ولد جمال مصباح يوم 9 أكتوبر 1984 بزيغود يوسف (قسنطينة) وهو الذي غادر مسقط رأسه بعد شهر فقط من ولادته، وشد مع والداه الرحال نحو فرنسا أين كبر هناك، “سبق لي الحديث مع روراوة وفي حال اتصل بي أحد من الخضر فالرد سيكون نعم دون تردد” “أعرف زياني لما كنا في لوريون و أكن له احتراما خاصا” “شخصيا لا أستحق المشاركة في المونديال لأن هناك من حارب في التصفيات من أجل الوصول إلى هناك” وقد بدا منذ صغره شغوفا بكرة القدم وظهرت موهبته منذ نعومة أظافره وهو ما جعل والده يقوده إلى إحدى المدارس الكروية “آنسي القديمة”، وبعدها ذهب إلى سويسرا من أجل متابعة تكوينه في مركز “سارفات جنيف” حتى بلغ هناك سن 18 فأبرم عقده الاحترافي الأول سنة 2003 ثم بعد موسم فقط تنقل إلى “آف. سي. بال” وحصل معه على لقب البطولة في 2005، وفي 2006 وجد نفسه معارا إلى نادي لوريون الفرنسي أين قال في هذا الصدد : “المدرب لعب دورا كبيرا في تنقلي حينها فهو الذي يسهل الأمر للاعب ما أو يصعبه عليه، وأنا شخصيا أعتبره الحل الوحيد”، وبالمناسبة مدربه هو الذي أعاده إلى الدوري السويسري وأمضى في “آف. سي. آرو”. قُدم للجمهور الجزائري لأول مرة عبر “الهدّاف” في 2007 سنة بعد ذلك صار اسمه معروفا لدى الجماهير الجزائرية بفضل حسين عشيو الذي كان بصدد تجريب حظه في نادي “آرو” لإبرام عقد احترافي، وقد أرسلت حينها “الهدّاف“ مبعوثا خاصا لمتابعة كل صغيرة وكبيرة وإنجاز روبورتاج حول الحياة الجديدة لعشيو، وإذا به يلتقي بجمال مصباح وأعد له بورتري خاص وقتها كانت إدارة برشلونة تتابعه لكنه لم يكن له الحظ في التنقل إلى النادي الاسباني، وعلى الرغم من تلك الخيبة إلا أن مصباح لم ييأس ورفع التحدي بمواصلة العمل الجاد والصارم حتى انضم إلى “آف. سي. لوسارن” سنة 2008، ومن هناك تنقل على سبيل الإعارة كذلك إلى “إي. آس. آفيلينو” أين التحق بالدرجة الثانية الإيطالية. من أحسن اللاعبين في الدرجة الثانية بإيطاليا يعتبر مصباح من بين أبرز اللاعبين في الدرجة الثانية بإيطاليا أين يشد الانتباه في كل مباراة يلعبها مع فريقه، ما جعل الكثير من المناجرة تتابعه من أجل الظفر بخدماته مع أندية الدرجة الثانية وحتى الأولى، لأن الأندية الكبيرة تعوّدت على خطف الكثير من الأسماء في الدرجة الثانية وهو ما ينتظره جمال بفارغ الصبر حتى يلعب في الدرجة الأولى ويبرز هناك أمام أبرز لاعبي العالم على غرار رونالدينيو، إيتو وديل بيرو. اللعب في الدرجة الأولى هدفه المقبل بعد قضاء موسمين في الدرجة الثانية الإيطالية فقد أكد لنا جمال مصباح بأن هدفه المقبل هو اللعب في الدرجة الأولى الإيطالية مع أي نادٍ حتى لو لم يكن “ليتشي” الذي ينشط في صفوفه حاليا والذي يحتل المرتبة الأولى بثلاث نقاط فارق عن ملاحقيه المباشرين “ساسيولو” و“ڤروسيتو”، والأهم في كل هذا أن مصباح كما أشرنا إليه