من المقرّر أن يعرف معسكر المنتخب الوطني الجاري حاليا ب “كرانس مونتانا” مغادرة اللاعب جمال مصباح للالتحاق بناديه “ليتشي”، بعد مراسلة متصدّر بطولة الدرجة الثانية الإيطالية للاعب ولرئيس “الفاف“. ووافق روراوة ومنح الضوء الأخضر ل مصباح، لمن اللاعب بدا متردّدا بعض الشيء بعد أن تناهت إلى مسامعه أن مشاركته في المباراة المقبلة لفريقه أمام نادي “فيتشنزا” الأحد القادم قد لا تكون قانونية، وأن النادي المنافس قد يحتج على إشراكه ويتسبّب في عقوبته، مادام أنه من المفترض أنه غير مؤهّل للعب كونه تحت الألوان الوطنية. فريقه بحاجة لنقطة لضمان الصعود وبالعودة لحيثيات الموضوع، فإن مصباح تلقى اتصالا من مسؤولي نادي “ليتشي” يطلبون منه العودة على الفور لخوض مباراة الجولة ما قبل الأخيرة من الدرجة الثانية الإيطالية أمام نادي “فيتشنزا” (يحتل المرتبة 16) يوم الأحد، حيث يسعى فريقه لتحقيق النقطة على ملعب “فيتشنزا” التي تضمن له الصعود رسميا قبل استقبال نادي “ساسولو” في الجولة الأخيرة، وهو النادي الذي يحتل الصف الرابع ولم يفقد كلّ حظوظه في ضمان الصعود. ... ولا يستغني عن ركيزته أهمية مباراة “فيتشنزا” ورغبة مسؤولي “ليتشي” في ضمان الصعود وتفادي الحسابات التي قد تقوده لخوض مباريات “البلاي أوف” في حال أيّ إخفاقات ممكنة في آخر مبارتين، وأهمية والدور الكبير الذي يلعبه الدولي الجزائري مصباح في الفريق، حيث يعدّ إحدى ركائز النادي، هي التي جعلت “ليتشي” يستنجد بمصباح مجدّدا ويطلب عودته، رغم علمها أن “الفاف” كانت قادرة على الاعتراض والإبقاء على اللاعب في معسكر المنتخب. روراوة لم يعترض ويوافق على تسريحه وقد أبلغ مسيرو نادي “ليتشي” رئيس الاتحادية محمد روراوة رغبتهم في عودة مصباح وخوض مباراة “فيتشنزا”. وحسب المعلومات التي وصلتنا فإن رئيس “الفاف” لم يعترض ووافق على تسريح اللاعب لناديه مجددا، رغم أن قوانين “الفيفا” ولوائحها كانت تمنح “الفاف” حق الرفض والإبقاء على اللاعب في معسكر المنتخب، خاصة بعد التعليمة الأخيرة ل “الفيفا” التي تقرّ بوجوب تسريح كل اللاعبين الدوليين المؤهلين للمشاركة في “المونديال” لفائدة منتخبات بلادهم، باستثناء لاعبي الإنتير والبايرن الذين تنتظرهم مباراة نهائي رابطة أبطال أوربا. الإصابة والعقوبة تُخيفان مصباح وحسب مصادرنا، فإن مصباح لم يكن سعيدا بطلب “ليتشي” عودته. والسبب الأول كان تخوّفه من أي إصابة محتملة في مباراة “فيتشنزا” قد تكلفه غاليا تضييع مكانته ضمن قائمة ال 23 . لكن إشكالا آخر طرأ زاد من مخاوف اللاعب، وهو أن مشاركته في مباراة الأحد المقبل غير قانونية وتمنح الحق للمنافس بالاعتراض لدى الاتحاد الإيطالي و”الفيفا” إذا تطلب الأمر، مادام أن اللاعب من المفترض أن يكون تحت ألوان منتخب بلاده ولا يحقّ له المشاركة في مباراة رسمية. وقد قضى مصباح أمسية قلقة وكان من الأجدر على روراوة رفض تسريحه تماما. -------------------------- ليتشي يراسل “الفيفا” رسميا ويطلب ترخيصا مكتوبا قررت إدارة “ليتشي” في اجتماعها مساء أمس مراسلة “الفيفا” فورا (تم ذلك مساء أمس) تطلب فيها رسميا ردا مكتوبا يسمح بمشاركة اللاعب الجزائري مصباح في مباراة الأحد القادم. وجاء قرار إدارة “ليتشي” الإستعجالي بعد مشاورة محامي النادي وبحثا عن حل رسمي من “الفيفا” تغلق به الباب أمام كل تأويل أو مشكل يخص مشاركة