صنع إلتحاق الدولي الجزائري جمال مصباح بفريقه نادي “ليتشي“ الإيطالي صبيحة أمس الحدث في إيطاليا. حيث أن الجميع يتحدث هنا في إيطاليا عن المبادرة الفريدة من نوعها التي قامت بها الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بالسماح للاعب بالعودة إلى فريقه ومغادرة تربص تحضيري استعدادا لمنافسة أهم بكثير من مباراة في بطولة القسم الثاني. وقد توجه اللاعب مباشرة من سويسرا إلى مدينة “البندقية“ من أجل الالتحاق بفريقه، ثم التوجه سويا إلى “فيتشنزا“، حيث لم يكن لديه متسع من الوقت لكي يذهب إلى “ليتشي“ ثم العودة إلى “فيتشنزا“ التي تقع في شمال إيطاليا. أنصار “ليتشي“ متفائلون بالصعود بوجود مصباح من جهتهم، ينظم أنصار نادي “ليتشي“ الإيطالي رحلات خاصة إلى مدينة “فيتشنزا“، رغم بعد المسافة التي تصل إلى حوالي 700 كلم، وهذا حتى يحتفلوا جميعا في هذا الملعب بصعود فريقهم المفضل، لأنهم متفائلون بإمكانية تحقيق ذلك، خاصة بعد موافقة الإتحادية الجزائرية على السماح للاعب مصباح بمغادرة التربص والإلتحاق بفريقه ليشارك في هذه المباراة الحاسمة. حيث يرون أنه بوجود هذا اللاعب في تشكيلة “ليتشي“ الصعود سيكون مضمونا، الأمر الذي يبيّن مرة أخرى المكانة المرموقة التي أصبح يحتلها جمال مصباح في فريقه “ليتشي“ الذي أصبح لا يستغني عن خدماته أبدا، بدليل أن إدارة فريقه ألحّت على أن تسمح له الاتحادية الجزائرية بمغادرة التربص نظرا إلى حاجتها الماسة إليه. الصحف الإيطالية خصصت مساحات كبيرة للحديث عن إلتحاق مصباح من جهة أخرى فإن الصحافة الإيطالية لم تمر مرور الكرام بخصوص التحاق جمال مصباح بفريقه، وإنما خصصت مساحات كبيرة من أجل الحديث فقط عن مبادرة الاتحادية الجزائرية الفريدة من نوعها، حيث أن كل الصحف أشادت بتفهّم الاتحادية الجزائرية. مسؤولو “ليتشي“ نوّهوا بتفهّم الإتحادية الجزائرية أما مسؤولو نادي “ليتشي“، فقد نوّهوا كثيرا بتفهّم الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، بالسماح للاعب مصباح بالالتحاق بفريقه للمشاركة في هذه المقابلة الصعبة، القوية والمصيرية مثلما يعتبرونها، وأكدوا أنهم لن ينسوا هذه الإلتفاتة الطيبة التي من شأنها أن توطّد العلاقة بين الإدارتين، رغم أن المنتخب الجزائري يحضّر لمنافسة كأس العالم التي تعتبر أهم من أي منافسة كانت. كما أكدت إدارة “ليتشي“ أن ما قامت به الاتحادية الجزائرية لا يمكن أن ينسى وسيكون مثلا حيا في التعامل بين اتحاديات المنتخبات الوطنية والأندية التي تضم لاعبين دوليين. -------------------------------------------- مصباح: ”طلب ليتشي من المنتخب بتسريحي يُبيّن المكانة التي أحتلها في النادي” “ سأعود إلى سويسرا مباشرة بعد نهاية مباراة فيتشنزا” “ كلما أتحدث مع سعدان أشعر بثقة أكبر في نفسي” إلتحق أمس اللاعب الدولي الجزائري جمال مصباح بنادي “ليتشي“ الذي توجه إلى مدينة “فيتشنزا“ للعب مباراة مصيرية يُمكن أن تسمح له بالصعود إلى الدرجة الأولى من الدوري الإيطالي. ويؤكد مصباح، الذي سمحت له الإتحادية الجزائرية بالالتحاق بفريقه، من خلال هذا الحوار أنه مسرور بلقاء زملائه، وأنه سيعود إلى تربص “الخضر“ مباشرة بعد نهاية لقاء اليوم... في البداية، كيف تمكّنت من الالتحاق بفريقك نادي “ليتشي“ بهذه السرعة رغم بعد المسافة بين “ليتشي“ و“فيتشنزا“؟ في الحقيقة لم أتنقل من سويسرا إلى مدينة “ليتشي“ لأتنقل منها مجدّدا إلى “فيتشنزا“. الجميع يعلم أن المسافة بعيدة، لذلك عندما أتيت من سويسرا، ذهبت مباشرة إلى “فونيس“ (البندقية)، وهناك التقيت الفريق، ثم توجّهنا معا مباشرة إلى “فيتشنزا“، وهذا لربح الوقت خاصة وأننا عشية المواجهة، ومن الضروري تفادي الإرهاق الناتج عن السفر. كيف وجدت الأجواء في فريقك؟ وجدتها غاية في الروعة. التقيت بقية زملائي وقد رحّب بي الجميع. لقد أراحني كثيرا هذا الترحيب الذي جاء من طرف أصدقائي وبقية أعضاء الطاقم الفني لفريق “ليتشي“. أنا سعيد جدا بعودتي، خاصة في هذه الأوضاع، لأننا سنلعب مباراة مصيرية، ووجدت تركيز اللاعبين عاليا جدا، الأمر الذي سيجعلنا متفائلين أكثر بكسب الرهان. مدربك في “ليتشي“ طلب من الاتحادية الجزائرية السماح لك بالالتحاق،بالفريق للعب هذه المباراة المصيرية أمام نادي “فيتشنزا“، ماذا يعني لك هذا؟ لا أخفي أنني في غاية السعادة لما علمت أن الطاقم الفني لنادي “ليتشي“ يريدني في هذه المقابلة القوية. لست سعيدا لأنني غادرت تربص المنتخب الوطني، وإنما أنا سعيد لأني عرفت الآن المكانة التي أحتلها في هذا النادي. عندما أعلم أن المدرب لا يريد الاستغناء عن خدماتي، فهذا يعني لي الكثير. لكن أعلم أن هذا ناتج عن المجهودات الكبيرة التي بذلتها حتى اكتسبت هذه المكانة في النادي. أعلم جيدا أن الفريق بهذه الدعوة ينتظر مني الكثير، وأتمنى فقط أن أكون في المستوى وعند حسن ظن كل من ينتظر مني الكثير في هذه المواجهة. وكيف ترى المواجهة التي تنتظركم؟ من المؤكد أن المواجهة ستكون في غاية الصعوبة، خاصة وأن كلا الفريقين له هدف فيها. فالمنافس سيُحاول قدر المستطاع كسب كل النقاط حتى يتفادى الإقتراب من منطقة السقوط. أما من جهتنا فلا بد من كسب النقطة الوحيدة التي نحتاجها حتى نحقّق الصعود إلى الدرجة الأولى من البطولة الإيطالية. لذلك من المنتظر أن تكون المقابلة محتدمة وقوية جدا. بعد أن طلب منك مغادرة تربص المنتخب الوطني والالتحاق بالنادي، هل تنتظر أن تشارك أساسيا أمسية هذا الأحد؟ لا أخفي أني لم أتحدّث بعد مع المدرب منذ التحاقي بالفريق، وهذا أول تصريح لي منذ عودتي إلى الفريق، لكن أهم ما يمكنني قوله بشأن هذه المسألة هو أني مستعد للعب أي دور يحتاجني فيه المدرب، سواء أساسيا أو في الاحتياط. المهم أن نحقّق الهدف ونتمكّن من الصعود إلى الدرجة الأولى. أنا مستعد للقيام بدوري على أكمل وجه. كيف تركت الأجواء في سويسرا؟ كانت رائعة للغاية. فمعنويات اللاعبين مرتفعة، والجميع عازم على القيام بتحضيرات في المستوى استعدادا للمونديال القادم. ومن جهتي فقد وعدت أصدقائي في تربص سويسرا أني سأعود إليهم مباشرة بعد نهاية مواجهتنا أمام نادي “فيتشنزا“ في الأمسية. لا يمكنني أن أصف الأجواء التي تركتها في فندق “ڤولف أند بالاس“... يصعب مفارقة هذا المنتخب. وماذا عن الاندماج مع بقية زملائك في المنتخب؟ كان سهلا للغاية، حرارة اللقاء والأجواء السائدة داخل المجموعة بين العناصر الجديدة والقديمة جعلتني أشعر وكأنني لست جديدا في المنتخب. هذه الأجواء ممتازة، وتنبئ بالاطمئنان. آمل أن تبقى على حالها ونقوم جميعا بدورنا على أكمل وجه لفائدة هذا المنتخب الذي يستحق كل الخير. مع مَن من اللاعبين تحدثت كثيرا في هذا التربص؟ بصراحة تحدثت كثيرا مع جميع اللاعبين. كلهم سهّلوا علينا الاندماج، لكن بشكل خاص تحدثت أكثر مع زياني الذي كنت أعرفه بحكم أننا لعبنا سويا في صفوف نادي “لوريون“ الفرنسي سابقا. كما تحدثت أيضا مع المهاجم عبد القادر غزال الذي أعرفه في إيطاليا. لقد تحدثنا عن أمور كثيرة بخصوص إيطاليا، والبطولة...الخ. المهم أنني أشعر وأني في هذا المنتخب منذ مدة طويلة، وكأنها ليست هذه المرة الأولى التي أدخل فيها معه في تربص تحضيري. وأريد أن أضيف شيئا آخرا. تفضل... أريد أن أتحدث عن التنظيم في هذا الفندق، لقد كان رائعا. كل الشروط متوفرة لإجراء تربص في المستوى، وهو كامل من جميع النواحي.. لا ينقصنا شيء في سويسرا، الأمر الذي سيجعلنا نتحمل مسؤولية كبيرة نحن اللاعبين ويجبرنا على أن تكون لدينا عزيمة قوية من أجل العمل لتحقيق أفضل النتائج في المنافسة العالمية، وهذا يجعلنا أيضا نتفاءل بتحقيق أهدافنا من الآن. ماذا عن المسؤولين والطاقم الفني؟ كل شيء يسير على أحسن ما يرام. عندما تحدثت مع المدرب سعدان وجدت أنه فعلا مدرب جدير بالاحترام والتقدير. إنه إنسان يعرف عمله جيدا، ومن النظرة الأولى يتبيّن لنا أنه مدرب يتمتّع بخبرة واسعة في مجال التدريب. إضافة إلى ذلك أنني كلما أتحدث إليه أشعر بثقة أكبر، له إمكانات كبيرة تسمح له بأن يقود منتخبنا إلى أبعد الحدود.