من بين أبرز اللاعبين في فريقه حيث يساهم بقسط كبير في النتائج المحققة لحد الآن، وقال في هذه النقطة بالذات : “أمر جيد أن تشعر بروح الجماعة العالية، حيث رفعنا التحدي من البداية للعب الأدوار الأولى وهو ما يحفزنا من جولة الى أخرى لمواصلة نتائجنا الإيجابية وعدم الاستسلام أمام أي عائق، ومن جهتي فأنا لست من اللاعبين الذين يعتبرون أنفسهم أساسيين في الفريق فلا يكثّفون من حجم العمل، لأنني أعرف جيدا طريقي وما العمل الذي ينتظرني حتى أنجح في الدرجة الأولى الإيطالية بفضل تكثيف المجهودات بطبيعة الحال حتى أكون في المستوى”. المدرب “لويجي دي كانيو” يعتمد عليه كثيرًا لم يرد أن يفصح لنا ذلك بطريقة مباشرة لكن مصباح من بين الأسماء البارزة في فريقه الحالي “ليتشي“ والمدرب “لويجي دي كانيو” يعتمد عليه كثيرا في تشكيلته الأساسية ويدخله في حساباته التكتيكية، لأنه وجد كل مواصفات اللاعب الناجح في جمال كونه يعمل بكل جدية وفوق الميدان يتأقلم مع كل الخطط التي ينتهجها المدرب “لويجي”، لأنه يساعد المهاجمين كثيرا ويصبح مهاجما في كثير من الأحيان، وكما نعلم في طريقة اللعب الإيطالية فليس من السهل أن تكتسب الثقة في النفس مع مدافعين من العيار الثقيل، وعليه فبفضل الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها مصباح والتي سمحت له بفرض نفسه في فريق “ليتشي“ تأكد علو كعب هذا اللاعب الجزائري، وما الثقة التي يضعها فيه مدربه إلا دليل على ذلك. الإلتحاق بالمنتخب الوطني مسك الختام منذ سبع سنوات ومصباح يفكر في الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، أي منذ أن أمضى على أول عقد احترافي مع نادي “سارفات جنيف”، وطيلة كل هذه السنوات كان جمال بصدد التركيز على العمل الجاد والصارم في انتظار التفاتة من المدرب الوطني، وعلى الرغم من أن تلك الالتفاتة لم تأت بعد لكنه يعلم بأنها ستأتي في يوم من الأيام وما كان عليه إلا أن يكثف من مجهوداته حتى يتطور في طريقة لعبه أين قال لنا بقلب مفتوح : “ما كان يهمني طيلة هذه المدة هو العمل ثم العمل لا أكثر ولا أقل، ولطالما جعلت هدفي الرئيسي اللعب في صفوف المنتخب الوطني الجزائري الذي يراودني منذ الصغر”. باسط م. لم ينس صديقه عشيو في نادي “آرو” كما أشرنا إليه من قبل، فإن جمال مصباح كان ينشط في نادي “آرو” السويسري قبل أن يتنقل إلى اللعب في الدوري الإيطالي (الدرجة الثانية)، وهناك سمحت له الفرصة التعرف بلاعب إتحاد العاصمة الحالي حسين عشيو الذي أجرى بعض التجارب لكنه لم ينجح في نهاية المطاف، لكن مصباح لم ينس لحد الآن صديقه عشيو وظلّ يحدثنا عنه طيلة تواجدنا معه، ما يؤكد على العلاقة الوطيدة بين الطرفين، حتى أن مصباح أكدنا لنا بأنه لن ينسى أبدا تلك الأيام الرائعة مع عشيو المعروف –حسبه- بروحه المرحة أينما تواجد. تعلّم اللغة الإيطالية بسرعة