مصباح في المباراة القادمة للنادي. -------------------------- مصباح: “أنتظر رد الفيفا للمشاركة أمام فيتشنزا“ أكد لنا لاعب ليتشي جمال مصباح إمكانية التحاقه بناديه للمشاركة يوم الأحد القادم في مباراة أمام فيتشنزا التي تلعب من أجل ضمان البقاء حيث قال: “نعم هناك إمكانية أن ألتحق غدا (الحوار أجري البارحة) بليتشي للعب مباراة الأحد القادم ثم أعود في اليوم ذاته، وبعد موافقة الطاقمين الفني والإداري أنتظر فقط قرار الفيفا غدا من أجل السماح لي بلعب المباراة ومغادرة التربص”. مصباح يحظى بزيارة والده في “كرانس مونتانا“ تميزت حصة البارحة بحضور والد لاعب ليتشي جمال مصباح، حيث تنقل والده رفقة أبناء حيه من مدينة ألماس الحدودية بين فرنسا وسويسرا (ساعتين برا) من أجل مشاهدة ابنه وهو يحمل القميص الوطني، وقد فرح الوافد الجديد ل “الخضر” كثيرا بهذه الزيارة بدليل أنه احتضن والده بقوة وتحدث مع أصدقائه بعد نهاية الحصة، واللافت للانتباه أن والد مصباح كان يتحدث بالعربية مع ابنه وهو ما يعكس نوعية التربية التي تلقاها جمال من والديه. ------------------------- بعد بودبوز وقادير اللذين ضمنا مكانتهما في المونديال مصباح يقنع سعدان وسيكون في قائمة ال23 قدّم اللاعب الجديد للخضر جمال مصباح مردودا جيدا في أول حصة تدريبية يجريها مع المجموعة في ملعب “موبرا“، حيث أظهر لاعب ليتشي إمكانات كبيرة تبشر بمستقبل زاهر لهذا اللاعب مع الخضر، إذ أعجب كل من شاهد مصباح برجله اليسرى السحرية وما قدمه في المباراة التطبيقية التي شارك فيها مع المجموعة، وقد شكل على الجهة اليسرى خطرا دائما بتمريراته وطريقته البسيطة والفعالة في آن واحد. سيكون الخليفة الحقيقي لبلحاج وبالنظر لإمكانيات جمال مصباح فإنه يمكنه بدون شك خلافة نذير بلحاج على الجهة اليسرى من دفاع الخضر أو حتى في وسط الميدان، لأن هذا النجم الصاعد ظهر متحكما جدا في الرواق الأيسر، كما أن فتحاته وتمركزه في الدفاع سيكونان قد أبهرا المدرب الوطني، لأن الخضر كانوا يبحثون منذ مدة عمن بإمكانه خلافة بلحاج في هذا المركز. تواجده في قائمة المونديال أصبح شبه رسمي في نفس السياق يبدو أن المستوى الذي أظهره مصباح في أول حصة تدريبية زاد من قناعة سعدان أنه لم يخطئ التقدير عندما استدعى هذا اللاعب، ما يعني أنه سيكون بنسبة كبيرة ضمن القائمة التي ستسافر للمونديال ولن يكون معنيا بالإقصاء من قائمة ال23 التي سيختارها سعدان بعد المواجهة الودية أمام إيرلندا. حتى اللاعبون القدامى أثنوا عليه إعجاب رابح سعدان بمستوى مصباح لم يكن دون أن يثني حتى اللاعبون القدامى على هذا النجم الصاعد الذي حقق نتائج رائعة مع ناديه الإيطالي ليتشي، كما أن معرفة العديد من العناصر لإمكانيات هذا اللاعب على غرار كريم زياني الذي لعب معه في لوريون تجعل مصباح يندمج بسرعة مع الفريق ويقتطع لمَ لا مكانة ضمن تشكيلة رابح سعدان. ----------------------- غزال:“اشتقت كثيرا لأجواء المنتخب الوطني، سنكون في الموعد ولا خوف علينا” ما هي انطباعاتك الأولية بعد التحاقك بتربص المنتخب وإجرائك لأول حصة تدريبية؟ أنا مسرور جدا ولا يمكنك أن تتصوّر حجم الفرحة التي تغمرني بتواجدي مع المنتخب الوطني وفي هذا التربص بالذات حيث التقيت أخيرا برفاقي في المنتخب لأنني صراحة اشتقت لهذه الأجواء ولا يمكن أن أجدها في أي مكان آخر أكون فيه. وكيف وجدت الأمور داخل المنتخب؟ رائعة كالعادة وكما تركتها لأن المنتخب الوطني يعتبر عائلة واحدة بالنسبة لكل لاعب والجميع يسعى للمساهمة بطريقته الخاصة حتى يرفع راية الجزائر عاليا، وهي الرسالة التي نحن موجودون من أجلها هنا ومن جهتي أنا جاهز وعلى أتم الاستعداد من أجل تقديم الإضافة المنتظرة مني لأن الإرادة التي تحدوني لا يمكن وصفها إطلاقا. ألست متأثرا بعد سقوط فريقك إلى الدرجة الثانية في إيطاليا خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام إنتير ميلان؟ لا لست متأثر كثيرا لأن فريقي كان قد سقط في الجولات التي سبقت هذه المباراة الأخيرة أمام بطل الموسم إنتير ميلان التي لعبناها بكل نزاهة حتى نشرف سمعة فريق سيينا الذي لا يستحق السقوط إلى الدرجة الثانية على الرغم من أننا احتللنا المراكز الأخيرة منذ بداية هذا الموسم ولم نغاردها، لكننا تأسفنا أكثر لأن استفاقتنا جاءت متأخرة كثيرا حيث حصدنا عددا لا بأس به من النقاط لكن دون فائدة حيث لم تسمح لنا بالبقاء في حضيرة الكبار، وأريد أن أضيف شيئا فقط. ما هو؟ حديث كثير قيل حول أنني صرحت بثقتي في التسجيل أمام الإنتير قصد حرمان هذا الفريق من التتويج بلقب البطولة وإهدائه لفريق روما، فكل هذا لا مجال له من الصحة وأؤكد لكم أنني لم أتفوّه بأية كلمة، صحيح أنني كنت أتمنّى التسجيل لكن لفائدة فريقي حتى يغادر الكالتشيو بشرف لكن للأسف لم أتمكن من ذلك وسأحاول تعويض تلك الإخفاقات مع المنتخب الوطني الذي يسمح لنا بالتنفس والتفكير أكثر في المونديال القادم الذي يعتبر تحديا كبيرا لجميع اللاعبين من أجل الظهور بوجه مشرّف. نفهم من كلامك أنك مركّز بما فيه الكفاية مع المنتخب وعلى ما ينتظرك معه من استحقاقات؟ بالتأكيد، تركيزي كلّه منصب على ما ينتظرني من استحقاقات مع المنتخب فنادي سيينا الآن وكل ما يتعلّق بحياتي في طي النسيان، والأهم هو هذا التربص حيث أننا هنا لتكثيف العمل لا أكثر ولا أقل حتى نكون على أتم الاستعداد في منافسة كبيرة ومن العيار الثقيل بحجم كأس العالم التي تأهلنا إليها عن جدارة واستحقاق ويجب أن نشرف الجزائر في هذا المحفل الكبير. بما أنك كنت من بين آخر الملتحقين، هل كان يتصل بك رفاقك من أجل الحديث عن أجواء التربص؟ نعم، لقد كنت أنتظر اللحظة المناسبة للالتحاق بالمنتخب والشروع في العمل داخل هذا التربص، فلا يخفى عليك أنني كنت على اتصال دائم بأصدقائي في المنتخب حيث كان يتصل بي كل من كريم زياني، نذير بلحاج بالإضافة إلى حسان يبدة وهم الذين كانوا في انتظاري، وفور وصولي صنعنا أجواء كبيرة مثل تلك التي تعوّدنا عليها سابقا وذكرتنا أكثر بأجواء أنغولا في كأس إفريقيا السابقة وسنسعى للمواصلة في هذه الأجواء حتى النهاية لأن الحماس ينسينا الرتابة ويحفزنا أكثر على العمل الجاد والصارم. مررت بفترة فراغ صعبة في منتصف هذا الموسم لكنك تمكنت من العودة بقوة، كيف ذلك؟ أنا لاعب عادي مثل بقية اللاعبين ومن الطبيعي أن أمر بمرحلة فراغ في مشواري وفي كل موسم خاصة أنني مهاجم، وكما يعلم الجميع فإن المهاجم الذي لا يسجل يدخله الشك في النفس ومن الصعب عليه استعادة الثقة، لكن من جهتي عدت في الوقت المناسب وجددت العهد مع زيارة الشباك في الآونة الأخيرة وهو ما أراحني كثيرا خاصة قبل هذا التربص مع المنتخب الذي كان يهمني أكثر من أي شيء آخر، وخلاصة القول أنا جاهز من كل النواحي وعلى أتم الاستعداد لما ينتظرني بالإضافة إلى أنني على دراية تامة بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي. كما ترى فقد التحقت بالمنتخب بعض العناصر الجديدة، ما تعليقك؟ ليس لدي ما أقوله في هذا الصدد فمرحبا بكل اللاعبين الجدد وبما أن المدرب قد استدعاهم فإنه يدرك أن المنتخب في حاجة إليهم لا أكثر ولا أقل وعلينا إلا مساعدتهم بطريقتنا الخاصة. وهل تعتقد أنّهم سيجدون صعوبات للاندماج مع المجموعة؟ لا بل بالعكس فقد رأيت أنهم تأقلموا بشكل سريع ونحن هنا من أجل مساعدتهم ليندمجوا أكثر لأنّ الوقت ليس في صالحنا، وبما أننا سنعيش فترات عديدة جنبا إلى جنب فمن الطبيعي أن نعتاد على بعضنا البعض لأننا هنا لأجل هدف واحد ويتعلّق بتشريف بلدنا الجزائر وذلك لن يكون إلا بإنجاح هذا التربص قبل الدخول في المونديال، وفيما يخص الاندماج دائما فمثلما اندمجت أنا من قبل فمن السهل جدا أن يندمجوا لأن المنتخب بمثابة عائلة واحدة ومرحبا بالجميع. كما ترى فحتى هنا في سويسرا لديكم أنصار من الجالية الجزائرية ويشجعونكم دائما، هل من تعليق؟ كما يعلم الجميع فالجزائريون منتشرون عبر كل أقطار العالم خاصة في القارة الأوروبية وقد سررت كثيرا بملاقاة أبناء بلدي هنا في سويسرا، وهو الأمر الذي يحفزنا أكثر لنكون في المستوى ويزيد المسؤولية الملقاة على عاتقنا ثقلا، ونشكرهم على كل ما يقدمونه لنا سواء من قريب أو من بعيد. صدر قرار “الفيفا“ فيما يخص حادثة الاعتداء المصرية على حافلتكم، ما تعليقك على حجم العقوبة؟ أنا على اطلاع بما يحدث والقرار الذي أصدرته “الفيفا“ خيّبنا جميعا، أنا لست بلاتير حتى أتخذ القرار لكن هذه العقوبة بمثابة هدية للمصريين، لكن ما يهمنا أكثر أننا متواجدون في المونديال ونحضّر في هذا التربص الذي يسبق كأس العالم وهم سيشاهدون هذا الحدث العالمي عبر شاشات التلفزيون مثل غيرهم من المنتخبات التي لم تتمكن من تحقيق التأهل. ما تعليقك على إبعاد بن زيمة، ناصري وبن عرفة عن قائمة المنتخب الفرنسي المشاركة في المونديال؟ أنا لست دومينيك أيضا (يضحك) لأعلّق على قرار إزاحة كل هذه الأسماء البارزة في الساحة الكروية العالمية، وله أسبابه الخاصة ولا علاقة لها بأنهم من أصول عربية أو إفريقية لأنهم كانوا ضمن قائمته من قبل وإبعادهم كان بسبب الجانب الفني، فبالنسبة ل بن زيمة هي بمثابة ضربة موجعة لهذا اللاعب الذي ينشط في ناد عريق من حجم ريال مدريد والأمر نفسه بالنسبة ل ناصري وبن عرفة الذي قدم موسما كبيرا مع مرسيليا وحقق لقب البطولة، لكن هذه قرارات المدرب دومينيك وعليه تحمّل كامل مسؤولياته في كل الأحوال. هل من رسالة توجّهها للجمهور الجزائري الذي يتابع أخباركم وينتظر منكم الكثير في المونديال؟ في هذا العالم ليس لدينا إلا جماهيرنا الغالية التي وقفت إلى جانبنا في السراء والضراء وكما ترى فأينما نذهب نلتقي أنصارنا وهو ما يحفزنا على العمل أكثر وتقديم المزيد من التضحيات حتى نكون في المستوى المطلوب في المونديال، فأنا شخصيا أفرح كثيرا لملاقاة الجماهير الجزائرية في كل مكان ونعدهم بأن نكون في الموعد ولا خوف علينا لأن كل شيء يسير على أحسن ما يرام والأجواء داخل “الخضر“ تبشّر بالخير وسنعمل كل ما في وسعنا حتى نشرّف الألوان الوطنية في كأس العالم التي ينتظرها كل العالم بفارغ الصبر.