفريقي، ونفس الشيء ينطبق على المنتخب الوطني، فأنا تحت تصرف المدرب أينما يشاء، المهم المدرب الذي يشرف عليّ يعرف أنه يملك لاعبا متعدد المناصب يمكنه الاستنجاد به أين يشاء دون أي مشكل. المنتخب تنتظره تحديات جديدة، هل بدأتم التفكير فيها من الآن؟ هذا طبيعي، ولا أخفي عليك منذ أن غادرنا جنوب إفريقيا ناحو منازلنا وأنا أتحرّق شوقا للعودة للمنتخب والدخول في التربص القادم، لأن الأجواء التي تسود المجموعة أكثر من عائلية، كنت أعرف هذا قبل المجيء الى “الخضر” لكني تأكدت من ذلك بنفسي، لذا أنا أتحرّق شوقا للعودة مجددا لتربص المنتخب الوطني. انتقلت الى ليتشي لتلعب في الدرجة الثانية الإيطالية، لكن موسمك كان مليئا بالمفاجآت، إذ حققت الصعود مع فريقك، التحقت بالمنتخب الوطني، وذهبت للمونديال، كيف تقيّم لنا هذا الموسم؟ إنه موسم استثنائي على طول الخط، حققت فيه تقدما كبيرًا، وأهم شيء هو أني حققت حلمي باللعب للمنتخب الجزائري، وأتمنى أن يكون الموسم القادم أفضل وأحقق فيه نتائج أحسن. بماذا تريد أن نختم حوارنا؟ أود أن أتوجّه بتحية خالصة الى أنصار المنتخب الوطني الذين وقفوا مع المنتخب لفترة طويلة، وهم من كان وراء النتائج التي حققها اللاعبون، وأود أن أشكرهم على تفهمهم لنا رغم أننا لم نحقق سوى نقطة واحدة.