يمتاز جمال مصباح بجدية وصرامة كبيرتين في العمل من أجل الوصول إلى الهدف المنشود الذي سطّره لنفسه منذ الصغر وهو اللعب في أحد أكبر الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى اللعب مع منتخب بلاده، وما يؤكد أنه جاد في عمله هو تعلّمه اللغة الإيطالية بسرعة فائقة، حيث أنه فور وصوله إلى إيطاليا قادما من سويسرا، قرر أخذ دروسا خصوصية من أجل أن يتأقلم بسرعة ويتواصل مع الآخرين بسهولة لأن الجميع في هذا البلد لا يتلكم إلا اللغة الإيطالية وهو ما يثبت بأن مصباح يعرف جيدا كيف يسيّر مشواره الاحترافي. وقته ضيق، لكنه يحب لعب “البوكير” على الرغم من أن مصباح يقضي معظم وقته في العمل الجاد مع فريقه، إلا أنه لما يكون له وقت فراغ يقضيه مع عائلته الصغيرة في البيت وخاصة مع ابنته، كما يذهب في بعض الأحيان إلى المقاهي القريبة من منزله حتى يلعب مع رفاقه لعبة “البوكير” التي تستهويه كثيرا وقد أكد لنا بأنه من بين أمهر ممارسيها على الإطلاق، لكن لضيق الوقت لا يمكنه أن يلعبها بحرية. يفتقد كثيرا عائلته ووالديه بالخصوص ونحن نتحدث مع مصباح شعرنا بحنين العائلة الكبيرة التي افتقدها كثيرا، فمنذ التحاقه بالدوري الإيطالي لم يعد يزور عائلته إلا نادرا، ما جعله يشتاق كثيرا لها وبالخصوص إلى والديه، حيث أكد لنا بأن دعم الوالدين ليس له مثيل خاصة أن عائلته معروفة بتماسكها الشديد وهدفه المستقبلي أن يقطن مع جميع عائلته سواء في إيطاليا أو في فرنسا.. المهم بالنسبة له أن يكون والداه وأشقاؤه بجانبه. لم يتدرّب مساء أمس لم يتدرب جمال مصباح مع فريقه ظهيرة أمس بسبب التساقط الغزير للأمطار، ما جعل مدرب الفريق يلغي الحصة حفاظا على سلامة لاعبيه (الحصة كانت مبرمجة في أرضية ميدان الملعب الثانوي ل ليتشي)، وقد استغل الطاقم الفني تواجد جميع اللاعبين لعقد اجتماع معهم تحدث فيه حول عدة نقاط، بدل تضييع الوقت. منزله تضرّر جرّاء الفيضانات تضرر منزل مصباح بالفيضانات التي عرفتها مدينة ليتشي في الأيام القليلة الفارطة، حيث أن المياه تسربت إليه، ما جعل مسيري ناديه ينقلونه على جناح السرعة إلى منزل آخر ليقيم به مؤقتا مع زوجته وابنته إلى غاية ترميم ما أفسدته الفيضانات ويعود بعدها إلى بيته الأصلي الذي لم يتضرر بدرجة كبيرة. شقيق “كاكا” كان زميل مصباح في ليتشي يعتبر فريق ليتشي من أبرز المرشحين لتحقيق الصعود هذا الموسم إلى الدرجة الأولى بحكم التشكيلة الجيدة التي يحتلها والتي غادرها في بداية الموسم اللاعب “دي ڤارو” وهو شقيق لاعب ريال مدريد الحالي البرازيلي “كاكا”. وقد أكد لنا مصباح بأن “دي ڤارو” كان من بين أقرب رفاقه في ليتشي الموسم الفارط. ------------ مصباح “لو يطلبون مني الانتظار سنة أخرى للالتحاق بالمنتخب الوطني فهذا لا يزعجني إطلاقا” قبل ثلاثة أسابيع منحت النقاط الثلاث لفريقك حين سجلت الهدف الوحيد في اللقاء أمام “بياتشينزا”، كيف كانت تلك المباراة ؟ لقد كان لقاء غاية في الصعوبة مثل كل المباريات التي نلعبها هذا الموسم في الدرجة الثانية الإيطالية، فكما تعلم لم نتمكن من الفوز إلا بهدف وحيد، وبما أننا في فريق اسمه ليتشي فهذا يعني بأننا سنواجه صعوبات عديدة كون كل الفرق تحاول جاهدة للإطاحة بنا، خاصة أننا نلعب الأدوار الأولى ونتصدّر جدول الترتيب، ولا يخفى عليك أنه حتى داخل قواعدنا الأمور ليست سهلة لأنه لمّا تأتيك أندية مغمورة وتتكتل في الدفاع فيكون الوصول الى شباكها غاية في الصعوبة. وفيما يخص هدف الفوز، ماذا يمكن أن تقول عنه ؟ لقد كانت كرة عائدة بعدما ارتطمت بالعارضة الأفقية ووجدت حينها نفسي في وضعية مناسبة للتسديد وكان يكفيني فقط وضع الكرة في الشباك، وهو ما كان بالضبط، لكن لا يمكنني أن أخفي عنك بأنني تخوّفت كثيرا بعد تسجيل ذلك الهدف من أن يتمكن الفريق المنافس من العودة في النتيجة لأننا تعودنا على ذلك في مختلف مبارياتنا، ولكن لم يحدث ذلك وصرت في نهاية اللقاء أسعد الناس كون هدفي منحنا النقاط الثلاث كما سبق لك وأن قلته لي. وكيف كانت ردود الأفعال داخل الفريق بعد انتهاء اللقاء ؟ الجميع كان مسرورا بذلك الفوز أين قدم إليّ الكل لأجل تهنئتي بالهدف الذي سجلته ومنحنا الفوز الثمين في بياتشينزا وشكروني بذلك على المردود الطيب الذي قدمته، وهذا ما أشعرني بالفخر ومنحني ثقة أكبر في النفس. لكنك لا تسجل كثيرا، لماذا ؟ هذا يتوقف على الخطة التكتيكية للمدرب الذي يعتمد عليّ في وسط الميدان وليس في الهجوم، لأنه لما أشارك كمهاجم صريح دائما أسجل ولكن عندما يطلب مني البقاء في الخلف فهذا يجلني أساعد أكثر في بناء الهجمات ومساعدة رفاقي في تسجيل الأهداف، والمهم هو تحقيق الانتصارات وحصد أكبر عدد ممكن من النقاط بطبيعة الحال من أجل تحقيق الهدف المنشود والصعود إلى الدرجة الأولى. ما هو المنصب الذي تشغله حاليا ؟ وسط ميدان هجومي وفي بعض الأحيان على الجهة اليسرى. وهل هو منصبك المفضّل ؟ يمكنني القول إنني أجد راحتي كثيرا فيه. وهل بإمكانك اللعب في مناصب أخرى؟ هذا يتوقف على المدربين أكثر، فالموسم الفارط مثلا كنت ألعب كظهير أيسر وأدافع كثيرا وكما تعلم فإن كل لاعب يحب أن يتأقلم في مختلف المناصب. ألا يزعجك أن تغيّر منصبك في كثير من الأحيان ؟ في هذا المستوى وإذا أردنا أن ننجح فعلينا أن نظهر جاهزية كبيرة في كل المناصب حتى يتسنّى للمدرب أن يعتمد علينا وقتما احتاج لذلك، فمثلا لمّا كنت في ‘أفيلينو' فقد اقسم لي مدربي من قبل بأنني قادر على اللعب في الجهة اليسرى من الدفاع ولم أشأ تخييب آماله المعلّقة عليّ وفعلت ذلك من دون مشكل وحتى أنا قد اكتسبت المنافسة أين كنت كأساسي طيلة الموسم. كيف كان انضمامك إلى ليتشي ؟ بعد موسم ناجح إلى أبعد الحدود في ‘أفيلينو'، تسارعت عدة فرق من أجل الحصول على خدماتي واهتمت بضمي إلى صفوفها حتى من الدرجة الأولى مثل ‘باري' و‘ليفورنو' لكن كان ذلك من أجل اللعب في الفريق الثاني، وهو ما لم يحفزني كثيرا، وهو ما لم يكن مع ليتشي أين أرادني مدرب الفريق شخصيا لكي أكون معه في الموسم الموالي، وألحّ على ذلك وهو ما سهّل لي الأمور أكثر. ومسيرو “أفيلينو” ألم يريدوا الاحتفاظ بك في فريقهم ؟ لم أكن تابعا لفريق ‘أفيلينو' لأنني كنت هناك على سبيل الإعارة من نادي لوسارن السويسري ما يعني أن مسيّري ليتشي اتصلوا مباشرة بنظرائهم من النادي السويسري وفي ظرف ثلاثة أيام فقط تم تسوية الأوضاع وتنقلت بصفة رسمية الى النادي الإيطالي ليتشي الذي أتواجد معه لحد الساعة، ولا أخفي عنك بأنه لم يكن لديّ أي مشكل فيما يتعلق بتغيير الأجواء من نادٍ إلى آخر، فلما أرادت ليتشي خدماتي اتصلت أنا برئيس لوسارن وحدثه عن الأمر وكان متفهما إلى أبعد الحدود وهو ما أراحني كثيرا لأنه كان يعلم بأنه قد جاءتني فرصة ولم يكن عليّ تضييعها. وما هي مدة عقدك مع ليتشي؟ لقد أمضيت لثلاث سنوات. هذا يعني أنك أردت الاستقرار بعض الشيء في ليتشي، أليس كذلك؟ نعم معك حق وهو الأمر الذي فكرت فيه أنا كذلك. والدليل أنك أساسي في فريقك... لا إذا فكرت بهذه الطريقة فأنت مخطئ، لأن مع هذا المدرب لا يوجد لاعب أساسي وآخر احتياطي، بل يجبرنا جميعا على العمل الجاد والصارم حتى يختار الأكثر جاهزية، لأن مدربنا يطلب منا الكثير ومعه حق في حقيقة الأمر وما يمكنني أن أقوله لك حاليا هو أنني في المستوى لا غير. وهل يمكننا أن نقول إنك في الطريق الصحيح؟ نعم يمكنك أن تقول ذلك، لأنني دخلت مرحلة جديدة في مسيرتي الاحترافية، وأنا دائما أقول في قرارة نفسي إن العمل الجاد والصارم فقط يوصلاني إلى الهدف الذي أصبو إليه، لأنني أريد أن ألعب في الدرجة الأولى الإيطالية وأطور من مستواي وتتغير طريقة لعبي بطبيعة الحال. إذن يمكننا أن نقول إن هدفك الرئيسي هو تحقيق الصعود مع ليتشي وبعدها اللعب في الدرجة الأولى، أليس كذلك؟ نعم هذا هو هدفي بالضبط، ولا أظن أن هناك لاعبا ينشط في الأقسام السفلى يرفض اللعب في الأعلى واختبار إمكاناته وتطويرها بعد ذلك. وهل تثق في إمكاناتك حقا؟ نعم وإلا فكيف أطمح لكي ألعب في الدرجة الأولى. أنا لاعب طموح وأعلم أن إمكاناتي تسمح لي بالذهاب أبعد مما أنا عليه حاليا وعليّ فقط تكثيف العمل واتباع النصائح التي يقدمها لي مدربي. وما هو هدفك بعد ذلك؟ هدفي الثاني بعد التألق مع ليتشي واللعب في الدرجة الأولى الإيطالية هو بطبيعة الحال حمل ألوان منتخب بلادي. وهل بدأت تفكر في ذلك، أم ليس بعد؟ لا أخفي عنك أنني بدأت التفكير في ذلك منذ أن ظفرت بالعقد الاحترافي الأول على الصعيد الشخصي في نادي “سارفات جونيف“ ومن تلك الأيام وحلم الالتحاق بالمنتخب يراودني. إذن أنت متحمس للانضمام إلى صفوف “الخضر“، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد ولكن ليس كما تفكرون فيه أو يفهمه البعض، فأنا لست أنتظر فرصة التحاقي بالمنتخب على أحر من الجمر من أجل المشاركة في المونديال، فتأكد أنني لا أفكر إطلاقا من هذا المنطلق، صحيح أنها فرصة لن تتاح لنا إلا مرة أو مرتين طيلة مشوارنا الاحترافي ولكن ليس كأس العالم التي تحفزني أكثر للقدوم إلى المنتخب الوطني، لأن هدفي الرئيسي هو اللعب مع الجزائر وحتى إذا كان يتطلب ذلك مني الانتظار سنة أخرى أو سنتين فلن أنزعج ولن يكون لي أي مانع، وأقولها لك بكل صراحة أنا لا أستحق المشاركة في المونديال المقبل ليس لإمكاناتي، لا فهذا غير صحيح لكن بحكم أن هناك لاعبين آخرين يستحقونها أكثر مني وحاربوا في التصفيات من أجل الوصول إلى المونديال وفي حال ارتأى الطاقم الفني بأنني أصلح فلن أضيع ثانية واحدة قبل الوصول إلى “الخضر“ لأنني جاهز وعلى أتم الاستعداد كما كنت كذلك من قبل ولا أريد أن يفهمني الناس بطريقة خاطئة. يمكنك أن تقول بصوت عال إنك لن تأتي إلى المنتخب الوطني من أجل المونديال.. شكرا لك لأنك فهمت قصدي، فأنا لا أريد أن آخذ مكان أي لاعب، لكن تأكد أنني أريد أن ألعب لصالح منتخب بلادي. ولعلمك فقد كان لي اتصال بالمنتخب منذ 2004 حين اتصل بي روراوة حينها هاتفيا وتبادلنا أطراف الحديث لما كنت أنا حينها في نادي “سارفات“، وتحدثت كذلك مع المدرب البلجيكي حينها “واسايج“ بالإضافة إلى شنيوني وهو المدير الإداري في المنتخب الوطني، وقد حدثوني حول استعدادي للانضمام إلى “الخضر“ ولطالما كان ردي إيجابيا دون تفكير ولكن بعدها لا أدري ما الذي حدث بالضبط لأن الاتصالات توقفت نهائيا. من دون شك أنك قلقت لانتظارك طويلا متى تتلقى الدعوة الرسمية؟ لا إطلاقا، لا أزال شابا حيث أبلغ من العمر 25 سنة فقط ولا يزال أمامي الوقت للالتحاق بالمنتخب الوطني وتقديم الإضافة المنتظرة مني. أنتظر فرصتي من دون التفكير في أمور سلبية وما يهمني أكثر في الوقت الراهن هو التسيير الإيجابي لمسيرتي دون أن أتحدث كثيرا عن أمور لا تخصني، إذا تلقيت الدعوة في وقت ما فلن أتردد في المجيء، بل سآتي بعينين مغمضتين ومن دون تفكير. هل تعلم أن الجميع في الجزائر يتحدث كثيرا مؤخرا حول إمكانية قدومك إلى صفوف المنتخب؟ تصلني بعض الأصداء أحيانا لما أطالع جريدتكم “الهدّاف“ وأتصفح بعض المقالات التي تخص المنتخب الوطني عبر بعض المواقع الإلكترونية، لكن لا أخفي عنك أنني لا أتابع كل صغيرة وكبيرة عني، خاصة فيما يخص التحاقي بالمنتخب. هناك احتمال كبير لالتحاقك بالمنتخب قبل المونديال، لأن اسمك مطروح بقوة لدى الناخب الوطني، ماذا يمكنك أن تقول عن هذه النقطة؟ لست على دراية بهذا، لكن سماع ذلك يحفزني أكثر ويزيدني عزما وإرادة من أجل القدوم. وهل اتصلوا بكل؟ لا، تأكد أنه لم يتصل بي أي أحد لحد الآن ولا يمكنني الحديث كثيرا في هذا الصدد. وهل تعرف لاعبي المنتخب الوطني؟ أعرف زياني حيث كنا معا في لوريون وأكن له احتراما خاصا لأنه إنسان رائع قبل أن يكون لاعبا، لكن بعد افتراقنا انقطع الاتصال بيننا. واللاعبون الآخرون، هل تعرفهم؟ لا أعرف أي أحد منهم لأنه لم يسبق لي الالتقاء بهم، كما قلت لك فإن اللاعبين اللذين أعرفها هما زياني وعشيو الذي التقيته في نادي آرو السويسري. على كل حال، ستعرفهم بعد الالتحاق بالمنتخب؟ نعم بالتأكيد وأنا متحمس للتعرف عليهم جميعا. هل تابعت كأس إفريقيا الفارطة؟ نعم، تابعت معظمها وشاهدت عدة لقاءات للمنتخب الوطني إلا لقاء نصف النهائي أمام مصر بحكم أنني كنت حينها في تنقل مع فريقي ليتشي. وما رأيك في تشكيلة سعدان ومردود اللاعبين على العموم؟ إنه فريق رائع يضم فرديات متميزة وقد وقفت على إمكانات كبيرة للمجموعة، خاصة تلك الإرادة التي لعب بها اللاعبون أمام كوت ديفوار في ربع النهائي، لقد أبهروني.. وخلاصة القول أنا معجب كثيرا بمستوى اللاعبين وطريقة اللعب التي ينتهجونها لأنها خاصة باللاعب الجزائري على الرغم من وجود معظمهم في مختلف الدوريات الأوروبية. وإذا اتصلوا بك للمشاركة... (يضحك) هذا سيكون أهم شيء بالنسبة لي لأن مسؤولية كبيرة ستكون على عاتقي فعلى الرغم من أنني سأكون أسعد الناس بالمشاركة مع منتخب بلادي، لكن يجب أن لا ننسى أن مجرد حمل الألوان الوطنية يجعلك تحمل آمال ملايين الجزائريين وعليه فلا مجال للخطأ ولا أخفي عليك بأنني سأفتخر دائما بجزائريتي وأنتظر دائما هذه الدعوة. ------- لعب 25 لقاء هذا الموسم، عدة تمريرات حاسمة وبعض الأهداف في الدرجة الثانية في إيطاليا الإحصائيات تتحدث عن مصباح القوي هذا الموسم جمال مصباح هو وسط ميدان هجومي في نادي ليتشي، (متصدر ترتيب الدرجة الثانية في إيطاليا)، يعتبر من أبرز لاعبي الفريق هذا الموسم، حيث شارك لحد الآن في 25 لقاء رسميا وسجّل بعض الأهداف، كما كان وراء عدة تمريرات حاسمة وهو ما يؤكد علو كعبه، خاصة أنه يوجد في أحسن لياقة، الأمر الذي يرشحه ليكون ضمن تعداد سعدان الذي سيتنقل إلى جنوب إفريقيا لاسيما أنه في لياقة أفضل مقارنة بعدة لاعبين من المنتخب الوطني ممن ينشطون في الدوريات الأوروبية ولا يشاركون مع أنديتهم. تجدر الإشارة إلى أن معدل المباريات التي لعبها مصباح لحد الآن يقارب معدلات أحسن اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز. يصبو إلى بلوغ 40 لقاء ولا يريد مصباح أن يقف عند هذا الحد من المباريات (25 مقابلة) بل يصبو جاهدا حتى يصل إلى لعب 40 لقاء مع فريقه الذي يلعب الأدوار الأولى منذ بداية الموسم ويتصدر جدول الترتيب منذ مدة طويلة، ما يرشحه ليصعد إلى الدرجة الأولى الإيطالية والتواجد مع الكبار. ويبقى كل ما يتمناه جمال هو ألا يصاب حتى ينهي الموسم من موضع قوة.